في ظل تنامي إقبال الناس على مشاهدة محتوى الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى مرحلة قد تصل حد “الإدمان”، يؤكد خبراء أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، فكل المؤشرات تدلل على أن هذه الصناعة ستصبح أكثر انتشارا وإقبالاً لا محالة.
ولم يعد غريبا سيطرة المحتوى الفيديوي على المشهد في العالم الرقمي في صناعة وإنتاج هذا المحتوى أو في جانب استخدامه، فتدفقه يتزايد يوما بعد آخر، وثمة إشارات إلى أن هذا الجانب سيتطور على مستوى الإنتاج والاستخدام.
وأكد الخبراء أن المزايا التي يقدمها الجيل الخامس والتي تتفوق على الأجيال السابقة ستدعم وتعزز إنتاج واستخدام المحتوى الفيديوي، وهذه المزايا تتلخص في سرعاته الفائقة وغير المسبوقة والتي تزيد بنحو عشرة أضعاف على سرعات الجيل الرابع، وميزة زمن الاستجابة (Latency) المنخفض جدا، إذ يعرف زمن الاستجابة بأنه (التأخير بين إرسال المعلومات وتلقيها) الذي سيقل ليصبح جزءا من الثانية، فضلا عن أهمية التقنية في سرعة التنزيل والقدرة على تقسيم الشبكة بحسب شرائح وحاجات المستخدمين، فضلا عن القدرة الكبرى على ربط عدد كبير من الأجهزة في الوقت نفسه.
وبين ديرانية أن التطور في تقنيات الاتصالات، وخصوصا الجيل الخامس، سيعمل على تطوير إنتاج واستخدام المحتوى الفيديوي، وخصوصا في جانب “جودة المحتوى”.
وبين ديرانية أن المحتوى الفيديوي سيتركز في قطاعات التعليم والتدريب والترفيه والألعاب الإلكترونية.
فنيا، وفي التفاصيل، بين الصفدي أن إدخال الجيل الخامس سيعزز جودة مرئية عالية الدقة ومحسنة، لأنه يقدم دقة أعلى ومعدلات إطارات أكبر لالتقاط وتقديم محتوى مرئي ومقاطع فيديو.
وقال الصفدي “يعد وقت الاستجابة المنخفض أمرًا حيويًا بشكل خاص للبث المباشر، مما يسمح للمشاهدين بمتابعة الأحداث أثناء ظهورها في الوقت الفعلي دون أي تأخير يذكر”.
وقال الصفدي “تتضح قيمة هذه الخاصية بشكل كبير بمناسبات وأحداث ذات الجماهير الكبيرة والطلب العالي، مثل الرياضات الحية أو الحفلات الموسيقية، حيث توجد حاجة لتلبية عدد كبير من المشاهدين دون المساس بجودة تجربة البث”.
وقال “قطاع التعليم سيكون من أكبر المستفيدين من مزايا الجيل الخامس وتعزيزه للمحتوى الفيديوي، تدعم تقنية الجيل الخامس بث المحتوى التعليمي المرئي بشكل محسن، مما يمكن الطلاب من الوصول إلى المواد التعليمية من أي مكان في العالم، كما أنه يعزز سيناريوهات العمل عن بعد بتفاعلية أكبر من خلال ضمان البث غير المنقطع وفي الوقت الحقيقي”.
وبين الهندي أنه، بحسب التقرير المنشور بتاريخ 18 نيسان (إبريل) 2023 على موقع “Demand Sage”، فإن 3.1 مليار شخص يستهلكون مقاطع الفيديو على الإنترنت يوميًا 86 % من المسوقين يستخدمون الفيديو كأداة تسويق بناء على الطلب الكبير على الفيديو وقدرة الفيديو على اختصار الفكرة التسويقية بشكل سهل ومباشر.
ولفت الهندي الى أن الدراسات تشير الى أن 73 % من المسوقين يستخدمون مقاطع فيديو البث المباشر في ترويج المنتجات الخدمات.
وقال “أعتقد أن هنالك مسؤولية كبيرة على صناع المحتوى في تقديم محتوى ذي فائدة، ورسالة هادفة، والابتعاد عن بث أي من الفيديوهات التي يمكن أن تثير الجمهور أو تؤججه تجاه قضايا معينة، بل على العكس يجب أن يتم بث الرسائل التوجيهية ذات المضمون الإيجابي ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لما لذلك من أثر إيجابي على المجتمع”.
ومن جانبه، أكد الخبير التقني يزن صوالحة، أن إدخال الجيل الخامس سيسهم في تعزيز إنتاج المحتوى الفيديوي بجودة عالية.
وقال “محتوى الفيديو أصبح مهما لأنه محتوى بسيط يوصل فكرة بصورة سريعة، خاصة مع توفير أدوات لإيصال الرسالة بدقائق أو ثوان عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل خاصية الستوري أو الريل”.
وبين صوالحة “مع أهمية الفيديو التي أعطتها المنصة في خوارزمياتها والعائد المادي لأصحاب الحسابات وضع أهمية كبرى لدى صناع المحتوى لإطلاق الإبداع وإيصالها لجمهور كبير من أجل هذا العائد”.
وأكد أن المستقبل سيبقى لمنصات الفيديو كـ”يوتيوب” و”تيكتوك” و”انستجرام”، لوجود إقبال كبير لدى المستخدمين في طبيعة المحتوى الترفيهي أو التعليمي والذي أصبح مهما لتنمية مهارات معينة من أصحاب الاختصاص أو للتسلية بشكل عام.
وقال صوالحة “مع وجود أهمية كبيرة مؤخرا، أصبحت هناك تطبيقات تعمل على تعديل الفيديوهات مباشرة عبر تطبيق، بعيدا عن برامج التعديل الكبيرة التي جعلت الأمور أسهل وأسرع لتعديلها عبر الموبايل بدل الحاسوب، ومن هذه البرامج adobe light, capcut, video leap، filmorago, kinemaster، وهي برامج عبر الموبايل تعمل على وضع أدوات للتحرير والتعديل بشكل أكبر من أدوات مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتمد حسب حاجة المستخدم لنشر فيديو احترافي بشكل أسرع، خاصة للمبتدئين”.