تتركّز أكثر من 61% من المؤسسات والمبادرات غير الربحية والعاملة في مجال الأثر الاجتماعي في 3 محافظات فقط هي عمّان، إربد والزرقاء، أبرز نتائج مشروع “خريطة بيئة الريادة الاجتماعية في الأردن” التي أجرتها مؤسسة ناسجو للتدريب (أنا أتعلّم) بالشراكة مع جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج” وبدعم من أورنج، حيث تم الإعلان عنها تحت رعاية وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، أحمد هناندة، وبحضور عدد من ممثلي الجهات الداعمة للريادة.

أجريت هذه الدراسة المسحيّة الأولى من نوعها في الأردن على مدار الأشهر الثلاثة الماضية بهدف تحديد أبرز مكوّنات الريادة الاجتماعية لتحديد شركات هذا المجال بناءً على تأثيرها المجتمعي ومساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ولإرشاد أصحاب القرار والشركات والجهات الداعمة لها، حيث يمتاز هذا النوع من الريادة بأنّه غير مبنيّ على الربح فقط، بل يهتم بإيجاد حلول مبتكرة ذات قيمة اقتصادية واجتماعية مع تحقيق الاستدامة والتغيير الإيجابي.

ووفقاً لمعايير الدراسة، شمل هذا المسح الوطني 301 من المؤسسات والمبادرات غير الربحية التي تعمل لتحقيق أثر اجتماعي، سواء كانت مسجّلة أم لا، في جميع محافظات المملكة، حيث توصّل إلى عدّة نتائج أهمّها تركّز معظم جهود الأثر الاجتماعي في قطاعات التعليم والتمكين الاقتصادي والثقافة وقلّتها بشكل ملحوظ في الزراعة والإعلام وتطوير الأعمال، فضلاً عن مساهمة 632 مؤسسة بتقديم خدماتها لما يزيد عن مليون مستفيد سنوياً، بمعدّل 1500 مستفيد لكل مؤسّسة.

وبيّنت نتائج الدراسة بعض التحديات التي تواجهها مؤسسات الأثر الاجتماعي، إذْ أنّ معظمها يفتقر إلى منتج مستدام يدرّ العوائد، كما أنّ 85% من المبادرات غير المسجّلة تفكّر بالتسجيل لكنّ معظمها يحتاج للدعم المادي والتوجيه القانوني.

أمّا من حيث مشاركة المرأة، فقد بلغت نسبة السيدات 44% في المؤسسات والمبادرات غير الربحية في قطاع الأثر الاجتماعي، أكثرهن في الجمعيات الخيرية، في حين قلّ حضورهن في قيادة التعاونيات والشركات غير الربحية، كما تبيّن أن المؤسسات التي تمّ مسحها تساهم في تشغيل ما يقارب 1450 موظفاً بشكل دائم أكثرهم من النساء بنسبة 60%.

وأكّدت المدير التنفيذي لوحدة الاتصال المؤسسي والاستدامة لدى أورنج الأردن، المهندسة رنا الدبابنة، التزام أورنج بتطوير منظومة الريادة ودعم الشركات الناشئة، وخاصة تلك التي تخدم النمو الاقتصادي والمجتمعي، بما في ذلك دعمها رحلة الرياديين الطموحين من خلال البرامج والمبادرات والفرص التي تواصل توسعة دائرتها في المملكة، بالإضافة إلى شراكاتها الاستراتيجية لتطوير هذا القطاع ودعم الابتكار.

وقال الرئيس التنفيذيّ لجمعيّة “إنتاج”، المهندس نضال البيطار، إنّ هذه الخريطة هي الأولى من نوعها من حيث تركيزها على الاحتياجات المجتمعيّة، معتبراً أنّ هذا النهج الجديد من الريادة يساهم في حلّ قضايا مجتمعيّة بصورة نوعيّة قائمة على الفكرة المبتكرة التي لا تفرز أعباء ماليّة.

وأكّد المهندس البيطار على أنّ هذه الخريطة ستكون دليلاً شاملاً مبنيّاً على الاحتياجات المجتمعيّة في مختلف المجالات، مشيراً إلى أنّ التقنيّة أصبحت ممكناً رئيسيّاً للتغلب على الكثير من التحدّيات، بالإضافة إلى مساعدتها في التطوير والتحديث.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة “أنا أتعلّم”، السيد صدام سيالة: “تسعى هذه الدراسة إلى تحديد أهم المؤسسات والمبادرات التي تشكل مشهد الريادة الاجتماعية في الأردن، وستمهد هذه الدراسة الطريق لجميع الفاعلين في هذا المجال لتمكين فرص التواصل والتفاعل وتوظيف موارد قطاع ريادة الأعمال الاجتماعية بشكل أكثر فعالية وأعلى جودة، وسيساعد على فهم أكبر للأثر الاجتماعي والاقتصادي الذي يخلفه قطاع الريادة في الأردن”.