عقدت جمعية إدامة للطاقة والمياه والبيئة وبالتعاون مع جمعية شركات تقنية المعلومات الاردنية إنتاج لقاءً عبر تقنية الاتصال عن بعد تحت عنوان “كهربة الاقتصاد الاردني عبر التحول الرقمي” بحضور ما يقارب 200 مشارك ، حيث تحدث خلال اللقاء كل من صاحبة السمو الملكي الاميرة سمية بنت الحسن، رئيس الجمعية العلمية الملكية، ومعالي وزير الاقتصاد الرقمي والريادة مثنى غرايبة، وأدار الحوارسعادة السيد كريم قعوار.
وافتتح الدكتور دريد محاسنة اللقاء بالترحيب بالضيوف والتأكيد على دور جمعيات الأعمال في إرساء الأرضية للنقاشات التي تسهم في تطوير الأعمال وفتح أبواب الفرص الجديدة للجميع، وأشار إلى ان هذا اللقاء جاء كبداية لاطلاق التعاون بين قطاعي الطاقة وتكنولوجيا المعلومات على صعيد الاعمال، مؤكدا المضي في الدفع باتجاه التحول الرقمي بالتعاون مع كافة الشركاء من القطاع العام والقطاع الخاص والمؤسسات الاكاديمية والبحثية.
فيما أشار سعادة السيد كريم قعوار إلى رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين منذ العام 2000 والتي أثمرت عن إطلاق جمعية انتاج في نفس العام وجمعية إدامة في العام 2008، والتي ما زالت تصبو نحو اقتصاد اردني رقمي بحلول العام 2025، حيث جاءت هذه الجائحة كفرصة لتقييم مدى استعدادنا لهذا التحول الرقمي.
وأكد على ان الطاقة لطالما شكلت صلب عملية التطوير الاقتصادي ؛ إذ أن التحول الرقمي في هذا القطاع والتوجه نحو الكهربة سيخلق التوازن المطلوب للتعامل مع فائض القدرة التوليدية التي يشهدها قطاع الكهرباء بالاضافة الى تخفيف استهلاك الوقود والحد من انبعاثات الكربون واثاره البيئية، وأن انتهاز الأردن لفرصة الاندماج بين تقنيات المعلوماتية والاتصالات والطاقة وبالأخص الطاقة المتجددة لإيجاد مشاريع وحلول تقنية تعتمد على العنصر البشري لجذب الاستثمارات وخلق فرص العمل.
وخلال مشاركتها بعرض تفصيلي لتصور الجمعية في هذا المجال، أشارت صاحبة السمو الى أهمية التحول الرقمي والكهربة كوسيلة فاعلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والوصول إلى اقتصاد رقمي حقيقي في الأردن. إلا أن فرص الاستفادة من هذه الأمور لن تكون ممكنة بدون التكامل والنمو المقابل في سعة شبكتنا الذكية لتشغيل مراكز البيانات، وإدارة تدفق العرض والطلب، واستخدام البيانات الضخمة بشكل فعال، كما قالت سموها: “إن الأنظمة الذكية والمدن الذكية والطاقة الذكية تتطلب أشخاصًا أذكياء وعلمًا ذكيًا وتفكيرًا ذكيًا. وهو ما يتوفر بالفعل في الجمعية العلمية الملكية كونه جزء من منظومة الابتكار الريادية التي تعمل بها الجمعية.”
كما وأكدت سموها في هذا الإطار على أهمية التحول إلى أنظمة التوليد الموزعة (اللامركزية) التي تسهل إدماج مصادر الطاقة المتجددة بأنواعها وإدارة منظومات طاقة متكاملة بكفاءة عالية من خلال شبكات الربط الذكية وصولاً إلى تحرير سوق الطاقة الكهربائية بالكامل.
هذا وأكد معالي وزير الاقتصاد الرقمي على ان الوصول الى رؤية 2025، وبالنظر الى التسارع الذي يشهده قطاع تكنولوجيا المعلومات في ظل الازمة الراهنة والظروف التي نمر بها، منوط بشكل كبير بالقطاع الخاص، حيث أشار الى الأداء الاستثنائي الذي قامت به شركات الاتصالات مع نمو الطلب الى ما يزيد عن 70% في فترة قصيرة جدا دون الاضطرار الى تقديم خدمة أقل جودة للمتلقين من الطلاب والمشاهدين، وهو عكس ما حصل في دول اخرى، كما استطاع القطاع الخاص تطوير منصات استضافت مايزيد عن مليون مستخدم في ظرف اسبوع.
كما وأضاف بأن التعاون بين قطاعي الطاقة والمعلومات هو الخطوة القادمة، كونه سيمكن من استخدام القدرة التوليدية الفائضة عن الحاجة في تشغيل مراكز البيانات والتي تحتاج الى العمل على تطوير الحاجة لها وجلب الإستثمار وتعزيز الإتصال العالمي، مشيرا الى وجود فرصة حقيقية لتطوير مدينة العقبة والاردن ككل ليكون مركزاً للبيانات والاتصال العالمي.
وقد جاءت آراء الحضورمؤيدة لإمكانية أن يتم التعامل مع الكهرباء بسهولة كالبيانات في غضون العشر سنين القادمة، فيما أكد غالبيتهم على أن فرص الإستثمار في التحول الرقمي هي فرص واضحة ولكن عدم وضوح التخطيط الاستراتيجي بهذا الاتجاه وفقر التشريعات الناظمة لهذا التحول هو من اهم التحديات التي يواجهونها.