أكد الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات ‘إنتاج’، المهندس نضال البيطار، أن الذكاء الاصطناعي يشهد توسعاً سريعاً على المستوى العالمي.
المهندس البيطار خلال مشاركته في الجلسة الحوارية لمناقشة ملامح الاقتصاد الرقمي- الأردن كرائد للتحول الرقمي في المنطقة ضمن أعمال المؤتمر الاقتصادي العاشر، توقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تشكيل مستقبل العديد من القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك القطاع الصناعي، الزراعي، الغذائي، والتعليمي، وغيرها.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي، رغم فوائده الكبيرة على مستوى تحسين الإنتاجية والكفاءة، قد يكون له تأثير سلبي على سوق العمل من خلال زيادة معدلات البطالة.، إلا إذا كان هناك إعداد حقيقي وخطط مدروسة من قبل أصحاب القرار.

وأوضح البيطار أن هناك مخاوف حقيقية من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى فقدان وظائف تقليدية، ونحن حالياً في مرحلة مخاض صعبة فيما يتعلق بفقدان الوظائف وخلق وظائف جديدة.

وأشار البيطار إلى أن عام 2024 من المتوقع أن يشهد استمرار النمو في استخدامات الذكاء الاصطناعي، حيث أشار إلى أرقام هائلة تؤكد هذا التوسع.

وذكر أنه في عام 2021، بلغت استثمارات الذكاء الاصطناعي حوالي 95 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل هذه الاستثمارات بحلول عام 2030 إلى أرقام قد تصل إلى 2 تريليون دولار.

وتابع، إن قطاع الذكاء الاصطناعي يعتبر أحد أهم المحركات للاقتصاد العالمي اليوم، حيث إنه يسهم بشكل كبير في زيادة الكفاءة وتخفيض التكاليف في العديد من الصناعات.

وقال: ان الذكاء الاصطناعي يساهم في تحسين عمليات التصنيع من خلال زيادة الدقة والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية، ما يؤدي إلى تقليل الهدر وزيادة الإنتاجية.

وفيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، أوضح البيطار أن هذه التقنية ستحدث تغييرات جذرية، حيث من المتوقع أن تتغير 23% من أنواع الوظائف الحالية خلال السنوات القليلة المقبلة.

ولفت إلى أن التقديرات تشير إلى أنه بحلول عام 2030، ستختفي حوالي 83 مليون وظيفة على مستوى العالم نتيجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن في المقابل سيتم خلق حوالي 69 مليون وظيفة جديدة.

وأوضح أن هذه التغيرات ستضع الدول والشركات أمام تحديات كبيرة تتطلب تبني استراتيجيات فعالة لضمان الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي وتقليل التأثيرات السلبية المحتملة.

وأشار إلى أن الأردن، رغم التحديات، لديه فرص كبيرة للاستفادة من هذه التقنية إذا ما تم التركيز على التعليم والتدريب المتخصص في مجالات الذكاء الاصطناعي، داعياً الجامعات الأردنية إلى تكثيف جهودها في هذا المجال.

كما أشار إلى أن الدول العربية بدأت أيضاً تأخذ خطوات مهمة في هذا المجال، حيث حققت السعودية والإمارات على سبيل المثال نمواً ملحوظاً في تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يساهم في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول.

وأكد البيطار على أهمية تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص لتعزيز مكانة الأردن في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.

ودعا إلى إطلاق مبادرات مشتركة بين الحكومة والشركات لتطوير البنية التحتية الرقمية وتبني أحدث التقنيات التي تدعم الابتكار والنمو الاقتصادي.

واختتم البيطار حديثه بالإشارة إلى أن مستقبل الذكاء الاصطناعي يحمل في طياته فرصاً وتحديات على حد سواء، وأن الدول التي ستتمكن من الاستفادة من هذه التقنية هي تلك التي تستثمر في التعليم والتدريب وتطوير التشريعات اللازمة لحماية البيانات وضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التكنولوجيا.