هل تنجح الكفاءات المحلية بالانخراط في شركات الذكاء الاصطناعي المنتظرة بالعقبة؟

 مع إعلان كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والشبكات والأفلام المصورة عزمها عن تأسيس مراكز لها بالعقبة، تداعت مؤسسات مجتمعية وتعليمية إلى تبني برامج تدريبية تأهيلية بهدف إيجاد كفاءات أردنية مميزة جاهزة للانخراط والعمل بهذا المجال.

واختارت شركة غوغل العالمية العقبة كنقطة تلاق للمسارات الخاصة بمشروع كوابل الإنترنت البحرية، لربط قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، ما يؤكد توفر فرص عمل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المرتبطة بذلك، إضافة إلى استثمارات ضخمة في الطاقة الشمسية ومشاريع إستراتيجية كبرى في العقبة لا سيما في الميناء والمطار الى جانب شركات متخصصة بصناعة الأفلام ومحور تركيزها في منطقة وادي رم والتي تم فيها تصوير أكثر من فيلم عالمي ووصلت رم إلى العالمية من خلال تضاريسها التي قل مثيلها في العالم.

هذه الشركات العالمية والتي تتجه الى بناء مراكزها وبرامجها في العقبة وإمكانية احتياجاتهم من العمالة المؤهلة والمدربة في العديد من المجلات لا سيما الذكاء الاصطناعي والتصوير وشبكات الانترنت وغيرها من التخصصات ذات العلاقة سيكون لأبناء الأردن عامة والعقبة خاصة نصيب من هذه الفرص الوظيفية، وتنفيذا للتوقعات المستقبلية والمعطيات وحاجة سوق العقبة لهذه العمالة المدربة والمؤهلة تجري غرفة تجارة العقبة والجامعة الأردنية فرع العقبة مباحثات لتتبنى برنامجا مشتركا للتأهيل والتدريب في مجالات متعددة أبرزها برنامج الذكاء الصناعي للأعمال وبرنامج تكنولوجيا وعلم الشبكات وبرنامج تصميم الرسوم و القصص المصورة.

المصدر جريدة الغد

كيف نعزز مفهوم “الحماية الرقمية” لهواتفنا الذكية؟

 في الوقت الذي أصبحت فيه هواتفنا الذكية رفيقة كل تفاصيل حياتنا اليومية، دعا خبراء إلى ضرورة تعزيز مفهوم “الحماية الرقمية” للمستخدمين، في مواجهة المخاطر الأمنية المرتبطة بالاختراق والتجسس.

وأكد الخبراء، أن هواتفنا الذكية آمنة في الوضع الطبيعي، وذلك لأن الشركات المصنعة للهواتف الذكية تصممها بمعايير أمنية وتجري عليها تحديثات مستمرة بهدف سد الثغرات الأمنية فيها، أو تجويدها لخدمة المستخدم، الأمر الذي يجب أن يتابعه المستخدم باستمرار، إلى جانب قيامه بمجموعة من الممارسات الاحتياطية تجنبه عمليات الاختراق والقرصنة والتجسس.

ودعا الخبراء المستخدمين، إلى القيام بمجموعة من الإجراءات الاحتياطية لتجنب عمليات الاختراق والتجسس، ولتعزيز الحماية الرقمية ومنها: عدم التفاعل مع الرسائل المشبوهة ورسائل التحايل، أو الضغط على الروابط المجهولة، أو تنزيل ملفات من مصادر مجهولة، واستخدام كلمات سر قوية وعدم البوح بها، وتحديث البرامج بشكل مستمر، وتفعيل خاصية التحقق من الهوية في البرامج والمنصات المهمة، وعدم زيارة مواقع الإنترنت المشبوهة وغيرها من الإجراءات.
وتظهر الأرقام الرسمية، أن عدد اشتراكات الهاتف المتنقل في المملكة يزيد على سبعة ملايين ونصف المليون اشتراك أغلبها تستخدم هواتف ذكية.
وأكد رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني الدكتور بسام المحارمة، أنه ليس من السهل إجراء عمليات اختراق أو تجسس على هواتف الناس الذكية بأنظمة تشغيلها المختلفة، وأنه لا يوجد في الأردن، أي حالة تجسس على مشتركي ومستخدمي الهواتف الذكية.
وأكد المحارمة لـ”الغد”، أن أنظمة الهواتف الذكية التي نستخدمها وخصوصا “الأندرويد” و”الاي اوه اس” محمية وتتمتع بأعلى معايير الأمان من قبل الشركات العالمية المصممة والمصنعة للهواتف، وأن نظام الأيفون ونظام تشغيله “الاي اوه اس”، أعلى في معاييره الأمنية، وليس من السهل لأي “هاكر” أن يخترق هواتفنا بهدف التجسس.

وقال المحارمة: “إن التجسس على جهاز الهاتف أو اختراقه ليس أمرا سهلا وغير شائع، في 99،99 % من الحالات ولا يمكن أن يقوم به أفراد عاديون دون معرفة ومهارات متخصصة.  لقد تم تصميم أجهزة iPhone على سبيل المثال مع طبقات عدة من الأمان لمنع الوصول غير المصرح به إلى بيانات الجهاز ونظامه”.
وبين، أنه لاختراق جهاز iPhone، سيحتاج “المخترق” إلى اكتشاف واستغلال ثغرة في نظام التشغيل iOS، وهذا، أمر صعب جداً، ولك أن تعلم أن شركة أبل على سبيل المثال، تدفع مئات آلاف الدولارات، لأي شخص يكتشف ثغرة في نظام تشغيلهم، وبالتالي هناك جهات محدودة جداً فقط قادرة على إيجاد مثل هذه الثغرات دون الإفصاح بها ومن ثم استغلالها، ضد أهداف عالية الأهمية.
أما بالنسبة “للكود” الذي يجري الحديث عنه، وأنه يمكن من خلاله معرفة من يتجسس عليك، فهذا غير صحيح، “والكود” سيخدم لمعرفة الرقم الذي تم تحويل المكالمات إليه في حال كان الهاتف مشغولا أو مغلقا، وهي خدمة مقدمة من شركة الاتصالات.
وبين، “نحن في الأردن واجهنا عددا محدودا من هذه الحالات لأشخاص تم استهدافهم من جهات خارجية، وأستطيع أن أطمئن المواطنين، وأدعوهم لعدم القلق حول هذا الموضوع”.
وقدم المحارمة نصائح لحماية الناس من أي محاولات لاختراق الهواتف لأهداف مختلفة ومنها: عدم التفاعل مع الرسائل المشبوهة، ورسائل التحايل، أو الضغط على الروابط المجهولة، أو تنزيل ملفات من مصادر مجهولة.
ونصح باستخدام كلمات سر قوية وعدم البوح بها، وتحديث البرامج بشكل مستمر، وتفعيل خاصية التحقق من الهوية في البرامج والمنصات المهمة، وعدم زيارة مواقع الإنترنت المشبوهة والغير أخلاقية.
ودعا مستخدمي الهواتف المتنقلة الذكية، إلى عدم استخدام برامج الـ VPN المجانية، وتنزيل وتثبيت التطبيقات التي تحتاجها وإزالة كافة التطبيقات الغير مستخدمة، ونصح بالاستخدام المسؤول للتكنولوجيا، بمعنى عدم قضاء فترات طويلة على تطبيقات “السوشال ميديا”، وهدر طاقاتنا في قضايا ثانوية.
من جانبه، قال مدير قسم تطبيق حلول الأمن السيبراني في شركة “أس تي اس”، طارق عبدالله: “إن الهواتف الذكية أصبحت شائعة الاستخدام بين الناس كوسيلة اتصال أساسية، ولم يعد استخدامها مقتصرا على إجراء المكالمات فقط، ولكن أيضًا للوصول إلى الإنترنت والتطبيقات المصرفية واستخدامها كوسيلة لتسجيل الأحداث المهمة”.
وبين عبدالله، أن الهاتف الذكي أصبح “يمثل تحليلا لشخصية المستخدم كونه يحتوي على بيانات شخصية مثل جهات الاتصال، والصور، والرسائل، وغير ذلك الكثير مثل بيانات العمل وحساب المستخدم المصرفي وحتى موقعه الجغرافي، لافتا إلى أن هذا الكم الهائل من البيانات والمعلومات، يحتاج إلى تأمين مناسب طوال الوقت في ضوء انتشار مخاطر التهديدات والجرائم الإلكترونية المتقدمة.
وأشار، إلى أنه من الممكن اليوم، أن يتم اختراق هاتف المستخدم، أو أن يتم تثبيت برامج التجسس على الهاتف، والتي تسمى أحيانًا Stalkerware، لمراقبة المعلومات مثل المكالمات والرسائل النصية، ورسائل البريد الإلكتروني والموقع والصور وسجل التصفح.
وبناء عليه أكد عبدالله، أن المستخدم “إذا لم يتبع ممارسات أمنية جيدة، فقد يكون هاتفه عرضة للقرصنة والتجسس والهجمات الأخرى”.
وبين، أن من أهم العلامات التي تدل على تعرض الهاتف المتنقل للاختراق، الارتفاع الكبير في استخدام بيانات الإنترنت، استنزاف بطارية الهاتف بسرعة، ارتفاع درجة حرارة الهاتف، ضعف وبطء أداء الهاتف، أو ان يقوم الهاتف بإجراء المكالمات وإرسال الرسائل دون علم المستخدم، ظهور العديد من النوافذ المنبثقة المزعجة، ووجود ضوضاء غير طبيعية في خلفية الهاتف أثناء المكالمة.
وقدم مجموعة من النصائح للمستخدمين لتجنب الاختراقات وتعزيز الحماية الرقمية منها: عدم الضغط على أي روابط تصل من أشخاص لا نعرفهم، مهما بدا لنا أن الرابط سليمًا، وعدم تحميل تطبيقات سوى من متاجر تحميل التطبيقات الرسمية على الهواتف، وهي في حالة الهواتف الأندرويد “بلاي ستور”، وفي حالة هواتف الـ آي أوه إس “الآب ستور”.
ونصح بعدم إعطاء تصريح لأي تطبيق بالدخول على الكاميرا أو المايك أو معرض الصور على الهاتف إلا إذا كان الدخول على هذه البيانات يساعد في الاستفادة من التطبيق، فواحدة من المشاكل التي لا يهتم بها بعض المستخدمين هي عدم قراءة التصاريح المطلوبة للتطبيق والضغط على خانة التالي أو أوافق بشكل أوتوماتيكي، على سبيل المثال قد يكون منطقيًا أن يطلب تطبيق لتصوير الفيديو تصريحا باستخدام المايك، لكن لماذا يطلب تطبيق ألعاب تصريحا باستحدام الكاميرا أو المايك أو معرض الصور؟. وهو الأمر الذي يستحق من المستخدم بعض التفكير.
ودعا المستخدمين، إلى عدم استخدام نظام روت “Root” وهو تقنية تساعد على تسهيل الوصول إلى ملفات نظام التشغيل الآندرويد، بالتالي، القدرة على التعديل والحذف والإضافة على حسب حاجة المستخدم، كما نصح بالتأكد من التحديث الدائم لنظام الهاتف، وتجنب استخدام كلمات السر الضعيفة، وتحميل برنامج حماية الهاتف، كما نصح بعمل إعادة تشغيل “ريستارت” للهاتف مرة واحدة على الأقل أسبوعيا.
بدوره، قال الخبير في مجال الاتصالات والتقنية وصفي الصفدي: “إنه على الرغم من أن الشركات المصنعة للهواتف الذكية تعمل باستمرار على تطوير حلول أمنية لجعل هواتفها أكثر أمانًا، إلا أن هذه الهواتف ليست مثالية ويمكن أن تكون عرضة للاختراق في بعض الحالات”.
وبين الصفدي، أن هناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها لاختراق الهواتف الذكية، ومن بينها عمليات الاحتيال الإلكتروني وهي: أن يتم استخدام هذه الطريقة عندما يحاول المهاجمون الحصول على معلومات شخصية من المستخدمين عن طريق الاستدراج، على سبيل المثال، عن طريق إرسال رسائل نصية احتيالية تطلب من المستخدمين النقر على رابط يحتوي على برامج ضارة.
وقال: “إن الشبكات اللاسلكية المفتوحة تعتبر بابا للاختراق حيث يتم استخدام هذه الطريقة عندما يتم الاتصال بشبكات Wi-Fi المفتوحة غير المشفرة، حيث يمكن للمهاجمين استخدام أدوات متخصصة لاختراق الهواتف الذكية”.
وأشار إلى طريقة الاختراق الهجومي عندما يستخدم المهاجمون أدوات خبيثة لاختراق الهاتف الذكي عن طريق استغلال ثغرات النظام، والهجوم بالأجهزة الإلكترونية، حيث يمكن استخدام بعض الأجهزة الإلكترونية لاختراق الهواتف الذكية.
ولمواجهة الاختراقات وتعزيز الحماية الرقمية، قال الصفدي: “إنه يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية، ومنها تحديث نظام الهاتف الذكي بانتظام، حيث يساعد ذلك على إصلاح الثغرات الأمنية وتحسين الأداء، وتثبيت برامج مكافحة الفيروسات للهاتف الذكي، حيث يمكنه الكشف عن البرامج الضارة والملفات الخبيثة وحماية الجهاز منها”.
ودعا الصفدي، إلى تجنب الاتصال بشبكات Wi-Fi غير المشفرة، وقال: “يجب تجنب الاتصال بشبكات Wi-Fi غير المشفرة، حيث يمكن للمهاجمين استخدام أدوات متخصصة لاختراق الهواتف الذكية”.
 المصدر جريدة الغد

التكنولوجيا المالية: نظرة على الأطر والتحديات القانونية في الأردن

 خطى الأردن خطوات كبيرة في تطوير قطاعه المالي واحتضان التكنولوجيا في هذا القطاع من خلال التكنولوجيا المالية. فمع نمو هذا القطاع يجب أن تستمر القوانين واللوائح بالتطور، فوجود فجوات في الإطار القانوني في الأردن يعيق نمو التكنولوجيا المالية. Fintech ، التي تعتبر أداة تستخدم لتحسين وأتمتة الخدمات المالية التي نمت بسرعة في جميع أنحاء العالم، والأردن ليس استثناء.

أحد الأطر القانونية الرئيسية للتكنولوجيا المالية في الأردن هو تعليمات البنك المركزي الأردني للعمليات المصرفية الإلكترونية وأنظمة الدفع وخدمات الدفع الإلكترونية رقم (23) لسنة 2017. يوفر هذا الإطار الإشراف التنظيمي على العمليات المصرفية الإلكترونية لشركات نقل ودفع الأموال التقليدية. إن أنظمة وخدمات الدفع الإلكتروني التي يقدمها مقدمو خدمات الدفع يجمع بين أحكام قانون المعاملات الإلكترونية وقانون البنوك لتنظيم مقدمي خدمات الدفع ومؤسسات الدفع الإلكتروني الأخرى. وأصدر البنك المركزي الأردني أيضًا، لوائح لخدمات الدفع الإلكتروني، والتي تعد جزءًا مهمًا من التكنولوجيا المالية، وتحدد هذه اللوائح متطلبات الشركات التي تقدم خدمات الدفع الإلكتروني، بما في ذلك متطلبات الترخيص ومتطلبات رأس المال والقواعد المتعلقة بحماية العملاء.

وعلى القدر نفسه من الأهمية، يتمثل أحد التطورات الرئيسية في النظام القانوني الأردني في إنشاء صندوق حماية تنظيمي من قبل البنك المركزي الأردني (CBJ) في العام 2019. ويسمح وضع الحماية للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية باختبار منتجاتها وخدماتها في بيئة خاضعة للرقابة دون الحاجة إلى ذلك. يتوافق مع جميع المتطلبات التنظيمية المعتادة. هذا يسمح لهم بالابتكار بسرعة أكبر وتقديم منتجات جديدة إلى السوق بشكل أسرع. وإضافة إلى هذه التطورات التنظيمية، كانت هناك مبادرات أخرى تهدف إلى تعزيز التكنولوجيا المالية في الأردن. فعلى سبيل المثال، أطلقت الحكومة برنامجًا يسمى “واحة التكنولوجيا المالية” والذي يوفر الدعم والموارد للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية فهناك أيضًا العديد من الحاضنات والمسرعات التي تركز على التكنولوجيا المالية في الأردن.

وعلى الرغم من هذه التطورات الإيجابية، ما تزال هناك بعض التحديات التي تواجه التكنولوجيا المالية في الأردن. أحد التحديات الرئيسية التي تواجه التكنولوجيا المالية في الأردن، هو عدم وجود إطار تنظيمي شامل. ففي حين أن هناك بعض القوانين واللوائح التي تنطبق على جوانب معينة من التكنولوجيا المالية، مثل: المدفوعات الإلكترونية والتحويلات المالية، فلا يوجد تشريع محدد يحكم هذة الصناعة ككل. فعدم الوضوح يمكن أن يؤدي إلى خلق حالة من عدم اليقين لدى شركات التكنولوجيا المالية العاملة في الأردن، لأنها قد لا تعرف القواعد التي يتعين عليها اتباعها أو التراخيص التي يجب الحصول عليها. كما يمكن أن يجعل من الصعب على المنظمين مراقبة وفرض الامتثال للقوانين القائمة. فعلى الرغم من أن وضع الحماية يوفر بعض المرونة للشركات الناشئة، إلا أنه ليس من الواضح ما الذي سيحدث بمجرد استخدام هذه التطبيقات خارج الصندوق وعندما يحتاجون إلى الامتثال لجميع اللوائح المعتادة.

قضية قانونية رئيسية أخرى تواجه التكنولوجيا المالية في الأردن، هي حماية البيانات. تقوم شركات Fintech التكنولوجيا المالية بجمع ومعالجة كميات كبيرة من البيانات الشخصية من عملائها، بما في ذلك المعلومات المالية والبيانات الحساسة الأخرى. ومع ذلك، لا يوجد حاليًا قانون محدد لحماية البيانات في الأردن، يطبق على شركات التكنولوجيا المالية. فعلى الرغم من وجود بعض الأحكام العامة المتعلقة بحماية البيانات في قوانين أخرى، مثل: قانون المعاملات الإلكترونية إلا أن عدم تشريع قانون حماية البيانات الشخصية لا يوفر حماية شاملة للمعلومات الشخصية للمستهلكين. هذا النقص في التنظيم الواضح حول حماية البيانات يمكن أن يخلق مخاطر لكل من المستهلكين وشركات التكنولوجيا المالية. وقد يتعرض المستهلكون لخطر سرقة معلوماتهم الشخصية أو إساءة استخدامها من قبل قراصنة أو جهات ضارة أخرى، وقد تواجه شركات التكنولوجيا المالية ضررًا بسمعتها إذا تبين أنها أساءت التعامل مع بيانات العملاء.

وعلى نحو متصل، يعد الأمن السيبراني مشكلة قانونية رئيسية أخرى تواجه التكنولوجيا المالية في الأردن، مع انتقال المزيد من المعاملات المالية عبر الإنترنت، تزداد مخاطر الهجمات الإلكترونية. فيجب على شركات التكنولوجيا المالية اتخاذ خطوات لحماية أنظمتها من محاولات القرصنة والتهديدات الإلكترونية الأخرى، ومع ذلك، لا يوجد حاليًا قانون محدد للأمن السيبراني في الأردن يطبق على شركات التكنولوجيا المالية. وهذا النقص في التنظيم الواضح يمكن أن يجعل من الصعب على شركات التكنولوجيا المالية معرفة التدابير التي يتعين اتخاذها لحماية أنظمتهم وبيانات العملاء. كما يمكن أن يجعل من الصعب على المنظمين مراقبة وفرض الامتثال لمعايير الأمن السيبراني الحالية.
إضافة إلى ذلك، تعد الملكية الفكرية قضية قانونية أخرى تواجه التكنولوجيا المالية في الأردن، غالبًا ما تعتمد شركات التكنولوجيا المالية على التكنولوجيا والبرامج المملوكة لتقديم خدماتها ومع ذلك، لا يوجد حاليًا قانون محدد في الأردن يحكم حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتكنولوجيا المالية. بينما توجد بعض الأحكام العامة المتعلقة بالملكية الفكرية في قوانين أخرى، مثل قانون حق المؤلف وبراءات الاختراع.

علاوة على ذلك، فإن عدم وجود سلطة حاكمة متخصصة في مجال التكنولوجيا المالية في الأردن يمكن أن يعيق الاهتمام والدعم الذي يحتاجه القطاع للنمو. أحد التحديات التي تواجه شركات التكنولوجيا المالية في الأردن هو عدم وجود إرشادات تنظيمية واضحة خاصة بالتكنولوجيا المالية. فإضافة إلى البنك المركزي الأردني، تشرف هيئات تنظيمية أخرى أيضًا على جوانب معينة من أنشطة التكنولوجيا المالية، فعلى سبيل المثال: تنظم هيئة الأوراق المالية الأردنية منصات التمويل الجماعي وأنشطة الاستثمار، كما أن هناك نقصا في الوعي بين المستهلكين حول منتجات وخدمات التكنولوجيا المالية. وهذا يمكن أن يجعل من الصعب على الشركات الناشئة اكتساب قوة جذب وبناء قاعدة عملاء وهذا التحدي هو ما يخلق عدم اليقين حول البيئة التنظيمية للتكنولوجيا المالية في الأردن.

في الختام، في حين أن التكنولوجيا المالية هي صناعة سريعة للنمو في الأردن، إلا أن هناك العديد من القضايا القانونية التي يجب معالجتها من أجل ضمان استدامتها ونموها. وتشمل، الحاجة إلى إطار تنظيمي شامل، وقوانين أقوى لحماية البيانات، ولوائح أوضح للأمن السيبراني، وحماية أفضل لحقوق الملكية الفكرية. وستتطلب معالجة هذه القضايا التعاون بين المنظمين وأصحاب المصلحة في الصناعة وواضعي السياسات من أجل خلق بيئة داعمة للابتكار في مجال التكنولوجيا المالية في الأردن.

المصدر / جريدة الغد

هل تشكل البنية الرقمية علامة فارقة في تطوير النظام التعليمي؟

وسط تنامي توصيات منظمات دولية معنية بقطاع التعليم ومختصين بالشأن التربوي إزاء التحول الرقمي في التعليم لا سيما بعد جائحة كورونا، عزز البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي للمبادرات والأولويات لقطاع التعليم هذا التوجه.
وبينما نصت إحدى المبادرات والأولويات التي تضمنها البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي لقطاع التعليم خلال العام الحالي على تطوير بنية تحتية رقمية مرنة تستجيب لمتطلبات واحتياجات التعليم، اتفق خبراء تربويون على أن الوزارة مدعوة الان لإعداد خطة أو إستراتيجية لتنفيذ هذه المبادرة كونها ستشكل علامة فارقة في تطور النظام التعليمي في الدولة، وفي شكل الإنسان الذي نريده للمستقبل.
وبينوا في أحاديثهم لـ”الغد” أن تطوير هذه البنية لا تتعلق فقط بالتجهيزات التكنولوجية او استكمال ربط المدارس بشبكة الإنترنت، بل تتناول أيضا التحول نحو التعليم الهجين، لافتين الى أن البنية التحتية الرقمية القوية ستضمن استمرار عملية التعلم والتعليم باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق جودة التعليم.
توظيف التكنولوجيا
وبهذا الصدد، قال وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور تيسير النعيمي إن مبادرة تطوير البنية التحتية الرقمية لقطاع التعليم تعد إحدى المبادرات المهمة جدا التي نص عليها البرنامج التنفيذي لخطة التحديث الاقتصادي.
وأضاف النعيمي أن الحديث عن تطوير البنية التحتية الرقمية للتعليم يعني الحديث عن مداخل متعددة ووسائط متعددة، لافتا الى أن هذه المبادرة بحاجة الى خطة تنفيذية تسبقها عملية تخطيط معمق لاحتياجات قطاع التعليم، والتي تضم مجموعة من الأنشطة الرئيسية والفرعية المتعلقة بهذه المبادرة.
وبين النعيمي أن تطوير البنية التحتية الرقمية للتعليم لا تتحدث فقط عن تجهيزات تكنولوجية او استكمال ربط المدارس بشبكة الإنترنت ورفع سعة هذه الشبكة وإنما عن أوجه متعددة تتعلق بكيفية استثمار وتوظيف التكنولوجيا لا سيما المتقدمة منها بحيث تحدث نقلة نوعية بالتعليم.
وأكد أن المقصود بتطوير البنية التحتية الرقمية ليس منصة إلكترونية وإنما توظيف هذه التكنولوجيا والوسائط الحديثة في العملية التعليمية من أجل إحداث تحول في عملية التعلم والتعليم التي تشمل تحولا في النموذج البيغادوجي التعليمي ليكون متمازجا، لينقل التعليم التقليدي إلى أفاق رحبة من التعليم الفعال والنشط بالإضافة إلى إحداث تحول بأدوار المعلمين والطلبة.
وأوضح أن نجاح هذه المبادرة يتطلب الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، وإعادة النظر في تنظيم عناصر العملية التعليمية، فمثلا يجب إعادة النظر في ماهية التعلم وهذا يتطلب إعادة تخطيط المناهج بطريقة يتم فيها التعمق بالمفاهيم والتركيز على الجانب التطبيقي والمهاري في التعليم، ما يقتضي أيضا تخطيط وإعادة النظر في المناهج بصورة تخدم عملية التعلم الرقمي أو ما يسمى “المدمج” أو “الذكي”.
كما يتطلب الأمر، بحسب النعيمي، إعادة النظر في أساليب التقييم للطلبة، بحيث تكون أساليب شاملة متنوعة تتضمن التقييم البنائي والتشخيصي والختامي والمتزامن ويكون التركيز فيها على المهارات وليس على التلقين وحفظ المعلومات، وأن يصب ذلك كله في رسم رحلة التعلم للطلبة لتكون التقنيات الحديثة عاملا مهما ومساعدا في رسم رحلة الطالب للوصول لمرحلة التعلم المتمايز الذي يعتمد على دافعية ونشاط المتعلم وتبيان نقاط قوته وضعفه، فالتكنولوجيا تسعف كثيرا في رحلة التعلم من خلال توظيف التقنيات المتقدمة.
وبين أن تطوير البنية التحتية الرقمية تعني تحولا في نمط المناهج وتخطيطها وأساليب التقييم، وكذلك التحول في أداور المعلمين بحيث لا يكون دورهم تلقينيا بل ميسرين لعملية التعلم والتعليم، لكن المساحة الأكبر للتحرك تكون للطالب لكي يتعلم.
وأشار الى أن دور المعلم لا يقتصر على الكتاب، وانما يكون لتعددي المصادر، وعبر توظيف التكنولوجيا داخل الغرفة الصفية في مواقف متعددة، وهذا يتطلب تدريب وتنمية مهنية للمعلمين.
وتابع أن الوزارة لديها قاعدة لتبني عليها في هذا المجال، لكن لا بد من التوسع والارتقاء بما هو موجود لديها من منصات للتعلم، لافتا الى أن الوزارة عملت في جائحة كورونا على تطوير منصة “درسك” وكان هذا الخيار للضرورة من أجل التحول للتعلم عن بعد، في ظل وجود قرار حكومي بتعليق دوام المدارس.
ولفت الى أن التعلم المتمازج أو الهجين هو سمة العصر، واستفدنا كثيرا في جائحة كورونا من هذا المجال، ويجب أن نبني على ذلك ونأخذه لآفاق جديدة، والتوسع في التوظيف الذكي للتقنيات في التعلم، بحيث تتم الاستفادة من التكنولوجيا المعاصرة في عملية التعلم والتعليم داخل الغرفة الصفية وليس بالضرورة في أوقات الطورائ فقط.
وأشار الى أن العالم الان يتحول بأجمعه الى أنماط جديدة من توظيف التكنولوجيا المعاصرة في التعليم والتقييم وصناعة المناهج وإدارة العمليات المدرسية.
مطلوب إستراتيجية وطنية
بدوره يرى مدير إدارة التخطيط والبحث التربوي في وزارة التربية والتعليم سابقا الدكتور محمد أبو غزلة أن وزارة التربية مدعوة للتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة والجهات المعنية لإعداد إستراتيجية وطنية لتنفيذ مبادرة البنية التحتية الرقمية المرنة في التعليم.
وبين أبو غزلة أن هذه المبادرة ستحقق نقلة في التعليم، خاصة أن التعليم لم يعد يعتمد على المدرسة والعائلة فقط، بل أصبح يضاف إليه الشبكة العنكبوتية وأدواتها وخاصة بعد ظروف جائحة كورونا، مضيفا أن تمكين البنية التحية الرقمية في التعليم في مراحله جميعها ستمكن الطلبة من تحديد مستقبل الطالب العلمي والوظيفي، وستتيح له أيضا الالتحاق بسوق العمل.
وأشار الى أن البنية التحتية الرقمية القوية ستضمن استمرار عملية التعلم والتعليم باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق جودة التعليم، من خلال توفير وتبسيط المعلومات للمتعلمين وتصورهم للمفاهيم المجردة وتجسيدها، كما ستجعل التعليم والتعلم أسهل وأسرع على المعلم والمتعلم، وتزيد من كفاءة وفاعلية تعلمهم.
وعلى الصعيد الشخصي، بحسب أبوغزلة، سيكسبهم ذلك العديد من المهارات القيادية ومهارات التفكير الإبداعي والنقد والبحث، والتعاون، وحل المشكلات، وتنظيم وإدارة وقت التعلم، ومهارات التواصل والتعاون، وتساهم أيضا في سهولة وسرعة الوصول للمعلومات، كما ستزيل الفروقات الفردية في التعليم بين الطلبة نتيجة تعدد مصادر التعلم وأوقات التعلم التي يمكن للطلبة الرجوع إليها وقت الحاجة.
وطرح مجموعة من الأسئلة لتكون مجالات او مفردات ضمن خطط الوزارة ومنها: هل أعددنا الخطط التنفيذية لمبادرة الرؤية الاقتصادية ومنها هذه المبادرة الرامية لتوفير بنية تحتية رقمية مرنة للتعليم؟ وهل عملنا على تحليل عناصر النظام التعليمي المادية والبشرية والفنية والتقنية والإدارية ومدى قابليتها للتفاعل مع البنية الرقمية؟
كما تساءل: هل أعدت الوزارة المتطلبات الضرورية في الاستعداد لذلك، والاستفادة من الممارسات الدولية والمحلية خلال فترة التعلم عن بعد إبان جائحة كورونا؟ وهل دربنا  كل المعنيين على  متطلبات تمكين المهارات الرقمية لخلق قيمة إضافية لدى المعلمين والطالب والاهتمام بالبنية التحتية الرقمية؟
ورأى أبوغزلة أن الفرصة كبيرة الان كون الوزارة لديها بنية أساسية تكنولوجية يمكن البناء عليها في ضوء ما لدى الوزارة من منظومة للتعلم الإلكتروني ونظام لإدارة البيانات التربوية، ومنظومة تعليم، وإرث ضخم من المواد التدريسية التقنية التي تم تجهيزها إبان الجائحة.
ودعا إلى البدء في التشبيك والتعاون لوضع سياسة عامة للبنية التحتية الرقمية، تهدف إلى تحسين الإطار التنظيمي لتوظيف التكنولوجيا ووسائط تقنية المعلومات، والبدء في مراجعة التشريعات ووضع السياسات والإجراءات والقواعد اللازمة لتساهم في توسيع وتمكين البنية التحتية الرقمية بجميع أبعادها.
لوحة الإشراف الإلكتروني
بدوره، قال الخبير التربوي عايش النوايسة إن الوزارة تعمل استجابة للتوجهات الملكية من خلال مشروع التحديث الاقتصادي، والذي يشمل جميع القطاعات الخدمية والإنتاجية الحكومية، وبشكل تشاركي مع القطاع الخاص، على تطوير حقيقي للبنية الرقمية في جميع المجالات التعليمية والخدمية الإدارية المرتبطة بها.
وأضاف: “استكمالا لما بدأته الوزارة أثناء جائحة كورونا، عملت بالتعاون مع المركز الوطني للمناهج، على تطوير المناهج وفق نظرة حديثة تتيح  للوزراة تنفيذها في بيئة تعلم رقمية ومتضمنة أنشطة مرتطبة بالتطبيقات الرقمية، ما يتيح للطلبة المشاركة بشكل أكبر في بيئات التعلم الافتراضي، والتي تنمي مهارات البحث ومشاركة المعرفة والإبداع والابتكار والتجديد، وواحد من هذه المجالات هي المناهج الرقمية”.
وأشار الى أن الوزارة تعمل حاليا على تطوير لوحة الإشراف الإلكتروني وجودة التعليم، والتي ستتضمن التحول في أدوات الإشراف اليدوية إلى الاستخدام الرقمي، من خلال الأجهزة اللوحية المرتبطة بلوحة المعلومات في الوزارة، ما سيوفر بيانات نوعية عن أداء المعلمين والحاجات المهنية وحاجات المدارس.
المصدر / جريدة الغد

ترجيح إتاحة خدمة جواز السفر الذكي بداية العام المقبل

رجح وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة إنجاز مشروع “خدمة جواز السفر الإلكتروني” وبدء إصداره بداية العام المقبل على أبعد تقدير، بالتعاون مع دائرة الأحوال المدنية والجوازات.

لماذا يبدو “ChatGPT” كالإنسان؟

 شكل برنامج ChatGPT ضجة كبيرة منذ إطلاقه بفترة قصيرة، إذ ظهرت الكثير من روبوتات الدردشة الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي (AI)، وهذه الروبوتات معا حصلت على أعلى الدرجات في مجموعة من الاختبارات – من كلية الطب الى امتحانات النقابة – وساعدت في كتابة الأبحاث (كيلي، 2023).
وأصبحت روبوتات دردشة الذكاء الاصطناعي أيضاً أدوات ممتعة، تشكل رفقة عميقة بالنسبة لمعظم الناس. وقد تكون الدردشة مع نظام الذكاء الاصطناعي مشكلة، ولكن يمكنك أن تشعر بعمق بمكافأة، تماما مثل التحدث مع صديق مقرب. وفيما يأتي خمسة أسباب تجعلك أثناء التفاعل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي القائمة على الدردشة تبدو وكأنك تتحدث مع إنسان حقيقي، بحسب موقع “سيكولوجي توداي”.
1. كونه بشريا
يعد المحتوى وليس الذكاء الاصطناعي نفسه السبب الرئيسي في جعل الذكاء الاصطناعي القائم على اللغة يبدو إنسانا.
ويتم تدريب تقنية الذكاء الاصطناعي باستخدام كمية هائلة من عينات البيانات التي تحاول بعد ذلك إعادة إنشائها، وتعيد أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية تجميع العناصر الموجودة بدلا من إنشاء شيء جديد تماما من الصفر بطريقة ما. وتتكون بيانات العينة من عدد كبير من مقتطفات من المحادثات التي أدخلت إلى النظام بالنسبة لروبوتات الدردشة. وصنع أشخاص حقيقيون لكل هذه المقتطفات، وينشئ البشر المحتوى بشكل غير مباشر من هذا المنطلق، ويعيد الذكاء الاصطناعي فقط تجميعه، لذلك يبدو حقيقيا للغاية.
2. صمم لتقليد البشر
يعد الاشراط الاستثابي طريقة لتعديل السلوك من خلال المكافآت والعقوبات.
وتستخدم العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي أساليب التعلم الآلي المشابه جدا للاشراط الاستثابي لتحسينها تدريجيا. وتبدأ بالتجربة والخطأ، ولكن يتم تقييم كل نتيجة ومنحها إما “مكافأة” أو “عقوبة” (وهذا ببساطة رقم مرتفع أو منخفض بالنسبة لجهاز الحاسوب). وسيقوم النظام بتعديل سلوكه لمحاولة تعظيم المكافأة في نهج يسمى “التعلم المعزز”. وعلى الرغم من أن العملية مختلفة عن الاشراط الاستثابي (وعلى سبيل المثال، تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي نماذج التحسين الرياضية للتطور أسرع، فإن المبادئ الأساسية متشابهة إلى حد كبير.
وجرى تدريب الذكاء الاصطناعي القائم على اللغة على تقليد البشر، وتتم مكافأته كلما أصبح أكثر إنسانية. ولا تتطلب هذه العملية من النظام أن يشعر بأي شيء، أو أن يكون لديه أي وعي، أو حتى أن يفهم ما يقوله. ولا يشعر الذكاء الاصطناعي ويبدو وكأنه إنسانا لأنه يتمتع بتجربة داخلية مماثلة ولكن ببساطة لأنه جرى تدريبه ليكون جيد جدا في تقليد البشر، إنه بالفعل مجرد ببغاء أو طائر المحاكي ذكي جدا.
3. عمل البشر على تدريبه
هناك الكثير من الطرق لتدريب نظام الذكاء الاصطناعي، فقد استخدم ChatGPT سلسلة من أدوات التعلم لإتقان بناء اللغة الأساسية. وشمل تطويرها مدربين بشريين لتقديم الملاحظات وتعيين نقاط المكافأة للضبط الدقيق لوحدة اللغة الأساسية، واتضح أن هذه اللمسة البشرية ضرورية، إذ يمكن للمدربين تحديد استجابات غريبة حتى عندما تكون في شكل جمل صحيحة نحوياً، ويعد أمراً صعبا تناضل الآلة للتعرف عليه، وقد لا يفهم الذكاء الاصطناعي للدردشة التفاصيل الدقيقة في المحادثات البشرية المقبولة والطبيعية، وقد لا يعرفون سبب كون “شيء ما” غريباً أو محظوراً، ومع ذلك، فإنهم يتعلمون تجنب الكثير من خلال عمليات التعزيز، وفي هذا المعنى، يشبه الذكاء الاصطناعي القائم على اللغة إلى حد ما الكلاب المدربة على المرحاض، والذي لا يعد شيئاً فطرياً أو طبيعياً أو يرغبه الكلاب، ولكنه ببساطة سلوك مكتسب غرسه فيهم البشر الذين يعيشون معهم. ولا يعرف الذكاء الاصطناعي للدردشة ما الشعور بالإهانة أو ما الذي يعنيه المسبب للإهانة، ولكنهم تعلموا تجنب ما وصفه مدربوهم البشريون بأنه مسيء أو غريب أو غير طبيعي.
4. اللغة إنسانية بشكل فريد
تعد اللغة بناء بشريا فريدا على حد علمنا، ويوجد العديد من الحالات البارزة لباحثين يزعمون أنهم علموا شكلا من أشكال اللغة لحيوانات مختلفة، مثل كوكو، “غوريلا الأراضي المنخفضة”، وواشو، ” الشيمبانزي الذي تعلم لغة الإشارة”. ويعتقد معظم الخبراء أن هذه ليست أمثلة على اللغة الحقيقية الآن، ولكن حتى لو كانوا كذلك، فقد أتيحت الفرصة لعدد قليل فقط من الباحثين للتفاعل معهم، وكانت تجربتنا الكاملة مع اللغة حصرياً مع البشر الآخرين بالنسبة لبقيتنا، وبالنظر إلى هذا الارتباط المكرر، فلا عجب أنه عندما نواجه لغة أنشأها الذكاء الاصطناعي فإنها تبدو شبيهة جدا بالإنسان.
5. لأن الغالبية تميل
للتعرف عليه كإنسان
يعد البشر بطبيعتهم مخلوقات اجتماعية، فقد اشتهر أرسطو الفيلسوف اليوناني القديم بهذه الحقيقة (384-322 قبل الميلاد) وما تزال صالحة حتى اليوم. ونحن نميل للتفاعلات الاجتماعية ويذهب دماغنا إلى المبالغة في التعرف على حالات التهديدات الاجتماعية والتعاون، والتي يمكن أن تنشط دوائر المكافآت المتخصصة في الدماغ التي تساعدنا على الارتباط. ويعد كونك جيدا في استشعار التفاصيل الدقيقة في التفاعلات الاجتماعية يعني أن عقولنا اللاوعية تبحث باستمرار عن إشارات حول ديناميكيات التفاعل بين الأشخاص. وتعني هذه اليقظة المفرطة الكامنة أننا منحازون بطبيعتنا لرؤية التفاعلات الاجتماعية في كل مكان حتى عندما لا يوجد شيء. ويكون مفتاح التفاعلات الشخصية القدرة على قراءة تعابير الوجه، ولهذا السبب نحن نميل للتعرف على الوجوه وغالبا ما يعتقد رؤيتهم حتى في الأشياء العشوائية (وهذا يسمى باريدوليا الوجه). وأن التعرف على الديناميكيات الاجتماعية أمر فطري وسهل إلى حد كبير تماما كما هو الحال مع الوجوه. وتحتوي التفاعلات مع الذكاء الاصطناعي على جميع السمات المميزة التي يجب التعرف عليها على انها حقيقية وشخصية.
لا حاجة إلى الشعور بالذات
يمكن أن تشعر روبوتات الدردشة بأنها تشبه الإنسان حتى لو لم تكن مثلنا بالنظر إلى الطريقة التي نتعامل بها مع النظام وكيف يعمل الذكاء الاصطناعي، في حين أننا قد لا نكون قادرين على زعزعة الشعور بالتفاعل مع شخص حقيقي، فإن الذكاء الاصطناعي، لا يتطلب وعياً أو أي شعور على الاطلاق حتى نتمكن من استحضار هذا الإحساس فينا.
المصدر / جريدة الغد

رجال الأعمال العرب: الأردن نقطة محورية للتجارة والاستثمار بالمنطقة

 أكد اتحاد رجال الأعمال العرب الذي يتخذ من عمان مقرا له، أن الأردن يشكل نقطة محورية للتجارة والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضح الاتحاد في ورقة عمل قدمها خلال أعمال الدورة 57 للاتحادات العربية النوعية المتخصصة، الذي افتتح اليوم الأحد في عمان، أن الأردن يتمتع باستقرار ونظام اقتصادي حر وهو منفتح تجاري على باقي دول العالم، بالإضافة إلى بنية تحتية حديثة، وسهولة الوصول للأسواق من خلال اتفاقيات تجارية متنوعة.
وأشار الأمين العام المساعد لاتحاد رجال الأعمال العرب طارق حجازي، الذي استعرض الورقة، بحضور رئيس الاتحاد حمدي الطباع وأمينه العام ثابت الطاهر، إلى أن المملكة تتمتع بالعديد من المزايا بمقدمتها الموقع الإستراتيجي الذي يجعل من الأردن نقطة دخول إقليمية مع البلدان المجاورة والأسواق العالمية.
وبين أن الأردن بيئة صديقة للاستثمار على مستوى المنطقة، لتمتعه بحزمة متنوعة من التشريعات الاستثمارية التي توفر الحماية، إلى جانب وجود حزم متنوعة من الحوافز الاستثمارية الضريبية وغير الضريبية والجمركية وغير الجمركية.
وأكد حجازي أن من ضمن المميزات للاستثمار في الأردن وجود نظام مصرفي ومالي قوي ومتين، وتمتع الدينار الأردني بالاستقرار النقدي، بالإضافة إلى توافر عدد متنوع من المناطق التنموية والمناطق الحرة، بما يسهم في تعزيز مكانة الأردن كمركز للتجارة.
وأوضح أن الأيدي العاملة الأردنية من الامهر والأكثر تنافسية وإنتاجية في المنطقة، إلى جانب كون الأردن نقطة جذب للمستثمرين الأجانب الذين يرون البلد كواحة للسلام وكبيئة آمنة ومستقرة.
وأشار إلى وجود عدد متنوع من القطاعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة التي تتميز بتوفر فرص استثمارية واعدة من أهمها القطاع الصناعي، والذي حقق نمواً العام الماضي بنسبة 3.3 بالمئة في الصناعات التحويلية، و 2.9 بالمئة في الصناعات الاستخراجية، إلى جانب القطاع المالي والتأمين الذي نما بمعدل 4.4 بالمئة العام الماضي.
ولفت إلى تميز الأردن بقطاع سياحي واعد حقق نمواً خلال الفترة نفسها بمعدل 4.9 بالمئة، إلى جانب عدد متنوع من القطاعات الاقتصادية الأخرى كقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الإنشاءات، النقل والتجارة العامة والقطاع الزراعي وقطاع الرعاية الطبية.
واستعرض حجازي توزيع الاستثمارات المقدمة للاستفادة من قانون الاستثمار خلال العام الماضي، لافتاً إلى أن الاستثمارات المحلية ارتفعت بمعدل 76.9 بالمئة، فيما زادت الاستثمارات الأجنبية بنسبة 98.3 بالمئة، ما يعكس ثقة المستثمرين في البيئة الاستثمارية الأردنية.
وبين أن الاستثمارات خلال الربع الأول من العام الحالي ارتفعت بمعدل 49.1 بالمئة، لتبلغ ما يقارب 289 مليون دينار، مشيرا إلى أن عدد المشاريع المستفيدة من القانون 91 مشروعا.
وأشار إلى تحسن ترتيب الأردن في مؤشر الابتكار العالمي، ليبلغ ترتيبه 78 من بين 132 دولة شملها تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو)، ما يعكس تحسن الأردن خلال الفترة 2021-2022، ومحافظته على ترتيبه للعام الثاني على التوالي ضمن مؤشر التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة، والبالغ ترتيبه 102 من أصل 191 دولة وإقليم.
ولفت إلى رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقت تحت شعار “مستقبل أفضل” وجرى ترجمتها إلى خطة تنفيذ استراتيجية من خلال أهداف رئيسية ومحركات للتنفيذ، وتشمل الرؤية التي ستنفذ عبر 3 مراحل على مدى عشر سنوات، 366 مبادرة في مختلف القطاعات، وتندرج تحت 8 محركات تركز على إطلاق كامل الإمكانات الاقتصادية والمولدة لفرص التشغيل والعمل.
إلى ذلك، ثمن الطباع في تصريح صحفي جهود الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية وحرصها على عقد اللقاءات العربية النوعية بشكل دوري وذلك لمناقشة أبرز القضايا المهمة لمجتمع الأعمال العربي والوقوف على التحديات التي تواجه مؤسسات العمل العربي المشترك.
وأشار إلى أن هذه اللقاءات تسهم في تعزيز مكانة مؤسسات العمل العربي المشترك، وزيادة كفاءة عملها ودورها المهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية العربية على مختلف المستويات، مؤكداً حرص الاتحاد على مشاركته الفاعلة في اجتماعات الاتحادات العربية النوعية المتخصصة في دوراتها المتعاقبة.
يشار إلى أن أعمال الدورة تأتي بتنظيم من مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في جامعة الدول العربية، ويستضيفها اتحاد المدربين العرب.

هل تقضي الخدمات الرقمية على الواسطة والمحسوبية؟

يؤكد خبراء أن للتحول الرقمي دورا كبيرا في إنفاذ الشفافية وتحقيق العدالة والقضاء على ظاهرتي الواسطة والمحسوبية التي تسعى الحكومات جاهدة لمواجهتها في المؤسسات الرسمية.

ويشيرون إلى أن تقديم الخدمات وإجراء المعاملات إلكترونيا يوفر الكثير من الجهد والوقت والنفقات على جميع الأطراف، وبخاصة المواطنين.

وتقول القانونية وخبيرة تكنولوجيا المعلومات المحامية ضحى عبدالخالق: «إن الدول الأقل فساداً بالعالم بعامة هي الأعلى بنسب توظيف التكنولوجيا والأسرع في مُؤشر التحوّل الرقمي، وذلك لقدرتها أولاّ على الوصول للبيانات المُتراكمة، وهى بدورها تتوسع بشكل متسارع، وثانيا: عندما تحللها للوصول إلى نسق الفساد والتخطيط لمكافحته في أكثر من جانب ومفصل ما يجعلها إدارة حُكومة ذكية».

وتقترح عبدالخالق، اعتماد قضية التحوّل الرقمي للمؤسسات في الأردن مؤشرا أساسيا من مؤشرات مكافحة الفساد، ثم إعلان نسب التحول الرقمي المُنجزة لدى كل مؤسسة مؤشرا للأداء» كخطوة أولى.

وتؤكد أن من أهم تجليات الشفافية في العمل الإداري العام اليوم «منع التدخل البشري عند تقديم الخدمات الحكومية والمعاملات وسير الإجراءات برسومها ومصاريفها؛ ما يمنع التلاعب بالقيم المالية».

وتقول: إن من شأن منصات الشراء المُوحد والعطاءات المؤتمتة «ضمان التنافس الشريف بشفافية وبدون محسوبية أو وساطة عندما تكون الشروط مُعلنة والمعلومة مُشتركة».

وتؤشر عبدالخالق إلى عمليات التتبُّع، وتقول إنه لا يُمكن عكس حركة أو إجراء إلا بقيود جديدة، ما يكشف التدخل البشري بالقيود المالية وغيرها من المعلومات العامة.

وتوضح أن الأدوات موجودة وهي عبارة عن منصات تتبُّع وتحليل بيانات «زماني مكاني مرئي ومسموع»، يمكن تطويرها محليا في الأردن كجهد مُشترك بين الحكومة والقطاع الخاص وبالإنفاق المقصود بالاستثمار بالتكنولوجيا من أجل مُكافحة الفساد بمختلف أشكاله.

وتلفت إلى أن هناك عددا من الشركات الأردنية المحلية تعمل بجهد مميز في هذا المجال.

وفي هذا الشأن يقول الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات المهندس بسام السرحان أن التحول الرقمي يحافظ على موارد الدولة ويوجهها بشكل فعال.

ويتفق رئيس هيئة المديرين في جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات أمجد صويص مع السرحان وعبدالخالق في أن التحول الرقمي يساهم كثيرا في إلغاء الواسطات والمحسوبية والخدمات المتبادلة؛ لوجود نظام عامل واضح يقدم خدمات محددة ولا تتدخل به القرارات الشخصية.

ويلفت صويص إلى أن الهدف من التحول الرقمي هو «خلق بيئة من المساواة والعدالة» في موضوع تقديم الخدمات الحكومية وشبه الحكومية للأفراد والابتعاد عن القرار والرأي الشخصي، حيث يكون هناك وضوح وسند للقرار الذي يتم اتخاذه.

والتحول الرقمي، بنظره، أداة وطريقة لتحقيق العدالة والشفافية بتقديم المعاملات للأفراد والأشخاص بعيدا عن مقدم الخدمة، وهو مبرمَج لتقديم الخدمة ضمن النظام.

ويشدد صويص على أن إنجاح التحول الرقمي يستدعي توافر شروط للقيام به؛ «فلا بد من وجود البنية التحتية الصحيحة والتصميم المناسب للمواقع»، والأهم: لابد أن «تقدم جميع الخدمات بصورة متكاملة».

وينبه إلى أنه ينقصنا «التخطيط الصحيح للخدمات وتكاملها». وضرب مثالا أنه: يمكن إصدار شهادة رقمية من وزارة الصناعة والتجارة «لمن يهمه الأمر»، لكن يجب تصديقها من الوزارة ذاتها، وهنا «سيضطر المستخدم لطباعة الشهادة والذهاب إلى الوزارة وتصديقها، فتصبح الخدمة بلا جدوى.

لذلك، والحديث لصويص، «جزء مما نحتاجه هو التخطيط الصحيح للخدمات التي تصدر وتكاملها مع بعضها».

ويستدرك بالقول: إن هذا لا يعني أن اصدار الشهادة رقميا هي خدمة سيئة، بل هي ممتازة، ولكن لابد أن تكون الخدمة متكاملة، وتطويرها بحيث تصدر الخدمات مع بعضها بعضا في الوقت ذاته.

ويشير صويص إلى أن المملكة حققت قفزة جيدة في الخدمات المؤتمتة، ولكن: «الأهم ضرورة وجود تحول إلكتروني».

ويبين أن هناك فرقا بين الأتمتة والتحول الإلكتروني، حيث أن الأخير «يقدم لك خدمات ذكية متكاملة ويجعل المهام تعمل بكفاءة أكبر بدون تفاعل بشري»، أما الأتمتة؛ فهي «عملية تحويل البيانات المادية إلى شكل رقمي».

وهو لا يستبعد حصول بعض المشاكل خلال التطبيق أو وجود أخطاء تقنية ونقص في الخدمات، وأن تكون هناك أخطاء بشرية، كأن لايكون لدى الشخص المعرفة الكافية للتعامل مع النظام، أكان مقدم الخدمة أو متلقيها » المستخدم»، لذلك لابد من تحديد المشاكل وحلها.

من جانبه، يؤكد المدير التنفيذي لشركة «إيكوتوكنولجي الأردن» يوسف العالِم أن التحول الرقمي يقلل من نسبة الخطأ في المعاملات أكان مقصودا أو غير مقصود.

ويقول العالِم: إن هناك أربعة بنود رئيسة يعمل التحول الرقمي على حلها:أولها: أن الفساد الإداري والمحسوبية ناجمان عن ضعف التوثيق في هوية متلقي الخدمة أكان مواطنا أو شركة، وهنا يأتي دور التحول الرقمي للتوثيق الصحيح للمواطنين ومتلقي الخدمة من خلال التوقيع الإلكتروني ومعرفة هوية الأشخاص والشركات ومتلقي الخدمات الحكومية.

أما البند الثاني، والأساسي، فهو: الأعمال الورقية بين المؤسسات والوزارات والهيئات، التي تعد أحد الأسباب التي تؤدي إلى الخطأ.

ويوضح العالم أن كل مؤسسة أو وزارة تحتاج للتواصل مع الوزارات الأخرى إلى استرداد البيانات عن طريق المعاملات الورقية؛ ما يفتح المجال للتلاعب في الأوراق الرسمية والمستندات، وهنا يأتي دور التحول الرقمي في الربط بين جميع المؤسسات بما ينعكس إيجابا على مصداقية الخدمات وعلى سرعة إنجاز المعاملات.

ويفسر بالقول: نتكلم عن أتمتة الخدمات التي يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي جزءا منها والقدرة الإلكترونية للتحليل؛ فبدلا من أن يرتبط الإجراء بأشخاص يكون مرتبطا بنظام، بما يخفف الخطأ البشري نوعا ما.

ويبين أن هذا يحد من إمكان أن يكون الشخص المسؤول على عدم دراية بالتعليمات والقوانين أو عنده مجال للتصرف بالتلاعب بها من خلال المحسوبية ما يؤدي إلى مشكلة بالمعاملات ومشكلة في اتخاذ القرار ويفضي إلى الفساد والمحسوبية.

ويشدد العالم على أن الهدف من التحول الرقمي هو «التوثيق الصحيح وتعزيز الربط بين المؤسسات والدوائر الحكومية لأخذ المعلومة الصحيحة بأسرع وقت، ويقلل من الأخطاء البشرية الناتجة عن سوء فهم النظام أو التحايل عليه».

ويشير كذلك إلى أن التحول الرقمي يعمل على تسريع انتقال المعلومات بين المؤسسات والدوائر، وبما أن المعلومة سريعة فإنها أكيدة مئة بالمئة.

ووفقا لأرقام وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في مجال رقمنة الخدمات الحكومية، فقد تم الانتهاء من رقمنة 118 خدمة حكومية خلال الأربع أشهر الأولى من العام الحالي 2023 ليصبح عدد الخدمات الحكومية المؤتمتة 750 خدمة.

كما يجري العمل على رقمنة نحو 300 خدمة سيتم اطلاقها خلال العام.

كما تم إطلاق نسخة محدثة من تطبيق «سند» الحكومي الذي يحتوي أكثر من 350 خدمة بالإضافة إلى مجموعة من التحديثات عليه، ما أدى رفع تقييم التطبيق على المتاجر الإلكترونية من 1.8 إلى 4.7.

كما سيتم العمل على إضافة 300 خدمة جديدة على التطبيق، علماً بأنه أصبح عدد المواطنين الذين لديهم حسابات على تطبيق سند الحكومي ما يزيد عن مليون ونصف مليون مستخدم وما يقارب 360 ألف حساب مع هوية رقمية مفعلة.

وتم الانتهاء كذلك من الإجراءات الفنية والإدارية الخاصة باستخدام بصمة العين في تفعيل الهوية الرقمية.

وفيما يخص تقديم الخدمات مكانيا للمواطنين، فقد تم افتتاح مركز الخدمات الحكومي الأول في المقابلين، حيث يُقدم خدمات بمعايير عالمية وتنافس القطاع الخاص في خدمة العملاء ورضا المتعاملين.

ويُعتبر المركز أكبر مركز لإصدار الجوازات في عمان الشرقية، ويقدم حاليا 74 خدمة حكومية.

الاتصالات والتقنية.. دور يتعاظم لدعم التحول الرقمي والنمو الاقتصادي

في بداية ستينيات القرن الماضي، كان قطاع الاتصالات يقتصر على خدمات البريد التقليدية، فيما كان هنالك 500 اشتراك للخط الثابت فقط تدار بأول مقسم آلي في العاصمة عمان

واستمر القطاع في التطور بعد ذلك إلى أن تم العمل في أول رخصة لتشغيل خدمة الخلوي منتصف التسعينيات، إلى أن تم تحرير القطاع بالكامل في نهاية العام 2004 عندما جرى ترخيص المشغل الثالث للخدمة الخلوية، وليتطور بعدها القطاع بشكل متسارع متنقلا من الجيل الثاني الى الثالث فالرابع.

تطور القطاع منذ ذلك الوقت بشكل متسارع، مواكبا لأحدث التطورات العالمية حتى بلغ، مؤخرا، عصر الفايبر ثم الجيل الخامس مع بنية تحتية متنوعة في الاتصالات المتنقلة والإنترنت السلكي واللاسلكي تخدم قاعدة واسعة من مستخدمي الإنترنت تتجاوز 11 مليون مستخدم أردني.
ويرى خبراء أن قطاع الاتصالات بلغ مرحلة متقدمة من الشبكات والخدمات والانتشار، الأمر الذي يساعد على بناء حلول ومنتجات تقنية أردنية تسهم بشكل كبير في بناء عملية التحول الرقمي في الأردن والمنطقة وتشجع على قيام قطاع واعد في ريادة الأعمال الرقمية.
وأكد الخبراء أن تقدم قطاعات الاتصالات والتقنية والبدء بإدخال خدمات الجيل الخامس بسرعاتها العالية، سيسهم في دعم عملية التحول الرقمي، ويسهل تطبيق التوجهات التقنية الحديثة مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وبناء اقتصاد رقمي ينافس على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات م.بسام السرحان، أن قطاع الاتصالات في الأردن يعد من أهم القطاعات الاقتصادية التي تخدم الأفراد والمؤسسات، لافتا الى الاهتمام الملكي الكبير به منذ عقود، الأمر الذي جعله موضع اهتمام من المستثمرين في المنطقة والعالم، ليحقق قفزات كبيرة حتى بلغ عهد الجيل الخامس اليوم.
وبين السرحان، أن خطوات متعاقبة منذ منتصف التسعينيات ساعدت على تطوير القطاع عندما تم السماح للقطاع الخاص بالاستثمار في مشاريع الاتصالات، ومنح في العام 1994 أول رخصة لتشغيل خدمة الخلوي، وصولا الى تحرير القطاع بالكامل في نهاية العام 2004 عندما جرى ترخيص المشغل الثالث للخدمة الخلوية، وليتطور بعدها القطاع بشكل متسارع متنقلا من الجيل الثاني الى الثالث فالرابع، ولنشهد اليوم قفزة في بداية تشغيل الجيل الخامس تجاريا في الممكلة.
وأكد السرحان أن هناك تنوعا في شبكات الاتصالات، فإلى جانب شبكات الاتصالات اللاسلكية، هناك شبكة متينة من “الفايبر” التي تصل إلى عدد كبير من المنازل في الأردن، مع التوجه لتوفير  خدمات “الإنترنت الساتلية”.
وأشار إلى أن القطاع أسهم في توفير عشرات آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، خلال الأعوام الماضية، كما استطاع أن يخرج كفاءات أردنية متميزة ساعدت على بناء وإدارة شبكات خلوية في العديد من دول المنطقة، خصوصا في الخليج.
وقال السرحان “قطاع الاتصالات أسهم في تطوير القطاع الإعلامي الرقمي والإذاعي والتلفزيوني، وفي تطوير القطاع البريدي وخدمات التوصيل والتجارة الالكترونية، وهو ما شهدناه في فترة جائحة كورونا”.
وأكد أهمية إدخال خدمات الجيل الخامس في المملكة لتنويع وتقوية البنية التحتية للاتصالات، وبما يسهم في تطوير تطبيقات وخدمات متقدمة في مجال الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والمدن الذكية والنقل الذكي وغيرها من المفاهيم التقنية المتقدمة.
ويوجد في الأردن 7.6 مليون اشتراك للهاتف الخلوي، معظمها تستخدم تطبيقات التواصل الاجتماعي، فيما يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت بمختلف تقنياتها السلكية واللاسكية حوالي 11.3 مليون مستخدم.
ويرفد قطاع الاتصالات خزينة الدولة سنويا بمعدل 300 مليون دينار.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة “إس تي إس” أيمن مزاهرة “إن قطاع التقنية الأردني متقدم على مستوى المنطقة، مدعوما ببنية تحتية متقدمة في الاتصالات”، متوقعا أن يكون هنالك المزيد من التقدم، خصوصا مع البدء بإدخال خدمات الجيل الخامس.
وأكد مزاهرة تواجد عدد كبير من الشركات المحلية والشركات الناشئة وحاضنات الأعمال المتخصصة بريادة تقنية المعلومات التي يشار إليها بالبنان، خصوصا في مجالات متخصصة مثل الحلول السحابية وحلول الأمن السيبراني، مشيرا الى دور هذه الشركات وتحقيقها إنجازات كثيرة في مجال التحول الرقمي في العديد من القطاعات كقطاع البنوك والتعليم وغيرها وتنفيذ مشاريع متقدمة على مستوى المنطقة، وذلك بفضل الخبرات العاملة فيها التي يمكنها المساهمة بالمرحلة المقبلة في بناء اقتصاد رقمي تنافسي على مستويي العالم والإقليم.
ودلل على ذلك، بالكثير من قصص نجاح التحول الرقمي في المنطقة، التي تحققت بقيادات أردنية، وخصوصا في دول الخليج.
وأشار مزاهرة الى أن آخر عامين شهدا تقدما ملموسا في مجال التحول الرقمي الحكومي، بتوفير عدد كبير من الخدمات الحكومية التي تسهل حياة المواطن.
أرقام حكومية تظهر أن قاعدة عدد الخدمات الحكومية (الإلكترونية) في المملكة توسعت لتسجل، مؤخرا، 750 خدمة إلكترونية، وليرتفع العدد بنسبة تتجاوز 70 % مقارنة مع عدد الخدمات الحكومية الإلكترونية المسجلة في الربع الأول من العام الماضي.
وقال رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الرابطة الدولية لمشغلي الهواتف المتنقلة جواد عباسي “قطاع الاتصالات الأردني تطور بشكل كبير خلال الأعوام الماضية، ليتكون اليوم من العديد من الشبكات السلكية واللاسكية التي تغطي جميع أجزاء المملكة وتقدم خدماتها بشكل تنافسي وبأسعار مواتية ومناسبة”.
وأكد أهمية تطور السوق وتنافسيتها، مع وجود جهة تنظيمية قادرة على تنظيمها، ممثلة بهيئة تنظيم قطاع الاتصالات.
وأكد توافر وانتشار خدمات الانترنت عريضة النطاق السلكية (مثل الفايبر) التي وصلت الى نسبة كبيرة من منازل الأردنيين، وخدمات الانترنت اللاسلكية (الجيل الثالث والرابع والرابع المتقدم)، التي تغطي اليوم كل أنحاء المملكة، لأنها تمثل بنية تحتية أساسية وممكن رئيسي للدخول وتطوير مفهوم الاقتصاد المعرفي بكل تطبيقاته في المملكة.
وأشار الى أهمية خدمات الجيل الخامس التي بدأت بالدخول تجاريا في السوق المحلية، متوقعا أن تحدث هذه التقنية “ثورة حقيقية” في عالم الاتصالات الخلوية اللاسلكية، وستغير من شكل ونوعية استخدامنا للإنترنت، مع توفيرها سرعات تحميل وتنزيل أعلى.
وقال “إن “الاتفاق التاريخي” بين الحكومة وشركات الاتصالات الذي وقع العام الماضي، وشمل محورا يعنى بإدخال تقنية الجيل الخامس، هو على قدر كبير من الأهمية لقطاع الاتصالات وتطوره كونه أنهى فترة طويلة من التحديات بين الطرفين”.
ومن جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الأردنية “إنتاج” نضال البيطار، أن شركات التقنية سواء كانت كبيرة أو متوسطة أو صغيرة أو ناشئة، لها دور كبير في تعزيز التحول الرقمي في القطاعات كافة، مما يسهم في تحقيق الكفاءة والفعالية للجهات العاملة في القطاعات الأخرى.
ووصف البيطار قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بـ”القطاع الحيوي والنشيط والديناميكي والممكن لكل القطاعات الاقتصادية الأخرى”، متوقعا أن يشهد القطاع نموا وتوسعا في العمل خلال الأعوام القليلة المقبلة، وذلك مع توجه القطاعين العام والخاص لمزيد من عمليات التحول الرقمي.
وأكد البيطار أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات يضم اليوم في سجلاته ما يزيد على 1500 شركة صغيرة وكبيرة ومتوسطة، تعمل في كل مجالات الاتصالات والتقنية، وتتمتع بسمعة طيبة، واستطاعت أن تثبت جدارتها في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وبين أن شركات التقنية الأردنية تمكنت، خلال الأعوام الماضية، من التطور وتقديم منتجات وحلول خدمات فيها عملية التحول الرقمي في الأردن والمنطقة، مع تصديرها هذه المنتجات لأكثر من 40 دولة في العالم، منها أميركا والعراق والخليج، لتنافس العديد من نظرائها في الدول الأخرى.
ووفقا لآخر الأرقام، بلغت صادرات قطاع التقنية الأردني في العام 2018 نحو 262 مليون دولار.

المركز الوطني للأمن السيبراني يطلق منصة مكافأة الثغرات واختبارات الاختراقات الأردنية

 أطلق المركز الوطني للأمن السيبراني بالتعاون مع شركة أكتوبيان سيكوريتي يوم الإثنين الموافق ٢٢ أيار، ٢٠٢٣ منصة مكافأة الثغرات واختبارات الاختراقات الأردنية.

وتعتبر هذه المنصة الأولى من نوعها في الأردن حيث تهدف لتمكين الجهات الحكومية والخاصة من اختبار وتحديد نقاط الضعف على منصاتها وأصولها الرقمية بسرعة وفعالية وكفاءة وبشكل مستمر. وتتبع هذه المنصة منهجية اقتصادية تهدف لتقليل الإنفاق في عمليات اختبار الاختراق من أجل اكتشاف وتحديد نقاط الضعف في المنصات الرقمية والتركيز أكثر على الإنفاق على إصلاح هذه الثغرات.

وإلى جانب الميزات المختلفة لهذه المنصة والتي تم شرحها في حفل الإطلاق بحضور العديد من الجهات الحكومية والخاصة، تتميز منصة مكافأة الثغرات واختبارات الاختراق الأردنية باعتماد منهجية الاستباقية في تحديد المخاطر والثغرات التي قد تتعرض لها المؤسسة على منصاتها الرقمية مما يمنح الفرصة للمؤسسة بأخذ الإجراءات المناسبة والوقائية قبل استغلال هذه الثغرات من قِبل المخترقين.

وكما أوضح رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني، المهندس بسام المحارمة، في كلمته الافتتاحية في حفل الإطلاق، أن المنصة تنقسم إلى قسمين بناء على الجهة التي ترغب بالتسجيل والانضمام إليها. فهنالك خيار التسجيل كمنظمة أو جهة وخيار التسجيل كمختبر ثغرات. وفي كلتا الحالتين هنالك فوائد عديدة لكلا الطرفين، فيمكن للمنظمة التأكد من سلامة منصاتها الرقمية وفحص ما إذا كان هنالك ثغرات على المنظمة إصلاحها ويمكن لمختبر الاختراق الحصول على مكافآت عنده اكتشافه للثغرات الموجودة على منصات المنظمات الرقمية التي سجلت على منصة مكافأة الثغرات للحصول على فحص لمنصاتها.

وأضاف من جانبه الرئيس التنفيذي لشركة أكتوبيان سيكيوريتي، المهندس محمد عبدالرحيم، خلال العرض التقديمي الذي قدمه في حفل الإطلاق أن الشراكة بين كل من المركز الوطني للأمن السيبراني وشركة أكتوبيان هي شراكة استراتيجية بين القطاع الحكومي والخاص وتهدف إلى خلق مجتمع سيبراني آمن مبني على مبدأ إدارة المخاطر بشكل اقتصادي. وأوضح أيضا الجوانب المختلفة التي يمكن للقطاع الخاص الاستفادة منها من خلال التسجيل على هذه المنصة.