أظهر تحليل معمق مبني على أدوات الاستماع الرقمي، وجود تفاعل مكثف في جميع أنحاء العالم على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي حول عدوان الاحتلال الصهيوني على غزة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي بدأت في 7 تشرين الأول الحالي.
وكشف التحليل الذي نفذه “معهد السياسة والمجتمع” بالتعاون مع “مكانة 360” أنّ لجاناً رقمية متخصصة تمركزت في الهند دعمت رواية الاحتلال عالمياً لتتفوق على التعاطف العالمي والرواية العربية، حول الأحداث الأخيرة في غزة في الأسبوع الأول، إلا أن الأسبوع الثاني شهد انقلاباً في الموازين بعد وقوع مجزرة مستشفى المعمداني، لتصبح الرواية الفلسطينية أكثر انتشاراً وتصديقاً من التزييف الإسرائيلي الذي كان أقنع العالم في الأسبوع الأول.
وبين التحليل الذي رصد وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي خلال الفترة من 7 الى 20 تشرين الأول الحالي، أن لجانا رقمية في الهند كانت تتفاعل مع رواية الاحتلال الإسرائيلي بصورة منظمة وتضعها في صدارة الإحصائيات، ما انعكس على نشاط منظم آخر في أوروبا وأميركا الشمالية، إلا أن تنبه الجمهور العربي لمثل هذا العمل المنظم ولّد مجالاً عاماً مقابلاً قلب موازين الرواية المتصدرة وجعل الروايتين شبه متساويتين.
وذكر التحليل أنّ حجم المحادثات العالمية عبر الإنترنت بلغ 311 مليون محادثة، و1.5 مليار تفاعل في 14 يوماً فقط، وتضاعفت إحصائيات هذا التفاعل خلال الأسبوع الأخير بنسبة تجاوزت 200 % على بعض المستويات.
ومع نهاية الأسبوع الثاني كانت الحوارات والتفاعلات على اللغة الإنجليزية تناصفت تقريباً بين الروايتين، بعد أن شهدت هيمنة إسرائيلية حتى ما قبل مجزرة المعمداني.
وعلى الصعيد الأردني، أكد التحليل أن الرواية الأردنية تصدرت المشهد عربياً في مجموع الأسبوعين بعد أن كانت في المرتبة الثالثة، وتمركزت الرواية العربية في 3 مناطق رئيسة هي (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، وأوروبا والولايات المتحدة، والهند، حيث يلعب المغتربون في الدول الغربية دوراً في دعم الرواية العربية، وتلعب اللجان الرقمية في الهند دوراً مهماً في تحوير وتوجيه المحتوى العربي لصالح إسرائيل.
وفي الأردن، وصلت المناقشة عبر الإنترنت إلى أكثر من 3.1 مليون محادثة، بزيادة قاربت 200 % في الأسبوع الثاني، جاء معظمها من منصة تويتر (X)، و44 مليون تفاعل زادت بنسبة 140 %، ما يعني تبلورا أكبر للموقف الأردني وقدرة الجمهور على تشكيل عبارات حياله.
وذكر التحليل استنادا الى تقارير، بأن شركة ميتا قامت بإزالة ما يزيد على مليون و600 ألف منشور باللغتين العربية والعبرية يتعلق بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان تويتر (X) المنصة الرئيسية للحوار والتفاعل العالمي، حيث كان 96.5 % من الحوارات و76 % من التفاعل عليه، تلاه تيك توك بنسبة 10.5 %.
وأشار التحليل الى أنّ 27 % من الحوارات على المستوى العالمي كانت قادمة من الولايات المتحدة، تليها الهند بنسبة 7.4 %، والسعودية بنسبة 5.6 %.
وبين أنّ المشاعر الغاضبة والحزينة كانت متشابهة جدًا في جميع القارات، لكن المناطق الأفريقية والآسيوية أظهرت مشاعر حب ودعم أعلى بكثير.
وأظهر مستشفى المعمداني تعاطفاً ملفتاً ومختلفاً في القارتين الغربيتين.
وذكر أنّ الرواية الإسرائيلية ركزت على استحضار مجموعة من المعلومات المضللة والانطباعات المنحازة مثل (11 سبتمبر الإسرائيلي، الهولوكوست الجديد، إرهاب العرب، والاغتصاب..)، وغابت الرواية العالمية ذات المصدر العربي عن التأثير في الأسبوع الأول المدروس، وكان العرب يخاطبون أنفسهم بلغتهم، وتكرار ذات العبارات، إلا أنهم عملوا بجد على زيادة المحتوى المؤيد لموقفهم باللغة الإنجليزية بنسبة 100 % تقريباً.
واحتوت أكثر من 45 % من المحادثات على عناصر مرئية مثل الصور أو مقاطع الفيديو، والتي تضمنت محتوى كبيرا يدعم السردية العربية مقابل الإسرائيلية عادل هيمنتها في الأسبوع الأول.
وكان أكثر من 90 % من حوارات الأميركيين داعمة للرواية الإسرائيلية، لكنها تراجعت مع الأسبوع الثاني بواقع يقارب 70 %.
وكشفت منصات التحقق من الأخبار أن كل الأخبار المزيفة والمضخمة داعمة للرواية الإسرائيلية.
وفي الأردن، وصلت المناقشة عبر الإنترنت إلى أكثر من 3 ملايين ومائة ألف محادثة، بزيادة قاربت 200 بالمائة في الأسبوع الثاني، جاء معظمها من منصة تويتر (X)، و44 مليون تفاعل زادت بنسبة 140 % ما يعني تبلورا أكبر للموقف الأردني وقدرة الجمهور على تشكيل عبارات حياله.
وأنتج 117 موقعاً إلكترونياً لوسائل إعلام أردنية 38 ألف مادة إعلامية في أسبوعين أي أن الإعلام الأردني كثف إنتاجه ليتفوق على نفسه في أول أسبوع بنسبة قاربت 120 %.
وجاء 44 مليون تفاعل من الأردنيين، 44 % منها كان على (إنستغرام)، وضاعف الأردنيون وحدهم محتواهم الإنجليزي بزيادة قاربت 42 % مقارنة بين اليوم الأول والأخير.
كما جاء 77 % من التفاعل على محتوى من وسائل إعلام أردنية على السوشال ميديا، وحصلت القنوات التابعة للدولة مثل (المملكة) و(التلفزيون الأردني) على 28 % منها. وكان أبرز سياق النقاش في الأردن حول الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل، كما شدد الجمهور الأردني على أهمية وشرعية المقاومة الفلسطينية وفظاعة الجرائم.
المصدر الغد