في محاولة منها لإثبات قدراتها وتحقيق النجاح في مساعدة شريحة كبيرة من المكفوفين وضعاف البصر سيما الأطفال، تواصل الريادية الأردنية أسيل شقرة العمل بجد على مشروعها الخاص الذي يقوم على منصة رقمية تقدم دبلجة صوتية لأفلام مختارة بهدف مساعدة فاقدي البصر وأصحاب الإعاقة البصرية على تخيل المشهد وتصوره بدقة ووضوح أكثر.

وتقول شقرة، ابنة الـ 27 عاما، إن “مشروعها يحمل اسم “حواس دوت مي” على شبكة الإنترنت الذي يقوم في الأساس على “توفير محتوى عربي صوتي وهو عبارة عن وصف صوتي للأفلام والمسلسلات خاصة بالأطفال المكفوفين ليتخيلوا المشاهد ويتصوروها بطريقة أدق”.

وتوضح شقرة التي تحمل شهادة جامعية في الترجمة أنها بدأت العمل على المشروع في العام 2020، وسجلته كشركة، وهو الآن في مراحله الأولية التي تستهدف الأطفال المكفوفين من عمر 6 سنوات إلى 15 سنة ليتسنى لهم الاستمتاع بمشاهدة الأفلام وتقليل شعورهم بالاختلاف قدر الإمكان، مؤكدة سعيها لتطويره خلال السنوات المقبلة بحيث يشمل خدمات ومنتجات أكثر للأطفال المكفوفين يستفيدوا منها في حياتهم اليومية.

وتضيف “المنتجات التي يمكن أن يقدمها المشروع مستقبلا تشمل الألعاب والقصص وهي منتجات تفتح الأبواب لجلب الإيرادات”.
وبينت شقرة أن مشروعها في بداياته قبل أربع سنوات استفاد من منصات التواصل الاجتماعي وانتشارها الواسع للوصول إلى الناس ومن ثم جرى تطوير موقع إلكتروني يحمل اسم “حواس دوت مي” ليضم محتوى صوتيا عن مسلسلات مثل “مسلسل كليلة ودمنة”، مسلسل “ألف ليلة وليلة”، مؤكدة سعيها في المستقبل لإطلاق تطبيق خاص به يتواجد على الهواتف الذكية وذلك في حال توافر التمويل المناسب.
ولفتت إلى أن شرارة التفكير في المشروع جاءت لعدم توفر أي منصة عربية تقدم محتوى أو دبلجة صوتية لأفلام أو مسلسلات للأطفال في العالم العربي، رغم وجود مثل هذه الفكرة على منصات عالمية بلغات أجنبية مثل منصة “نتفلكس”.
وقالت “المشروع ينطوي على أهمية كبيرة لهذه الشريحة من المجتمع مؤكدة أن تجاربها السابقة في المشروع لاقت ردة فعل إيجابية من الأطفال الذين يعانون صعوبات بصرية إذ يمكن لهذا المشروع إذا ما توسع أن يسهم في رفع معنوياتهم وتحسين نفسيتهم وتطويع الفكرة للتعليم أيضا”.
وأكدت شقرة أهمية التكنولوجيا والإنترنت اليوم في إيصال وتسويق المشاريع ومنتجاتها للفئة المستهدفة بسهولة وبطريقة أسرع وتفتح إمكانيات للوصل إلى جمهور خارج الأردن.
وكان مشروع “حواس” قد استفاد من برنامج “أردن ﻣﺒﺘﻜﺮ” من قبل مؤسسة نهر الأردن ضمن مشروع حاضنات الابتكار الاجتماعي المتنقلة وﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ منظمة اليونيسف ووزارة اﻟﺸﺒﺎب الأردنية.
وقالت شقرة “ثمة تحديات واجهتها في بناء مشروعها الناشئ لعل أهمها تحدي التمويل وتوفير مصادر مالية لتطوير المنصة”.
وقالت إن “فكرة مشروعها هي فكرة جديدة وبالتالي فقد واجهت صعوبة كبيرة في إقناع الناس بها سواء محيطها القريب أو الداعمون”.
وبينت أن تأسيس المشروع من الصفر كلفها جهدا ووقتا كبيرا لأن المجال الذي دخلته يعتبر جديدا، ما دفعها للاعتماد على ذاتها في تعلم مواضيع المونتاج والإنتاج الصوتي.
وعلى صعيد متصل أكدت شقرة أن ثمة تحديات تواجه المرأة الريادية في الأردن أبرزها يتمثل بنظرة المجتمع لها وبأنها غير قادرة على الموازنة بين حياتها الاجتماعية وبين ريادة الأعمال وبناء مشروعها الخاص، وتقليل قدرة المرأة إجمالا في إدارة مشروع كامل بنفسها.
ورغم هذه التحديات قالت شقرة إن “مشروعها استطاع أن يشارك في العديد من الفعاليات والمسابقات وتسجيل الإنجازات فيها، ليحصل على 5 جوائز من مركز هيا الثقافي ومؤسسة نهر الأردن والمركز الثالث بمسابقة وزارة الشباب والمركز الرابع في مسابقة عرب نور بالشراكة مع مركز الملكة رانيا للريادة والمركز الأول في مسابقة بدار التي كانت على مستوى 6 دول عربية”.
وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر في العام 2019 يوجد حوالي 2.2 مليار شخص مصابين بحالات ضعف البصر أو العمى، منها أكثر من مليار حالة كان من الممكن تلافيها أو أنها لم تُعالج بعدُ.
المصدر الغد