وبين الخبراء، في حديث لـ”الغد”، أنه في الوقت الذي أغلقت فيه التكنولوجيا قطاعات ووظائف تقليدية من جهة، إلا أنها خلقت وظائف وقطاعات جديدة يجب مواكبتها وتحضير مخرجات تعليم تناسبها.
وأكدوا ضرورة استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لتطوير مهارات العاملين سواء الحاليين أو المستقبليين وإيجاد وظائف مكملة تشغلها أيد عاملة مرافقة لتلك البرامج.
بدوره، قال وزير الاتصالات الأسبق مروان جمعة إنه يمكن أن يستغل أي شخص الذكاء الاصطناعي لتطوير مهاراته وقدراته وخاصة الوظائف التي بها تكرار.
وبين جمعة أن أكثر الوظائف التي ستتأثر بالذكاء الاصطناعي هي الوظائف المبنية على المعلومات القديمة، وأما الوظائف التي فيها تحليل وفكر لم يصل له ذكاء اصطناعي لن تتأثر.
وقال إن “كل ثورة صناعية تؤدي إلى فقدان وظائف من جهة، ولكنها تخلق وظائف أخرى لم يكن الإنسان يتخيلها ولم يكن يراها، لذلك يجب أن تكون هناك أساسيات بغض النظر عن الفترة التي تواكب التغيير”.
ورأى جمعة أن “أخلاقيات العمل يجب أن تستمر ولكن التميز يكمن بمن يطور نفسه لكي يجد عملا”.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي هو المستقبل، ولابد منه، لذلك يجب التحضير والاستعداد له ويجب التأقلم معه، ونحن في الأردن ما نزال في البداية كبلدان كثيرة لأن التغيير كان سريعا جدا والجميع يتعلم.
ولفت إلى أن المخاوف الوحيدة تكمن في التسارع بالتكنولوجيا، والسؤال هنا، هل سيخلق هذا التسارع وظائف وهل ستكون عدوة أم صديقة لسوق العمل، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس فقط إنسانا آليا، ولكن هو برامج وتطوير تقنيات رقمية نستخدمها منذ سنوات ولم تظهر على غفلة ولكن التطور فيه سريع.
وبلغ معدل البطالة خلال الربع الأول من العام الحالي 21.9 % بانخفاض مقداره 0.9 نقطة مئوية عن الربع الأول من عام 2022، وبانخفاض مقداره 1.0 نقطة مئوية عن الربع الرابع من عام 2022. وتشير أحدث التقارير الرسمية إلى أن 54.9 % من إجمالي المتعطلين هم من حملة الشهادة الثانوية فأعلى، وأن 44.7 % من إجمالي المتعطلين كانت مؤهلاتهم التعليمية أقل من الثانوية.
من جانبه، قال وزير تطوير القطاع العام ماهر مدادحة إن القضية ليست محصورة فقط بالذكاء الاصطناعي ولكن هي بصورة عامة تتعلق باستخدام التكنولوجيا.
وبين مدادحة أنه في الاقتصاد التقليدي نستخدم الأيدي العاملة ولذلك فإن أي خلق فرص عمل يكون بتوفير أيد عاملة، ولكن مع دخول التكنولوجيا تم التخلي عن العديد من الوظائف التقليدية.
ورأى أن الذكاء الاصطناعي له تأثير بالتأكيد سواء سلبا أو إيجابا لذلك يجب النظر له بصورة شاملة كدولة وليس كأفراد بحيث نكون جاهزين بدءا من نظامنا التعليمي ومخرجات الجامعات بحيث تتناسب مع التكنولوجيا والتطور السريع فيها.
وبين أنه يجب تطوير مهارات الموظفين بأدوات متطورة تواكب هذه الموجة بالإضافة إلى خلق فرص عمل مكملة لبرامج الذكاء الاصطناعي.
واتفق مدادحة مع سابقه أن هذا الموضوع بحاجة لتحضير وهو مستقبل قادم لابد منه.
من جانبها، قالت المستشارة في التحول الرقمي آمال السعدي إن التغير في سوق العمل سيكون في طبيعة الوظائف وليس فقدانها، بحيث تسهل برامج الذكاء الاصطناعي عملية وإنجاز بعض المهام.
وبينت السعدي أن العنصر البشري يجب أن يبقى ويكون مكملا لبرامج الذكاء الاصطناعي وبذلك سيكون الجهد أقل والوقت أقل أيضا في إنجاز العمل.
وأشارت إلى أن برامج الذكاء الاصطناعي هي سلاح ذو حدين ويجب التحضر له بشكل جيد كونه مستقبلا قادما وتطورا طبيعيا لا بد منه.
وأكدت السعدي ضرورة تطوير مهارات العمال والطلاب لمواكبة التغير والثورة في التكنولوجيا، لأنه من الطبيعي فقدان بعض الوظائف التقليدية.
وأضافت أنه بشكل عام سيكون للأمر تأثير سواء سلبي أم إيجابي ولكن يجب أن تكون النظرة لهذا المستقبل بإيجابية وأنه سيساعد ويقدم قيمة مضافة.