بعد الانحياز الصارخ الذي أظهرته منصات التواصل الاجتماعي العالمية لجانب الاحتلال في مواجهة الرواية الفلسطينية والعربية منذ بداية العدوان الهمجي على قطاع غزة، تحرك رياديون عرب وتقنيون، لإنشاء تطبيقات وشبكات اجتماعية عربية، يلقى فيها المستخدمان العربي والعالمي مساحة حرية كبيرة بعيدة عن دائرة التقييد والحصار للمحتوى العربي المناصر لغزة والقضايا الإنسانية، مؤكدين أهمية الريادة والتقنية في حل المشاكل ومواجهة الأزمات.

من هؤلاء مهندس البرمجيات الأردني أمجد شركس، الذي اندفع مؤخرا مستندا إلى خبراته المتراكمة لأكثر من 15 عاما في مجال التسويق الرقمي والتقنية والإعلام، ليطلق بداية الشهر الحالي، منصة عربية اجتماعية من الأردن تخدم المستخدمين حول العالم بديلا عن المنصات العالمية المتعارف عليها، والتي تسمح لهم بمشاركة أفكارهم بحرية من دون قيود، بعيدا عن مشاكل التحكم في المنشورات والأفكار المسموح بنشرها ومشاركتها عليها.

وأكد شركس، ابن الـ39 عاما، أن الشبكة الاجتماعية الجديدة التي أسسها بتمويل شخصي تحمل اسم “تيك”، وقد جرى إطلاقها موقعا إلكترونيا على شبكة الإنترنت، فيما يجري العمل تحضيرا لإطلاق التطبيقات الذكية لهذه المنصة على متاجر الهواتف الذكية المستخدمة في العالم: “الاب ستور” و”الجوجل بلاي” و”هواوي ستور”.

وقال شركس، الذي يدير حاليا شركة “جولد ميديا”: “إنه تم إرسال طلبات للشركات العالمية المشرفة على المتاجر الإلكترونية للهواتف الذكية بانتظار الموافقات الرسمية منها، للبدء بتنزيل التطبيق على متاجرها لإتاحة الفرصة أمام مستخدمي الهواتف الذكية لتحميل هذا التطبيق”.

وتوقع إطلاق تطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بالمنصة رسميا خلال فترة أسبوع، متأملا بإقبال كبير من قبل المستخدمين في المنطقة العربية والعالم، على تحميل واستخدام التطبيق وخصوصا أن منصات عالمية مثل، “فيسبوك وتيك توك وإنستغرام” وغيرها، شهدت حذف وإلغاء ملايين الحسابات عبر فضاءاتها نتيجة القيود المفروضة من قبلها على المحتوى، ولا سيما المحتوى المناصر للقضية الفلسطينية.

والأرقام العالمية تتحدث اليوم عن 5 مليارات مستخدم حول العالم لمختلف منصات التواصل الاجتماعي، منهم أكثر من 250 مليونا في المنطقة العربية، من بينهم قرابة الـ8 ملايين في الأردن.

وأصبحت المنصات الاجتماعية وخصوصا، “فيسبوك”، من أكثر التطبيقات استخداما وانتشارا حول العالم، وفي المنطقة مع ما تقدم من خدمات ومزايا في قطاعات الإعلام والتسويق والتأثير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، بيد أنها أظهرت تحيزا في وقت الحروب، إلى طرف على حساب طرف آخر من خلال تطويع خوارزمياتها في خدمة أهداف سياسية وهو ما يسعى شركس من خلال منصة “تيك” لمواجهته.

وعن الخدمات والمزايا التي ستتيحها منصة “تيك” قال شركس: “إنها صممت لتكون منصة هجينة تجمع بين مزايا وخدمات توفرها ثلاث شبكات اجتماعية هي شبكات: “فيسبوك و”الإنستغرام” و”التيك توك”، مثل مزايا النشر والتعليق والبث المباشر والقصص والحالات وغيرها”.

وقال: “إن الشبكة ستتيح نشر وتداول محتوى يتنوع بين  المكتوب والمصور والفيديوي، وستضمن حرية التعبير عن الرأي ونقل الحقيقة شعارا لها، مع الحرص أيضا على توفير مزايا الموثوقية والأمن والحفاظ على خصوصية المستخدم”.

وأكد أن أبرز مزايا المنصة، أنها ستدعم عمل الصحفيين والإعلاميين في كل العالم كونها ستتيح للمواقع الإخبارية والصحف والوسائل الإعلامية الفرصة لإنشاء حسابات موثقة وآمنة عبر المنصة، يضاف إليها رصيد بقيمة 1500 دولار مجانًا من أجل الإعلان والتمويل، دعما لهم خصوصا في الظروف الراهنة التي تشهد تحيزا واضحا للاحتلال وروايته المضللة.

ووفقا لدراسات عالمية، بلغ حجم سوق الإعلانات العالمي عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة 176.46 مليار دولار في العام 2022.

وعن تحدي التسويق لنشر المنصة وتسويقها في العالم، قال شركس:”إن “تيك” وبما أنها تنطلق تحت مظلة شركته الخاصة “جولد ميديا”، المتخصصة في مجال الإعلام الرقمي والسوشال ميديا ستستفيد من خدمات شركته وتواجدها في أكثر من 10 دول حول العالم”.

وبالنسبة للغات أكد شركس، أن منصة “تيك” لن تقتصر على اللغة العربية والمستخدمين العرب، بل ستوفر الخدمات والنشر بـ 22 لغة، لإيصال الصوت العربي للعالم.

وأكد أن فريق العمل في الشركة، سيعمل باستمرار على حل أي مشاكل تقنية تواجه المنصات الاجتماعية بشكل عام، متأملا بأن يلقى المشروع خلال المرحلة المقبلة، دعما وتمويلا يساعدانه في الانتشار والتوسع.

وأشار إلى أهمية تمويل المنصة التي وصفها بـ”الوطنية” من قبل الحكومة أو القطاع الخاص، متوقعا توفير العشرات من فرص العمل، إذا ما نجحت المنصة في مرحلتها الأولى بدعم التوسع والانتشار.

المصدر الغد