أكد المدير العام لشركة كاسبرسكي في الشرق الأوسط راشد المومني، أن الأردن يعد من أقل دول المنطقة تأثرا بالهجمات السيبرانية المتقدمة، وذلك بفضل البنية الرقابية المتماسكة والتعاون الوثيق بين الجهات الرسمية والخاصة في مجال الأمن السيبراني.

وأوضح المومني في مقابلة مع “الغد” على هامش الملتقى السنوي العاشر للأمن السيبراني (Cyber Security Weekend) لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تزايدا ملحوظا في التهديدات السيبرانية، خاصة تلك التي تستهدف الأجهزة المحمولة، والتي سجلت ارتفاعا بنسبة 48 % في الربع الأول من العام 2025 مقارنة بالربع الأخير من العام السابق.

ولفت إلى أن تطبيقات التراسل، مثل “واتساب”، باتت من أبرز أدوات الاستهداف المستخدمة في هذه الهجمات.
وأشار إلى أن الأردن سجل استهدافا خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 14 % من عملاء الشركة بهجمات سيبرانية متقدمة، تم إحباطها بالكامل، وهي نسبة أقل من تلك المسجلة في دول المنطقة.
واعتبر المومني أن هذا يعكس فعالية المنظومة الوطنية للأمن السيبراني، والتنسيق المستمر بين مختلف الأطراف المعنية.

تهديدات متطورة وتعاون استباقي
وبين أن طبيعة الهجمات تختلف حسب الدولة والقطاع، ففي الأردن تتركز التهديدات في القطاعات الحكومية والمالية، وتتنوع بين الابتزاز وهجمات الفدية، وصولا إلى محاولات اختراق تهدف لجمع معلومات أو تحقيق أهداف سياسية.

وشدد على أن العمل الاستباقي مع الهيئات الرقابية والتشريعية يمكن من التصدي للهجمات قبل وقوعها، بدلا من الاكتفاء برد الفعل.

70 % من الهجمات السيبرانية أخطاء بشرية
وأشار المومني إلى أن أكثر من 70 % من الهجمات السيبرانية تنتج بسبب أخطاء بشرية، ناجمة عن ضعف الوعي الأمني لدى الأفراد، وهو ما يدفع الشركة إلى الاستثمار في حملات التوعية، والبرامج التدريبية، والتعاون مع المدارس والجامعات والجهات الحكومية في الأردن والمنطقة.

وأكد المومني أن الأردن حقق تقدما كبيرا على المستوى العالمي في الأمن السيبراني، خصوصا مع تأسيس المركز الوطني للأمن السيبراني وتنظيم المؤتمرات المختصة، مما يدل على الجدية في مواجهة التهديدات المتزايدة.

وأوضح المومني أن “كاسبرسكي” تعمل في الأردن منذ أكثر من عشر سنوات عبر شركاء محليين، وبدأت التوسع المباشر قبل عامين بفريق عمل محلي، مع خطط لزيادة العدد نظرا لكفاءة السوق الأردني والموارد البشرية المؤهلة مشيرا إلى نمو أعمال الشركة بالمملكة خلال العام الماضي بنسبة 105 % مقارنة بالعام 2023.
وأشار إلى أن الكفاءات الأردنية تسهم اليوم في إثراء أسواق المنطقة، لا سيما الخليج وشمال أفريقيا.

ابتكار وحلول غير قابلة للاختراق
وبين أن الشركة تواصل تطوير حلولها لتواكب طبيعة التهديدات، ومن أبرزها تقنية “المناعة الرقمية” التي تعد من الحلول غير القابلة للاختراق، وتغطي قطاعات متعددة مثل الصناعي والمالي والخدماتي.

وشدد المومني على أهمية التكامل بين القطاعين العام والخاص في تعزيز الأمن السيبراني، مشيرا إلى أن هذا التعاون لم يعد رفاهية، بل ضرورة وطنية، شأنه شأن الأمن الوطني، وهو ما تجسده علاقات الشراكة مع الجهات الدولية مثل الإنتربول وأفريبول، والتي أسفرت عن القبض على أكثر من 100 مجرم إلكتروني حول العالم بفضل تبادل المعلومات والخبرات.

سلاسل التوريد هدف متجدد للهجمات
وتطرق المومني إلى التحديات المتزايدة في سلاسل التوريد، التي باتت هدفا متكررا لمجرمي الإنترنت، نتيجة لثغرات أمنية يتم استغلالها لاختراق أنظمة الشركات. واستشهد بحادثة الاختراق الأخيرة التي طالت شركة “كراودسترايك” العالمية، والتي كان لها أثر بالغ على المستوى الدولي.

وبحسب المومني، تأسست كاسبرسكي قبل 28 عاما، ولها تواجد في أكثر من 200 دولة، عبر أكثر من 30 مكتبا و5000 موظف، نصفهم يعملون في البحث والتطوير.

وذكر المومني أن لدى الشركة 30 دكتورا متخصصا في الرياضيات، فيما يتم كشف ما يقارب 500 ألف ملف خبيث يوميا من خلال تقنياتها.

ولفت المومني إلى أن كاسبرسكي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي منذ أكثر من 15 عاما في الكشف التلقائي عن التهديدات السيبرانية.

كما أن للشركة مساهمات بارزة في كشف هجماتZero Day، من بينها واحدة استهدفت متصفح “جوجل كروم”.

وبين المومني أن “كاسبرسكي” لا تقتصر على المنع الاستباقي للهجمات، بل تساعد عملاءها في حال التعرض لهجمات فدية أو تسريب بيانات، وذلك من خلال قنوات مخصصة وآليات لاسترجاع البيانات، مشيرا إلى أن هذه الخدمات تنجح في العديد من الحالات.

تأسست كاسبرسكي عام 1997، وهي شركة عالمية متخصصة في مجال الأمن السيبراني والخصوصية الرقمية. وفرت الشركة حلول الحماية لأكثر من مليار جهاز من التهديدات السيبرانية الناشئة والهجمات الموجهة، وتتطور خبرة الشركة العميقة دوماً في مجال معلومات التهديدات والأمن، وهي توظف خبرتها لتقديم حلول وخدمات مبتكرة لحماية الأفراد، والشركات، والبنية التحتية الحيوية، والحكومات، حول العالم. وتقدم محفظة الحلول الأمنية الشاملة للشركة حماية رائدة لحياة رقمية على الأجهزة الشخصية، وتوفر منتجات وخدمات أمنية مخصصة للشركات، وحلول المناعة السيبرانية لمكافحة التهديدات الرقمية المعقدة والمتطورة. تقدم الشركة خدماتها لملايين الأفراد وأكثر من 200,000 عميل من الشركات، وتساعدهم في حماية المعلومات المهمة لديهم.