اصبح الذكاء الاصطناعي يشكل احد التطبيقات الواعدة التي يمكن الاستفادة منه في العديد من المجالات أبرزها قطاع التعليم بهدف المساعدة في تحسين فعالية التعليم والتدريس، اذ يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تقديم توجيهات للمدرسين حول كيفية تحسين التعلم وتوفير العديد من الادوات التعليمية المتقدمة كـ الروبوتات والمنصات التفاعلية ، إضافة إلى دوره في توفير الوقت والجهد على الطلبة وامكانية الرجوع للمواد التعليمية في اي وقت، ودوره في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة للوصول إلى المواد التعليمية بكفاءة اكبر من خلال توفير وسائل تتناسب مع احتياجاتهم . خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي المهندس حسام الحوراني قال : ان عالم التعليم اصبح يشهد ثورة حقيقية بسبب التطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي ، والتي فتحت هذه التقنيات آفاقًا جديدة وفريدة من نوعها في مجال التعليم في الجامعات والمدارس والمعاهد التعليمية والافراد.
وأضاف لـ الانباط ، أن الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي أحدثا نقلة نوعية في أساليب وطرق التعليم التقليدية، إذ يُعتبرا دمجًا مبتكرًا يمكن أن يحدث تغييرًات جوهرية في مجال التعليم، ويمكن من خلال الاستخدام المتوازن لهذه التقنيات خلق بيئة تعليمية غنية وشاملة تُساعد جميع الطلاب سواء في المدارس او الجامعات على تحقيق تسارع هائل في التعليم وخلق بيئة تعليمية جاذبة ومبتكرة وامنة وممتعة . وتابع الحوراني، أن الذكاء الاصطناعي يعتبر أداة قوية يمكنها الارتقاء بالتعليم إلى مستويات جديدة من الفعالية إذ يمكن من خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم تحليل أداء الطلاب بشكل دقيق، إضافة إلى تخصيص التعليم وفقًا لاحتياجاتهم الفردية، وتوفير تعليم مخصص يعزز التفاعل والمشاركة، بالتالي تحسين النتائج التعليمية. وأشار الى امكانيته في توفير تعليم شخصي غير مسبوق للأنظمة التعليمية، وتخصيص مسارات تعليمية فردية لكل طالب بناءً على قدراته واحتياجاته ، كما يمكن ايضا استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير محتوى تعليمي متطور كـ الروبوتات التعليمية والمنصات الذكية، التي تساعد الطلاب على فهم المفاهيم بطرق مبتكرة وتفاعلية ، ، موضحا انه يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجارب تعليمية تفاعلية تجذب انتباه الطلاب وتُحفزهم على التعلم ، وتقييم تقدم الطلاب بشكل مستمرودقيق وتزويدهم بملاحظات مفيدة لهم ، إضافة إلى انه يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من المهام كـ تصحيح الأوراق وتقديم التمارين، مما يمنح المعلمين مزيدًا من الوقت للتركيز على احتياجات الطلاب.
واكد، أن دور الذكاء الاصطناعي ساهم في إحداث نقلة نوعية في التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة قد يكون محوريًا في تحقيق التكافؤ في التعليم وتمكين جميع الأشخاص من الحصول على فرص تعليمية متساوية في بيئات تعليمية آمنة وداعمة ، لافتا إلى انه يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تعليمًا مخصصًا يلبي احتياجاتهم بدقة إضافة إلى توفير أدوات مساعدة كـ النصوص الصوتية والترجمة التلقائية لتمكين الطلاب من التعلم بشكل أكثر استقلالية وفاعلية ، كما يمكنه أيضًا تعزيز ثقة الطلاب بانفسهم وتفاعلهم وتحفيزهم مشاركتهم والتعلم بشكل أكثر نشاطًا وحماسًا. وبين أن الواقع الافتراضي في التعليم يعتبر تقنية مبتكرة تتيح للطلاب الحصول على تجارب تعليمية حقيقية وملموسة دون الحاجة إلى الاعتماد على مختبرات فعلية أو رحلات ميدانية ،حيث أن استخدام الواقع الافتراضي يمكن أن يخلق بيئات تعليمية غامرة، موكدا على انه يمكن للطلاب التفاعل مع المحتوى والمفاهيم بطريقة تبدو حقيقية بالنسبة لهم على سبيل المثال يمكن للطلاب استكشاف الأحياء البحرية في أعماق المحيطات من خلال الواقع الافتراضي، والتفاعل مع تاريخ الحضارات القديمة من خلال الرحلات الافتراضية إلى المواقع الأثرية ونقل الطلاب إلى أماكن وأزمنة مختلفة، مما يُتيح لهم تجربة التعلم بطريقة عملية وواقعية مما يزيد من حماسهم للتعلم والمغامرة وعيش التجربة مما يساعد على الابداع والابتكار عند الطلبة. و اشار إلى أن الواقع الافتراضي يتيح للطلاب فرصة التعلم بشكل ذاتي وبسرعتهم الخاصة حسب فهم كل طالب وتفاعله ومقدرته واستجابته ، إذ يمكن للطلاب التعلم في بيئة مريحة وآمنة دون القلق بشأن الضغوطات الاجتماعية أو التوقيت مما يساهم في تطوير التعليم لدى المجتمعات المحافظة فيما يخص تعليم المراة ، مبينا أن هذا يعزز استقلالية الطلاب في عملية التعلم ويسهم في تطوير مهارات البحث والاستكشاف واتخاذ القرارات الذاتية ، إضافة إلى ذلك انه يسهم الواقع الافتراضي في توسيع آفاق التعلم عند الطلاب من خلال توفير فرص لاستكشاف المفاهيم والمواضيع التي قد لا تكون متاحة بشكل سهل في البيئة التقليدية، حيث يمكن للطلاب التفاعل مع المحتوى بطريقة تشجع على الفهم العميق والتطبيق العملي، مما يساعدهم في بناء المفاهيم بشكل أفضل وتعزيز تجربتهم التعليمية.
وذكر الحوراني أن الذكاء الاصطناعي له العديد من الفوائد ومنها تخصيص التعليم لكل فرد على حده حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لفهم احتياجات كل فرد وتقديم التعليم وفقًا لمستواه الفردي وقدراته ، وتحسين استيعاب الطلاب للمفاهيم من خلال استخدام الواقع الافتراضي لتوفير تجارب تعلمية واقعية تساعد الطلاب على فهم المفاهيم بطريقة ملموسة وممتعة ، وزيادة تحفيز الطلاب من خلال جعل عملية التعلم ممتعة عن طريق استخدام الواقع الافتراضي والتفاعل مع المحتوى التعليمي مما يزيد من حماس الطلاب ، مضيفا إلى أن الذكاء الاصطناعي له دور في تحسين مهارات حل المشكلات والتكفير النقدي ، وتوفير فرص متساوية للطلاب بغض النظر عن خلفايتهم وقدراتهم حيث يسهم استخدام الذكاء الاصطناعي في توفير بيئة تعليمية متساوية لجميع الطلاب بغض النظر عن خلفياتهم ، إضافة إلى دوره في تحفيز الابداع والابتكار فيمكن تشجيع الطلاب على الابداع من خلال توفير بيئة تعليمية تشجع على التحليل والتفكير النقدي . وتابع أن الذكاء الاصطناعي له دور في تسهير التعليم عن بعد من خلال استخدام التقنيات الافتراضية لتوفير فرص التعلم عن بعد مما يسهل الوصول إلى المعرفة والتعلم بغض النظر عن الموقع الجغرافي للطلبة ، غير ذلك دوره في توفير بيئة تعليمية امنة وداعمة إذ يمكن للطلاب التفاعل بحرية دون القلق بشان المخاطر الفعلية ، ومساعدة الاطفال واليافعين والمراهقين على التغلب على صعوبات التعلم من خلال استخدام التقنيات الافتراضية والذكاء الاصطناعي لتوفير بيئة تتكيف مع احتياجات الطلاب ذوي الصعوبات التعليمية . وبين الحوراني أن مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في التعليم، فان دور المعلم لم يعد فقط مجرد ناقل للمعرفة، بل أصبح ميسرا وموجها لعملية التعلم، ومصممًا لتجارب تعليمية تفاعلية وجذابة، ومقيّمًا لتقدم الطلاب بشكل فردي، وخالقًا لبيئة تعليمية داعمة في ظل كل هذه التقنيات ، لافتا إلى أن دور المعلم لم يعد ناقل للمعرفة بل اصبح ميسرا لعملية التعلم ويساعد الطلبة على اكتشاف المعرفة بانفسهم من خلال تجارب تفاعلية ، إضافة إلى دور المعلم في تصميم تجارب تعليمية تفاعلية وتقييم تقدم الطلاب بشكل فردي إذ يصبح المعلم مسوولا عن تصميم تجارب تعليمية تفاعلية تحفز الطلاب على التعلم ، حيث تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي تقييم تقدم الطلاب بشكل دقيق وفردي مما يساعد المعلم على تحديد نقاط القوة والضعف لدى كل طالب وتصميم خطط تعليمية مخصصة تناسب احتياجاته . وفي السياق ذاته اكمل حديثه قائلا أن الذكاء الاصطناعي له دور في مواكبة التطورات واكتساب مهارات جديدة، والتعاون ما بين المعلم والتكنولوجيا ، مبينا أن مع التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، يصبح من واجب المعلم مواكبة هذه التطورات واكتساب مهارات جديدة لاستخدامها في التعليم بشكل فعال ، إذ لا تلغي تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي دور المعلم، بل تعززه وتُتيح له فرصًا جديدة لخلق تجارب تعليمية غنية وفعالة. ونوه الحوراني إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في التعليم تشمل عدة جوانب تقنية واجتماعية ربما تعيق تبني هذه التقنيات ومن هذه التحديات التكلفة وقد تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي تكلفة باهظة الثمن مما يجعلها غير متاحة لبعض المدارس والمؤسسات التعليمية التي تعاني من قيود الميزانية ، مضيفا إلى التحديات التي تتعلق بالوصول على الرغم من التطورات التكنولوجية إلا أن بعض الطلاب قد لا يتمتعون بالوصول الكافي إلى هذه التقنيات بسبب العوامل الجغرافية أو الاقتصادية أو حتى تحديات البنية التحتية . وزاد أن الأخلاقيات يثير استخدام التقنيات المتقدمة في التعليم مسائل أخلاقية تتعلق بالخصوصية والأمان وتأثيرها على التفاعل الاجتماعي والثقافي ، لافتا إلى استخدام الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في التعليم يتطلب وجود إطار أخلاقي قوي يحمي حقوق الطلاب ويضمن استخدام هذه التقنيات بطريقة مسؤولة ومستدامة. واختتم حديثه بأن استخدام الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في التعليم، نجد أنفسنا أمام فرصة لتحويل تجربة التعلم وتحقيق تقدم هائل في جودة التعليم ، إذا تم توجيه هذه التكنولوجيا بشكل صحيح ومتوازن، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي قادرة على تحقيق ثورة حقيقية في مجال التعليم وتمكين الطلاب من تحقيق أقصى إمكاناتهم ، ومن خلال الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات، يمكننا تحسين جودة التعليم وجعله أكثر تفاعلية وتخصيصًا وفعالية للجميع، بحيث من المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي دورًا هامًا في مستقبل التعليم وستستمر هذه التقنيات في التطور وتوفير المزيد من الإمكانيات الهائلة للتعلم.
المصدر الانباط