تقود الجامعة الأردنية حراكا رقميا استثنائيا لتوظيف تكنولوجيا المعلومات في العملية التعليمية وتسخيرها من أجل خدمة المادة التدريسية والطلبة. 

وقد وضعت الجامعة مشروعها للتحول الرقمي، الذي يبتدئ بتهيئة الحرم الجامعي وبناء البنية التّحتيّة القادرة على استيعاب التحول الرقمي وإعادة تأهيل قاعات الصف ومدرّجات الجامعة التعليميّة وتدريب الطّالب وعضو هيئة التّدريس على قيادة هذا التحول الرّقمي بكفاءة واقتدار.  وبالتزامن مع رقمنة العملية الأكاديمية، تعمل الجامعة على أتمتة كافة إجراءاتها وعملياتها المختلفة، بما يشمل العمليات الإدارية والمالية والأكاديمية والبحثية، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من مشروع التحول الرقمي للجامعة، دون تغافل عن الارتدادات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية لمثل هذا التحول.

وأطلق رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات ثورة بيضاء على الخطط الدراسية، إذ جرى تعديلها وتحديثها وتطويرها وجعلها أكثر حداثة وانسجاما مع متطلبات سوق العمل، إضافة إلى إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي فيها حسب متطابات كل تخصص.  وللاستعداد أكثر لرقمنة المحتوى، أوعز عبيدات باعتماد تدريس اللغتين العربية والإنجريزية والحاسوب بوصفها مساقات إجبارية، جنبا إلى العديد من المهارات الناعمة اللازمة لسوق العمل.

ولم يقف مشروع “الأردنية” عند هذا الحد فحسب، بل نفذت مشروع تطوير القاعات الصفية والمدرجات في الجامعة بأعلى التقنيات، لتكون مؤهلة للتعليم الإلكتروني والحديث والتعليم المعاصر، بكلف إجمالية فاقت ملايين الدنانير، بهدف تطوير البنية التحتية والمرافق المساندة للتعلم والتعليم، وتزويد بعض المختبرات بالأجهزة الحديثة، سعيا إلى بيئة جامعة جاذبة.  واستحدثت الجامعة العديد من المرافق التكنولوجية والرقمية، من بينها 12 مختبرا ذا طابع تكنولوجي، منها على سبيل الذكر لا الحصر مختبر الرياضيات ومختبر الذكاء الاصطناعي والروبوت ومختبر ستيديو العلاج بالفن.  وفي سبيل الاطلاع على التجارب العالمية، شارك عبيدات في الكثير من المؤتمرات العالمية، منها مؤتمر شنغهاي، والمنتدى العالمي لرؤساء الجامعات في بكين، ليؤكد أنه لا بد من الاستفادة من أفضل الممارسات العالميّة والحلول المبتكرة لإيجاد الطريقة المثلى التي تضمن نظامًا تعليميًّا قادرًا فاعلًا يحقّق الهدف المرجوّ، والمتمثّل في صنع جيل من الخرّيجين يُعاد تشكيله أخلاقيًّا وإنسانيًّا ومهنيًّا، وصقله ورفده بالمهارات النّاعمة التي تضفي مسحة من الإبداع على كل ما يعملون عليه.

وبنى عبيدات رؤيته لمشروع التحول الرقمي في “الأردنية” على أساس مبادئ الحوكمة التكيُّفية المفتوحة، ساعيا إلى سد الفجوة الرقميّة وتسريع التّنمية من خلال عالم العمل المتغيّر، وتعزيز أنظمة التّعليم والابتكار، وإلهام الثّقة والانفتاح والشّفافيّة في الإدارة من أجل رفد قدرة الجامعة على مواجهة التّحديات المستقبليّة وتزويدها بالأدوات اللازمة لذلك.

ويدعو عبيدات إلى ضرورة التحول نحو مجتمع واقتصاد رقميّين، وتحسين الرّعاية الصّحية من خلال الصحة الإلكترونيّة وتقديم خدمات الرّعاية الصّحّيّة عن بعد، وأن يؤدي التّحول الرقمي في القطاع المصرفي والمالي إلى الانتقال من الخدمات الرّقمية إلى الخدمات المصرفيّة المفتوحة والمدفوعات المستقبليّة، وأن تقع الاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي لاستدراك ما فات المجتمعات نتيجة تسارع التطور في مجالات التكنولوجيا المختلفة.

المصدر الغد