بكبسة زر واحدة، وجد المواطن محمد بني صخر ضالته لدفع مبلغ صيانة سيارته بعد أن تعطلت بشكل مفاجئ على أحد الطرق السريعة في الأردن، والتي صادف تعطلها مع عدم حمله محفظة النقود الخاصة به، ما استدعى أن يلجأ إلى نظام “كليك” لدفع كلف الصيانة.
ويقول محمد إنه لم يعد يعتمد على استخدام النقود بشكل دائما، حيث أنه يفضل استخدام أنظمة الدفع الرقمية المختلفة على حمل النقود، حيث أنها تسهل عليه عملية الشراء وتلقي الخدمات في أي وقت وأي مكان.
وحالة محمد اليوم، واحدة من آلاف الحالات التي أصبحت تلجأ إلى أنظمة الدفع االفوري مع الانتشار الواسع للهواتف الذكية التي باتت تشكل 95 % من اشتراكات الهواتف الخلوية في الأردن.
وتوسعت منظومة الدفع الرقمي في الأردن خلال السنوات القليلة الماضية بشكل ملحوظ، وتنامى معها إقبال الأردنيين بصورة كبيرة مؤخرا على استخدام نظام الدفع الفوري “كليك” في معاملاتهم اليومية، نظرا لسهولة التعامل به ومميزاته الكثيرة وأمانه عند الاستخدام لكل من الأفراد وأصحاب الأعمال.
و”كليك” هو واحد من 3 أنظمة دفع رقمية رئيسة تتيحها الشركة الأردنية لأنظمة الدفع والتقاص (جوباك) وتتخصص كل منها في تقديم خدمات محددة، حيث أن نظام “كليك” يختص بالدفع الفوري في الأردن وتم إطلاقه عام 2020، ويتيح النظام إرسال واستقبال الأموال بين الحسابات البنكية في جميع البنوك المشاركة على النظام ومن وإلى المحافظ الإلكترونية في الأردن بشكل فوري.
يتم تقديم خدمات نظام كليك من خلال تطبيقات البنوك، مما يسهل الوصول إلى الخدمة بشكل مباشر وسلس من قبل عملاء البنوك.
المواطنة رهام النابلسي بدورها اعتبرت أن نظام “كليك” سهل عليها الحياة، حيث أنها لا تحتاج إلى حمل نقود ويمكنها دفع مقابل أي خدمة تتلقاها بشكل فوري من خلال “كليك”، لافتة إلى أن أغلب الأسواق والمحال توفر هذه الخدمة سواء كانت صالونات التجميل أو محال بيع الألبسة أو محطات غسيل السيارات، وبعض المخابز وغيرها.
وتضيف النابلسي بأنها منذ سنوات تعتمد بشكل كلي في عمليات تسوقها سواء بشكل مباشر أو عن بعد على البطاقات والتحويلات الائتمانية، مشيرة إلى أنها في الآونة الأخيرة باتت من النادر أن تحمل النقود.
وتابعت النابلسي أنها في رحلة سفر في سنوات ماضية تعرضت لحادثة سرقة، ما جعلها في رحلاتها الأخيرة تعتمد على البطاقات الائتمانية والمحفظة الإلكترونية، ما يوفر لها منسوبا أعلى من الأمان ويجعلها مطمئنة.
وترى النابلسي ان لكل شيء وجها آخر سلبيا، وقد تكون سلبية أنظمة الدفع الرقمي بأنها تزيد أحيانا من سلوك الاستهلاك غير المنضبط، مستدركة أن التغلب على ذلك ممكن مع التعود.
بدوره، شارك المواطن راضي الخليل “الغد” تجربته في استخدام “كليك” في إحدى حالات الطوارئ لعائلته، إذ اضطرت زوجته إلى نقل أحد أطفاله بشكل مستعجل إلى أحد المستشفيات الخاصة بدون أن يكون لديها القدر الكافي من المال اللازم لدفعه مقابل الخدمة الطبية التي تلقاها ابنه، حيث تواصلت معه زوجته وحول المبلغ للمستشفى من خلال “كليك”.
وارتفع عدد الحركات المنفذة بنظام الدفع الفوري (كليك) خلال الشهر الأول من العام الحالي لتصل إلى 4.49 مليون حركة وبقيمة 694 مليون دينار، بحسب تقرير الشركة الأردنية لأنظمة الدفع والتقاص (جوباك).
وارتفعت قيمة الحركات المنفذة لنظام الدفع الفوري في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي بنسبة 9.5 %، مقارنة مع ذات الشهر من عام 2023، حيث وصلت فيه قيمة الحركات 634 مليون دينار، بحسب تقرير (جوباك) للشهر الماضي.
وكانت قيمة الحركات المالية عبر نظام الدفع الفوري الإلكتروني “كليك”، قد قفزت بنسبة 233 % العام الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه.
وسجلت قيمة هذه الحركات عبر “كليك” زهاء 4.5 مليار دينار خلال العام الماضي مرتفعة من 1.35 مليار في العام الذي سبقه مرتفعة بمقدار 3.15 مليار.
وتشير البيانات إلى ارتفاع إجمالي مستخدمي (كليك) في الأردن في نهاية كانون الثاني (يناير)، إلى 1.24 مليون فرد، مقارنة مع 1.18 في كانون الأول (ديسمبر) الذي سبقه، وبزيادة 4.7 %، فيما ارتفعت نسبة عدد الحركات المنفذة الشهر الماضي بنسبة 10.5 % مقارنة مع شهر كانون الأول الماضي، الذي سجلت فيه 4.06 مليون حركة. وأظهرت بيانات (جوباك) أن استخدام نظام “كليك” منتشر بشكل كبير بين الفئات العمرية الشابة.
إلى ذلك، اعتبر مدير جمعية البنوك الأردنية ماهر المحروق، أن زيادة استخدام المواطنين لأنظمة الدفع الرقمي دلالة على ثقة المواطنين بالجهاز المصرفي ومأمونية البروتوكولات المطبقة محليا في هذا الشأن، كما يدل على حجم التطور الذي حققه هذا القطاع في الأردن وتوظيفه للتكنولوجيا في تقديم خدماته المختلفة.
وأكد المحروق أن أنظمة الدفع الرقمي تيسّر حياة المواطنين وتختصر عليهم المزيد من الوقت والجهد في مختلف أنشطتهم المصرفية، خاصة في ظل العصر الذي نعيشه والذي له طبيعة تتسم بالسرعة، حيث يسعى الجميع في إنجاز معاملاتهم بسرعة، كما يقضي استخدام هذه الأنظمة على قوائم الانتظار كما أنه يلغي إمكانية القلق بشأن وجود نقد كاف عند التسوق أو نسيان البطاقات الائتمانية.
وشدد المحروق بأن “كليك” وغيره من أنظمة الدفع الرقمي من شأنها أن تساهم في توسيع قاعدة الشمول المالي والمصرفي لكل فئات المجتمع.
المصدر الغد