كيف يمكن إطلاق مشروع “تلفزيون” من دون أستوديو تصوير أو كاميرات أو مذيعين أو تصميم ديكور؟ بالطبع لا يمكن أن يكون ذلك ، إلا في زمن “الذكاء الاصطناعي” و”الميتافيرس” الذي بات مخيفا حقاً.

هذا المشروع الريادي، الذي وجد طريقا عبر الإنترنت سابقاً، في طريقه إلى أن يطبق بنسخة عربية تحت عنوان  “تلفزيون الذكاء الاصطناعي العربي”، في مبادرة من تأسيس الكاتب الدكتور محمد سناجلة الذي يؤكد أن المشروع اليوم في مرحلته التجريبية (بث تجريبي).

وهذا التلفزيون سوف يبث برامجه عبر طريقين، الأول، من خلال موقع إلكتروني خاص به يحمل اسم” ai-tv.me” والثاني من خلال قناة على منصة “اليوتيوب”.
وأن التلفزيون لا يقوم ولا يعتمد على أستوديوهات تصوير، ولا كاميرات، ولا مذيعين ومذيعات بشريين ولا ديكور أو غيره، مما تحتاجه محطات التفلزة الواقعية، إذ تمت الاستعاضة عن كل ذلك ببرامج متخصصة بالذكاء الاصطناعي.
المشروع الجديد من نوعه في القطاع الإعلامي، يحمل اسم “تلفزيون الذكاء الاصطناعي العربي”، وفيه يجد المشاهد برامج متنوعة متخصصة تضم عددا من المذيعين والمذيعات (الافتراضيين) ومقدمي البرامج (الافتراضيين)، إذ جرى بناء وتصميم البرامج من خلال برمجيات متخصصة بالذكاء الاصطناعي، بما فيها الصوت واللغة والديكور والمؤثرات.
وأكد المؤسس للمشروع سناجلة، أن المشروع اليوم في مرحلته التجريبية( بث تجريبي )، متوقعا أن يتم إطلاقه الرسمي  بعد ثلاثة أشهر، حيث العمل جار على قدم وساق لتطوير البرامج المتنوعة التي يقدمها للمشاهد العربي.
وعرف سناجلة، الذي يحترف الأدب والصحافة، أن تلفزيون الذكاء الاصطناعي هو تلفزيون مبني بشكل كامل، باستخدام خوارزميات وبرامج خاصة بالذكاء الاصطناعي، حيث يتم تصميم المذيعين والمذيعات، واختيار أشكالهم، ونبرة أصوتهم، ولغتهم ولهجتهم من خلال الذكاء الاصطناعي وفي مثل هذا النوع من القنوات، لا حاجة لاستوديوهات تصوير وكاميرات ومذيعين ومذيعات.
وعن بدايات الفكرة، أوضح سناجلة قائلا: “نعيش في زمن جديد هو زمن الثورة الصناعية الرابعة، وتطرح هذه الثورة تحديات كبيرة على مختلف الصعد، وفي جميع المستويات، وعلى القطاعات كافة، بما فيها القطاع الإعلامي، إذ تتميز هذه الثورة بدمج التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة في مختلف الصناعات”. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التكامل إلى تغييرات كبيرة في الطريقة التي نعيش ونعمل بها، وصناعة الإعلام ليست استثناء.
وأشار إلى أن الفكرة جاءته من ملاحظاته للتطور الكبير في الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ تولد لديه سؤالان: هل يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام؟ وهل يمكن إنشاء تلفزيون يعمل بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ من هذا السؤال انطلقت وبدأت الفكرة.
وأكد سناجلة، أن تلفزيون الذكاء الاصطناعي العربي لا يطرح نفسه بديلا للقنوات التلفزيونية الواقعية، ولا يستطيع ذلك، ولكنه مكملا لها، وتجربة جديدة ستضيف لصناعة الإعلام في العالم العربي.
وقال: “هناك تجارب في إطلاق قنوات خاصة على “يوتيوب”، تستخدم الذكاء الاصطناعي لكن، كتلفزيون متكامل فتجربة المشروع هي الأولى”.
وعن العوامل المساعدة على إنشاء وإطلاق مثل هذا المشروع، قال سناجلة: “إن أهمها توفير الجهد والطاقة والمال والوقت، لأنه لا يحتاج لاستيودهات ضخمة تكلف ملايين الدولارات، كما أنه لا يحتاج إلى توظيف مذيعين ومذيعات حقيقيين، حيث يجري تصميم شخصيات المذيعين من خلال برامج ذكية خاصة”.
وقال: “يمكن في المستقبل إطلاق برامج التلفزيون بأكثر من 50 لغة بالعالم وبلهجات متنوعة”.
وأشار سناجلة إلى أن المشروع سيتطور مستقبلا للتوسع والاعتماد على تقنيات أخرى مثل، الواقع العزز والميتافيرس وتطويعها في القطاع الاعلامي العربي.
وعن أبرز التحديات التي تواجه مثل هذا المشروع قال سناجلة انها “تتمثل في قلة الدعم المادي”، لافتا الى انه يسعى لاستقطاب اهتمامات مستثمرين وشركاء ممولين  عرب قادرين على استشراف المستقبل، والمغامرة برأس مال بسيط لمواصلة المشروع والانتقال به لمستويات جديدة جديدة في الإعلام العربي.
وبين سناجلة قائلا  “إن المشروع لا يحتاج الى استثمار كبير ، فهو بحاجة لممول برأس مال استثماري بسيط”.

المصدر الغد