ملتقى يجمع خبراءَ التقنية و”العربية” لتبادل الخبرات في تطويع الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة
في الوقت الذي يتسارع فيه التطور التقني في مجال الذكاء الاصطناعي ومع تصاعد المنافسة الشرسة في إنتاج تطبيقاته التي دخلت كل تفاصيل الحياة، أعلن المجمع يوم أمس بدءَ تحضيراته لعقد أول مؤتمر دولي يجمع بين اللغة العربية وتقنيةِ هذا العصر: تقنيةِ الذكاء الاصطناعي، ويحمل عنوان”المؤتمر الأردني الدولي الأول للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي”، وبدأ العمل تحضيراً لعقده يومي ٢٧و ٢٨من شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، من خلال لجنة تحضيرية تضم نخبة من اللغويين والخبراء يرأسها عضو المجمع الأستاذ الدكتور عبدالمجيد نصير.ويهدف المؤتمر، الذي يخطط المجمع لعقده بشكل سنوي، ويسعى لجمع خبراء التقنية والذكاء الاصطناعي والخبراء في مجال اللغة من عاملين في القطاعين أو أكاديميين، إلى عرض واقع تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية، واستعراض الفرص والتحديات التي تواجه العربية والذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية، واستكشاف أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية، وتبادل المعرفة والتجارب في مجال خدمة اللغة العربية والذكاء الاصطناعي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن هدف خاص لتعزيز التعاون بين الباحثين في الجامعات وشركات القطاع الخاص.
ويتزامن تنظيم هذا المؤتمر مع الحقبة الجديدة التي دخل بها العالم، من التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات، وعلم الحوسبة، وما نتج عنها من تقنيات وتطبيقات ذكية حديثة، بدأت بتغيير واقع كثيرٍ من الأشياء والقطاعات في حياتنا اليومية.
وأكّد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر اهتمام المجمع بالتكنولوجيا وأدواتها وتطويعها لخدمة اللغة العربية التي تعدّ من أهم لغات العالم وأكثرها انتشاراً، فضلاً عن تفوقها من حيث الخصائص وملاءمتها لكل قضايا الحياة حتى التقنية مع احتوائها اليوم على أكثر من اثني عشر مليون مفردة؛ حيث إن اهتمام المجمع بالتكنولوجيا قديم، فقد تنبّه إلى هذا العصر الجديد؛ فألّف في عام ٢٠٠٩م لجنة دائمة فيه أسماها “لجنة اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات”، وأصدر في عام ٢٠١٩م بالاشتراك مع اللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية نحو مجتمع المعرفة، دليلَ أبحاث حوسبة اللغة العربية، فضلاً عن حرصه على أن تتضمن مواسمه الثقافية أوراقاً وموضوعات تتصل بهذا المجال، واستخدم الحاسوب في أعماله الإدارية وأنشطته العلمية.
ويذكر أن المجمع سيُتبع هذا المؤتمر بسلسلة مؤتمرات لتطوير الدراسات والبحوث اللغوية والمضي قدماً في نقل اللغة العربية نقلة نوعية تجاري ما يشهده العالم اليوم من تقدم هائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ويمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه مجموعة خوارزميات وتقنيات وأنظمة، تهدف إلى تعلُّم الأجهزة والحاسوب والبرمجيات كيفيةَ القيام بمهام تشابه مهام الذكاء البشري، ويتيح الذكاء الاصطناعي لأجهزة الحاسوب والأنظمة الحاسوبية القدرةَ على استخدام البيانات والمعرفة لاتخاذ القرارات، وحل المشاكل، وتنفيذ المهام بشكل ذكي ودقيق وسريع، من دون الحاجة لتدخلٍ بشري.وسيشتمل المؤتمر على جملة من المحاور أهمها: تحديات وفرص تطبيقات اللغة العربية والذكاء الاصطناعي، واستخدام اللغة العربية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومصطلحات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية، والتعليم الذكي والنظم التعليمية المبتكرة لتعليم اللغة العربية.
كما سيشتمل على محاور أخرى منها الأخلاقيات والتحديات الاجتماعية لتطبيقات اللغة العربية والذكاء الاصطناعي، ودور اللغويين في اللغة العربية والذكاء الاصطناعي، والإنجازات الأردنية في الذكاء الاصطناعي واللغة العربية.
ويأتي عقد هذا المؤتمر انسجاماً مع أهداف المجمع الرامية إلى الحفاظ على سلامة اللغة العربية والعمل على أن تواكب متطلبات الآداب والعلوم والفنون الحديثة، والنهوض باللغة العربية لمواكبة متطلبات مجتمع المعرفة ووضع معاجم مصطلحات العلوم والآداب والفنون والسعي إلى توحيد المصطلحات بالتعاون مع المؤسسات التربوية والعلمية واللغوية والثقافية داخل المملكة وخارجها، وإحياء التراث العـربي والإسلامي.
المصدر arabic.jo