الألعاب الالكترونية.. قطاع واعد وتحديات اقتصادية

 

أكد خبراء ومختصون في قطاع الألعاب الإلكترونية، أن هناك آفاقا واعدة للقطاع لكنها بحاجة إلى الدعم و التطوير المستمر وصولا إلى مرحلة النضوج ليكون من القطاعات الرائدة محليا واقليميا و عالميا.
وأشار هؤلاء في أحاديث منفصلة لوكالة الأنباء الردنية (بترا)، الى أن من التحديات التي تواجه المطور الاردني، هي عدم توفر تخصصات ومخرجات جامعية تتوافق مع تطور الصناعة والاحتياجات الضرورية او تحليل البيانات الخاص بالتطبيقات او التسويق الالكتروني للتطبيقاتأنه من القطاعات المهمة والواعدة.
وقالوا، إن من اهم التحديات التي تواجه القطاع هي تحديات اقتصادية، رغم أن مستوى الشركات والمطور المستقل والناشر الأردني يعدون من المستويات العالية.
وقال ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن، المهندس هيثم الرواجبة، إن قطاع الألعاب الإلكترونية قطاع واعد ومتجدد ويستهدف الفئات العمرية من الشباب.
واضاف، ان التحديات التي تواجه القطاع لا تختلف كثيرا عن تحديات الأعمال الأخرى واغلبها اقتصادي، كالضرائب والرسوم و ارتفاع تكاليف التشغيل، اما التطوير والبرمجة والصناعة والنشر فهو حاصل على إعفاء من هيئة الاستثمار للشركات التي تعمل بمجال التطوير، داعيا إلى توسيع قاعدة الإعفاءات وتسهيل إجراءاتها للتخفيف من التحديات الاقتصادية على الشركات خاصة ارتفاع كلف التشغيل والمعدات والضرائب والرسوم.
وأكد الرواجبة ان الأردن لديه عدد لا بأس به من الشركات الناجحة و التجارب المميزة في نشر وتطوير وتعريب الألعاب، لافتا الى دور مبادرة صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية في إنشاء مختبر للألعاب الأردني، والذي يهدف لنشر وتوسيع ثقافة صناعة و تطوير الألعاب مستقبلا.
وأشار الى أن هناك آفاقا واعدة للقطاع لكنها بحاجة إلى الدعم و التطوير المستمر للنهوض بالقطاع إلى مرحلة النضوج ليكون من القطاعات الرائدة محليا واقليميا و عالميا، مبنيا أن هناك منافسة عالية خصوصا وان الاردن يعد البيئة الافضل للأعمال، لكن الان توجد منافسة اعلى من الشركات الإقليمية في السعودية والإمارات ومصر.
من جهته، قال المدير التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج” المهندس نضال البيطار، إن قطاع الألعاب الإلكترونية من القطاعات المهمة والواعدة، وخريطة الشركات الناشئة توضح الشركات التي تعمل في هذا القطاع، مؤكدا دعم الجمعية للقطاع لتحسين صورة الاردن الثقافية والحضارية.
بدوره، اكد المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “ميس الورد” المتخصصة بتكنولوجيا صناعة ألعاب الموبايل نور خريس، ان الأردن من الدول الرائدة في المنطقة في مجال تطوير ونشر الألعاب الالكترونية، وهناك شركات ومطورو ألعاب من الأكثر نشاطا على متاجر التطبيقات. وبين أن الشركات الأردنية تعمل حالياً مع شركات عالمية لتطوير مشترك للألعاب ونشرها في السوق العربي أو العالمي.
وقال، إن مستوى الشركات والمطور المستقل والناشر الأردني من المستويات العالية، حيث يستضيف الأردن منذ عام 2011 المؤتمر العالمي لصانعي الألعاب يجتمع خلاله أكثر من 400 شخص من الأردن والمنطقة مع أكبر الشركات العالمية لوضع خطط لتطوير الصناعة. ولفت إلى وجود أكثر من 15 شركة متوسطة وصغيرة في الأردن متخصصة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية توظف أكثر من 300 شخص، بالإضافة إلى مئات من مطوري الألعاب المستقلين.
واضاف، ان خطوات تطوير الألعاب تبدأ بأهم وأصعب مرحلة وهي “الفكرة” كونها مجال التنافس الشديد عالميا بعد اعتمادها، ثم ينتقل المطور (المبرمج) والمصمم (الرسام) الى تطوير الفكرة واختبارها مع فريق الجودة وبعد ذلك نشرها على متاجر التطبيقات.
وبين خريس ان النشر يتم ذاتياً أو بالتعاون مع شركات متخصصة للنشر، كما أن العاب الموبايل هي الأكبر عالميا من حيث الإيرادات والنمو لذلك تبلغ أهميتها ليس فقط على مستوى الألعاب الإلكترونية بل كل أنواع الترفيه، ويعد الوطن العربي من اكثر المستخدمين لهذه الالعاب.
واضاف، ومنذ انطلاق تحدي التطبيقات عام 2011 ومع كل دورة نرى سنوياً النضج والتطور الذي يحصل في صفوف طلاب المدارس وقدرتهم على التفكير والتطوير وإخراج العاب يستطيعون بنهاية كل دورة نشرها على متاجر التطبيقات.
وأوضح أن من التحديات التي تواجه المطور الاردني، عدم توفر تخصصات ومخرجات جامعية تتوافق مع تطور الصناعة والاحتياجات الضرورية او تحليل البيانات الخاص بالتطبيقات او التسويق الالكتروني للتطبيقات.
من جهتها، بينت المتخصصة في العلاقات العامة، في شركة طماطم – المتخصصة في ألعاب الموبايل باللغة العربية إلينا حناوي، أن صناعة ألعاب الهاتف المحمول تعد واحدة من أسرع الصناعات نموًا في العالم، حيث شهدت خلال السنوات الأخيرة ارتفاعاً هائلاً في عدد مستهلكي ألعاب الأجهزة المحمولة، خاصة أثناء جائحة كورونا عام 2020، لافتة الى ان فترة الوباء ساهمت في نشر سريع وغير مسبوق في نمو صناعة الالعاب، وبدأت الأنظار تتجه أخيرًا إلى سوق ألعاب الجوال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
واكدت أن مشهد ألعاب الهاتف المحمول بدأ في الظهور في المنطقة في عام 2011 عندما أدرك الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة طماطم حسام حمو، الفجوة الهائلة في المحتوى العربي المتاح عبر الإنترنت فكان هناك الكثير من ألعاب الهاتف المحمول المتاحة للاستهلاك ولكن لم يكن أي منها باللغة العربية، ولم يتم تصميم أي منها لثقافة السوق الناطق باللغة العربية، لذلك بدأت ألعاب طماطم عام 2013 بـ 10موظفين فقط، لسد الفجوة الهائلة في المحتوى العربي الموجود في السوق، بهدف تقديم أفضل ألعاب الجوال العربية إلى المنطقة واللاعبين الناطقين باللغة العربية.
ومنذ إطلاقها تمكنت شركة “طماطم” من تحقيق أكثر من 150 مليون عملية تنزيل للألعاب، ونشرت أكثر من 50 لعبة، ونمت إلى أكثر من 80 موظفًا.
وأشارت حناوي، إلى ان التحدي الذي واجهته ألعاب الهاتف في البداية هو عدم إدراك الناس للإمكانات الهائلة التي تكمن في سوق ألعاب الهاتف المحمول العربية، حيث ان هناك أكثر من 400 مليون ناطق بالعربية وأقل من 1 بالمئة من المحتوى العربي متاح على الإنترنت، وفي ذلك الوقت لم يدرك الناس الطلب الكبير الموجود في السوق ولم يروا القيمة التي تكمن في سوق ألعاب الهاتف المحمول العربية، ولم يكن الحصول على المستثمرين في البداية أمرًا سهلاً نظرًا لأن الصناعة نفسها لا تزال جديدة.
وأضافت، بعد جائحة كورونا، أدرك الاقتصاديون وقادة الأعمال الإمكانات الهائلة لألعاب الجوال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والآن بعد أن أصبح الناس يتطلعون أخيرًا إلى هذا المجال الحيوي، يمكننا التوسع إلى أقصى إمكاناتنا في المنطقة.
وقالت، إن عدد موظفي الشركة ازداد ليصل إلى 85 موظفًا حتى الآن، كما افتتحت مكاتب في المملكة العربية السعودية وتتوسع أكثر في المنطقة وتنمو بسرعة، مضيفة ان مستقبل صناعة ألعاب الأجهزة المحمولة مشرق للغاية، متوقعة نموا يصل الى 4.4 مليار نهاية عام 2022.

بحسب تقرير نشر في وكالة الانباء الاردنية