بشغف وحب وطموح يعمل القائمون بجد على مشروع “تميم وريم”، لتطوير منصتهم الرقمية التي تقدم محتوى كرتونيا تعليميا لتوفير برامج ومحتوى رقميا يسهم في خدمة الأطفال واليافعين من ذوي الإعاقة السمعية يسهم في تحسين جودة حياتهم وتمكينهم من المشاركة الفعالة في المجتمع.
الشريكة المؤسسة في المشروع، هبة جمجوم تقول: “إن المشروع العائلي أسسه زوجها مأمون عودة من خلال تجربته الخاصة كونه أصم، إذ لم يكن يجد في طفولته برامج تلفزيونة خاصة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية، فاختار هذا الطريق وهذه الفكرة لتكون محتوى كرتونيا تربويا يقدم بلغة الإشارة واللغة العربية مخصصا للأطفال ذوي الإعاقة السمعية من عمر 1-10 سنوات”.
وأكدت جمجوم، أن المشروع الذي كانت انطلاقته في العام 2022، حينما قام زوجها مأمون صاحب الفكرة بالتعلم الذاتي للرسوم المتحركة على مدار أربع سنوات، كما أنها بادرت لمساعدته في تنفيذ الفكرة بدراستها لغة الإشارة في مركز متخصص، في طريق إنجاز المشروع الذي يحمل اسمي طفليهما “تميم وريم”، وهما الاسمان اللذان يتكونان من حروف شفوية يسهل على الصم التحدث بها.
وقالت: “المشروع يعالج ويحاكي احتياجات فئة من المجتمع تعاني من الإعاقة السمعية واحدة من أكثر أنواع الإعاقة شيوعاً في جميع أنحاء العالم، حيث تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الأفراد المتأثرين بها”.
وتتنوع الإعاقة السمعية بحسب مدى فقدان القدرة على السمع، إذ يمكن أن تكون من الدرجات المختلفة، بدءا من فقدان السمع الجزئي إلى الصمم الكامل، ولذا يعمل مشروع “تميم وريم”، على تقديم محتوى يحمل ثلاث صفات: تقديم لغة ثنائية: الإشارة للصم واللغة العربية للأطفال العاديين، وتقديم محتوى متعدد الوسائط، والرسومات عالية الجودة ثلاثية الأبعاد.
وبينت، أن الشركة تعتمد حاليا على موقع إلكتروني خاص وقناة على منصة “اليوتيوب العالمية”، وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي لتقدم برامج ومحتوى تعليميا للغة الإشارة واللغة العربية، دعما للأطفال في وقت تعاني فيه المنصات الرقمية من ضحالة المحتوى الذي يحاكي ويلبي احتياجات ومتطلبات هذه الشريحة.
وبلغة الأرقام، بينت جمجوم، أن قناة المشروع على “اليوتيوب”، تحظى اليوم بعدد مشتركين وصل إلى 3607 مشتركين، مع عرضها حوالي 24 من الفيديوهات التي حظيت بعدد ساعات بلغ 432.3 ساعة ومشاهدات تجاوزت الـ45 ألف مشاهدة.
وأكدت قائلة: “العمل جار حاليا على تطوير المنصة التعليمية وتطبيق الهاتف واللذان من المتوقع أن يكونان جاهزين خلال 4 أشهر، مع مواصلة العمل بجد مع أشخاص لديهم خبرة في مجال تعليم الأطفال الصم، للوصول إلى الاستراتيجية الصحيحة في تعليم هذه الفئة”.
وكانت هبة جمجوم، حازت المركز الثالث في النسخة الثالثة من جائزة “ملهمة التغيير في التكنولوجيا”، التي تنظمها شركة “أورانج الأردن”، بالتعاون مع جمعية “إنتاج” للاحتفاء بملهمات التغيير في جميع أنحاء المملكة، لتحفيز السيدات الناجحات اللواتي يحققن التغيير الإيجابي في المجتمعات.
وعن تجربتها في مسابقة “ملهمة التغيير”، قالت جمجوم: “هي تجربة مفيدة على كل الصعد من الترويج وتعريف الناس بالمشروع والمنصة ما يساعد على انتشارها، كما وفرت هذه المسابقة فرصة للمشروع للتشبيك والتواصل مع أصحاب الاختصاص في بيئة ريادة الأعمال الأردنية”.
وأكدت، أهمية المسابقة في دعم المرأة، وفي توفير نوع من التمويل، لافتة إلى أن ذلك كله يسهم في تحفيز واستمرارية هذه النوعية من المشاريع التي تطمح إلى التطوير والتوسع مستقبلا.
وكان مشروع “تميم وريم”، شارك واستفاد سابقا من “تحدي الريادة المجتمعية”، وهو واحد من برامج صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية.
وبينت جمجوم، أن خطط المشروع تتضمن بقاءه خدمة مجتمعية مع البحث عن مصادر للإيرادات مستقبلا، يمكن أن تضمن استدامة المشروع الذي يحمل طموحات كبيرة ليكون “الشركة الأولى في الوطن العربي”، التي تقدم خدمات تعليمية للأطفال ذوي الإعاقة السمعية. وعن ريادة الأعمال ترى جمجوم، أنها ليست بالأمر أو النهج السهل، بل “صعبة” قياسا بالوظيفة التقليدية، لأن الريادي يجب عليه في رحلته أن يتعلم كل شيء وينفذ مختلف الأعمال مع الحرص الدائم على أن تكون قراراته صائبة في مختلف مراحل المشروع.