في الوقت الذي بدأت فيه السوق المحلية باستقبال خدمات الجيل الخامس في مرحلتها الأولى من خلال واحد من المشغلين الثلاثة واستعداد المشغلين الآخرين لإطلاق الخدمة، أكد خبراء، أن دخول التقنية الجديدة من الاتصالات اللاسلكية سيفتح الباب واسعا لتقديم خدمات اتصالات عمودية وخدمات تقنية قطاعية حديثة لم يكن بالإمكان الاستفادة منها في الأجيال السابقة للاتصالات بسرعاتها المتواضعة قياسا بالجيل الخامس.
وقال الخبراء: إن دخول الجيل الخامس يفتح بابا أوسع لتطوير خدمات تقنية قطاعية، تفيد عملية التحول الرقمي في كل القطاعات الاقتصادية وتطبيق مفاهيم إنترنت الأشياء، الزراعة التقنية، التعليم التقني، المدن الذكية والمنازل الذكية، النقل الذكي وغيرها من المفاهيم، وكل ذلك بالاعتماد على السرعات العالية التي تتيحها شبكات الجيل الخامس والتي تفوق الجيل الرابع بنحو عشرة أضعاف.
وأكدت مجموعة المرشدين العرب المتخصصة في دراسات قطاعات الاتصالات والإعلام العربية، مؤخرا في دراسة حديثة لها، أن شبكات الجيل الخامس، من شأنها أن توسع وتطور وتنمي الأسواق والخدمات العمودية التقنية المرتبطة بخدمات الاتصالات.
وتعرف الخدمات والأسواق العمودية بأنها: “الخدمات التي تعتمد على شبكات الاتصالات كبنية تحتيتة وتقدم من خلال المشغلين كجزء من خدمات الاتصالات التقليدية الخاصة بهم مثل: المدفوعات الإلكترونية والتعليم والألعاب وقطاعات البث الرقمي”.
وأكدت المجموعة في دراستها، أن شبكات الجيل الخامس ستحفز إعادة تشكيل هذه الأسواق العمودية، والتي كان بعضها مقيدا في السابق بشبكات الجيل الثالث والرابع.
وبحسب الخبراء، ستشكل تقنية الجيل الخامس إضافة مهمة للبنية التحتية للاتصالات وستخدم القطاعات جميعها مع تميزها بتوفير سرعات فائقة وغير مسبوقة تزيد بنحو عشرة أضعاف على سرعات الجيل الرابع.
وتتميز تقنية الجيل الخامس، بميزة “زمن الاستجابة (Latency) المنخفض جدا”، إذ يعرف زمن الاستجابة بأنه:(التأخير بين إرسال المعلومات وتلقيها)، الذي سيقل ليصبح جزءا من الثانية فضلا عن أهمية التقنية في سرعة التنزيل والقدرة على تقسيم الشبكة بحسب شرائح وحاجات المستخدمين، فضلا عن القدرة الكبرى على ربط عدد كبير من الأجهزة في الوقت نفسه.
وقال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة السابق مثنى الغرايبة: “إن شبكة الجيل الخامس، لا تمثل شبكة اتصالات تقليدية ولكنها بمثابة بنية تحتية أساسية ومنصة شاملة لتقديم خدمات متقدمة لم يكن بالإمكان الحصول عليها أو تجربتها بالشكل الأمثل في الأجيال السابقة”.
وأكد الغرايبة، أن خدمات الجيل الخامس ولدى توسعها وانتشارها، فمن المتوقع أن تحرك القطاعات الاقتصادية كافة وستدعم التحول الرقمي لخدمة أهداف القطاعات وعملياتها.
وأشار، إلى أن التقنية الحديثة ستحفز شركات الاتصالات لتقديم مزايا وخدمات مرتبطة بالإنترنت عالي السرعة، إلى جانب خدماتها الأساسية التقليدية.
وقال: “إن الجيل الخامس سيحفز الابتكار وريادة الأعمال وخلق شركات ناشئة تقوم على أفكار وتطبيقات قابلة للتوسع والنمو بشكل أسرع وأكبر من الأجيال السابقة للاتصالات”.
وأكد تقرير سابق للبنك الدولي، أن زيادة اعتماد التقنيات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من شأنه أن يحقق منافع اجتماعية واقتصادية هائلة تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات سنويا، وقد تحقق طفرة في الوظائف الجديدة.
وقال المدير التنفيذي لجمعية “إنتاج”، المهندس نضال البيطار: “إن دخول الجيل الخامس سيسهم في ازدهار وتوسع وانتشار خدمات جديدة قطاعية لا حصر لها ومنها خدمات الرعاية الصحية الرقمية وتشمل، خدمات الرعاية الصحية عن بعد ومنصات الصحة الإلكترونية، وتطبيقات الرعاية الصحية الذكية وتحليلات البيانات الصحية وتكنولوجيات الرصد الصحي”.
وأكد، أن تقنية الجيل الخامس، من شأنها تعزيز وتنمية خدمات التعلم عن بعد بتوفير منصات التعليم الإلكتروني، وتعزيز المحتوى التعليمي الرقمي، وتطبيقات التعلم الذكي، وأنظمة إدارة التعليم عن بعد وتكنولوجيات تقييم الأداء الطلابي.
وأشار، إلى أن التقنية الحديثة ستعزز مفاهيم الأمن السيبراني المتقدم للحماية من الهجمات السيبرانية، والكشف عنها، وتأمين الشبكات، كما أنها ستعزز خدمات المدن الذكية والنقل الذكي وإدارة الموارد في المدن بشكل أكثر كفاءة، إلى جانب أهميتها في تعزيز الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين.
ومن التطبيقات والخدمات الجديدة التي يمكن أن تزدهر في عصر الجيل الخامس بحسب البيطار، السيارات ذاتية القيادة، حيث ستتيح تقنية الجيل الخامس الإمكانية لتطوير نظم القيادة الذاتية للسيارات ونظم الاستشعار والتحكم الذاتي ما يمنح الناس قدرة على زيادة الأمان وتقليل الحوادث المرورية.
وأكد البيطار، أن خدمات الجيل الخامس، ستدعم تطبيقات الزراعة الذكية والتصنيع الذكي بما في ذلك منح فرصا أكبر للتحكم الآلي بالإنتاج.
وأشار، إلى أن الجيل الخامس، سيعزز تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز وتجربة الألعاب ثلاثية الأبعاد عالية الوضوح، وسيدعم صناعة الرياة الإلكترونية بما توفره تقنية الجيل الخامس من إمكانيات كبيرة في ربط عدد هائل من الأجهزة في وقت واحد.
الخبير والمستشار في مجال شبكات التواصل الاجتماعي خالد الأحمد، توقع نموا وازدهارا في العديد من القطاعات والخدمات الرقمية التي ستبنى على الجيل الخامس مستقبلا.
وأكد الأحمد، أن ما توفره تقنية الجيل الخامس من سرعات عالية وسعات كبيرة، سيسمح بمعالجة أكبر وأسرع لكم هائل من البيانات وبالتالي، الاسفادة من خدمات جديدة.
وقال: “إن خدمات شبكات التواصل الاجتماعي وتحليل البيانات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، ستتطور أكثر وتتيح خدمات متنوعة لا حصر لها”.
وقال الخبير في مجال التقنية والاتصالات وصفي الصفدي: “إن الجيل الخامس سيكون محركا أساسيا للمرحلتين الحالية والمقبلة ولكل القطاعات دون استثناء وخصوصا، ما تم تطويعه بالشكل الأمثل مستفيدين من مزاياه بشكل عام بسهولة الوصول والاشتراك بعيدا عن تفاصيل الاشتراكات الأخرى، مثل خدمات “الفايبر” أو الـ ADSL والذي يحتاج إلى تدخلات بشرية لتمكين المستخدم من النفاد للشبكة بما يتطلب عمليات تمديد وربط على الشبكة السلكية التابعة للشركة المزودة”.
وبين الصفدي، أن المرونة التي تمتاز بها الشبكات اللاسلكية بما فيها الجيل الخامس تسمح بوصول خدمات الإنترنت لمناطق أوسع وتوفر تغطية أفضل، وبالتالي استفادة أكبر من فوائدها.
وأكد، أن تقنية الجيل الخامس أساس لعمليات التحول الرقمي بما تقدمه من بنية تحتية، سرعات عالية، وتساعد على خلق فرص وابتكارات تكنولوجية جديدة تساهم في دعم الاقتصاد بما تقدمه من خيارات للمستخدمين وصناع التكنولوجيا من تطورات رقمية في مجالات مختلفة.
وتابع، أن تقنية الجيل الخامس، ستتيح خدمات متقدمة في القطاع الصحي، وفي قطاع المرافق الذكية، والعدادات الذكية، والإدارة الفعالة للنفايات وتقليل النفايات الصلبة، تقليل الفاقد المائي، وتتيح تطبيقات المستهلكين من تسويق إلكتروني، ألعاب على الإنترنت، مشاهدة المحتوى، صناعة المحتوى.
وأشار، إلى أن التقنية، ستتيح خدمات متقدمة في الخدمات المالية وتحسين الخدمات المقدمة من البنوك وتطوير الأنظمة الأمنية ومعالجة بيانات العميل بسرعة فائقة، وفي الصناعات التحويلية، والاعتماد بشكل أكبر على الروبوتات في الصناعات التحويلية، سيسهم في زيادة كفاءة الإنتاج وتحسين الجودة وتقليل نسبة الأخطاء في المنتجات.
وأكد، أن الجيل الخامس سيحفز وينمي صناعة المحتوى الرقمي، الدعاية والإعلان المرئي وتطبيقات الاتصالات المرئية، خدمات البث المرئي، خدمات الفيديو حسب الطلب، خدمات المراقبة.
وقال: “إن التقنية تنمي أسواق محركات التحليلات المرئية، ويشمل هذا الموضوع خدمات الأمن الحماية، المراقبة، حركات المرور، أنظمة التعرف إلى الوجوه ولوحات السيارات، المدن والمباني والشوارع الذكية، وغيرها”.
وأشار الصفدي، إلى أن الجيل الخامس، سيدعم تطبيقات “الميتافيرس”، وسيعزز تطبيقات التجارة الإلكترونية، حيث من المتوقع أن يبلغ حجم هذه التجارة في العام الحالي، 6.5 تريليون دولار، ويصل إلى 8 تريليونات دولار في العام 2025 حسب الإحصائيات المعلنة.
المصدر جريدة الرأي