أكد خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات، أن قطاع الإسناد المحلي “التعهيد”، زاخر بالفرص ويشهد طلبا متزايدا في المنطقة والعالم، من الأردن.

وأشاروا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إلى أن “التعهيد” هو استخدام واستئجار كفاءات وقوى وأفراد ووسائل وخدمات من مؤسسات أو شركات أو جهات ثالثة (أجنبية أو محلية).
وقال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة، إن الطلب المتزايد على موضوع الإسناد المحلي من المنطقة والعالم، خصوصا من الأردن، يعود إلى تميز الطاقات البشرية الموجودة بالأردن، حيث أن أعداد الخريجين بالمملكة في المجالات الفنية كبير جدا.
وأضاف، أنه منذ عام 2018 عمل أكثر من 20 ألف أردني من الداخل لخدمة شركات خارج الأردن، سواء كان في مجال تطوير البرمجيات أو دعم الأنشطة أو الإسناد الفني لشركات كبيرة وعالمية، وان معظم الشركات العالمية لها فرق تخدمها في المنطقة العربية وأوروبا أو مناطق أخرى.
ولفت الهناندة، الى أن الأردن يتميز بكفاءة خريجيه وبموقعه ومعرفته بالأسواق الموجودة بجواره، حيث لديه القدرة الفنية لخدمة الشركات في المنطقة، موضحا ان شركة أمازون لديها ما يقارب 2000 موظف في الأردن، وشركة سيسكو 1500مهندس، وشركة مايكروسوفت 500 مهندس، وغيرها من الشركات العالمية.
وأكد أن لدينا شركات أردنية توظف عشرات الآلاف من الموظفين، إضافة إلى البنية التحتية القوية في الأردن التي تساعد في انتشار الإنترنت، حيث أن نسبة انتشار الإنترنت بالأردن بلغت أكثر من 98 بالمئة.
وقال، إن وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة لديها محور “جوردان سورس” وهو احد المهام الرئيسية التي تقوم على الترويج للأردن كوجهة للإسناد والدعم الفني، وكوجهة للاستثمار في الشركات الريادية، وبنفس الوقت تعد نافذة للمنطقة العربية.
وتابع، ان الحكومة تقدم العديد من الحوافز لقطاع تكنولوجيا المعلومات بما فيه قطاع الإسناد الفني، والتعهيد الخارجي سواء كان بما يخص الضريبة أو دعم الرواتب والتدريب حسب الطلب والمهارات المطلوبة، والتوسع داخل عمان الى المحافظات ودعم عملية التوسع بتوفير أماكن العمل أو توفير البنية التحتية المطلوبة للعمل.
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “انتاج”، المهندس نضال البيطار، أن الجمعية بدأت العمل على مشروع بعنوان “يوني ماتش” بالشراكة مع مؤسسة التعليم من أجل التوظيف وبدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، مبينا انه وفي إطار هذه الشراكة، ستقدم “إنتاج” نموذجا مفصلا لتطوير الأعمال في قطاع تعهيد العمليات التجارية المتخصص في تكنولوجيا المعلومات الأردني، بهدف زيادة وتحسين فرص التصدير للشركات الأردنية العاملة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأضاف، أن 51 شركة تعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات تقدمت للمشروع، وتم اختيار 10 شركات استنادا إلى أداة تقييم جاهزية التعهيد المتخصص بالتكنولوجيا، لافتا الى ان “إنتاج” تعمل على تطوير سرد تسويقي لتلك الشركات وملفات تعريف مفصلة عنها.
ونوه بانه سيتم العمل لاحقا على تحديد العملاء المحتملين في الأسواق الخليجية والأوروبية، وترويج الشركات الأردنية لهم ومطابقتها مع العملاء، كما سيتم تحديد الموارد البشرية من خلال مؤسسة التعليم من أجل التوظيف وتدريب الموظفين المحتملين وفقا لهذه المعايير.
وتوقع أن يتم تعيين 250 شابا وشابة أردنية من قبل مؤسسة التعليم لأجل التوظيف الأردنية في الشركات الأردنية وفقا لاحتياجات المشاريع المختلفة.
وأشار البيطار الى ان “إنتاج” تعتبر هذا المشروع نموذجا أوليا نحو تأسيس وحدة تطوير الأعمال والجاهزية في الجمعية، التي بدورها ستعمل على إيجاد فرص تجارية للشركات الأردنية العاملة في القطاع في دول الخليج العربي والعراق ودول الاتحاد الأوروبي، واستراليا، عبر تحليل إمكانيات الشركات وتحديد القيمة المضافة للخدمات التي تقدمها، وبناء قدراتها حسب الحاجة لتكون مؤهلة للتنافس عالميا، ثم العمل على ترويج تلك الشركات في الأسواق المستهدفة، وتشبيكها أيضا مع المهتمين بخدماتها في مجال تعهيد خدمات الأعمال والتكنولوجيا خارج المملكة.
بدوره، قال مدير البرامج في جمعية إنتاج المهندس إياد الأشرم، إن “إنتاج” بدأت بالعمل على مشروع “يوني ماتش” من خلال 3 مراحل، الأولى تقييم الشركات لفحص استعدادها وجاهزيتها لتصدير خدماتها للخارج من الخليج أو أوروبا، ومرحلة ترتيب الأسواق للأردن وللشركات وتحديد المزايا التي يمكن أن تجعل الشركات بالخارج تعمل تعهيدا للأردن، والمرحلة الأخيرة، قيام مؤسسة التعليم من أجل التوظيف بالتدريب.
وأضاف أنه وفقا لشركة “ستاتيستا 2020” الإحصائية، بلغ حجم السوق العالمي لتعهيد تكنولوجيا المعلومات في عام 2019، حوالي 66 مليار دولار.
من جانبها، أكدت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة التعليم لأجل التوظيف الأردنية، الدكتورة غدير الخفش، أن هذا المشروع يتماشى مع رؤية مؤسسة التعليم لأجل التوظيف الأردنية، بتمكين الشباب والشابات، من خلال دعم نمو شركات القطاع الخاص في الأردن لتوفير فرص التدريب والتأهيل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ما يساهم في فتح الآفاق للشباب والشابات لدخول سوق العمل العالمي عن بُعد دون الحاجة الى الهجرة.
وأشارت إلى أن مشروع التشغيل في الأردن 2030 المنفذ من قبل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، ومؤسسة التعليم لأجل التوظيف الأردنية، يتعاونان لتنفيذ مشروع “يوني ماتش” لرفع قدرات خريجي الجامعات لتتناسب مع الوظائف المتقدمة في مجالي الألبسة وتكنولوجيا المعلومات.
وأوضحت الخفش، ان المشروع يهدف إلى تمكين 450 شابا وشابة عبر تدريبهم على المهارات التقنية اللازمة ومساعدتهم في تأمين وظائف مدرة للدخل، حيث تم إطلاق المشروع كجزء من رؤية التحديث الاقتصادي في الأردن، لتطوير المواهب المحلية واستغلال فرص العمل التي ستتاح كجزء من التوسع في عدد من القطاعات.

وقالت، إن تنفيذ المشروع بدأ من تموز 2022 وسيستمر الى نهاية العام الحالي، عبر عدة مراحل، ابتداء من تنمية مهارات الشباب والشابات عبر توفير فرص تدريبية ضمن المشروع، وتوفير فرص عمل في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وصناعة الملابس، من خلال التعاون مع شركاء جمعية “إنتاج” والشركة التقليدية للخدمات المجتمعية والتدريب، ومن ثم ربط المشاركين والمشاركات بوظائف مدرة للدخل، ما يساعد في توفير الاستدامة والنمو المستمر في القطاعين.

من جهتها، قالت مديرة تطوير الأعمال في شركة “القزحية” للتكنولوجيا المهندسة ربى داوود، عن دور الشركة في مشروع “يوني ماتش”، إن الشركة بالتعاون مع جمعية إنتاج ستقوم بوضع خطة لبناء القدرات التجارية للشركة وإنشاء خطة تنمية قدرات مفصلة من نوعها للموظفين الجدد، لتنفيذ جهود تطوير الأعمال في دول أوروبية وخليجية مختارة، إضافة إلى إجراء تدريب للموظفين الجدد المحتملين لفتح الآفاق للشباب الأردني لدخول السوق العالمية، خاصة في الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
وبينت أن هناك مجموعة متنوعة من الخدمات التي تقدمها الشركة لقطاع التعهيد منها “الخدمات الاستشارية وخدمة تقييم الأمن السيبراني وخدمات المشتريات وإدارة الأنظمة والشبكات والأمن السيبراني والحوسبة السحابية والتدريب والتطوير للعملاء والطلبة الجامعيين والخريجين الجدد والموظفين.
وتوقعت داوود أن يشهد سوق التعهيد في مجال التكنولوجيا نمواً مطرداً خلال السنوات المقبلة، وأن يزيد الطلب على الخدمات التكنولوجية السحابية والتحليلية والأمن السيبراني وغيرها، ما يسهم في زيادة الإيرادات في هذا القطاع، كما انه من الممكن ان ينمو حجم سوق خدمات تكنولوجيا المعلومات بمعدل يصل إلى ما نسبته 20 بالمئة خلال الفترة المقبلة.
بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة “عشتار” لحلول البرمجيات الدكتور معتز نابلسي، أن مشروع “يوني ماتش” سيعزز مشروع نمو الشركة القائم في الأسواق الخارجية والدولية في قطاع تعهيد العمليات التجارية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، مؤكدا أن جمعية إنتاج تلعب دورا كبيرا في دعم صادرات الشركات، ما يدعم نمو الشركة في قطاع التعهيد.
وقال إن “عشتار” تمتلك دوراً محورياً في تطور مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات، حيث تعمل على تقديم خبرات عالية ودعم تقني مكثف لعملائها في هذا المجال، ما يضمن توفير الوقت والجهد على العملاء من حيث توفير الموارد البشرية المناسبة حسب الحاجة.
من جهته، أشار مؤسس ومدير عام الشركة المتحدة للبرمجيات التطبيقية العالمية حازم بواب، إلى التشاركية مع جمعية “انتاج” في مشروع “يوني ماتش” الذي يقوم بتطوير ومساعدة الخطة التسويقية والتجارية والتدريبية للشركة، ويساهم في زيادة التوسع في الأسواق العالمية، خاصة في دول الاتحاد الأوروبي والخليج العربي، مبينا أن هذا يساعد في تأهيل الشباب الأردني في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوسيع مهاراتهم، وإنشاء خطة تنموية تساهم في تبادل الخبرات والتوسع والنمو للموظفين والمتدربين الجدد ما يزيد من فرص العمل والتدريب للمؤهلين في مجال الأسواق العالمية والسوق الأردنية.
وعن الخدمات التي تقدمها الشركة لقطاع التعهيد، أكد بواب، أن الشركة تساهم إيجابا في مشروع جمعية “انتاج” من خلال الخدمات التي تقدمها للسوق المحلي والخارجي، وتقديم خدمات التعهيد التي تحقق جودة للعملاء من خلال توظيف وادارة أفضل المطورين والمؤهلين لبناء البرمجة والتقنيات المتطورة وخدمات استشارية لكل ما يتعلق في تكنولوجيا المعلومات للعملاء والمستفيدين، وتوجيه العملاء لأحدث التقنيات الميسرة والمطورة للأعمال في الصناعات والشركات، والمساهمة في تحقيق أهداف الأعمال وتصميم استراتيجية مناسبة للكشف عن التكنولوجيا الملائمة للمشاكل التي تواجه العمل وتقديم المشاريع بخطط تنفيذية عالية الجودة وبضمان تحقيق الأهداف والإنجازات المطلوبة.
وقال المدير التنفيذي لشركة “الأدوات التقنية للبرمجة” مهند السوقي، إن دور الشركة في مشروع “يوني ماتش” هو الترويج للأردن كمركز تعهيد لإدارة الأعمال التقنية والتنفيذية، من خلال المواهب الأردنية التي تم تدريبها في مقر الشركة أو خرجي برامج تطوير المهارات، وتسهيل عملية الاستعانة بالمواهب الأردنية من خلال مكاتبها في منطقة الخليج العربي بالتعاون مع جمعية “انتاج” من خلال فتح أسواق جديدة لتصدير الخبرات الأردنية، سواء في الأسواق الأوروبية أو الأميركية عبر مشروع “يوني ماتش”.
وبين، أن الخدمات التي تقدمها الشركة لقطاع التعهيد تشمل تقديم عمالة مدربة للشركات والحكومات في مجالات “تطوير الويب والجوال، وتحليل الأعمال، وتطوير المنتجات الرقمية، وأتمتة الأعمال، وهندسة البيانات، والذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، وتحليل البيانات الضخمة، والكتابة والمحتوى، وباحث ويب، والتسويق والعلاقات العامة وإدخال البيانات وإدارتها”.
وعن حجم الإيرادات المتوقعة من سوق التعهيد في مجال التكنولوجيا، أشار السوقي، إلى انه من المتوقع أن يبلغ 430.50 مليار دولار خلال العام الحالي، وأن ينمو السوق بمعدل سنوي مركب 6.86 بالمئة من العام الحالي إلى 2027، لتصل إلى قيمة سوقية تبلغ 1.57 مليار دولار.