قال رئيس هيئة المديرين في جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “انتاج” عيد امجد الصويص، إن أمورا فنية فقط هي ما أخر تبلور تشغيل الجيل الخامس، متوقعا أن تتوصل شركات الاتصالات مع هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الى توافق معين للبدء بمنح رخص للجيل الخامس قريبا.
واكد الصويص أن تقنية الجيل الخامس ستفتح آفاقاً متطورة جدا في التكنولوجيا، داعيا جميع شركات تكنولوجيا المعلومات لتكون جزءا من القطاعات المبنية على هذا الجيل.
وفي شأن ذي صلة، قال الصويص في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن من المقرر إقامة منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي تنظمه الجمعية في الاردن منتصف تشرين الثاني المقبل.
وأوضح ان المنتدى الذي تأجل انعقاده عام 2020 بسبب جائحة كورونا، سيجمع مجموعة كبيرة من الخبراء المحليين والإقليميين والدوليين لمناقشة المواضيع الأكثر تداولا في العالم التي تختص بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وسيناقش أحدث الاتجاهات والفرص والتوقعات المستقبلية.
واشار الى انعقاد المؤتمر في المملكة يؤكد أهمية الأردن كمركز لتكنولوجيا المعلومات في المنطقة بهدف عرض ونشر المعرفة التكنولوجية الحديثة او القريبة في المستقبل لجميع المهتمين بها سواء داخليا او إقليميا او عالميا، والترويج للأردن كمركز لنشر التكنولوجيا والتعامل معها.
وبين الصويص انه سيتم اطلاق منصة “ستارت ابس” الخاصة بريادة الأعمال والمستثمرين نهاية الشهر الحالي، لافتا الى ضرورة الاهتمام بحركة الرياديين في العالم لفاعليتهم في جميع القطاعات من خلال تسخير تكنولوجيا المعلومات، الامر الذي يدعو الى تشبيكهم مع الجهات الاخرى من ممولين او شركات اخرى، للتعرف على القطاع الريادي وإظهار شركاته داخليا وخارجيا، وذلك لاستقطاب الممولين من الخارج للاستثمار في تلك الشركات.
واكد أهمية وجود منصة تستقطب الرياديين والأطراف ذات العلاقة معهم لإتاحة الفرصة امامهم لتوفير التواصل بين الممولين والشركات الناشئة، بتمويل من الصندوق الاردني للريادة، حيث تعتبر هذه النسخة من المنصة محدثة عم النسخة السابقة التي كانت متواضعة نوعا ما، اما النسخة الحالية فهي شاملة اكثر وبإمكانها استيعاب التفاعل بين الممولين والشركات وشمول دمات معينة مثل التقارير ومعلومات مهمة للرياديين والممولين.
وبالنسبة لحاضنة “حماية تك” أشار الى أنها أول حاضنة أعمال للشركات الناشئة في مجال الأمن السيبراني في المملكة، وتُدار من قبل الجمعية ومجلس الشركات الناشئة بالشراكة مع زين الأردن وبدعم من صندوق الريادة الأردني، واطلقتها الجمعية العام الماضي.
وأوضح الصويص، أن سبب إنشاء الحاضنة هو أن الجمعية عندما أعدت “خريطة الشركات الناشئة الأردنية” والتي تضم قاعدة بيانات للشركات الأردنية وتصنيفها ضمن قطاعات رئيسية لكل منها قطاعات فرعية وفق المعايير الدولية، لتسترشد بها أطراف منظومة ريادة الأعمال في المملكة، وجدت ان الشركات العاملة تحت تصنيف الأمن السيبراني قليلة جدا بالرغم من وجود فرص عالية لها لما تتمتع به من القدرة والكفاءة للدخول في مجال الأمن السيبراني والخروج بمنتجات جديدة وخدمات مميزة جدا في هذا المجال .
وعن دور جمعية “إنتاج” في دعم القطاع العام والخاص، قال؛ إنها صوت القطاع الخاص في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومن المهم توفر أربعة محاور أولها “البيئة والبنية التحتية الأساسية الممكنة التي يمكن للقطاع الخاص استخدامها للبناء عليها لتقديم خدماته ومسانداته المتعددة، ويعتبر الجيل الخامس جزءا أساسيا لها”.
والثاني “صوت القطاع أمام الحكومة والتشريعات والقوانين، والتركيز على الدخول الى الاسواق، لأن قطاع التكنولوجيا لم يعد قطاعا معزولا فالتكنولوجيا حاليا ممكنة لجميع القطاعات الأخرى مثل التعليم والصناعة والزراعة والنقل والصحة وغيرها، لكن ومن أجل أن تكون ممكنة فعلا بشكل صحيح يجب ان تكون البيئة ايضا ممكنة. وبالنسبة للمحور الثالث يتعلق بـ “الارتقاء برأس المال العامل لمواكبة التكنولوجيا الحديثة المتغيرة بوتيرة متسارعة ليكون لدينا القدرة على التنافس”، مبينا ان الاردن يمتلك رأسمال بشريا في قطاع تكنولوجيا المعلومات”، مؤكدا ضرورة الارتقاء به في كل القطاعات من خلال استحداث برامج متطورة لتعزيز خبرات الطلاب والعاملين وتطوير خبراتهم ومهاراتهم للتخفيف من نسب البطالة، وكي لا تكون هناك مخاطرة في حالة مغادرة بعض الخبرات الى الخارج لتوفر البديل دائما في جميع الظروف فهي عملية متكاملة الاطراف.
وحول المحور الرابع فيتمحور بحسب الصويص، حول “التحول الرقمي بمفهومه الصحيح”، موضحا أن التحول الرقمي يعني إعادة هندسة الاجراءات والأساليب لكل ما يمكن إدارته بواسطة التكنولوجيا لتسهيل الخدمات وتوفير الجهد وزياده الفعالية، والوصول لمرحلة من التواؤم والتوافق بين القطاع العام والخاص بعلاقه تكاملية وليست تنافسية.
ودعا الصويص الوزارات والمؤسسات الى إعادة النظر بالإجراءات التي تستخدمها والبحث عن حلول لنقاط الضعف في عملها وكيف يمكن رفع فاعليتها والتقليل من الجهد الضائع كي نصل الى تحول رقمي حقيقي يغطي جميع الاجراءات من بدايتها الى نهايتها وذلك للتخفيف من الجهد البشري واحتمالية الخطأ فيه، والتركيز على الفرص المحلية والإقليمية والعالمية لدعم قطاع التكنولوجيا.
وأكد الصويص أن من شأن العمل على هذه المحاور إلى جانب النظر الى قوانين تشجيع الاستثمار والقوانين والتشريعات الحكومية وحماية المستثمرين وتبني الافكار الجديدة وتطويرها والعمل على انجاحها، تمكين القطاع الخاص من تقديم اعمال جديدة و خدمات متطورة.
وحول المبادرة الوطنية “تيك ايد” التي تهدف إلى تعزيز دور الإبداع والابتكار لإيجاد الحلول التي تعتمد على التكنولوجيا من خلال استهداف الشركات الناشئة التي تمتلك منتجاً أو حلولاً جاهزة لطرحها في السوق في المجالات المختلفة مثل (الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة وغيرها)، بين الصويص انه تم الانتهاء من النسخة الاولى من هذه المبادرة العام الماضي، ويتم العمل حاليا على النسخة الثانية، وتتكون كل نسخة من ثلاثة أجزاء، مشيرا الى أن هذه المبادرة تهدف في نسختها الأولى إلى استقطاب شركات تكنولوجيا المعلومات التي لديها حلول او منتج لتقديم خدمات للجهات المعنية لمواجهة آثار جائحة كورونا، والتغلب على المعيقات التي تواجهها.
وبالنسبة للنسخة الثانية أشار الى أنه تم توسيع مظلة الدعم أكثر بحيث تشمل شركات لديها حلول مبتكرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات لكن لديها معيقات معينة غير تلك المتعلقة بايجاد حلول لتخطي أثر جائحة كورونا.
وأوضح أن الجزء الأول انطلق بالشراكة مع مسرعة الأعمال “بيج” من شركة أورنج في برنامج متكامل لمده 6 أشهر لتقديم الدعم المالي والتكنولوجي للشركات المشاركة والتدريب والإرشاد للانتقال الى المرحلة التالية. واشار الصويص الى أهمية الورشة الاقتصادية الوطنية للخروج برؤية مستقبلية للاقتصاد الوطني تكون عابرة للحكومات وبرامج تنفيذية ليكون الاردن قادرا على تحقيق النمو المرجو الذي يسهم في تخفيف معدلات البطالة وتحسين مستوى معيشة المواطن.