كيف يساهم التحول الرقمي في تعزيز الضبط المالي؟ بقلم المهندس نضال البيطار

في ظل الحاجة الملحّة لتعزيز الضبط المالي ومنع التلاعب بالحسابات المالية للشركات أو المؤسسات يتجدد الحديث عن التحول الرقمي كأداة أساسية لتحقيق الشفافية والكفاءة، حيث يتم الكشف بين الحين والآخر عن ثغرات في الأنظمة المالية التقليدية، مما يؤكد أن غياب الأتمتة الكاملة يترك المجال مفتوحًا للتجاوزات المالية دون رقابة فعلية.

إن التحول الرقمي ليس مجرد إدخال التكنولوجيا إلى المؤسسات، بل هو إعادة تصميم للعمليات الإدارية والمالية لجعلها أكثر شفافية وكفاءة، فعندما تكون المعاملات موثقة إلكترونيًا وقابلة للتتبع الفوري، يصبح التلاعب بها صعبًا، مما يحد من الاختلاسات والجرائم المالية، لذلك فإن الأنظمة الرقمية تسجل كل معاملة، مما يمنع تعديل البيانات دون ترك أثر رقمي واضح.

كما تقلل الرقمنة من التدخل البشري المباشر، فتحد من فرص الرشاوى واستغلال النفوذ، زيادة على ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات يساعدان على رصد الأنماط غير الطبيعية في الإنفاق، مما يسهل اكتشاف التلاعب بالحسابات قبل تفاقمه.

إضافة إلى ذلك، تتيح الأنظمة الرقمية مراقبة فورية من قبل الجهات الرقابية، مما يعزز المساءلة، ويمنع الجرائم المالية قبل وقوعها، لتصبح الشفافية هي القاعدة في إدارة المال العام.

دول عديدة أثبتت أن الرقمنة هي الحل الأمثل لضمان النزاهة، ففي إيرلندا على سبيل المثال، ساعدت الحكومة الرقمية في تعزيز الشفافية من خلال أتمتة عمليات المشتريات الحكومية، مما أدى إلى تقليل فرص التلاعب المرتبط بالعقود والتوريدات، وأسوة في ذلك، تم إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات التدقيق المالي، حيث يتم تحليل البيانات بشكل آلي لاكتشاف أي أنماط مشبوهة أو معاملات غير اعتيادية، مما حدّ من إمكانية التلاعب بالحسابات العامة.

أما في سنغافورة، فقد أدى التحول الرقمي إلى تعزيز المساءلة من خلال أنظمة محاسبية دقيقة تعمل على رصد أي نشاط مالي غير قانوني، ولم يعد هناك حاجة للمعاملات الورقية، وأصبحت كافة العمليات تتم عبر أنظمة مؤتمتة تراقب الإنفاق الحكومي بشكل فوري، مما جعل التهرب الضريبي والتلاعب بالأموال العامة شبه مستحيل.

وفي إستونيا، تعتبر الحكومة الإلكترونية نموذجًا عالميًا في الشفافية، حيث يمكن للمواطنين تتبع أي معاملة حكومية رقمياً، مما أدى إلى تعزيز الضبط المالي والشفافية إلى أعلى المستويات، فقد أتمتت الدولة جميع خدماتها الحكومية، وربطتها بأنظمة رقمية مؤمنة، حيث أصبحت جميع المعاملات المالية خاضعة للمراقبة الفورية، مما يصعب أي عمليات اختلاس أو تزوير.

على المستوى المحلي، تمتلك الشركات الأردنية العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إمكانيات كبيرة للمساهمة في التحول الرقمي المنشود، فقد أثبتت العديد من الشركات الأردنية قدرتها على تطوير حلول رقمية متقدمة تخدم مختلف القطاعات، ونجحت في تحقيق قصص نجاح كبيرة محليًا وإقليميًا وعالميًا.

ومن خلال الاستفادة من هذه الخبرات، يمكن تسريع وتيرة الأتمتة في المؤسسات – سواءً كانت قطاع عام أو قطاع خاص – وتعزيز أنظمة التدقيق والشفافية الرقمية، فإن دعم هذا القطاع وتشجيع التعاون معها سيسرع تنفيذ الحلول الرقمية التي تمنع التلاعب وتحسين كفاءة الإدارة المالية.

وأخيرًا، فإن الحل يكمن في الإسراع في تنفيذ التحول الرقمي بشكل شامل، بحيث تصبح كافة المعاملات المالية محكومة بأنظمة ذكية تمنع أي محاولات تلاعب قبل أن تحدث، إذ ان التحول الرقمي الشامل، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التدقيق المالي، هي الخطوات الضرورية للضبط المالي ومنع التلاعب بالحسابات، فلا يكفي مجرد كشف قضايا الفساد بعد وقوعها، بل يجب العمل على منعها قبل أن تبدأ، وهذا لن يتحقق إلا عبر التحول الرقمي الحقيقي.

*الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات – إنتاج

فجوة الوظائف التكنولوجية: فرصة أم تحدي للأردن ؟ بقلم المهندس نضال البيطار

تشهد صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات نقصًا حادًا في الكفاءات المؤهلة حول العالم حيث تشير أحدث التوقعات إلى عجز يصل إلى 85 مليون وظيفة بحلول العام 2030، مما قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية تقدر بـ 8.5 تريليون دولار سنويًا وفقًا للمنتدى الاقتصاد العالمي.

ومن أهم الدول الأكثر تأثراً بهذه الفجوة نجد الولايات المتحدة، إذ تشير الأرقام إلى وجود حوالي 4 ملايين وظيفة شاغرة خلال العام المنصرم 2024 بحسب موقع 2024” “Tech Salary Guide وعلى نفس السياق يُتوقع أن تواجه أوروبا ايضا نقصًا يبلغ حوالي 8 ملايين متخصص في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحلول العام 2030 وفقًا لمركز الأبحاث التابع للبرلمان الأوروبي، فأوروبا كانت تهدف إلى الوصول إلى 20 مليون متخصص، بينما العدد المتوقع لن يصل إلى 12 مليوناً فقط؛ مما يعني نقصًا يبلغ 8 ملايين متخصص عن الهدف المنشود.

وعطفا على ما سبق يشير تقرير “JETRO IT Workforce Report” الياباني ان تكون هناك حاجة لـ 5.7 مليون متخصص بحلول عام 2030. أما في سويسرا، وبحسب دراسة أعدّتها “ICT-VET Switzerland”  يُتوقع أن تواجه عجزًا يصل إلى 40 ألف متخصص في تكنولوجيا المعلومات بحلول عام 2030. ووفقًا لتقرير

 “Digital Talent Outlook 2023”، من المتوقع أن تواجه كندا فجوة تراكمية تبلغ 305,000 متخصص بحلول عام 2030.

في هذا السياق، يبرز الأردن كفرصة واعدة يمكنها الاستفادة من هذا النقص عبر تطوير مهارات الشباب وتعزيز صادراته التكنولوجية. إذ يخرّج الأردن سنويًا نحو 7,000 طالب في مجالات ذات العلاقة بتكنولوجيا المعلومات، لكن معظم الشركات المحلية العاملة في القطاع هي شركات صغيرة ومتوسطة ( (SMEsتفتقر إلى المشاريع الكبيرة وفرص التصدير الأمر الذي يحد من خلق فرص عمل وبالنتيجة يؤدي إلى هجرة الكفاءات إلى خارج الأردن.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة في الأردن، لا تزال هناك حاجة إلى إجراءات إضافية لتعزيز الدور الأردني في هذا القطاع، منها:

  1. ضرورة العمل على مواءمة المناهج التعليمية مع احتياجات السوق العالمي، خاصة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والبيانات الضخمة، وتطوير البرمجيات.
  2. تعزيز اللغة الإنجليزية بين الطلاب باعتبارها أداة أساسية للتواصل مع الأسواق العالمية، حيث تشترط معظم الوظائف التكنولوجية إجادة اللغة الإنجليزية.
  3. التدريب العملي والشراكات مع القطاع الخاص لزيادة جاهزية الخريجين لسوق العمل المحلي والدولي.
  4. تعزيز العلامة التجارية للأردن كمركز إقليمي للتكنولوجيا عبر حملات دولية تروج للكفاءات الأردنية بالإضافة إلى المزيد من تقديم الدعم إلى الشركات المحلية للمشاركة في المعارض والمؤتمرات العالمية لعقد صفقات تصدير.

ولا بد من التأكيد هنا أنه لا يكفي تخريج كفاءات متميزة إذا لم تتوفر لها فرص عمل داخل المملكة، وذلك من خلال خطوات فاعلة لدعم التصدير عبر وحدة متخصصة لتطوير الأعمال والجاهزية، وتعيين مطوري أعمال في أسواق مستهدفة، وتسهيل العقود بين الشركات الأردنية والشركات العالمية التي تعاني من نقص الموارد البشرية المتخصصة.

حاليًا، يساهم قطاع التكنولوجيا بـ 4% من الناتج المحلي الإجمالي، ولكن يمكن مضاعفة هذه النسبة عبر تعزيز الصادرات وتشبيك الشركات الأردنية مع نظيراتها العالمية.

وختاماً، لا بد أن تعمل جميع الجهات بشراكة مثالية لتعزيز التعليم التكنولوجي، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتوسع في الأسواق الإقليمية، وفتح الأسواق العالمية من خلال وسطاء ومطوري أعمال متخصصين. إذ إن الاستثمار في هذه الركائز اليوم سيجعل الأردن الوجهة الأولى للشركات الباحثة عن المواهب التكنولوجية ويحول طموحات الخريجين إلى فرص عمل داخل وطنهم.

*الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات في الأردن – إنتاج

The global tech talent Gap: Jordan’s strategic opportunity/ Article by CEO’ int@j

The global ICT industry is experiencing an acute shortage of qualified professionals, with recent forecasts pointing to a deficit of up to 85 million jobs by 2030, potentially leading to an annual economic loss of USD 8.5 trillion, according to the World Economic Forum.

Among the most affected nations is the United States, which faced around 4 million unfilled technology jobs in 2024, as reported by the 2024 Tech Salary Guide. Europe is projected to face a shortfall of 8 million ICT specialists by 2030, according to the European Parliament’s Research Service, falling short of its target of 20 million technology professionals.

Meanwhile, Japan anticipates a need for 5.7 million ICT professionals by 2030, according to the JETRO IT Workforce Report. In Switzerland, a study by ICT-VET Switzerland projects a 40,000-person deficit in ICT talent by 2030. In Canada, the Digital Talent Outlook 2023 expects a cumulative shortage of 305,000 tech professionals by the same year.

Within this global context, Jordan stands out as a promising opportunity, capable of capitalizing on the growing scarcity of technology professionals through skill development for its youth and by expanding its technology exports. While Jordan graduates around 7,000 students annually in fields related to technology, the majority of local tech companies are SMEs. These businesses lack large-scale projects and sufficient export potential, limiting job creation and leading to a brain drain of qualified professionals.

Despite ongoing efforts in Jordan, additional actions are required to reinforce the country’s role in the ICT sector, such as:

Aligning educational curricula with global market needs, especially in AI, cybersecurity, big data, and software development.

Enhancing English language proficiency among students where most tech positions require English fluency.

Providing hands-on training and forming public-private-academia partnerships to ensure graduates are prepared for the markets.

Strengthening Jordan’s brand as a regional tech hub through international campaigns that showcase Jordanian talent, alongside greater support for local companies to participate in regional and global exhibitions, thereby facilitating export deals.

Supporting SMEs in generating new leads, becoming export-ready, enhancing internal processes, and ensuring compliance with target market regulations to compete globally.

It is crucial to realize that graduating top-notch professionals is insufficient unless there are abundant job opportunities within the country. This can be achieved by more proactive steps to support exports, such as establishing a specialized business development and readiness unit, assigning professional and intermediaries in target markets, generating leads to Jordanian companies and matching them with regional and international companies facing talent shortages.

Currently, Jordan’s technology sector contributes 4% of the country’s GDP. However, this figure could be doubled by boosting exports and connecting Jordanian companies with their global counterparts.

In conclusion, all stakeholders must collaborate to enhance technology education, empower SMEs to expand into regional and international markets. By investing in these foundations today, Jordan can become the top destination for companies seeking tech talent, turning graduates’ aspirations into real job opportunities at home.

Nidal Bitar is Chief Executive Officer of the Information and Communications Technology Association of Jordan (int@j)

‘انتاج’ تكشف اعداد الأردنيين المستخدمين للإنترنت في 2025

  • “إنتاج”: 10.7 مليون مستخدم للإنترنت في الأردن بنسبة انتشار 92.5% مطلع 2025
  • “إنتاج”: عدد مستخدمي يوتيوب في الأردن يصل إلى 6.45 مليون مع نمو 70 ألف مستخدم في 2024
  • “إنتاج”: 5.45 مليون مستخدم لفيسبوك في الأردن مع زيادة 150 ألف مستخدم في عام واحد
  • “إنتاج”: إنستغرام يسجل 4.05 مليون مستخدم بزيادة 350 ألف مستخدم ونمو 9.5%
  • “إنتاج”: انخفاض عدد مستخدمي تيك توك في الأردن بمقدار 376 ألف مستخدم بنسبة 14.1%
  • “إنتاج”: لينكدإن يحقق نموًا بنسبة 25% ليصل عدد أعضائه إلى مليونين في 2025

أكدت جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج” أن الأردن شهد نموًا متزايدًا في استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مع بداية العام 2025.

ووفقًا للبيانات المتضمنة في التقرير السنوي الصادر عن منصة DataReportal، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت 10.7 مليون شخص، مما يعكس نسبة انتشار بلغت 92.5% من إجمالي عدد السكان، الذين بلغوا 11.6 مليون نسمة في كانون الثاني 2025.

وأوضحت “إنتاج” في تصريح صحفي، أن عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن بلغ 6.45 مليون مستخدم، ما يعادل 55.7% من السكان، حيث ارتفع عدد المستخدمين بمقدار 70 ألف شخص خلال 2024، بنسبة نمو 1.1%، كما أن 5.84 مليون مستخدم تجاوزت أعمارهم 18 عامًا، مما يمثل 79.4% من هذه الفئة العمرية، حيث كانت نسبة الذكور 53.4% مقابل 46.6% للإناث.

وفيما يخص المنصات الأكثر استخدامًا في الأردن، تصدرت يوتيوب المشهد بـ6.45 مليون مستخدم، بزيادة بلغت 70 ألف مستخدم عن العام الماضي، أي بنسبة 1.1%، تبعتها منصة فيسبوك التي سجلت 5.45 مليون مستخدم، مع ارتفاع عدد المستخدمين بمقدار 150 ألف شخص، بنسبة 2.8%، في حين بلغت نسبة انتشار فيسبوك 47.1% من إجمالي السكان، في حين أن 74.1% من البالغين فوق 18 عامًا يستخدمون المنصة.

أما إنستغرام، فقد بلغ عدد مستخدميه 4.05 مليون شخص، بنسبة 35% من السكان، وسجل المنصة نموًا ملحوظًا بإضافة 350 ألف مستخدم خلال عام 2024، بنسبة ارتفاع بلغت 9.5%، كما بلغ عدد مستخدمي سناب شات 4.1 مليون مستخدم، ما يمثل 35.4% من عدد السكان، وارتفع عدد مستخدميه بمقدار 635 ألف مستخدم بنسبة 18.4% خلال 2024.

من جهة أخرى، سجل تيك توك انخفاضًا في عدد مستخدميه بمقدار 376 ألف مستخدم، أي بنسبة تراجع بلغت 14.1%، ليصل عدد المستخدمين إلى 2.3 مليون في بداية 2025، وهو ما يعادل 31.2% من البالغين، كما سجل ماسنجر انخفاضًا بنسبة 2.6% ليصل عدد مستخدميه إلى 3.8 مليون شخص، أي ما يعادل 32.8% من السكان.

وفيما يخص منصة لينكدإن، فقد شهدت نموًا كبيراً حيث ارتفع عدد أعضائها إلى مليونَي مستخدم، بزيادة بلغت 400 ألف مستخدم خلال عام 2024، أي بنسبة نمو 25%، حيث بلغت نسبة انتشار المنصة بين البالغين 27.2%، بينما وصل انتشارها بين مستخدمي الإنترنت إلى 18.7%.

أما منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، فقد سجلت تراجعًا في عدد المستخدمين بمقدار 175 ألف مستخدم، أي بنسبة 16%، ليصل إجمالي عدد مستخدميها إلى 919 ألف مستخدم، وهو ما يمثل 7.9% من عدد السكان، و8.6% من إجمالي مستخدمي الإنترنت، كما أظهرت البيانات أن 34.2% من مستخدمي المنصة إناث، بينما بلغت نسبة الذكور 65.8%.

وأكدت “إنتاج” أن النمو الرقمي المستمر في الأردن يعكس التحول المتزايد نحو التكنولوجيا الحديثة، مما يستدعي تعزيز البنية التحتية الرقمية والاستثمار في حلول التحول الرقمي لضمان مشاركة أكبر في الاقتصاد الرقمي.

الابتكار: رؤية أردنية .. بقلم المهندس نضال البيطار

في خضم التحولات التكنولوجية المتسارعة، يبرز الابتكار كعامل رئيسي يُحدِّد مسار تقدم الدول، ليس فقط عبر تعزيز الاقتصاد، بل بخلق مجتمعات قادرة على مواكبة التعقيدات العالمية.

 وتكشف تجارب الدول الرائدة أن الابتكار ليس نتاج الصدفة، بل ثمرة استثمار استراتيجي في العنصر البشري والبنى التحتية الذكية والتعاون الوثيق بين القطاعات المختلفة، لعل أبرزها القطاع الأكاديمي الذي يلعب دوراً محورياً في توليد المعرفة وتوجيهها نحو حلول واقعية.

وتتفوق الدول التي تحتل مراتب متقدمة في مؤشرات الابتكار العالمية بفضل تركيزها على عدة ركائز، منها الاستثمار الطموح في البحث العلمي والتطوير، وبناء أنظمة تعليمية تركز على الإبداع بدلاً من التلقين والحفظ، وتوفير بنية تحتية رقمية متطورة. كما تتميز هذه الدول بوجود تعاون عضوي بين الجامعات والقطاع الخاص، حيث تتحول الأبحاث الأكاديمية إلى مشاريع تجارية تسهم في الناتج المحلي, إضافة إلى ذلك، تُعد البيئة التشريعية الداعمة لريادة الأعمال، وحماية الملكية الفكرية، عاملاً جاذباً للعقول والاستثمارات.

وتقدم الدول المبتكرة نماذج ملهمة عن كيفية دمج القطاع الأكاديمي في منظومة الابتكار, ففي سويسرا، تُعتبر الجامعات مثل “ETH Zurich” حجر الأساس للاقتصاد القائم على المعرفة، حيث يتم تحويل أكثر من 70% من الأبحاث إلى منتجات عبر شراكات مع شركات كبرى مثل “Roche”  و “Novartis”.

 أما في كوريا الجنوبية، فتعمل الحكومة على تمويل مراكز الأبحاث الجامعية في مجال الذكاء الاصطناعي، مما جعلها تحتل الصدارة في تسجيل براءات الاختراع سنوياً، ولا ننسى تجربة سنغافورة التي حوَّلت جامعاتها إلى حاضنات للشركات الناشئة عبر توفير مبانٍ متخصصة داخل الحرم الجامعي حيث يلتقي الطلاب بالمستثمرين وخبراء الصناعة.

إن الأردن يمتلك مقومات تؤهله ليكون مركزاً إقليمياً للابتكار، بدءاً من الكوادر الشبابية الطموحة، ومروراً بوجود جامعات مرموقة، والتي يمكن أن تكون نواة لإطلاق مشاريع بحثية تطبيقية، لكن تحقيق هذه الرؤية يتطلب تفعيل دور القطاع الأكاديمي بشكل استراتيجي، عبر ربط مناهج التعليم بالتحديات الصناعية والاجتماعية، وتمويل الأبحاث المشتركة بين الجامعات والشركات الخاصة.

فعلى سبيل المثال، يمكن إنشاء “مختبرات وطنية” داخل الجامعات، بالشراكة مع قطاعات مثل التعدين، أوالطاقة المتجددة، أو الزراعة، أو الصيدلة نحو التحول إلى اقتصاد رقمي حقيقي يساهم في تحسين حياة المواطنين ويدر مزيدا من الأرباح على القطاع الخاص ويوفر دخلا إضافيا للجامعات لتتمكن من تحسين جودة مرافقها واستقطاب كوادر متميزة سواء من الأردن أو من الخارج. كما أن تطوير برامج تدريبية مشتركة بين الجامعات والقطاع الخاص سيسهم في سد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق.

ومن الضروري أيضاً تعزيز دور الجامعات في احتضان الشركات الناشئة من خلال توفير مساحات عمل مشتركة وتمويل مبدئي، على غرار نموذج “MIT Innovation Hub”  في الولايات المتحدة.

ولا يمكن إغفال أهمية البنية التحتية الرقمية التي يجب أن تشمل تطوير شبكات اتصال فائقة السرعة في المناطق الجامعية، مما يتيح للطلاب والباحثين الوصول إلى الموارد العالمية بسلاسة.

 وفي الجانب التشريعي، يحتاج الأردن إلى قوانين مرنة تشجع التعاون بين الجامعات والصناعة، مع تبسيط إجراءات تسجيل الملكية الفكرية للأبحاث الجامعية.

ختاماً،  الابتكار ليس ترفاً، بل ضرورة لضمان بقاء الدول في سباق التقدم، ولتحقيق ذلك، يجب أن تتحالف جهود الحكومة والقطاع الخاص والجامعات في الأردن لرسم خريطة ابتكار ذكية تُواكب التحديات الحالية والمستقبلية، حيث تخرج الأفكار من قاعات المحاضرات إلى الأسواق، وتُترجم الأبحاث إلى حلول ملموسة.

 فبهذه الرؤية، يمكن للأردن أن يرسخ مكانته كوجهة للمبتكرين، وقصة نجاح عربية في عالم تسوده المنافسة المعرفية.

*الرئيس التنفيذي في جمعية شركات تقنية المعلومات في الأردن – انتاج

int@j’s CEO participated in a panel discussion at the International Digital Cooperation Forum

int@j’s CEO Engineer Nidal Bitar participated in a panel discussion at the International Digital Cooperation Forum exploring how to connect AI startups to new markets
The session brought together industry leaders to discuss strategies for empowering AI-driven startups, fostering innovation, and unlocking global opportunities

المهندس نضال البيطار يدير الجلسة الحوارية “التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي” خلال مؤتمر الاستثمار والطاقة المتجددة والتمويل

الرئيس التنفيذي في جمعية انتاج المهندس نضال البيطار يدير الجلسة الحوارية “التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي: حلول مبتكرة لدعم الاستثمار وتطوير القطاعات الاقتصادية ” اليوم خلال فعاليات مؤتمر “الاستثمار والطاقة المتجددة والتمويل ‎– نحو مستقبل رقمي مستدام” الذي ينظمه مجلس الاعمال العراقي.
الجلسة بمشاركة:
سعادة الأستاذة ضحى عبد الخالق
المهندسة رولا عموري
السيد أثير غسان القاضي

“جمعية انتاج: “الأردن لعب دورا كبيرا خلال ترؤسه منظمة التعاون الرقمي

قال الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات في الأردن “إنتاج” نضال البيطار، الأربعاء، إن انعقاد اجتماعات الجمعية العامة الرابعة لمنظمة التعاون الرقمي في الأردن يحمل دلالة مهمة، وبالنسبة لقطاع تكنولوجيا المعلومات في الأردن فهذا “مفخرة”.

وأضاف في رده على استفسارات “المملكة” على هامش اجتماعات الجمعية العامة الرابعة لمنظمة التعاون الرقمي، المنعقدة في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بالبحر الميت، أن الأردن لعب دورا كبيرا خلال ترؤسه منظمة التعاون الرقمي خلال 2024، وسيسلم دورة الترؤس لدولة الكويت.

وبين أن جمعية إنتاج عضو مراقب بمنظمة التعاون الرقمي، وهذا وفر لها فرصة للاستفادة من المنظمة، وأيضا إفادتها بمجال ريادة الأعمال، وفتح الأسواق مع الدول الأعضاء بالمنظمة.

يشار إلى الأردن ترأس الأربعاء، اجتماعات الجمعية العامة الرابعة لمنظمة التعاون الرقمي، في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميت.

وتعد منظمة التعاون الرقمي منظمة دولية متعددة الأطراف، تهدف إلى تمكين الازدهار الرقمي للجميع من خلال تسريع النمو الشمولي والمستدام للاقتصاد الرقمي العالمي.

“إنتاج” تعقد أكبر فعالية تواصل جمعت كبار القيادات في الشركات الأردنية والسعودية

نظّمت جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الأردنية “إنتاج”، بالشراكة مع مركز الاقتصاد الرقمي السعودي، أكبر فعالية تواصل جمعت كبار القيادات في الشركات الأردنية والسعودية، وذلك على هامش مؤتمر “LEAP 2025” في المملكة العربية السعودية، بمشاركة 55 شركة أردنية وأكثر من 100 جهة حكومية وشركات سعودية، وبرعاية السفير الأردني في السعودية، الدكتور هيثم أبو الفول، وحضور أمين عام منظمة التعاون الرقمي (DCO) ديمة اليحيى، إلى جانب أكثر من 200 مشارك من أصحاب القرار في كلا البلدين.

جاءت هذه الفعالية في إطار جهود جمعية “إنتاج” لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الأردن والسعودية، وفتح آفاق جديدة أمام الشركات الأردنية في السوق السعودي الذي يشهد طفرة رقمية غير مسبوقة مدفوعة برؤية 2030، التي تركز على التحول الرقمي والابتكار وريادة الأعمال. وقد شكّل الحدث منصة فعالة لتبادل الخبرات واستكشاف سبل تعزيز التعاون، مما يسهم في تسريع وتيرة النمو والتوسع للشركات في كلا البلدين.

وخلال الفعالية، وقّعت جمعية “إنتاج” مذكرة تعاون مع مركز الاقتصاد الرقمي السعودي، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون في تطوير منظومات التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي. ويُتوقع أن تسهم هذه الشراكة في تحسين بيئة الأعمال، ورفع تنافسية الشركات، وتعزيز التكامل بين الأردن والسعودية في مجالات الاقتصاد الرقمي، الابتكار، وريادة الأعمال، بالإضافة إلى تأطير التعاون لتقديم الاستشارات في مجالات التحول الرقمي وتقنية المعلومات والتدريب والبحوث، في خطوة تعكس التزام الطرفين بتوسيع آفاق التعاون ودفع عجلة التحول الرقمي في المنطقة.

وفي هذا السياق، أكد السفير الأردني في السعودية، الدكتور هيثم أبو الفول، أن هذا الحدث يمثل فرصة حقيقية لبناء جسور التعاون وفتح آفاق جديدة للشراكات الاستراتيجية بين الشركات والمؤسسات الأردنية والسعودية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما يعكس رؤية مشتركة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام وازدهار رقمي.

من جانبه، شدد المهندس هاني الغفيلي، رئيس مجلس إدارة مركز الاقتصاد الرقمي السعودي، على أهمية تعزيز التعاون المشترك بين الأردن والسعودية في مجال التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن التطور السريع في قطاع التكنولوجيا يتطلب تكاتف الجهود بين الشركات في البلدين لمواكبة التحديات الاقتصادية والتقنية، وتعزيز الحلول الرقمية المبتكرة.

وفي تعليق على أهمية الحدث، أعرب عيد أمجد صويص، رئيس هيئة المديرين في جمعية “إنتاج”، عن تقديره لرعاية السفير أبو الفول لهذه الفعالية، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يعكس التزام الطرفين بتعزيز التعاون التكنولوجي، ويوفر فرصة مثالية لبناء شراكات استراتيجية بين الشركات الأردنية والسعودية.

كما أعرب المهندس نضال البيطار، الرئيس التنفيذي لجمعية “إنتاج”، عن تقديره لدعم الجهات الراعية، التي كان لها دور محوري في إنجاح الحدث، حيث شملت قائمة الرعاة البلاتينيين

Globitel
SIS Global

ورعاية ذهبية من شركات 

ALRaneem IT
Arabian for Science and Technology Co.
Digital Cash for Information Technology
KayanHR
Tech Process Solutions
Sitech

وأكد أن الأردن يحتل مكانة ريادية في قطاع التكنولوجيا على مستوى المنطقة، حيث يضم أكثر من 2,250 شركة تقنية و450 شركة ناشئة، ويسهم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما يزيد عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي الأردني.

وأشار البيطار إلى أن “الشركات الأردنية لديها خبرة واسعة في مجالات التعهيد، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، التكنولوجيا المالية، وتطوير البرمجيات، مما يجعلها شريكًا مثاليًا لدعم التحول الرقمي في السعودية، خاصة في ظل التوجهات الطموحة للمملكة نحو تعزيز الاقتصاد الرقمي”.

واختتم الحدث بتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة في السوقين الأردني والسعودي، والتي تشمل الحوافز الضريبية واتفاقيات التجارة الحرة، بالإضافة إلى الاستثمارات الحكومية المتزايدة في قطاع التكنولوجيا.

المهارات الرقمية” و”إنتاج” تنظمان فعالية لتعزيز فرص توظيف خريجي برامج منح المهارات الرقمية

نظمت جمعية المهارات الرقمية بالتعاون مع جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج”، فعالية خاصة جمعت بين مزودي خدمات التدريب والشركات الأعضاء في الجمعية.
وبحسب بيان لجمعية المهارات الرقمية اليوم السبت، هدفت الفعالية الى تعزيز فرص توظيف خريجي برامج منح المهارات الرقمية – المُقدم من وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة من خلال مشروع الشباب والتكنولوجيا والوظائف وبإدارة وإشراف جمعية المهارات الرقمية، إضافة إلى خلق فرص شراكة مستدامة بين مزودي التدريب وأصحاب العمل في القطاع الخاص.
وشهدت الفعالية التي انعقدت بحضور ممثلين عن شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومقدمي خدمات التدريب المُستفيدين من منح التدريب على المهارات الرقمية، جلسات نقاش معمقة حول سبل تعزيز المواءمة بين مخرجات التدريب واحتياجات سوق العمل، إضافة إلى مناقشة التحديات التي تواجه توظيف الكفاءات الشابة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية المهارات الرقمية الدكتور علاء نشيوات، “من خلال هذه الفعالية نوفر منصة حيوية تسهم في تمكين الشركات من التعرف المباشر على إمكانيات الخريجين والاستفادة منها في دعم خططها المستقبلية”.
من جهته، أشار الرئيس التنفيذي لجمعية “إنتاج” المهندس نضال البيطار، إلى الدور المحوري للقطاع الخاص في دعم المبادرات التدريبية وتوجيهها بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل.
وقدمت الفعالية فرصة عملية لمقدمي خدمات التدريب لتوسيع شبكة علاقاتهم مع الشركات التكنولوجية، كما تم بحث آليات استدامة هذه الشراكات لضمان استمرارية تدفق الكفاءات المؤهلة إلى سوق العمل بما يواكب التطورات المتسارعة في مجال المهارات الرقمية.