بينما يتسابق رياديون أردنيون في السعي لتقديم أفكار ومشاريع تخدم “ذوي الإعاقة” لدمجهم في المجتمع عبر تطوير مهاراتهم المهنية والاجتماعية، يستمر مشروع الريادية الأردنية دعاء البيك الذي انطلق منتصف العام 2023 في تقديم خدماته لهذه الفئة من المجتمع.
المشروع الذي يحمل اليوم اسم “ألهمني”، حيث يتواجد مركز متخصص أسسته البيك في منطقة طبربور في عمان، يعمل على برامج وخدمات تهدف للتهيئة الاجتماعية والمهنية بشكل عملي ومباشر في المجتمع عن طريق دمج الشباب من ذوي الإعاقة في المجتمع، والعمل على تطوير مهاراتهم الاجتماعية للوصول إلى أعلى نسبة استقلالية ممكنة على الصعيدين الشخصي والمهني، وتوفير الفرص اللازمة لاستمرارية العطاء وعدم التوقف عن التعلم سواء التعلم المهني أو الأكاديمي.
وتبين البيك، التي تحمل شهادة البكالوريوس في تخصص الكيمياء، والدبلوم في الإرشاد النفسي والأسري، أن مشروع “ألهمني” يستهدف في برامجه وخدماته فئة ذوي الإعاقة والمرضى النفسيين من عمر 15 سنة فأكثر، مثل مرضى التوحد وداون سيندروم والمشاكل النفسية مثل (الانفصام) وأي إعاقة مصنفة من بسيط إلى متوسط.
وأوضحت، أن المشروع يقدم خدماته عن طريق متابعة بجلسات فردية وتطوير مهارات داخل المركز وتعميمها عمليا بالخارج في المجتمع، فضلا عن البحث عن ميول وقدرات كل فرد والعمل عليها، حتى لو كانت في التعليم ممن لم يحالفهم الحظ بالانتساب للمدارس في عمر صغير نعيد المحاولة بالتعليم المنزلي واجتياز المراحل التعليمية من جديد.
وتشير إلى عمل المشروع على تطويع التكنولوجيا الحديثة في عمله وخدماته لتسهيل التعلم واكتساب المهارات، كالتعلم على الأجهزة الذكية واستخدام الذكاء الاصطناعي، كما أن المشروع يبحث دائما عن سبل لعمل دخل للشباب عن طريق عمل أشغال يدوي “مطبخ إنتاجي”.
وتضيف “من خطط المشروع دراسة تصميم تطبيق ذكاء اصطناعي لذوي الإعاقة، من الممكن أن يخدم صعوبات النطق ولغة الإشارة ليكون بمثابة معالج مرافق يلجأ له بأي وقت”.
وتقول البيك “إن حلمها هو احتواء جميع أفراد ذوي الإعاقة والمرضى النفسيين، وتوفير العلاج المناسب وفرص التعليم والعمل وحياة كريمة وآمنة ومنتجة لهم في جميع المراحل العمرية”.
ووسط الطموحات الكبيرة والآمال، تدرك البيك أن مشروعها يواجه العديد من التحديات في طريق تطويره وتوسيع نطاقه، لعل أهم هذه التحديات عدم تقبل شريحة من الناس في المجتمع لفئة ذوي الإعاقة، وتحدي عدم القدرة في المركز على استيعاب أعداد كبيرة من ذوي الإعاقة للاستفادة من الخدمات، وذلك بسبب صغر حجم الكادر من العاملين والمساحات البسيطة، وتواضع وسائل النقل للوصول إلى المركز، موضحة أن المشروع اليوم يستوعب عددا يتراوح بين 7 و10 كأحد أقصى.
وقالت “المركز لا يستطيع أن يزيد ويوسع كادر العمل بسبب القدرة المالية لتحمل التكاليف، لأن المشروع حاليا لا يحقق أرباحا”.
وأكدت محاولتها الوصول إلى تمويل أو دعم من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالموضوع؛ لدعم الطلاب وتغطية التكلفة وهو الأمر الذي ينطوي على صعوبات كبيرة.
المصدر الغد