المخاطر القانونية للحوسبة السحابية للإدارات الحكومية

 في عصر التقدم التكنولوجي السريع، تتجه الإدارات الحكومية، بشكل متزايد، إلى الحوسبة السحابية لتعزيز الكفاءة التشغيلية وإدارة البيانات. وعلى الرغم من أنه لا يمكن إنكار فوائد هذه التكنولوجيا، فهي توفر قابلية التوسع وفعالية التكلفة وتحسين إمكانية التعامل مع البيانات والوصول إليها. ومع ذلك، فإن هذا التحول لا يخلو من التحديات الحقيقية، لا سيما في المجال القانوني، حيث تتطلب الاعتبارات الفريدة اهتماما دقيقا وتخفيفا استراتيجيا. قد لا يكون التخزين السحابي مأمونا بشكل كامل كما نعتقد؛ حيث إن العديد من موفري الخدمات السحابية لديهم القدرة التقنية على الوصول إلى ملفاتك غير المشفرة. يعد التشفير أمرًا بالغ الأهمية في تأمين الملفات في السحابة، حيث توفر طرق التشفير “في حالة الراحة” و”في النقل” الحماية ضد وصول الطرف الثالث.

وعلية، فإنه مع تزايد شعبية حلول الحوسبة السحابية والبرمجيات كخدمة (SaaS)، أصبحت قضايا سيادة البيانات موضع تركيز ومخاطر أكبر. تعد سيادة البيانات متطلبا خاصا بكل بلد؛ حيث تخضع البيانات لقوانين البلد الذي يتم جمعها أو معالجتها فيها ويجب أن تظل داخل حدودها. لقد كان لدى العديد من البلدان هذه القوانين منذ عقود، وقوانين الخصوصية الجديدة، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات تزيد من بروزها. على سبيل المثال، تتطلب دول مثل روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وإندونيسيا وفيتنام (على سبيل المثال لا الحصر) تخزين بيانات مواطنيها على خوادم فعلية داخل حدود الدولة. ويجادلون بأنه من مصلحة الحكومة ومواطنيهم حماية المعلومات الشخصية ضد أي سوء استخدام، خاصة خارج نطاق الولاية القضائية للبلاد.
لهذا السبب؛ الدوائر الحكومية تحت رقابة قوانين الحق في الحصول على المعلومة، مما يفرض الشفافية ووصول المواطنين إلى المعلومات. ويؤدي اعتماد الخدمات السحابية إلى تعقيدات في إدارة السجلات المخزنة في السحابة. وتعد السياسات والإجراءات الواضحة أمرا ضروريا لضمان الامتثال لقوانين السجلات العامة والاستجابة السريعة لطلبات قانون حرية المعلومات (FOIA)، ويجب أن تتماشى عمليات استرجاع المعلومات الفعالة مع لوائح قانون حرية المعلومات، مما يحقق التوازن بين الشفافية وأمن البيانات.
علاوة على ذلك، فإن عمليات المشتريات للهيئات الحكومية ينطوي على التزام صارم بمبادئ المنافسة العادلة والمفتوحة، ويجب أن يخضع الحصول على الخدمات السحابية لعمليات تقديم عطاءات صارمة لدعم الشفافية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الشروط التعاقدية مع مقدمي الخدمات السحابية شاملة، وتتناول الجوانب المهمة، مثل أمان البيانات والخصوصية والوصول وحقوق التدقيق وإجراءات الإنهاء. ويعد وجود إطار تعاقدي قوي أمرا ضروريا لحماية مصالح الهيئات الحكومية والبيانات الحساسة التي تتعامل معها.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه الهيئات الحكومية أطرا تنظيمية صارمة، مثل القانون الفيدرالي لإدارة أمن المعلومات (FISMA) وقانون قابلية نقل التأمين الصحي والمساءلة (HIPAA). ويجب على موفري الخدمات السحابية إثبات الامتثال لهذه اللوائح، مما يضمن تنفيذ ضوابط أمنية محددة والالتزام بمعايير أمان البيانات والخصوصية. ويعد التقارب بين التكنولوجيا والامتثال القانوني أمرا بالغ الأهمية للحفاظ على سلامة وأمن البيانات الحكومية في السحابة.
علاوة على ذلك، يشكل الاعتماد المفرط على مزود سحابي واحد خطرا على الإدارات الحكومية، مما يحد من المرونة وخيارات انتقال المعلومات المستقبلية. وتتضمن استراتيجيات التخفيف من تقييد مقدمي الخدمات تبني أساليب السحابة المتعددة ودمج شروط إمكانية نقل البيانات في العقود. ويعد الحفاظ على المعايير المفتوحة أمرا بالغ الأهمية لتعزيز قابلية التشغيل البيني ومنع الاعتماد على تنسيقات البيانات الخاصة.
وعلى المنوال نفسه، من المحتمل أن يكون هناك عدد من المخاطر التجارية والمعلوماتية المرتبطة باستخدام خدمات الحوسبة السحابية. وتشمل هذه المخاطر ما يلي: استضافة البيانات الحساسة أو تخزينها خارج الشبكات والخوادم الخاصة بالمؤسسة المالكة لها. ثانيا، عدم إمكانية الوصول إلى البيانات المهمة إلا من خلال مزود الخدمة السحابية، مما قد يؤدي إلى زيادة الاعتماد على مزود الخدمة. وثالثا، بما أن البيانات تتم إدارتها و/أو تخزينها خارجيا، فإن استمرارية الأعمال وعمليات التعافي من الكوارث تكون خارج سيطرة الإدارة أو الوزارة وفي أيدي المزود. ورابعا، قد لا تتمكن الدائرة الحكومية من التحكم في المعلومات والسجلات ذات الصلة المستضافة في السحابة بشكل مناسب، وبالتالي قد تفشل في تلبية متطلبات الحفظ الآمن والحفظ السليم لسجلات الدولة.
علاوة على ذلك، فمن المحتمل أن يتمكن مزود الخدمة من تدمير السجلات أو حذفها دون موافقة، بشكل غير قانوني أو غير لائق. كما قد لا يتمكن مزود الخدمة من أداء وتوثيق مهام إدارة السجلات الشائعة، مثل التحكم في الوصول والنقل والتخلص من المعلومات المخزنة. مرة أخرى، قد يتم إرجاع السجلات إلى الإدارة الحكومية ولكن بتنسيق أو شكل لا يمكن للمؤسسة الوصول إليه أو استخدامه بسهولة. وبالمثل، قد يتوقف مقدم الخدمة أو مالك الشركة عن العمل وقد لا تكون البيانات قابلة للاسترداد.
وإلى جانب التحديات الأساسية، يجب على الإدارات الحكومية معالجة الاعتبارات الدقيقة، بما في ذلك الاكتشاف الإلكتروني والحجز القانوني، ونقل البيانات الدولية، والتهديد الدائم المتمثل في حوادث الأمن السيبراني. ويعد وضع إجراءات قوية لطلبات الاكتشاف القانوني، وضمان الامتثال للوائح نقل البيانات الدولية، وتنفيذ تدابير الأمن السيبراني، إجراءات أساسية لاستراتيجية قانونية شاملة.
وللتغلب على التعقيدات القانونية المرتبطة باعتماد الحوسبة السحابة بنجاح، فمن الأفضل للدوائر الحكومية إجراء العناية الواجبة الشاملة قبل التعامل مع مقدمي الخدمات السحابية. ويتضمن ذلك تقييم الممارسات الأمنية، وتاريخ الامتثال، وخيارات موقع البيانات، وإجراءات إدارة المخاطر. ويعد تطوير سياسات سحابية شاملة وتنفيذ ضوابط أمنية قوية والسعي للحصول على إرشادات قانونية من الاستراتيجيات الرئيسية لضمان الامتثال للقوانين واللوائح مع الاستفادة من فوائد التكنولوجيا السحابية. ومن خلال معالجة هذه الاعتبارات القانونية بشكل استباقي، يمكن للدوائر الحكومية أن تمهد الطريق نحو بيئة حوسبة سحابية آمنة ومبتكرة ومتوافقة مع القانون.
بالنتيجة؛ تواجه الوكالات الحكومية تحديات فريدة عندما يتعلق الأمر باستخدام الخدمات السحابية. ففي حين أن الفوائد كبيرة، فإن العديد من القضايا القانونية تتطلب دراسة متأنية واستراتيجيات للتخفيف من المخاطر والتحديات. فمن خلال معالجة هذه المشكلات القانونية بشكل استباقي وتنفيذ ممارسات حوكمة قوية، يمكن للدوائر الحكومية الاستفادة من فوائد الحوسبة السحابية مع ضمان أمن البيانات والخصوصية والامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية.
المصدر الغد

ماذا بقي من قطاع التكنولوجيا في غزة؟

لم يترك العدوان الصهيوني الهمجي على غزة شيئا إلا ودمره، غير أن الضرر الذي لحق بقطاع الاتصالات كان استثنائيا، كيف لا، وهذا القطاع يشكل منبر الغزيين لمخاطبة العالم الذي يتمنى الاحتلال حجبه عن كل من يرى أو كل من يسمع.

كما سعى الاحتلال من وراء سياسته الممنهجة في محاربة قطاع الاتصالات لضرب عمل باقي القطاعات الاقتصادية كونه يشكل عصبا رئيسيا في أي اقتصاد.

ناهيك عن تدمير البنية التحتية للقطاع، فقد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الكثير من كوادره جراء الحرب الوحشية وخصوصا العاملين في ادارة وصيانة شبكات الاتصالات وأبراجها في وقت يقدر فيه عدد ضحايا الحرب بعد مرور أكثر من 100 يوم على وقوعها، بقرابة 25 ألف شهيد أكثرهم من الأطفال والنساء.
تقرير حديث لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية أكد أن قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات والبريد تعرضت لتدمير كبير في البنى التحتية ما أسهم في توقف الخدمات وكبدها خسائر قدرت بمئات الملايين خلال فترة تزيد على ثلاثة أشهر.
وقسم التقرير أنواع الخسائر في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في فلسطين جراء العدوان على قطاع غزة الى قسمين: الخسائر في الممتلكات والخسائر التشغيلية.
وبين التقرير أن الخسائر في الممتلكات شملت البنية التحتية العامة، البنية التحتية لشبكات الاتصالات والإنترنت، مراكز البيانات، مرافق الاتصالات، الأجهزة والمعدات والمكاتب، انظمة امدادات الطاقة والدعم الاحتياطية معدات الامن، سجلات وارشيف الموظفين ، الملكية الفكرية، كافة السجلات والارشيف.
وقال التقرير “الخسائر التشغيلية عامة شملت فقدان العقود التجارية الجارية، خسارة العملاء المحتملين، تحديات في السيولة ، فقدان قاعدة العملاء صعوبة تامين الدعم المالي، خسائر فادحة في مساحات العمل والبنية التحتية الاساسية للعمل ، انخفاض كبير في مستويات الانتاج، وخسارة الشراكات والتحافات الاستراتيجية”.
وأوضح التقرير الذي نشرته الوزارة قبل أيام أن المعطيات تشير إلى تضرر أكثر من 130 شركة بشكل كلي او جزئي اضافة الى تدمير الكابلات الضوئية والنحاسية والمقاسم والاعمدة والابراج ومواقع الشبكات الخلوية.
وتشير تقديرات الى أن قطاع الاتصالات وخدمات الانترنت دمر بشكل كبير في قطاع غزة إذ كان يعمل قبل الانقطاع الحالي الذي تشهده بنسبة لا تزيد عن 20 % من طاقتها الفعلية التي تحركها شركتان خلويتان وشركة للهواتف الارضية.
وأكدت الوزارة أن تقديراتها الأولية وتقديرات اتحاد شركات انظمة المعلومات ” بيتا” تضرر الشركات كافة بشكل كلي أو جزئي إذ تم تدمير مقار الشركات وفقدان العديد من الموظفين العاملين فيها، كما توقف جميع الموظفين العاملين بدوام كامل في القطاع عن العمل اما بسبب توقف الشركات عن العمل او بسبب إصابة أو استشهاد موظفيها او نتيجة للنزوح القسري او التهجير
واشارت الوزارة الى خروج 6 حاضنات أعمال عن الخدمة في القطاع وجميع المراكز التقنية ومنها تلك التي تضمها جامعات قطاع غزة والبالغ عددها 16 جامعة بسبب التدمير الكلي أو الجزئي للبنية التحتية.
ووفق المعلومات المتوفرة من الادارة العامة للبريد فقد توقف قطاع البريد عن العمل في قطاع غزة بسبب تعرض أغلب المكاتب البريدية والبالغ عددها عشرة مكاتب للتدمير الكامل لبنيتها التحتية وانقطاع الاتصال مع الموظفين العاملين في البريد.
وقال التقرير “قطاع البريد يعمل في ظروف صعبة في الضفة الغربية نتيجة المضايقات وقطع الطرق بين المحافظات وهجمات المستوطنين كما تأخر عمل البريد الصادر والوارد بسبب القيود والاجراءات المعقدة التي فرضها الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023”.
وتأثرل القطاع الاقتصادي في الضفة الغربية نتيجة الحرب على قطاع غزة بشكل كلي بسبب توقف العجلة الاقتصادية نتيجة انخفاض التجارة وتدفقات رأس المال والاستثمار إضافة إلى توقف عمل العمال العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعدم صرف رواتب الموظفين العموميين جراء رفض السلطة الفلسطينية استلام أموال المقاصة من جانب الاحتلال بسبب القرار الأخير باقتطاع جزء من أموال المقاصة المخصصة لقطاع غزة عدا عن تجميد والغاء بعض العملاء والشركات العالمية عقودها الموقعة مع الشركات الفلسطينية وتوقف بعض الدول عن متابعة برامجها الانمائية وسحبها للدعم المقدم لفلسطين.
هذا الأثر لم يقتصر على قطاع غزة وإنما انعكس على الضفة الغربية أيضا وان كان بشكل أقل، فقد كان لأثر العدوان على غزة وما تبعه من تداعيات في الضفة الغربية والتي تمثلت في تشديد الخناق على محافظات الضفة وتقطيع التواصل بين المحافظات وعرقلة وصول البضائع من الخارج ومنع وصول الفلسطينيين من مناطق 48 إلى مدن الضفة ومنع وصول العمال للعمل في الداخل المحتل. كل هذه الأسباب وغيرها أدت الى شل الحركة الاقتصادية في فلسطين،
وأشارت التقديرات الأولية إلى أن منشآت القطاع الخاص في فلسطين تكبدت خسائر تقدر بحوالي 1.5 مليار دولار أميركي منذ بدء عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة.

المصدر الغد

جلسة حوارية مع وزير الاقتصاد الرقمي والريادة معالي أحمد الهناندة، تحت عنوان “التحول الرقمي ودوره في تعزيز البيئة الممكنة للقطاع الخاص

أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة احمد الهناندة على التزام الوزارة بالبرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي وخارطة تحديث القطاع العام فيما يتعلق بالتحول الرقمي في الأردن والتي تتسق وتتماشى مع استراتيجية وخطة التحول الرقمي التي اقرتها الوزارة حيث تعمل الوزارة بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص على تحويل الخدمات الحكومية إلى خدمات رقمية فاعلة تتوافق مع المتطلبات والمواصفات العالمية بما يضمن تحقيق التحول الرقمي لدعم التنمية وتحسين حياة المواطنين وتحقيق الرفاه والوصول الى رقمنة وأتمتة جميع الخدمات الحكومية مع نهاية 2025.

كان ذلك خلال الجلسة الحوارية التي عقدها منتدى الاستراتيجيات الأردني اليوم الثلاثاء تحت عنوان “التحول الرقمي ودوره في تعزيز البيئة الممكنة للقطاع الخاص”، والتي كانت برعاية كل من شركة الخدمات الفنية للكومبيوتر (STS)، وشركة أورنج الأردن، وبنك الاتحاد، وشركة برايس ووتر هاوس كوبرز، وشركة آيرس جارد، وشركة kbw للاستثمارات.

كما أوضح الهناندة خلال الجلسة عدداً من المحاور والتوجهات الحالية التي تعمل عليها الوزارة كمنصة خدمات تفاعلية من خلال بوابة الحكومة الالكترونية، والتطبيق الإلكتروني “سند” الذي يوفر بوابة واحدة إلى الخدمات الحكومية الرقمية ويقدم عدد من الخدمات كالهوية الرقمية والتي وصل عدد مفعليها الى ما يقارب 620 الف اردني والمستندات الرقمية والتوقيع الرقمي بهدف تسهيل المعاملات وتبسيط الإجراءات امام الموطن الأردني واستكمال العمل على السجل الوطني الموحد للشركات بهدف تسهيل الوصول الى البيانات ومساعدة القطاع الخاص في اجراء الاعمال لزيادة كفاءة وانتاجية الشركات من خلال توفير الوقت والجهد.

كما أكد الهناندة أن البنية التحتية في الأردن متقدمة وجاهزة للتحول الرقمي ونسعى دائما وبشكل مستمر في تحديث البنية التحتية لجميع المؤسسات حيث تم تقييم 85 مؤسسة لمعرفة احتياجاتها لتلك الغاية. كما أكد انه سيكون هنالك 3 مراكز بيانات حكومية تخدم كافة مناطق المملكة بحلول عام 2025.واشار الهناندة الى أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لدفع عجلة الاقتصاد وتحقيق المنفعة للجميع.

من جهته أعرب رئيس الهيئة الإدارية لمنتدى الاستراتيجيات الاردني الشريف فارس شرف في كلمته الافتتاحية أنه، بالرغم من الظروف الصعبة والمؤلمة التي تمر بها المنطقة في هذه الأيام، والأحداث المؤسفة التي يشهدها إخواننا في فلسطين، وتلقي بظلالها على الأردن لتزيد من عبء تحدياته الاقتصادية والاجتماعية؛ كونه السند الأول لهم، إلا أن هذه الظروف تتطلب من الجميع الوقوف معا، كقيادة، وشعب، وحكومة وقطاع خاص، للعمل بتشاركية حقيقية وتناغم كبير من أجل، ليس تجاوز هذه المحنة فحسب، بل أيضا تحقيق نمو اقتصادي مستدام، تنعكس آثاره على ازدهار المنطقة واستقرارها، وعلى تأمين مستقبل أفضل لأبنائها.

وفي هذا السياق أشار شرف الى أن التحول الرقمي، له دور كبير في رفع الكفاءة والإنتاجية، وتبسيط الإجراءات الحكومية، وتعزيز الشراكات المنتجة مع القطاع الخاص، مما يوفر بيئة عمل ممكنة، ويدفع عجلة الاقتصاد والنمو.

بدورها، استعرضت المديرة التنفيذية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني نسرين بركات نظرة المستثمرين في الأردن حول التحول الرقمي، بالاستناد إلى نتائج مسح الجولة الحادية عشرة من مسح ثقة المستثمرين الذي أصدره المنتدى مؤخراً، وخاصة تلك المتعلقة بتنفيذ مبادرات رؤية التحديث الاقتصادي وخارطة طريق تحديث القطاع العام، حيث أشارت إلى أن حوالي 38% من المستثمرين قد لمسوا تغييراً إيجابياً بعد مرور عام على بدء تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، خاصة في محرك “الأردن وجهة عالمية”، يليه محرك “الخدمات المستقبلية”،  كما أشارت إلى أن معظم المستثمرين لمسوا تغييراً إيجابياً ضمن قطاع خدمات الاتصالات والتكنولوجيا في محرك الخدمات المستقبلية وبواقع 75% من المستجيبين. وفي هذا السياق أشارت بركات إلى أن غالبية المستثمرين يرون دوراً مهماً للقطاع الخاص في تحقيق مخرجات رؤية التحديث الاقتصادي، وبواقع 76% من إجمالي المستثمرين.

أما على صعيد خارطة طريق تحديث القطاع العام بينت بركات، أن المكون الأبرز الذي لمس فيه المستثمرون تغييراً إيجابياً منذ البدء بتنفيذ المبادرات، هو “الإجراءات والرقمنة” بعد أن أكد ما نسبته 68% من المستثمرين على ذلك.

وقد كان مكون “الخدمات الحكومية” هو الأعلى بعد ” الإجراءات والرقمنة”، من حيث وجود تغيير ملموس منذ العام السابق، وبواقع 61% من مجمل الإجابات، مشيرة إلى أن المستثمرين في القطاع الصناعي، وبنسبة أعلى من غيرهم في قطاعات الأعمال الأخرى هم الذين شعروا بهذا التغيير الملموس، كما كانت الشركات التي توظف 51 عاملاً فأكثر، هي التي لمست تغيرا إيجابيا في هذا المكون وبنسبة 71% تقريبا.

وجرى خلال الجلسة نقاش موسع مع أعضاء المنتدى حول خطط وتوجهات الوزارة في التحول الرقمي، والعوامل الممكنة لعمل الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى الإطار التنظيمي لمشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

 المصدر منتدى الاستراتيجيات الاردني

شركات تكنولوجيا تقدم حلولا لأزمات المناخ عالميا

 استخراج المياه من الهواء المحيط، والكشف عن تلوث المياه عبر رخويات متصلة بالإنترنت.. ابتكارات كثيرة لمكافحة الاحترار المناخي أثارت اهتماما كبيرا في أروقة معرض لاس فيغاس للإلكترونيات، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.

وبينما كان 2023 العام الأكثر سخونة على الإطلاق، طرحت شركات التكنولوجيا حلولا ممكنة لهذه الأزمة الكبرى خلال معرض لاس فيغاس الذي أنهى فعالياته مؤخرا. وقدمت شركة “جينيسيس سيستمز” جهاز “ووتركيوب” بحجم وحدة لتكييف الهواء يمكنه استخلاص مياه الشرب من الهواء المحيط.

ويقول ديفد ستوكينبرغ الذي أنشأ الشركة مع زوجته شانون: “هدفنا الأساسي هو الاستجابة بشكل مستدام للنقص العالمي في مياه الشرب”. ويشير رجل الأعمال إلى أن آلاف الأطنان من الماء موجودة في الهواء في جميع أنحاء الكوكب، وفق ما نشر على موقع “الجزيرة نت”.
وبسبب الاحترار العالمي، فإن كمية بخار الماء الناتجة عن تبخر أجسام الماء على سطح الأرض، ستزداد في الغلاف الجوي.
ولذلك تسعى “جينيسيس سيستمز” مثل الشركات الأخرى في هذا القطاع، إلى استخراج هذه المياه الموجودة في الهواء لتزويد سكان المناطق الجافة بالمياه. ومع ذلك، لا يقل سعر كل جهاز من هذا النوع عن 19 ألف دولار.
ويوضح ديفد ستوكينبرغ، أنه “بمجرد توصيل النظام بمنزلكم، يمكنكم الاستغناء عن الاتصال بشبكة المياه في المدينة”.
وتسعى شركته -التي يقع مقرها في فلوريدا- أيضاً إلى أن يكون من وظائف أجهزتها إزالة الكربون من الهواء، وهي من العمليات الأساسية الأخرى في مكافحة الاحترار المناخي، بينما تتطلب تقنية احتجاز الكربون تجفيف الهواء، وهي العملية التي تنفذ بالفعل من جانب “ووتركيوب”، بحسب رئيس الشركة.
واستفادت شركات أخرى، مثل الشركة الفرنسية الناشئة “مولوسكان”، من معرض لاس فيغاس لعرض ابتكاراتها الرامية إلى حماية البيئة من التدهور المستقبلي.
فمن خلال توصيل المحار وبلح البحر بأقطاب كهربائية، تهدف تقنية “مولوسكان آي” إلى رصد التلوث المائي من خلال سلوك الرخويات بطريقة أبسط وأسرع من تحليل عينات المياه. وتنتشر هذه الرخويات المتصلة بالفعل في أماكن مختلفة حول العالم من القطب الشمالي إلى تاهيتي، وتُشارك تحليلاتها لجودة المياه مع الشركات أو السلطات، كما يوضح المؤسس المشارك لشركة “مولوسكان” لودوفيك كينو.
وفي مجال التلوث المائي أيضاً، قدمت شركة “ماتر” -التي تضم بين مستثمريها نجمي هوليود ليوناردو دي كابريو وأشتون كوتشر- تقنية ترشيح لالتقاط المواد البلاستيكية الدقيقة المنبعثة من الغسالات في مياه الصرف الصحي.
وفي ممرات معرض لاس فيغاس، روجت شركات أخرى لاستخدام المواد المعاد تدويرها أو المستدامة لمكافحة الاحترار العالمي، وسلطت الضوء على الأجهزة المنخفضة الطاقة أو حتى البطاريات الأكثر كفاءة.
وعرضت الشركة الأميركية الناشئة “أمبييت فوتونكس” لوحة شمسية داخلية قادرة على توليد الطاقة من الإضاءة الداخلية، وبالتالي تدعي أنها ستتخلص من استخدام

البطاريات في عدد كبير من الأجهزة الإلكترونية.
المصدر الغد

ولي العهد يفتح الطريق للاستفادة من أحد أسرع اقتصادات العالم نموا

تعزز زيارة الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد إلى سنغافورة الفرص أمام الأردن لبناء شراكات اقتصادية جديدة ومستدامة مع بلد يعد من بين أسرع  الاقتصادات نموا بالعالم.

وكان ولي العهد قام الخميس الماضي بزيارة عمل إلى سنغافورة رافقته فيها سمو الأميرة رجوة الحسين. والتقى سموه خلال الزيارة التي استمرت يومين، الرئيس السنغافوري ثارمان شانموجاراتنام، ورئيس الوزراء لي هسين لونغ، وعددا من كبار المسؤولين وقادة أعمال سنغافوريين.

وتقع جمهورية سنغافورة في جنوب شرق آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة الملايو، ويفصلها عن ماليزيا مضيق جوهر وعن جزر رياو الإندونيسية مضيق سنغافورة وتعتبر سنغافورة رابع أهم مركز مالي في العالم ومدينة عالمية تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي، ويعد مرفأ سنغافورة خامس مرفأ في العالم من ناحية النشاط.

وتحتل سنغافورة المركز الثالث في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد وصُنف اقتصادها من الأكثر انفتاحا في العالم، وأكثر اقتصاد يدعم الأعمال التجارية فيما وصل الناتج المحلي الإجمالي في سنغافورة إلى 466 مليار دولار، في حين يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 82 ألف دولار  في بلد يتجاوز عدد سكانه 6 ملايين نسمة.

وقال وزير الاستثمار الأسبق، مهند شحادة، إن الأردن يحرص على تبادل المعرفة مع الدول التي لديها تجارب ناجحة اقتصاديا وسياسيا، مؤكدا أن زيارة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد إلى سنغافورة تعكس مدى حرصه على استقطاب الاستثمارات ونقل المعرفة للأردن وبناء شراكات اقتصادية متنوعة ومستدامة.

وأضاف ان سنغافورة لديها تجربة ناجحة ونموذج مهم ما يتطلب دراسته هذه التجربة ونقلها إلى الأردن وعكسها في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي خصوصا وان الناتج الإجمالي لديها ارتفع اواخر خمسينيات القرن الماضي  من 7 مليارات دولار الى 740 مليار دولار حاليا فيما ارتفع ايضا معدل دخل الفرد السنوي من 400 دولار الى 88 ألف دولار.

وبين شحادة أن سنغافورة تتصدر المرتبة السادسة عالميا بتبادل العملات والمرتبة الثالثة بالمركز المالي عالميا وايضا تكرير النفط وتجارة ومن هنا تمكين أهمية زيارة ولي العهد الى هذا البلد الذي يشهد نموا متسارعا في اقتصاده مشيرا إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها على هامش الزيادة في فتح آفاق جديدة للاقتصاد الأردني.

وشهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد خلال الزيارة التي رافقه فيها وفد وزاري تبادل بعض الاتفاقيات التي وقعت بين المملكة وسنغافورة في مجالات متعددة، مثل بناء قدرات الشباب، والإدارة البيئية، والتدريب المهني، وتدريب موظفي القطاع العام.

وأشار شحادة إلى وجود فرص ذهبية خصوصا وان سنغافورة تشكل 11 % من صناعة الرقائق الإلكترونية عالميا بالمقابل الأردن يتمتع بأعلى نسبة مهندسين لعدد السكان بالمنطقة ما يعني ان هنالك فرصة لاقامة توأمة بين المصانع السنغافورية والمهندسين الأردنيين من خلال نقل المعرفة والتدريب والتطوير والتشغيل.

ولفت إلى وجود فرص أخرى أمام الاقتصاد الوطني تشمل السياحة الدينية ونقل المعرفة من سنغافورة إلى المملكة في مجال الإدارة العامة مشيرا إلى وجود تجربة ناجحة للاستثمار السنغافوري بالأردن خصوصا الشركة المالكة لتطبيق “إيمو” توظف 1200 أردني.

وبين شحادة ان التبادل التجاري بين الأردن وسنغافورة ما يزال متواضعا رغم وجود اتفاقية تجارة حرة موقعة بين البلدين ما يتطلب العمل على مراجعتها بهدف تجويدها بما تحقق المصالح المشتركة وتسهم في النهوض بالمبادلات التجارية والاستثمارية بينهما.

يشار إلى أن صادرات المملكة إلى سنغافورة ارتفعت خلال الاشهر العشرة الأولى من العام الماضي بنسبة 10 %  لتصل الى 11 مليون دينار مقابل 10 ملايين مقارنة بنفس الفترة من العام 2022 وتركزت في مصنوعات سكرية وبعض الفواكه وعصير البرتقال والرخام والأدوية ومستحضرات العناية بالبشرة والبلاط. وارتفعت بالمقابل مستوردات المملكة من سنغافورة خلال الشهور العشرة الأولى من العام الماضي بنسبة 129 % لتصل الى 48 مليون دينار مقابل 21 مليون دينار مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022، شملت منتجات البن المحمص وزيت جوز الهند ومبيدات حشرية وهواتف وخيزرانا ومطاطا وأخشابا وورقا واقمشة ومواد أخرى.

وأكد ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن م. هيثم الرواجبة أهمية زيارة الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد إلى سنغافورة في تمهيد الطريق أمام رجال الأعمال وفتح آفاق جديدة من التعاون بين الشركات الأردنية والسنغافورية.

وشدد الرواجبة على ضرورة البناء على زيارة ولي العهد، ونقل تجربة سنغافورة بمجال توظيف التكنولوجيا بمختلف الخدمات والقطاعات والاستفادة منها.

وقال إن سنغافورة تحتل مرتبة متقدمة على المستوى العالمي في مجال تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاستفادة منها ما يعني أن الزيارة تشكل فرصة للاطلاع على تجربتها في ظل ان الأردن وبما يملكه من مزايا استثمارية وموارد بشرية مدربة قادر ان يصبح مركزا إقليما في هذا المجال.

وأشار إلى أهمية تكثيف تبادل الزيارات بين مجتمع الأعمال في البلدين والسعي إلى اقامة مشاريع مشتركة في مختلف القطاعات بما بسهم في تعزيز التعاون الاقتصاد وزيادة التبادل التجاري.

ويرتبط الأردن مع سنغافورة باتفاقية للتجارة الحرة وقعت عام 2004 ودخلت حيز النفاذ منذ العام 2005 وتشمل تجارة البضائع والخدمات، وتشكل إطارا لدعم إمكانات التصدير وضمان الفوائد المتبادلة لمجتمع الأعمال المحلي والاجنبي في كلا البلدين.

وتنص الاتفاقية على أن يزيل الأردن الرسوم الجمركية بشكل تصاعدي عن 97.5 %  من البضائع ذات المنشأ السنغافوري خلال عشر سنوات من دخول الاتفاقية حيز التنفيذ وفي المقابل تزيل سنغافورة كل الرسوم المترتبة على المنتجات الأردنية التي تدخل سوقها.

وأكد مدير عام جمعية البنوك في الأردن، د.ماهر المحروق أهمية زيارة ولي العهد في التركيز على محاور متعددة خصوصا في المجال المالي والمصرفي وتحديدا في إدارة الاحتياطات النقدية والصناديق الاستثمارية، والخدمات المصرفية الرقمية والتحول الرقمي.

وقال المحروق ان التحول الرقمي اليوم في الأردن على درجة عالية من الأهمية وشموله في أكثر من محور ضمن رؤية التحديث الاقتصادي مبينا أن البنوك الأردنية تعتبر أكثر قدرة على تحقيق نجاحات في هذا المجال بحكم انه الأكثر جاهزية مقارنة بالقطاعات الاخرى.

وأكد أهمية الصناديق الاستثمارية خصوصا وان البنوك قامت بستجيل أول صندوق استثماري بالمملكة هذا يساعد على الاستفادة من تجربة سنغافورة في تغطية بعض القطاعات خصوصا القطاع التكنولوجي الذي يشكل عاملا مشتركا قويا بين البلدين والكفاءات البشرية المميزة.

والتقى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في سنغافورة، قادة أعمال من كبرى الشركات والمؤسسات السنغافورية.

وتبادل سموه الحديث مع الحضور حول فرص التعاون في مجالات التطوير العقاري، وإدارة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات، والتعدين والطاقة، والمنشآت السياحية، وإدارة الاحتياطات النقدية والصناديق الاستثمارية، والخدمات المصرفية الرقمية، والشحن والخدمات اللوجستية.

ورعى سمو ولي العهد إطلاق فعاليتي منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردني السنغافوري، والمعرض الأردني في حدائق الخليج (جاردنز باي ذا بي) في سنغافورة.

المصدر الغد 

التطور المستقبلي للذكاء الاصطناعي.. عواقب ومخاطر تهدد البشرية

يشير خبراء التكنولوجيا إلى أن التطور المستقبلي للذكاء الاصطناعي قد يكون له عواقب كارثية على العالم ومخاطر تهدد البشرية.

وفي أكبر استطلاع حتى الآن لباحثي الذكاء الاصطناعي، يقول الأغلبية: “إن هناك خطرا  لانقراض البشر بسبب التطور المحتمل لذكاء اصطناعي خارق، وفق ما نشر على موقع “روسيا اليوم””.

وسأل فريق من العلماء الدوليين 2778 خبيرا في الذكاء الاصطناعي عن مستقبل هذه الأنظمة، وأبلغ ما يقارب

58 % منهم، أنهم يعتبرون أن خطر انقراض الإنسان أو غيره من النتائج السيئة للغاية الناجمة عن التكنولوجيا يبلغ نحو 5 %.

لكن التقدير الأكثر إثارة للخوف جاء من واحد من كل 10 باحثين قال: “إن هناك احتمالا صادما بنسبة 25 % بأن الذكاء الاصطناعي سيدمر الجنس البشري”.

واستشهد الخبراء بثلاثة أسباب محتملة: سماح الذكاء الاصطناعي للجماعات المهددة بصنع أدوات قوية، مثل الفيروسات المهندسة، و”الحكام المستبدون الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي للسيطرة على شعوبهم، وأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تؤدي إلى تفاقم عدم المساواة الاقتصادية”.

ويشير الباحثون إلى أن التحكم في تنظيم الذكاء الاصطناعي هو الحل الوحيد لحماية البشر، وإذا لم يتم تنظيم الذكاء الاصطناعي، فقد قدروا أن هناك احتمالا بنسبة 10 % أن تتفوق الآلات على البشر في جميع المهام بحلول العام 2027، لكن النسبة سترتفع إلى 50 % بحلول العام 2047.

وسأل الاستطلاع الخبراء عن أربع مهن محددة من شأنها أن تصبح قابلة للتشغيل الآلي بالكامل، بما في ذلك سائقي الشاحنات، والجراحين، ومندوبي مبيعات التجزئة، والباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتلقوا الرد بأن هناك احتمالا بنسبة 50 % أن يتولى الذكاء الاصطناعي السيطرة بالكامل على هذه المهن بحلول العام 2116.

وأثارت مسألة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدا كبيرا للبشرية جدلا حادا في وادي السيليكون في الأشهر القليلة الماضية.

نشر الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، والرئيس التنفيذي لشركة Google DeepMind، ديميس هاسابيس، بيانا في شهر أيار (مايو) من العام الماضي، يطالبان فيه بمزيد من التحكم والتنظيم في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقال البيان: “إن التخفيف من خطر الانقراض الناجم عن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية إلى جانب المخاطر المجتمعية الأخرى مثل الأوبئة والحرب النووية”. وأشار دان هندريكس، المدير التنفيذي لمركز سلامة الذكاء الاصطناعي، في بيان منفصل في ذلك الوقت، إلى أن هناك العديد من “المخاطر المهمة والعاجلة من الذكاء الاصطناعي، وليس فقط خطر الانقراض، على سبيل المثال، التحيز المنهجي، والمعلومات المضللة، والاستخدام الضار، والهجمات الإلكترونية، والتسليح”.

كما أعرب جيفري هينتون “عراب الذكاء الاصطناعي”، عن ندمه على خلق الذكاء الاصطناعي.

وما يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن التأثير طويل الأمد للذكاء الاصطناعي، واعترفت الدراسة بأن “التنبؤ صعب، حتى بالنسبة للخبراء”.

المصدر الغد

صناعة عمّان” تطلق موقع وتطبيق “أردني”

الجغبير: 4 مليار دينار مبيعات في السوق المحلي لمنتجات لها بديل أردني

أعلنت غرفة صناعة عمان عن اطلاق موقع وتطبيق “أردني”، وذلك ضمن جهود الغرفة في التسويق للمنتجات الأردنية،  حيث يوفر التطبيق للمستهلك خدمة البحث من خلال اسم المنتج بطريقة سهلة وسريعة، مما يسهّل عليه تمييز المنتجات الوطنية عن غيرها.

واوضح رئيس غرفتي صناعة الاردن وعمان المهندس فتحي الجغبير، خلال مؤتمر صحفي نظمته الغرفة، الثلاثاء، للتعريف بتطبيق “أردني”، بحضور نائب رئيس غرفة صناعة الأردن محمد وليد الجيطان ومدير عام غرفة صناعة عمان الدكتور نائل الحسامي ورئيس برنامج “صنع في الأردن” محمد الشاعر، ان مبيعات المنتجات المستوردة التي يوجد لها مثيل محلي في السوق الأردني تصل الى 4 مليار دينار، الأمر الذي يؤكد اهمية ترويج وتسويق المنتجات الوطنية في السوق المحلي، حيث ان زيادة مبيعاتها يعني خلق المزيد من فرص العمل لأبناء هذا الوطن.

واضاف الجغبير ان المنتجات الأردنية، التي تمتاز بجودة عالية، قادرة على تلبية احتياجات المواطنين من معظم السلع، مشيرا الى ان الصناعات المحلية تخضع لرقابة حثيثة ومباشرة من الجهات الرقابية المختلفة مثل المواصفات والمقاييس، الغذاء والدواء وغيرها من الجهات، كما ان صادراتها التي تصل الى اكثر من (140) دولة في مختلف قارات العالم، تشكل ما نسبته 35% من اجمالي الانتاج الصناعي في المملكة.

مدير عام غرفة صناعة عمان الدكتور نائل الحسامي اوضح ان الهدف من اطلاق هذا الموقع الالكتروني وتطبيق الموبايل المرافق له، يأتي بهدف تمكين المستهلك من التعرف على المنتجات الصناعية الأردنية ، وفي نفس الوقت يتيح للشركات الصناعية عرض منتجاتها بطريقة مبتكرة، واضافة تعريف لكل منتج والباركود الخاص به، مضيفا ان التطبيق يتميز بسهولة الاستخدام وتسهيل الوصول إلى المنتج المراد البحث عنه، اضافة الى إمكانية التعرف على المنتجات من خلال مسح الباركود الخاص بها، مضيفا ان الاستفادة من التطبيق متاحة لجميع الشركات الصناعية المسجلة في المملكة، وستقوم غرفة صناعة عمان بتنظيم حملة ترويجية وتعريفية بالتطبيق لغايات حث المواطنين على دخول موقع اردني وتنزيل التطبيق على اجهزتهم الخلوية.

واشار الحسامي الى ان الغرفة تأمل ان يتحول هذا التطبيق الى منصة ترويجية وتسويقية رئيسية للصناعات الأردنية، ليس في السوق المحلي فقط، بل وفي الاسواق الدولية، وحث الحسامي المواطنين على دخول هذا الموقع من خلال الرابط التالي: https://urdoni.jo/main ، او تحميل التطبيق من خلال الرابط التالي:

هواتف الاندرويد : اضغط هنا 

 هواتف الايفون : اضغط هنا

من جهته قال رئيس برنامج “صنع في الأردن” محمد الشاعر، أن هذا العام سيشهد تنظيم اسبوع الصناعة الاردنية، في احد مراكز التسوق الرئيسية، حيث ستشمل الفعالية تقديم خصومات على المنتجات الأردنية، وكذلك اقامة معارض للصناعات الوطنية،  مضيفا ان “صنع في في الأردن” سيعمل خلال هذا العام على تعزيز صادرات قطاعين اثنين من القطاعات الصناعية العشر، وذلك ضمن سياسة البرنامج الجديدة، مشيرا الى ان الصناعات الأردنية شهدت زيادة كبيرة في مبيعاتها في السوق المحلي، وخصوصا صناعة المنظفات التي اصبحت تحظى بحصة سوقية تصل الى 81% في السوق الأردني خلال الشهرين الأخيرين.

المصدر صناعة عمان

الروبوت الجراحي.. خيال علمي أصبح واقعا طبيا متطورا

يجري جراحون حول العالم نحو 300 مليون عملية جراحية سنويا بحسب منظمة الصحة العالمية. ومع مطلع العام 2023 أجريت نحو 11 مليون جراحة عبر الاستعانة بالروبوت الجراحي. ويقدر عدد الروبوتات الجراحية الموجودة في المستشفيات عالميا بنحو 7500 روبوت.

ويقدم الروبوت العون للجراحين أثناء إجرائهم أنواع عديدة من الجراحات، خاصة تلك الخطيرة التي تحتاج إلى دقة شديدة، ومنها استئصال أورام المخ وجراحات الشبكية والقلب.

ويجدر بنا ذكر أن الروبوت الجراحي المستخدم حاليا غير مُؤتْمت، أي أن الجراح يتحكم في إجراء العمليات تحكما كاملا، بينما يساعد الروبوت على إضافة مزيد من “الدقة” و”الأمان”.

وأدت زيادة الاعتماد على هذه الروبوتات الجراحية إلى ظهور عدد من الأسئلة منها: هل تقدم الجراحات الروبوتية حقا ميزة نسبية مقارنة بتلك التقليدية، وما التطورات الحالية التي تخضع لها هذه الروبوتات؟

أفكار مبتكرة.. مشروعات غير مكتملة
لم تكن الدقة وحدها العامل الرئيسي خلف تطوير الروبوت الجراحي، ففي سبعينيات القرن الماضي سعت الإدارة الوطنية للملاحة والفضاء الأميركية (ناسا) إلى تطوير وسيلة تساعدها على علاج المصابين والمرضى من رواد الفضاء عن طريق أجهزة جراحية مثبتة في محطات الفضاء، ويستطيع الجراحون التحكم بها لإجراء العملية المطلوبة من الأرض، وأطلقوا على هذه الوسيلة “الجراحة عن بعد”.

وتبنت وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة الأميركية (DARPA) المبدأ نفسه، فحاولوا تطوير تقنيات تسهم في علاج جرحى الحروب ومصابيها مباشرة في أرض المعركة، إلا أن مساعي المشروعين لم تكلل بالنجاح.

ومع التطور المستمر في مجال الاتصالات، أجرى الطبيبان جاك ماريسكو وميشيل جانييه أول جراحة عن بعد لاستئصال المرارة، حيث عالجا من موقعهما في نيويورك أحد المرضى بمدينة ستراسبورغ الفرنسية.
ورغم نجاح الإجراء، لم يحظ مفهوم الجراحات عن بعد بالانتشار المنشود نظرا لبطء الاستجابة بين قرار الطبيب وحركة الأداة الإلكترونية.

الاعتماد على الروبوت.. فكرة غير جديدة
يعود تاريخ أول استعانة بالروبوت في إجراء الجراحات إلى العام 1985، حينها أجرى الطبيب يك سان كوا جراحة أعصاب دقيقة لأخذ خزعة من المخ مستعينا بـ”ذراع روبوت”، إلى جانب تقنية التصوير المقطعي المحوسب.

وتمثلت خطوات العملية في استغلال التصوير المقطعي لتحديد الموضع المراد استهدافه، ومن ثم نقلت البيانات إلى ذراع الروبوت الموجود بجانب رأس المريض، وحدد بالضبط الموضع الذي ينبغي أخذ الخزعة منه، وهو ما سمح بإجراء العملية بأمان ودقة.

أما مرحلة التطور التالي فبدأت في التسعينيات، وخلالها ظهرت المناظير الجراحية التي يمكن وصفها بمنظار مكبّر يساعد الطبيب على إجراء الجراحات عبر تدخل محدود دون الحاجة إلى صنع شقوق جراحية كبيرة.

وفي نهايات القرن المنصرم طور الأطباء نظام “دافنشي” الجراحي، وهو نظام يعتمد على الروبوت بنسبة كبيرة في تنفيذ الجراحات التي يجلس الجراح فيها خلف جهاز ناظرا إلى شاشة، ويتحكم في الأدوات الجراحية باستخدام أذرع تحكم، مما يعني أن القرار يعود إلى الجراح والتنفيذ إلى الروبوت.
جراحون ومرضى.. الإفادة من الروبوتات
ما بين الدعاية التسويقية لترويج إدراج الروبوتات في العمليات الجراحية، والفائدة الحقيقية النابعة من هذا الاعتماد، أجرى مختلف الباحثين عددا كبيرا من الدراسات في محاولة تحديد مكاسب استغلال الروبوتات.

وأشارت نتائج أحد هذه الدراسات إلى أن الاعتماد على الروبوتات يسهم في تعزيز الشفاء بعد الجراحة بوجه عام، وأكدت دراسة أخرى أن الاعتماد على الروبوتات الجراحية أثناء إجراء جراحات سرطان المستقيم تُحقق نتائج أكثر أمانا مقارنة بجراحات المناظير والجراحات المفتوحة، إذ إنها تحدُّ من مخاطر النزيف والإصابة بالعدوى.

ومع ذلك أشارت نتائج هذه الدراسة إلى نقطتي ضعف صاحبتا الاعتماد على الروبوت هما: زيادة طول مدة إجراء الجراحة، وارتفاع تكاليفها.

واستمرارا في عقد المقارنات بين الجراحات الروبوتية والتنظيرية التقليدية، وجدت دراسة أن نتائج إجراء عملية علاج بطانة الرحم المهاجرة بالوسيلتين كانت متشابهة.

وأوضحت دراسة أخرى أن جراحات استئصال بعض سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي بالمنظار الجراحي حدّت من النزيف الناتج منها وأسهمت في سرعة إجرائها، وذلك مقارنة بالجراحة الروبوتية، ومع ذلك ساعد الروبوت الجراحين على استئصال عدد أكبر من الأورام.

وفي عام 2021 ذكرت دراسة مراجعة (Review) لـ50 تجربة عشوائية، أن الجراحات الروبوتية لم تحقق فارقا في النتائج مقارنة بالجراحات المفتوحة أو جراحات المناظير.

وأكدت دراسة في العام 2018 أن التدخل المحدود بالمنظار أو الروبوت لم يسهم في شفاء السيدات من سرطان عنق الرحم مقارنة بالجراحة المفتوحة، وحذرت هيئة الغذاء والدواء الأميركية من استخدام الروبوت في عمليات استئصال الثدي.

الروبوت الجراحي.. قيد التطور
وفي شهر يناير/كانون الثاني 2022 نجح علماء جامعة “جون هوبكنز” في إجراء جراحة روبوتية أوتوماتيكية بالكامل دون تدخل الجراحين لأنسجة أمعاء حيوانية، وتمكن الروبوت من خياطة طرفي هذه الأمعاء بكفاءة بالغة.

وقال كبير مؤلفي الدراسة أكسل كريغر إن الجراحة أجريت لـ4 حيوانات، وأدت إلى نتائج أفضل مقارنة بالاستعانة بالجراحين.

ويسعى الباحثون إلى أتمتة بعض الجراحات لتحقيق أعلى قدر من الأمان للمرضى. ومع ذلك توجد بعض التخوفات، فهذه الروبوتات تشبه -إلى حد ما- السيارات ذاتية القيادة التي تستطيع قيادة نفسها إذا توافرت ظروف مثالية، مثل أن يكون الطريق مستقيما خاليا من العوائق. وكذلك الأمر مع جسم الإنسان، فرغم تشابه أغلب أجسادنا، يمتلك كل جسد بعض المواصفات المعينة التي تجعله مختلفا عن الأجساد الأخرى.

وفي تطور آخر، يعمل الباحثون حاليا على تطوير الميكروروبوت، وهي روبوتات أنحف من شعرة الرأس الواحدة، ويهدف استخدامها حاليا إلى إدخال بعض أنواع الأدوية إلى مناطق محددة جدا في الجسم لعلاجها من بعض الأمراض، ولعل أهمها السرطانات.

وتمكن فريق بحثي في جامعة كاليفورنيا سان دييغو من إدخال ميكروروبوت بمعدة فأر تجارب لإيصال جرعة من الذهب النانوي، قبل أن يدمر الروبوت نفسه.

وتظل الجراحات الروبوتية تحت التطوير المستمر، وتسعى المؤسسات الصحية حول العالم -بما يتضمن المنطقة العربية- إلى زيادة الاعتماد عليها من أجل تحسين نتائج الجراحات المختلفة للمرضى، وتسهيل إجراء هذه العمليات بالنسبة للجراحين. ومن المتوقع أن تشهد الأعوام القليلة القادمة مزيدا من التطورات الكبرى في هذا المجال.

المصدر : الجزيرة

تنظيم الاتصالات تقر مخرجات مشروع تحديث نماذج الربط البيني

 أقر مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، نتائج مشروع مراجعة نماذج الربط البيني وفقاً لمنهجية الكلفة المتزايدة طويلة الأمد.
وبحسب بيان للهيئة، اليوم الاثنين، شمل المشروع العمل على تحديث نماذج احتساب أجور خدمات الربط البيني التي تقدمها شركات الاتصالات المرخصة لخدمات الهواتف المتنقلة والثابتة، وقد تم تنفيذه على مراحل متعددة شملت التحليل الأولي وجمع البيانات من المشغلين من ثَمّ إدخال البيانات المحدثة على النماذج وتشغيلها وتحديد الأجور لخدمات الربط البيني باستخدام البيانات المحدثة الجديدة ووفق أفضل الممارسات العالمية.
وتضمن العمل على المشروع تشكيل فريق عمل متخصص من الهيئة والشركة الاستشارية وإجراء حوارات منتظمة مع الشركات المرخصة لضمان الشفافية والمهنية العالية ولتحقيق مشاركة فاعلة من قبل الشركات المرخصة في تنفيذ المشروع، وصولاً إلى تحديث النماذج وتحديد أجور جديدة لخدمات الربط البيني التي تقدمها شركات الاتصالات.
ويهدف العمل على المشروع إلى تنظيم علاقات المشغلين بشكل فاعل وتحفيز التنافسية وتشجيع الاستثمار في قطاع الاتصالات، كما يهدف إلى تحسين البنية التحتية لمزودي الاتصالات والمؤدية إلى تقديم خدمات وفق أفضل المعايير الدولية وبأسعار مناسبة تعكس التكلفة الفعلية للخدمات وتأخذ في الاعتبار تحقيق العائد المناسب.
يذكر أن الهيئة قد أقرت أجور الربط البيني لخدمات الربط البيني باستخدام منهجية الكلفة المتزايدة طويلة الأمد في العام 2017 وفق مشروع خصص لبناء نماذج الربط البيني لاحتساب هذه الأجور، كما قامت بمراجعة وتحديث نماذج احتساب أجور خدمات الربط البيني باستخدام منهجية الكلفة المتزايدة طويلة الأمد لاحتساب أجور خدمات الربط البيني في أواخر العام 2022.

المصدر- (بترا)

في العطلة الشتوية.. كيف تسهم الدورات الإلكترونية بتنمية مهارات الأطفال؟

منذ بدء العطلة الشتوية، سعت الثلاثينية سهاد أحمد للبحث عن وسيلة ترفيه نافعة لأطفالها الصغار،  من خلال إشراكهم بمشاريع ودورات تعليمية لامنهجية يرغبون بتلقيها من خلال الإنترنت، خصوصا المجانية أو التي تقدم بمبالغ مالية ليست ذات تكلفة كبيرة، وعليه يمكن تطوير مهاراتهم.

سهاد موظفة في أحد البنوك ولديها ثلاثة أطفال، وتؤكد أن ساعات الدوام الخاصة بعملها طويلة، مبينة أنها عندما تعود للمنزل يسيطر عليها التعب أو الكسل، إذ يصعب عليها أخذ أطفالها خارج المنزل، إلا بأيام قليلة ومعدودة، وخصوصا في فصل الشتاء الذي يعد نهاره قصيرا، وأجواؤه الباردة تؤثر على صحة أطفالها، إن خرجوا من المنزل.

وعليه، تؤكد أنها ارتأت أن الأنسب لعائلتها، هو البحث عن وسيلة معينة تساعد أطفالها على قضاء وقت مفيد وفعال خلال أيام العطلة الشتوية، إلى جانب مشاركة الآخرين المعرفة وتعلم الجديد عبر الانترنت.

وتذكر أنها بإحدى المرات التي كانت تتصفح ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت إعلانا عن دورة تعلم الرسم للأطفال عبر الانترنت، مع فنانة شابة تسعى لتعليم أساسيات الرسم وكيفية دمج الألوان، وكانت التكلفة مناسبة، ما شجعها على تسجيل أطفالها الثلاثة، الذين تفاعلوا وبدأوا التدريب، بل والتنافس بإنجاز الرسومات، ومن هنا كانت الانطلاقة لهذه الدورات والتي وجدت بها الفائدة والمتعة خلال أيام العطلة الشتوية.

في حين وجدت ميسر الخطيب دورات لغة البرمجة و”الكودينغ” فكرة مناسبة لطفليها الراغبين في تعلم الكثير عن التكنولوجيا، ولأنها تريد أن تنمي ذلك الحب لديهما، عملت على البحث عما يناسب عمريهما، إذ يبلغان من العمر (10 و12 عاما)، مؤكدة أن العطلة الشتوية لا تشجعها على الخروج مع طفليها المصابين بأمراض تنفسية، إذ يؤذيهما الخروج من البيت بشكل مستمر، لتكون هذه الدورات والنشاطات عبر الإنترنت الحل الأنسب لهما.

وتبين المرشدة النفسية والتربوية رائدة الكيلاني، أن الأطفال يحتاجون لعيش تجربة التعليم غير المنهجي، إذ تؤثر على حياتهم وصقل شخصياتهم من خلال التعرف على مواهبهم واكتشافها، والتحاق الأطفال بنشاطات خلال العطل الصيفية والشتوية يساعدهم على اكتشاف ذاتهم أو تنمية المهارات.

وتؤكد أن اندماج الأطفال بعالم التكنولوجيا اليوم، يجعلهم أكثر تقبلا للتعلم “اونلاين” الذي ساعد الأهالي على إلحاق أبنائهم بمثل هذه النشاطات في بعض الأحيان.
وترى أن الكثير من الأهالي يلجأون لمثل هذه النشاطات لأطفالهم خلال العطلة الشتوية، لأنها قصيرة نوعا ما، ولأن الأجواء باردة، ما يجعلهم لا يحبذون الانخراط بنشاطات خارج المنزل، وتعريض أطفالهم للإصابة بأمراض.

وتضيف، من جهة أخرى، أن التدريب “اونلاين” يمكن أن يكون مجانيا من خلال البحث عن قنوات تقدم تدريبا ذاتيا بعيدا عن مدرب مخصص، أو يمكن الاشترلك بالتدريب التفاعلي كوجود عدة أطفال مشاركين ومدرب أو مدربة خاصة لهم تشاركهم وتعلمهم، وتكون عادة أقل سعرا منها في حال لو كان تدريبا وجاهيا، ما يجعله أكثر قابلية للبعض.

ومن ناحية نفسية، تؤكد الكيلاني أنها تشجع الانضمام للأنشطة الفنية لما لها من دور في بناء شخصية الأطفال، من حيث التفاعل الاجتماعي الذي يحدث أثناء ممارسة الطفل لهذه الأنشطة التي من شأنها أن تنمي إبداعه وتذوقه الفني مع أطفال آخرين وإن كانوا عن بعد، فالأطفال اليوم لديهم مهارات جيدة في التعامل مع بعضهم بعضا والاندماج السريع.

وتؤكد أن النشاط الفني يعد ممتعا ومنشطا ومحفزا لعقل الطفل ومهاراته وحتى قدراته، من خلال الرسم أو من خلال صنع الأشياء إن كانت يدوية، كاللعب بالجبصين أو الصلصال. وتنصح الأهالي باتباع هذه النشاطات بالفعل مع الطفل لأنه سيشعر بالرضا وبالثقة في نفسه، والتغلب على التحديات والصعاب.
اختصاصي علم النفس الدكتور موسى مطارنة، يؤكد أن تعلم الطفل مهارات جديدة بعيدا عن الدراسة المنهجية في المدرسة، يجعله طفلا مثقفا وذا وعي أكبر وثقة أكبر بذاته، حتى أنه يكون محبوبا بين أبناء جيله بشكل أكبر لتميزه بأمور عديدة.

ويوضح أن الأنشطة الفنية لها مردود إيجابي ومتعلق بالجوانب النمائية التي تساعد الطفل على المرور وتخطي المرحلة العمرية والنمائية محققا أكبر قدر من الاستفادة الممكنة له، مبينا أن على الأهالي التركيز على تنمية الأطفال منذ صغرهم بما يفيدهم وتطوير الإدراك والوعي بأهمية الأنشطة الفنية للأطفال منذ الصغر، إذ تعمل على تنمية الناحية العاطفية أو الوجدانية لديهم، والتدريب على أسلوب الاندماج في العمل والتعامل حتى وإن كان تدريبا عن بعد؛ لأن هناك مشاركة واتباعا لشيء محدد من خلال الالتزام بخطوات المدرب مع الأطفال الآخرين.

ويؤكد مطارنة أن هذه النشاطات تعمل على تأكيد الذات والشعور بالثقة بالنفس، والتدريب على استخدام بعض الأدوات والخامات وشغل أوقات الفراغ بشكل مثمر ونافع، وإشباع حاجة الطفل. ويلفت إلى أن النشاطات الفنية والذهنية تربي حواس الطفل وتساعده على تخطي بعض الصعوبات التي يواجهها خلال طور النمو لديه.
ويشدد مطارنة على أن استثمار وقت الطفل بشيء مفيد ويحبه بأي شكل مهم جدا، وخصوصا عندما يكون بعيدا عن الدراسة التي يعيشها الطفل خلال المدرسة ولوقت طويل.

المصدر الغد