توفر المعارض والفعاليات المحلية والإقليمية والدولية منصة فريدة لشركات تكنولوجيا المعلومات لعرض ابتكاراتها وتكوين علاقات جديدة نحو تسريع نموها وزيادة مبيعاتها بغض النظر عن منتجاتها وخدماتها وحلولها وأحجامها من حيث إجمالي دخلها أو عدد موظفيها.
كما يعتبر ما ترصده تلك الشركات للمشاركة في المعارض استثمارا ذات عائد مجدي، لكن العائد المرجو من هذا الاستثمار يعتمد على عدة عوامل، أهمها: الإعداد الاستراتيجي، التفاعل النشط، والمتابعة الحثيثة.
ونستعرض هنا هذه الاستراتيجيات التي يمكن للشركات تطبيقها لتعظيم الفائدة من مشاركتها في المعارض التجارية، بما يضمن عائدا استثماريا كبيرا.
فالأعداد الاستراتيجي الممنهج يعتبر في غاية الأهمية في الأشهر التي تسبق المعرض، إذ لا بد أن تضع الشركات العارضة أهدافاً قابلة للقياس، سواء كانت لجلب زبائن محتملين، أو عقد شراكات، أو لزيادة الوعي بعلاماتها التجارية.
لذلك، فإن فهم خلفيات زوار المعارض واهتماماتهم ومدى ملاءمة المنتجات والخدمات للسوق، يمكّن الشركات من تخصيص رسائلها بما يتوافق مع احتياجات واهتمامات الجمهور.
كما يمكن أن يثير التفاعل المبكر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتسويق عبر البريد الإلكتروني وغيره، وإعلانات الموقع الإلكتروني حول المشاركة، الاهتمام والنقاشات قبل بدء الحدث نفسه.
بالإضافة إلى ذلك يلعب تصميم وطاقم الشركة الذي يتواجد خلال المعرض دورًا حاسمًا في جذب الزوار، إذ يتوجب على الشركات التأكد من إمكانيات وقدرات ممثليها ومدى معرفتهم بالمنتجات والخدمات بالإضافة إلى توفر مهارات التواصل والتسويق لديهم.
وفي حال كان عدد الزوار لموقع الشركات العارضة خلال الفعالية قليلا، يجب عليها اتخاذ نهج استباقي للعمل على جذب الزوار المتواجدين في الفعالية إلى موقعهم من خلال التواصل معهم وتقديم عروض توضيحية مباشرة، والتنقل في المعرض لزيارة الزبائن والشركاء المحتملين العارضين وغيرهم بعد عمل بحث مستفيض حول اهتماماتهم وطبيعة خدماتهم ومنتجاتهم واحتياجاتهم.
كما أن التعاون مع العارضين المجاورين للترويج المتبادل يساهم في تحقيق نتائج إيجابية، خاصةً إذا كانت المنتجات والخدمات تكمل بعضها البعض. هذه الاستراتيجية لا تزيد فقط من حركة المرور، ولكنها تبرز أيضًا التآزر المحتمل بين حلول التكنولوجيا المختلفة.
بالإضافة إلى ما تقدم، فإن تعزيز استخدام تطبيقات الفعاليات يعظم الاستفادة من مشاركة الشركات العارضة، مما يسمح لها ببث التحديثات والدعوات إلى مواقعهم، مستفيدة من الجمهور الذي يتابع هذه التطبيقات الرقمية.
كما تشكل المتابعة والتواصل الفعال مع زبائن محتملين بعد انتهاء المعرض ضرورة كبيرة، وفي كثير من الأحيان تعتبر مصيرية تساهم في تحويل زبائن وشركاء محتملين إلى فرص تجارية حقيقية. إذ يتوجب على الشركات بدء التواصل معهم فور الانتهاء من الفعالية، مخصصة رسائلها وجها لوجه بناءً على الاهتمامات التي تم تحديدها مسبقا لكل منهم.
إن تقييم الأداء مقابل الأهداف المحددة مسبقا، وجمع التغذية الراجعة من ممثلي الشركة العارضة والزائرين يعتبر أمرا في غاية الأهمية لقياس النجاح وتحديد مجالات التحسين.
أخيرا، يتطلب النجاح في المعارض التجارية لشركات تكنولوجيا المعلومات استراتيجية شاملة تمتد إلى ما بعد الفعالية، فمن خلال الإعداد الممنهج، والتفاعل النشط في أثناء المعرض، والمتابعة الدقيقة والمستمرة، يمكن للشركات تعزيز حضورها التجاري بشكل كبير، وخلق علاقات مجدية، ودفع عملها إلى الأمام؛ فالمعارض التجارية ليست مجرد فعاليات عادية؛ إنها فرص كبيرة للابتكار، والتواصل، والنمو.
المهندس نضال البيطار*
*الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات – انتاج