عمان – في الوقت الذي ما تزال فيه بيئة ريادة الأعمال الأردنية تواجه العديد من التحديات الداخلية، إلى جانب ما تشهده عموم المنطقة من حالة عدم يقين جراء تداعيات العدوان الهمجي على قطاع غزة، وتأثيراته السلبية على الاقتصاد، إلا أن شركات ناشئة أردنية أكدت تصميمها على مواصلة العمل بجد خلال العام الحالي، من خلال خطط للتوسع في تطوير أفكارها وتوسيع نطاق عملها.
وأبدى رياديو ومؤسسو شركات ناشئة أردنية أملهم وإصرارهم على تحقيق نمو أفضل في أعمالهم التي تعتمد في معظمها على التقنيات الحديثة، مع تأكيدهم خططا تشمل تطوير المنتجات التي يقدمونها للسوق، وتطويع التقنيات الحديثة فيها، مثل الذكاء الاصطناعي، والتوسع الجغرافي للوصول إلى اكبر عدد من المستخدمين محليا وإقليميا.
ورغم ما وصلت إليه بيئة ريادة الأعمال الأردنية من تطور خلال السنوات الماضية ونجاح عدد من الرياديين في النمو والوصول إلى أسواق إقليمية وجذب استثمارات بالملايين، إلا أن الرياديين أكدوا ضرورة مواجهة التحديات التي تحيط ببيئة ريادة الأعمال وتحول دون تطوير أعمالهم من خلال إجراءات تقوم بها الحكومة أو الجهات الداعمة لريادة الأعمال في المملكة.
وبلغة الأرقام، يحتل قطاع ريادة الأعمال في الأردن المركز الرابع على مستوى الإقليم، مع وجود 17 مؤسسة تمويلية للمشاريع الريادية منها 14 صندوقا استثماريا خصصت مجتمعة 110 ملايين دولار للاستثمار في المملكة، وأكثر من 40 حاضنة ومسرعة أعمال في المملكة.
أرقام رسمية أخرى، تظهر أن الأردن يحتضن 200 شركة ناشئة مسجلة، كما تظهر الأرقام أن العام 2021، شهد ارتفاعا في حجم الاستثمار في الشركات الناشئة في المملكة، إذ وصل إلى حوالي 120 مليون دينار، مقارنة بحوالي 20 مليونا في العام الذي سبقه.
دراسة محايدة لجمعية “إنتاج”، أظهرت أن عدد الشركات الريادية في الأردن يتجاوز 400 شركة معظمها تقنية، أو تطوع التقنية لخدمة القطاعات الأخرى مثل، التعليم والصحة والتجارة والمالية والزراعة وغيرها من القطاعات، فيما أظهرت دراسة أخرى، أن هناك أكثر من 300 شركة ريادية اجتماعية.
وقال الشريك المؤسس والمدير التنفيذي، لشركة “جعفر شوب” الشركة الناشئة الأردنية، محمد باطا: “إن الشركة تعمل بجد اليوم لتوسيع نطاق عملياتها في الأردن وتقديم تقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة لتحسين تجربة الأعمال والمستهلكين”.
وتخطط شركة “جعفر شوب”، التي تدير منصة رقمية لبيع مستلزمات العناية بالمنازل والحدائق والمكاتب، لتعزيز تواجدها في السوق، وفقا لباطا الذي قال: “إن شركتنا تخطط لتوسيع عملياتها في الأردن خلال العام الحالي، حيث إنها حاليا تضم أكثر من 18000 منتج وستعمل على زيادة عدد المنتجات ليصل الى 30000 منتج خلال الربع الأول”.
وأكد سعي الشركة لتقديم خدمة جديدة تساعد أصحاب الأعمال والعلامات التجارية في فتح متاجر خاصة بهم على موقع “جعفر شوب”.
وفي مجال الريادة الاجتماعية، وبعد تحقيقها العديد من النجاحات في السنوات الأربع الماضية، تخطط مؤسسة “ايزي كيت” الريادية المتخصصة في مجال تعليم وتدريب الأطفال على أدوات التقنية للتوسع في تقديم خدماتها وبرامجها خلال العام الحالي.
وقالت المؤسسة لـ”ايزي كيت” ظلال الشمايلة: “إن المؤسسة بعد انطلاقها ونجاحها في تقديم خدماتها بمحافظة الكرك والجنوب فهي تسعى العام الحالي إلى التوسع جغرافيا بالخدمات المقدمة”.
وأكدت الشمايلة، سعي الشركة وخططها لتشكيل شراكات مع العديد من الوزارات لتنفيذ أنشطة مختلفة مرتبطة بالتكنولوجيا.
وقالت: “إن المؤسسة تخطط العام الحالي لتقديم برامج مختصة لفئات عمرية مختلفة وقطاعات مختلفة مثل قطاع التعليم، وإدخال برامج وتقنيات تكنولوجية حديثة ونشرها بالمجتمعات وبين الطلبة”.
وأشارت إلى خطط زيادة البرامج المقدمة للطلبة والمناهج المختصة، وإطلاق منتجاتنا التعليمية الخاصة بالأكاديمية.
وأكد الشريك المؤسس ورئيس مجلس الإدارة في شركة “مايند روكتس”، الشركة الريادية المتخصصة في تطوير تطبيقات وبرمجيات مساعدة لفئة الصم، محمد الكيلاني، أن الشركة ركزت في العام الماضي، على أمرين: التوسع في الأسواق إقليميا في سلطنة عمان والسعودية والإمارات وذلك في تقنية المترجم الافتراضي في لغة الإشارة لجعل المواقع الإلكترونية مفهومة للصم، وإضافة منتج جديد باسم (أدوات همم) تم اعتماده إقليميا وخصوصًا لدى العديد من الجهات الحكومية لجعل المواقع الإلكترونية أكثر توافقًا مع المعايير العالمية لسهولة الوصول لذوي الإعاقة وكبار السن.
وبين الكيلاني، أن الخطة للعام الحالي، ترتكز على مزيد من التوسع لأسواق إقليمية جديدة واستمرار التطوير على البرامج المساندة لذوي الإعاقة وكبار السن.
من جانبه، قال المؤسس لشركة “ديكابولس” عبد الرحمن الحباشنة: “إن الشركة في العام الحالي تخطط للانطلاق في مشروع طموح يهدف إلى دعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في الأردن وتعزيز زراعة منتجات صحية وعالية الجودة”. وقال: “إن الشركة، التي تمتلك حلا تقنيا ونظاما لتتبع سلامة الأغذية باستخدام تقنية “البلوك تشين”، ستعمل خلال العام الحالي، على تدريب ودمج 5000 مزارع في منصة “دكابولس”، وتنفيذ نظام صحي غذائي أحادي المسار لتتبع القضايا الصحية المرتبطة بتناول الطعام من مصادر معروفة”.
وأكد أن خطط الشركة العام الحالي، تتضمن العمل والتعاون مع شركة الجود لمنتجات الزيتون وآلاتها، ومطاحن الخضري، وشركة ناما لحلول الاستخبارات الاستراتيجية، والمشاركة في برنامج تطوير إنتاجية المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة (إقلاع)، بهدف تحويل مزارعي الزيتون العضويين غير المعتمدين إلى مشروعات مستدامة وقادرة على المنافسة من خلال مشروع يدعم نمو مزارع الزيتون السائبة والمتناثرة، والتي تمتاز بتنوعها الصغير والمتناهي الصغر.
المصدر الغد