منصور: الرواتب والتقاعد وخدمة الدين تستهلك كافة الإيرادات ولا يوجد تمويل للاقتصاد الإبداعي
منصور: 900 مليون دولار انفقها العالم على التحوّل الرقميّ في 2018 ذهبت هباءً
مزاهرة: مسؤولية الحكومة كبيرة لتلبية المتطلبات الجديدة بعد جائحة كورونا
مزاهرة: إيقاف هجرة الكفاءات الأردنيّة يتطلب إيجاد فرص لها في المملكة
عمان
عقدت جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “انتاج” جلسة حوارية مساء الأحد عبر تقنية الاتصال عن بعد، حيث تم مناقشة موضوع “كورونا وقيادتها للتحوّل الرقميّ من خلال حصر التحديات وإيجاد الحلول.
وقال رئيس هيئة المديرين في جمعية “انتاج” الدكتور بشار حوامدة، ان العالم بأكمله تغيّر نتيجة الجائحة التي أثرت عليه، مؤكدا ان التحوّل الرقميّ يُقلل الكُلف والمصاريف وذلك بالاعتماد على تقنيات الاتصال عن بعد.
وأشار الى ان التحوّل الرقميّ يجب ان يكون عملية متكاملة متوفرة في أي وقت، وليس في وقت محدد ولظرف طارئ فقط، مؤكدا على ان جائحة كورونا دفعت باتجاه التحوّل الرقميّ بشكل اكبر.
وشدد على ان غياب التحوّل الرقميّ يهدد البشرية، معتبر ان التحوّل الرقميّ ليس “رفاهية” أو من الكماليات.
وقال ان الانترنت خدمة أساسيّة لا يمكن الاستغناء عنها مطلقاً، خصوصا في ظل الظروف القائمة حاليا.
ونوه الى ان التجربة الأردنيّة لم تنجح لغاية الآن في التحوّل الرقميّ، معتبرا ان هذه التجربة لا ترتقي للمستوى المطلوب، مؤكدا على ان القطاع الخاص هو من يملك القدرات والخبرات البشرية، لذلك يجب ان يكون القطاع الخاص هو القائد لعملية التحوّل الرقميّ برعاية وإشراف من أعلى مرجعية في الدولة أسوة ببعض الدول المجاورة وذلك لضمان فرضها واستمراريتها.
واكد على أن استراتيجيّة التحوّل الرقميّ يجب ان تعتمد على المكونات الرئيسيّة كالحوسبة السحابيّة والذكاء الاصطناعيّ وتجميع البيانات والحد من تناثرها بين المؤسسات الحكوميّة.
وأكد على أهمية وجود “بنك للمعلومات” في المملكة، معتبرا ان توفر البيانات يساعد على حل 70 بالمئة من مشاكل التحوّل الرقميّ في الأردن.
وتساءل الدكتور حوامدة عن دور الهوية الذكيّة التي أصبحت في جيب كل مواطن، معتبر ان هذه الهوية أصبحت منحصرة في تصميم جديد فقط دون الاستفادة وتفعيل الخدمات الذكية عليها.
واكد على ان الأردن يملك كفاءات كبيرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات استطاعت بناء ملكيات فكرية وساعدت في تطور الأنظمة بعدد من دول المنطقة، مشددا ان الأردن يملك الخبرات الشركات لقيادة التحوّل الرقميّ بشكل كبير ومتميز.
وشدد على ان التمويل لبناء الأنظمة متوفر لكن بحاجة الى استراتيجيّة قائمة على الاستمرار في البناء على الإنجاز، معتبرا ان التأخر في تنفيذ التحوّل الرقميّ بالأردن كانت بسبب غياب الاستراتيجيّة.
وحول المحافظ الإلكترونية، أكد على أهمية استحداث” Central KYC” في الأردن وهو “موقع مركزي لمعرفة العميل”، والذي يمكن من انتشار المحافظ الإلكترونيّة بشكل اكبر.
وبدوره، قال وزير الشؤون الاقتصادية الأسبق والخبير الاقتصادي الدكتور يوسف منصور، ان الاقتصاد الرقميّ يعتمد على الحوسبة الرقميّة لإيجاد حلول للأعمال، معتبرا ان أهمية الاقتصاد الرقميّ ظهرت في الصين من خلال إثبات ان قطاع الخدمات الأقل تضررا من جائحة.
واكد على ان عملية التحوّل الرقميّ تحتاج إلى استراتيجيّة يتم بناؤها بالاعتماد على الخبرات الداخليّة في كُلّ مؤسسة، مبينا ان التحوّل لن يكون إلا من خلال بناء استراتيجيّة واضحة متضمنة لكل الخبرات داخل كل مؤسسة.
وأشار الى ان عملية التحوّل الرقميّ تحتاج الى بناء وترقية قدرات القوى العاملة، بالإضافة لوجود قيادة رقميّة ذكيّة بإسناد من فنيين متخصصين، مؤكدا ان الأجهزة والأدوات دون الارتقاء بمستوى العاملين لن يحقق قصة نجاح.
وأشار الى ان العالم انفق 1.3 تريليون دولار على التحوّل الرقميّ في 2018، في حين ان 900 مليون دولار منها ذهبت هباءً بحسب دراسة صادرة عن جامعة هارفرد.
ودعا الى بناء قدرات المواطنين للتعامل مع التحوّل الرقمي، حتى لا تصبح قوى عكسية تُفشل عملية التحوّل الرقميّ.
وأشار الدكتور منصور الى ان الشركات الصغيرة والمتوسطة تشكل 99.6 بالمئة من الاقتصاد الأردني وبنسبة 40 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، موضحا ان انخفاض مساهمة تلك الفئات من الشركات في الناتج المحلي الإجمالي يعود الى ان الشمول المصرفي في الشركات الصغيرة شبه معدوم.
وأشار الدكتور منصور الى الرواتب والتقاعد وخدمة الدين تستهلك كافة إيرادات الدولة من الرسوم والضرائب، دعيا الى وجود تمويل للمبدعين والاقتصاد الإبداعي.
واكد على ان التحوّل الرقميّ يساهم في الحد من التهرب الضريبيّ، وذلك من خلال إيجاد تكامليّة في الربط بين الأنظمة من الضريبة والجمارك والوزارات والمؤسسات الحكوميّة.
وقال ان توفير قاعدة للبيانات يساعد على جذب المستثمرين بشكل افضل، مبينا ان المستثمر يستطيع الاطلاع على كافة البيانات في حال توفرها دون الحاجة لإيجاد مستشارين للبحث عن هذه البيانات.
وأشاد -مدير الجلسة- الرئيس التنفيذي لشركة “اس تي اس” الأردن المهندس ايمن مزاهرة، بدور جمعية “انتاج” في عقد اللقاءات ذات المواضيع المهمة خلال جائحة كورونا.
وناقش مزاهرة مع المشاركين تعريف التحوّل الرقميّ والأدوات الممكنة له، بالإضافة لدور التكنولوجيا في ديمومة عمل العديد من القطاعات خلال جائحة كورونا.
وشدد على ان الفشل في تنفيذ مراحل من عملية التحوّل الرقميّ لا يعني الرجوع الى الخلف، ولكن يجب العمل على إعادة تقييم العمل والخطوات المتخذة.
وأكد على ان التحوّل الرقميّ قد يستغني عن الموظفين غير القادرين على التعامل مع التطور الذي يحدث، لكن بالصورة المقابلة سوف يستحدث فرص جديدة.
وشدد على ان إيقاف هجرة الكفاءات الأردنيّة يتطلب إيجاد فرص لها في المملكة.
واكد على ان الأردن يملك بنية تحتية قوية في الاتصالات وذلك بدعم من شركات الاتصالات العاملة في المملكة.
وشدد على ان مسؤولية الحكومة كبيرة لتلبية المتطلبات الجديدة بعد جائحة كورونا، مؤكدا على أهمية الاعتماد على القطاع الخاص في التنفيذ وسط الرقابة الحكومية اللازمة.
وزاد ان القطاع الخاص اثبت نجاحه في التنفيذ، وذلك من خلال بناء بنية تحتية قوية في قطاع الاتصالات بفضل الشركات المشغلة للخدمات في المملكة.
وفي نهاية الجلسة، تم الإجابة على العديد من الاستفسارات التي قدمها الحضور حول التحديات المتعلقة في التحول الرقمي