لستُ خبيرًا في الأمن السيبراني، لكن حرصي على سلامة كافة المواطنين والوطن دفعني لكتابة هذه السطور الموجّهة لكل مستخدم غير تقني. فنحن نقضي ساعات طويلة يوميًّا في تصفّح الهواتف والحاسبات دون إدراك حجم المخاطر التي تتربص بنا. أسرد في هذا المقال مجموعة من النصائح البسيطة التي ستمنح أي مواطن كان درعًا واقيًا في العالم الرقمي المتسارع، وذلك دون الحاجة إلى شهادات تقنية أو مصطلحات معقّدة.

أولا: كلمة المرور هي مفتاحك الأوّل

تخيّل أن بيتك يفتح بمفتاح واحد سهل النسخ. كلمة المرور الضعيفة تؤدي الغرض نفسه. اجعلها طويلة (12 حرفًا فأكثر)، واخلط بين حروف كبيرة، وصغيرة، وأرقام، ورموز. تجنّب كلمات مثل “123456”، ولتفادي نسيانها، استخدم دفترًا صغيرًا تحتفظ به في مكان آمن أو جرّب تطبيق إدارة كلمات المرور.

ثانيا: التحقّق بخطوتين — قفل إضافي بلا تكلفة

معظم التطبيقات تُتيح خيار «التحقّق بخطوتين»، أي إدخال رمز يصل هاتفك بعد كلمة المرور. بهذه الخطوة البسيطة تصعّب على المخترقين الوصول إلى حساباتك، حتى لو عرفوا كلمة المرور.

ثالثا: لا تضغط قبل أن تفكّر

رسائل البريد أو واتساب التي تطلب منك الضغط على رابط للحصول على جائزة «فورية» هي غالبًا فخ. اسأل نفسك: هل شاركت في مسابقة أصلًا؟ هل أعرف المرسل؟ تواصل مع الجهة بطرق أخرى قبل فتح الرابط أو تنزيل المرفق.

رابعا: حدّث جهازك ليبقى صامدًا

التحديثات ليست مجرد أشكال جديدة للتطبيق، بل هي لسدّ ثغرات أمنية. فعِّل التحديث التلقائي لنظام التشغيل والتطبيقات، خاصةً المتصفح وبرامج التواصل.

خامسا: شبكة الـWi-Fi تستحق كلمة مرور قوية

الضيوف اللطفاء قد يجلبون أجهزة مُصابة ببرمجيات خبيثة. أنشأ شبكة ضيوف بكلمة مرور منفصلة بدلًا من مشاركة شبكتك الرئيسية. اكتب اسم الشبكة وكلمة المرور على ورقة صغيرة وقدّمها للزائرين.

سادسا: لا تمنح التطبيقات صلاحيات تفوق حاجتها

هناك بعض التطبيقات التي تطلب الوصول إلى جهات اتصالك، فقبل الضغط على «سماح»، اسأل نفسك: هل يحتاج التطبيق فعلًا لهذا الإذن؟ ارفض أو احذف تطبيقات تطلب أذونات مريبة.

سابعا: النسخ الاحتياطي صمّام أمان النهائي

في حال تعرّض جهازك لفيروس فدية أو لأي سبب آخر يؤدي إلى مسح أو إقفال جميع ملفاتك، فإن النسخ الاحتياطي الدوري على قرص خارجي أو خدمة سحابيّة يضمن استعادة بياناتك وملفاتك وذكرياتك وصورك دون دفع فدية.

ثامنا: احمِ خصوصية أطفالك

أجهزة أبنائنا بوابة أخرى للمتطفّلين. استخدم إعدادات الرقابة الأبوية وحدّد أوقات استخدام الأجهزة، وعلّمهم عدم مشاركة صورهم أو معلوماتهم مع الغرباء.

في الختام، يؤكّد الخبراء أن 80% من الهجمات السيبرانية تستغل أخطاء بشرية بسيطة كان يمكن تجنّبها بخطوات قليلة مثل ما سبق. لا تتطلّب هذه الإجراءات إلا دقائق، لكنها تُجنِّبك خسائر مالية وابتزازًا رقميًا وقلقًا قد يستمر أيامًا. اجعل الأمن السيبراني عادة — تمامًا كغسل اليدين قبل الطعام — وستكون أنت وعائلتك أكثر أمانًا وثقة في عالم الإنترنت.

*الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات في الأردن – إنتاج