ولي العهد يؤكد ضرورة تنفيذ مشاريع نوعية تواكب المستقبل في قطاع التكنولوجيا

أكد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، اليوم الأحد، ضرورة تنفيذ مشاريع جديدة ونوعية تواكب المستقبل في قطاع التكنولوجيا، بما يخدم الاقتصاد الوطني.

وأوضح سمو ولي العهد، خلال ترؤسه الاجتماع الأول للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل في رئاسة الوزراء، أن الهدف الرئيس للمجلس تعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة تكنولوجيا.

وشدد سموه، بحضور رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، رئيس المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، على أهمية أن تنعكس أعمال المجلس على مشاريع الحكومة القائمة، مثل التحول الرقمي وإدارة البيانات، وتنمية الموارد البشرية التقنية، والتوسع باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأشار سمو ولي العهد إلى أهمية التنسيق بين القطاعين العام والخاص، والاستعانة بالخبرات الأردنية داخل المملكة وخارجها، واتخاذ قرارات جريئة ضمن خطط استراتيجية، للوصول إلى نتائج واضحة وقابلة للقياس.

وعبر سموه عن ثقته بقدرة المجلس على الإنجاز، والقيام بدور ريادي على مستوى المنطقة.

بدوره، أشار رئيس الوزراء إلى أن المجلس بدأ بالنظر في خطط العمل الضرورية لضمان البدء بشكل سريع ضمن الأولويات التي حددها جلالته.

وبين الدكتور حسان أن المجلس يبني على الإنجازات الكبيرة التي حققها الأردن في قطاع التكنولوجيا، ويستهدف مواكبة التطورات العالمية وتعزيز مكانة الأردن في هذا المجال، لما له من أثر مباشر على الاقتصاد والمجتمع، ويخدم تحقيق أهداف رؤية التحديث الاقتصادي.

وأشار إلى أن المجلس سيعتمد على الخبرات والكفاءات الأردنية المتميزة والمشهود لها في المنطقة، وسيستعين بفرق عمل تنظر في قطاعات محددة.

وأكد رئيس الوزراء أن المجلس سيعمل على تنفيذ المشاريع والبرامج وفق جدول زمني، وسيضع مؤشرات لتقييم الأداء.

ويضم المجلس ممثلين عن القطاع العام، وخبراء من القطاع الخاص، وينبثق عنه لجان فرعية متخصصة تشكل لغايات محددة، وتقديم التوصيات والخطط القابلة للتنفيذ.

وحضر الاجتماع عدد من المسؤولين، وأعضاء المجلس، ومدير مكتب سمو ولي العهد.
المصدر الغد

 

التكنولوجيا والابتكار: ركيزتان لتعزيز الاقتصاد الرقمي والتعليم

تمثل المشروعات الوطنية الكبرى في الأردن نموذجا للتخطيط الإستراتيجي الرامي إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي. تُنفذ هذه المشروعات ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تحسين البنية التحتية، تنويع مصادر الدخل، وتعزيز الاقتصاد الوطني عبر استثمار الموارد المحلية بشكل فعّال وجذب الاستثمارات الأجنبية. تسهم هذه المشروعات في دعم القطاعات الحيوية كالمياه، الطاقة، النقل، والسياحة، مما يوفر فرص عمل جديدة ويُعزز من تنافسية الاقتصاد الأردني. كما تعكس هذه الجهود التزام الحكومة بتحقيق أهداف التنمية الشاملة والاستدامة، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة في ظل التحديات المتزايدة.

في مجال الطاقة والمياه، يُعد مشروع «الناقل الوطني لتحلية مياه البحر» أحد أبرز المشروعات الإستراتيجية التي تعكس التزام الأردن بمواجهة تحديات ندرة المياه المزمنة. يهدف هذا المشروع الطموح إلى تحلية مياه البحر الأحمر وضخها إلى مختلف مناطق المملكة، بما يضمن توفير مصدر مياه مستدام يلبي الاحتياجات المتزايدة للسكان والقطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الاستخدامات المنزلية والزراعية والصناعية. كما يعزز المشروع الأمن المائي في ظل محدودية الموارد المائية التقليدية، ويُعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة، من خلال استخدام تقنيات متطورة للطاقة المتجددة في تشغيل المحطات، مما يقلل من الأثر البيئي ويعزز الكفاءة الاقتصادية.

بالإضافة إلى الجهود المبذولة في تحسين أمن المياه، يشهد الأردن توسعا كبيرا في مشاريع الطاقة المتجددة بمناطق متعددة، مثل محطات الطاقة الشمسية في معان والطفيلة، ومزارع الرياح في الطفيلة. تسهم هذه المشروعات بشكل ملحوظ في تعزيز الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، مما يقلل بشكل كبير من الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد. كما تساهم هذه المشاريع في تعزيز الاستقلالية الطاقية للمملكة، وخفض تكاليف استيراد الطاقة، وتقليل انبعاثات الكربون، مما يضع الأردن في مقدمة الدول الإقليمية التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة. هذه المشروعات تعد أيضا محفزا لفرص العمل والنمو الاقتصادي في المناطق الريفية.

في قطاع النقل، يشكل مشروع «الباص سريع التردد» في عمان والزرقاء نقلة نوعية تهدف إلى تحسين وسائل النقل العام من خلال توفير وسيلة نقل سريعة وفعالة تلبي احتياجات المواطنين وتساهم في تقليل الازدحام المروري وتوفير الوقت والجهد. إلى جانب ذلك، يتم تطوير مشروع «الربط السككي مع العراق»، الذي سيعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويدعم حركة النقل اللوجستي، مما يعزز الترابط الإقليمي. وعلى صعيد النقل الجوي، شهد مطار الملكة علياء الدولي توسعات كبيرة شملت تحسين البنية التحتية والخدمات، مما زاد من قدرته الاستيعابية ورسخ مكانته كمحور رئيسي لحركة الطيران والتجارة والسياحة في المنطقة.

في قطاع المياه، تُولي الحكومة الأردنية اهتماما كبيرا لتعزيز الأمن المائي من خلال تنفيذ مشروعات إستراتيجية شاملة. إلى جانب مشروع الناقل الوطني لتحلية مياه البحر، تعمل الحكومة على إنشاء وتطوير السدود لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها في تلبية احتياجات الري والشرب. يُعد سد وادي الكرك وسد الوحدة من أبرز الأمثلة على هذه الجهود، حيث يُسهمان في توفير احتياطات مائية إستراتيجية تُساعد في مواجهة تحديات ندرة المياه. كما تدعم هذه السدود الاستخدام المستدام للموارد المائية، وتعزز من قدرة المملكة على التكيف مع التغيرات المناخية والضغوط البيئية المتزايدة.

أما في قطاع السياحة، يشهد الأردن تركيزا كبيرا على تنفيذ مشاريع إستراتيجية تهدف إلى استثمار التراث الثقافي والطبيعي الفريد وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية. تشمل هذه المشاريع تطوير منطقة البترا، التي تُعد واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، من خلال تحسين البنية التحتية وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة للزوار، مما يعزز من تجربة السائحين ويدعم المجتمعات المحلية.

كذلك، يُعد مشروع «العقبة الجديدة» نموذجا طموحا لتعزيز السياحة الساحلية، حيث يتم تطوير بنية تحتية شاملة تضم فنادق، منتجعات، ومرافق سياحية حديثة. بالإضافة إلى ذلك، يشهد البحر الميت استثمارات ضخمة لتحفيز السياحة العلاجية والاستجمامية من خلال إنشاء منتجعات ومراكز علاجية بمعايير عالمية، مما يجذب الزوار الباحثين عن تجربة فريدة تجمع بين الطبيعة والعلاج. هذه المشاريع تُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة، مع تعزيز التنوع في المنتجات السياحية الأردنية.

في قطاع التكنولوجيا والابتكار، تولي الحكومة الأردنية اهتماما كبيرا لتعزيز الاقتصاد الرقمي وإحداث تحول نوعي في البنية التحتية الرقمية. من بين المشروعات البارزة، يأتي تطوير «منطقة عبد الله الثاني للابتكار»، التي تهدف إلى جذب الشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، وإنترنت الأشياء. هذه المنطقة تُشكل منصة للإبداع والبحث والتطوير، مما يسهم في تعزيز مكانة الأردن كوجهة إقليمية للتكنولوجيا والابتكار.

بالإضافة إلى ذلك، يشهد قطاع التعليم طفرة ملحوظة مع إطلاق مشروعات التعليم الرقمي التي تهدف إلى تحسين جودة التعليم وإعداد الطلاب لمتطلبات العصر الرقمي. تشمل هذه الجهود تطوير منصات تعلم إلكترونية حديثة وتحديث المناهج لتشمل المهارات التقنية اللازمة، مما يعزز من تنافسية الموارد البشرية الأردنية.

رغم التحديات التي تواجه تنفيذ هذه المشروعات، مثل محدودية التمويل وارتفاع الكثافة السكانية، يواصل الأردن العمل على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية لتأمين التمويل اللازم وتنفيذ المشروعات بكفاءة. تمثل هذه الجهود خطوات حاسمة نحو تحقيق التنمية المستدامة، حيث تجمع بين تحسين الخدمات الأساسية، خلق فرص عمل، وتعزيز مكانة المملكة على المستويين الإقليمي والدولي.

إن المشروعات الوطنية الكبرى ليست مجرد استثمارات في البنية التحتية، بل هي استثمار في المستقبل. إنها تعكس التزام الأردن برؤية تنموية طموحة تجمع بين الابتكار والاستدامة، مما يمهد الطريق لبناء اقتصاد قوي ومجتمع مزدهر قادر على مواجهة تحديات العصر بثقة واستقرار.

المصدر الغد

السرحان: تشكيل المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل خطوة استراتيجية

  • السرحان: تأسيس المجلس يعكس التزام القيادة الهاشمية ببناء منظومة رقمية متطورة قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية

ثمن رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بسام السرحان، التوجيهات الملكية التي بعث بها جلالة الملك عبد الله الثاني بشأن تشكيل المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، مؤكدا أهمية التكنولوجيا كعنصر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، ومواكبة التطورات العالمية في مجالات الابتكار والتقنيات الحديثة.

وقال السرحان إن تأسيس المجلس يعكس التزام القيادة الهاشمية ببناء منظومة رقمية متطورة قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية وتعزيز تنافسية الأردن على المستويين الإقليمي والعالمي حيث سيتولى المجلس تنفيذ مشاريع نوعية ذات أثر تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة وتحاكي المتطلبات المستقبلية.

كما أشاد بجهود جلالة الملك المستمرة لتعزيز مكانة الأردن على خارطة التطور الرقمي والإبداع التكنولوجي، مشيراً إلى أن متابعة سمو ولي العهد لهذا المجلس تمثل حافزاً نحو بناء مستقبل تقني واعد يقوده الشباب الأردني المتميز.

المصدر الغد

كلمات المرور Passwords مقابل مفاتيح المرور Passkeys البديل المستقبلي للتوثيق الآمن

 كلمات المرور  Passwords أصبحت مشكلة شائعة ومزعجة رغم انتشارها الواسع. البديل الأفضل الذي يبرز حاليًا هو تقنية مفاتيح المرور  Passkeys، التي تتجاوز بعض نقاط ضعف كلمات المرور وتوفر تجربة استخدام أكثر سهولة وأمانًا.

كلمات المرور ليست عملية، على الأقل إذا أردت استخدامها بشكل صحيح فيجب عدم استخدامها أكثر من مرة، ويجب أن تكون طويلة وعشوائية قدر الإمكان، كما لا ينبغي تدوينها على أوراق ملاحظات. قائمة الإرشادات والمحظورات طويلة. وبسبب هذا التعقيد، أصبحت كلمات المرور غير الآمنة وأساليب إدارة كلمات المرور غير الملائمة منتشرة بشكل مقلق.

كلمات المرور Passwords  التقليدية تُعد إشكالية، فهي تحتاج إلى أن تكون طويلة، عشوائية، وفريدة لتكون آمنة. لا يجب إعادة استخدامها أو تدوينها بشكل غير آمن. هذه المتطلبات تجعل إدارتها صعبة على المستخدمين، مما يؤدي إلى انتشار ممارسات ضعيفة مثل اختيار كلمات مرور  Passwords سهلة التخمين أو إعادة استخدامها عبر حسابات متعددة. المشكلة الأكبر أن حتى كلمات المرور القوية ليست منيعة تمامًا؛ يمكن سرقتها باستخدام برمجيات خبيثة أو عبر التصيد الاحتيالي، وقد يحدث تسرب للبيانات لدى مزودي الخدمات دون علم المستخدم.
الوعي والأمن:
تشير الدراسات إلى أن الكثير من الأشخاص يدركون كيفية التعامل الصحيح مع كلمات المرور، ولكن المشكلة تكمن في كون التدابير الأمنية غير عملية أحيانًا. لذلك، بدأت البدائل الأكثر سهولة في الاستخدام، مثل تقنيات مفاتيح المرور  Passkeys، تكتسب اهتمامًا كبيرًا.

على الجانب الآخر، تظهر مفاتيح المرور  Passkeys كحل مبتكر يتخطى هذه العيوب. تعتمد هذه التقنية على مفاتيح تشفير عامة وخاصة، حيث يُخزن المفتاح العام في الخدمة الإلكترونية، بينما يتم حفظ المفتاح الخاص بشكل آمن داخل الجهاز أو في السحابة. عملية التوثيق تتم من خلال إثبات المستخدم لملكيته للمفتاح الخاص عبر بصمة الإصبع أو مسح الوجه أو إدخال رمز PIN. هذا النظام يمنع بشكل كامل محاولات التصيد الاحتيالي ويعزز الأمان.

كيف تعمل Passkeys؟ بدلاً من استخدام كلمة مرور مشتركة، تعتمد مفاتيح المرور  Passkeys على أزواج مفاتيح تشفيرية: مفتاح عام يتم تخزينه على خادم الخدمة، ومفتاح خاص يُخزن بشكل آمن على جهازك. عند تسجيل الدخول، تُستخدم بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه أو رمز PIN للتحقق من ملكية المفتاح الخاص.

رغم الفوائد الكبيرة التي تقدمها مفاتيح المرور Passkeys، هناك تحديات تواجه انتشارها على نطاق واسع. أحد هذه التحديات هو أن العديد من الخدمات الإلكترونية ما تزال تعتمد على كلمات المرور Passwords  التقليدية، مما يحد من قدرة المستخدمين على الاعتماد الكامل على مفاتيح المرور Passkeys، بالإضافة إلى ذلك، استخدام السحابة لتخزين المفاتيح يوفر راحة كبيرة ولكنه يقلل من مستوى الأمان مقارنة بالتخزين المحلي. كما أن استخدام مفاتيح المرور  Passkeys يتطلب أجهزة حديثة تدعم التقنية، وهو ما قد يكون عائقًا أمام بعض المستخدمين.

مع ذلك، فالفوائد التي تقدمها مفاتيح المرور  Passkeys لا يمكن إنكارها. فهي توفر مستوى عالٍ جدًا من الأمان بفضل استخدامها للتشفير الثنائي، كما تجعل عملية التوثيق أكثر سهولة وراحة. بالإضافة إلى ذلك، التكامل مع الأنظمة الحديثة مثل ويندوز وأبل وأندرويد يعزز قابليتها للاستخدام على نطاق واسع.

منذ عام 2012، تعمل منظمة FIDO (Fast Identity Online) Alliance على تقليل الاعتماد على كلمات المرور Passwords  التقليدية. وتم إطلاق معايير FIDO2 عام 2018، ومع إعادة تسميتها إلى Passkeys في عام 2022، أصبحت أكثر شمولية وسهولة في الاستخدام، حيث تم دعمها من قبل أنظمة التشغيل ومتصفحات الإنترنت ومديري كلمات المرور. تبني شركات كبرى مثل Google وAmazon وPayPal لهذه التقنية يساهم بشكل كبير في دفعها نحو الأمام.

التحديات التي تواجه كلمات المرور التقليدية  Passwords ، مثل ضعف الأمان وسهولة التصيد، تجعلها غير كافية لحماية البيانات الرقمية. على الرغم من شمولية هذا النظام ودعمه الواسع، إلا أنه يتطلب من المستخدمين الالتزام بممارسات أمان صارمة يصعب تحقيقها بشكل مستمر.

في المقابل، تمثل مفاتيح المرور  Passkeys  مستقبل التوثيق الرقمي بفضل أمانها الفائق وتجربة الاستخدام السلسة. ورغم التحديات المرتبطة بدعم هذه التقنية والبنية التحتية اللازمة، إلا أنها تُعد حلاً ثوريًا يمكن أن يُحدث تحولًا جذريًا في أساليب تأمين الحسابات الرقمية. مع زيادة تبني هذه التقنية، تبدو نهاية كلمات المرور التقليدية أقرب من أي وقت مضى.

وبينما ما تزال كلمات المرور التقليدية  Passwords الخيار الأكثر انتشارًا، فإن التحديات المرتبطة بأمانها وإدارتها تُعزز الحاجة إلى تقنيات جديدة مثل مفاتيح المرور Passkeys. من الواضح أن مفاتيح المرور  Passkeys توفر بديلاً واعدًا يجمع بين سهولة الاستخدام والأمان العالي، ومع توسع استخدامها عبر الخدمات المختلفة، قد تصبح كلمات المرور التقليدية جزءًا من الماضي.

المصدر الغد

الملك يكلف رئيس الوزراء بتشكيل ورئاسة مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل

بعث جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الاثنين، رسالة إلى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، كلفه فيها بتشكيل ورئاسة مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل، وبمتابعة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.

ويهدف تشكيل المجلس إلى تعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة تكنولوجيّا تتمتع باقتصاد ومجتمع رقمي مزدهر، خصوصا في ظل التنافسية العالمية لتبني واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

ووفقا للرسالة الملكية، يُشكّل المجلس بعضوية من يختارهم رئيس الوزراء من أصحاب القدرة والكفاءة.

وفيما يلي نص الرسالة:

“دولة الأخ الدكتور جعفر حسان، حفظه الله،

رئيس الوزراء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

أبعث لك ولزملائك الوزراء أطيب التحيات، وخالص الأمنيات بالتوفيق في خدمة وطننا الغالي.

لطالما حرصنا على إيلاء القطاع الخدمي والتكنولوجي جل الاهتمام، لما له من أهمية تعود على المستوى المعيشي للمواطن الأردني، ولما فيه من أثر إيجابي على البيئة الاقتصادية والاستثمارية.

دولة الأخ،

يشهد العالم تطورا معرفيا كبيرا، إذ أصبحت الصناعات الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة جزءا لا يتجزأ من منظومة تطوير الاقتصاد والمجتمع، ولا بد لنا من مواكبة هذا التطور والبناء على ما أنجزناه في السنوات الماضية، وعليه فإننا ارتأينا تشكيل مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل برئاستكم وبمتابعة من ولي عهدنا الحسين “حفظه الله ورعاه”، هدفه تعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة تكنولوجيّا تتمتع باقتصاد ومجتمع رقمي مزدهر، خصوصا في ظل التنافسية العالمية لتبني واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

ونريد لهذا المجلس أن ينفذ مشاريع نوعية ذات أثر تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة وتحاكي المتطلبات المستقبلية، وأن يضع خارطة طريق واضحة مبنية على مؤشرات أداء قابلة للقياس، بالإضافة لدعم المشاريع الحالية للحكومة، بما فيها العمل على بناء القدرات الرقمية والتكنولوجية المتقدمة لدى الكوادر البشرية وتدعيم الشراكات والتعاون مع القطاع الخاص والجهات المعنية في هذا المجال.

دولة الأخ،

إننا نتطلع إلى عمل جاد ومؤثر لهذا المجلس، بما يخدم الأهداف التي نسعى لتحقيقها نحو تنمية مستدامة وبما يصب بمنعة وقوة اقتصاد أردننا الغالي، على أن تقوموا بما يلزم لتنفيذ هذه الرؤية واختيار أعضاء للمجلس من الذين عرفوا بقدرتهم وكفاءتهم.

سائلا المولى عز وجل أن يوفقكم ومن تختارون لما فيه الخير لوطننا وشعبنا الوفي المعطاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم

عبدالله الثاني ابن الحسين

عمان في 13 رجب 1446 هجرية

الموافق 13 كانون الثاني 2025 ميلادية “.

المصدر بترا

الحكومة تقترح مشروع مكتبة إلكترونية تدريبية لزيادة الشمول الرقمي

اقترحت الحكومة مؤخرا مشروعا حكوميا لزيادة الشمول الرقمي وإدماج أكبر عدد من الناس بالرقمنة واستخدام الخدمات الإلكترونية، يقوم على تصميم وتطوير منصة تدريب رقمية مستقلة تعنى بتوفير مواد تدريبية عبر الإنترنت حول التكنولوجيا الرقمية والمنصات والخدمات الرقمية لتعليم وتدرب الناس على الاستخدام في بلد يقدر فيه عدد مستخدمي الإنترنت بنحو 11 مليونا.

وقالت الحكومة، في مسودة سياسة الشمول الرقمي التي تسعى لإقرارها خلال المرحلة المقبلة، إن المشروع يشمل توفير التدريب بالأون لاين على التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية لا سيما الحكومية وبشكل يتناسب مع احتياجات كافة فئات المجتمع وخاصة كبار السن وذوي الإعاقة تحقيقا للشمول والعدالة الرقمية.

وأكدت الحكومة أن المشروع يأتي تحت محور التوعية ونشر الثقافة الرقمية والحماية في مسودة السياسة، التي حصلت الغد على نسخة منها، وقد حددت له مدة الزمنية المقدرة من 2025 وحتى 2028، حيث ستوكل مهمة التنفيذ إلى  وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، وأصحاب المصلحة من القطاع الخاص.

وقالت الحكومة إن الأهداف التفصيلية للمشروع تشمل نشر الوعي والثقافة الرقمية لدى كافة فئات المجتمع وتقديم الدعم والإرشاد حول استخدام المنصات والخدمات الحكومية الرقمية من خلال الأدلة التفاعلية ومقاطع الفيديو التوضيحية المراعية لاحتياجات ومتطلبات كافة فئات المجتمع وخصوصا الأشخاص ذوي الهمم وكبار السن.

ويهدف المشروع أيضا إلى إدماج كافة فئات المجتمع في العصر الرقمي وبناء ما يعرف بالمواطن الرقمي.

وعلاوة على هذا المشروع، وضمن محور يأتي تحت محور التوعية ونشر الثقافة الرقمية والحماية، أكدت الحكومة أنها ستعمل على عدة برامج ومشاريع بتعاون وتنسيق بين الجهات المعنية ومنها سعي الحكومة لتقديم الدعم والإرشاد حول استخدام المنصات والخدمات الحكومية الرقمية من خلال الأدلة التفاعلية ومقاطع الفيديو التوضيحية المراعية لاحتياجات ومتطلبات كافة فئات المجتمع وخصوصا الأشخاص ذوي الهمم وكبار السن.

وقالت الحكومة في مسودة السياسة إنها ستطلب من وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة ووزارة التخطيط والتعاون الدولي ضمان وضع خطة توعوية للخدمات الرقمية وتحفيز استخدامها والاستفادة منها ومن خلال وسائل الإعلام المرئي والمسموع وشبكات التواصل الاجتماعي من قبل كافة الجهات الحكومية قبل إطلاق الخدمات الرقمية لما له من أثر في تعزيز الشمول الرقمي في المملكة.

وأكدت أنها وضمن هذا المحور ستوجه المركز الوطني للأمن السيبراني ووزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وهيئة تنظيم قطاع الاتصالات لإعداد مبادئ توجيهية حول استخدام الأمن والسليم للإنترنت والمحتوى الرقمي من قبل الأطفال وطلبة المدارس ليكون مرجعا للأسر والطلبة والمعلمين القائمين على دور الرعاية لتوفير بيئة رقمية آمنة للأطفال.

وقالت إنها ضمن هذا المحور ستطلب من المجلس الوطني لشؤون الأسرة وبمشاركة كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية ومديرية الأمن العام (حماية الأسرة)، وبالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة مراجعة الإطار الوطني لحماية الأسرة من العنف ليشمل العنف الرقمي والتنمر والتهديد الإلكتروني وما يترتب عليه من اجراءات للحماية والمتابعة وإدماج تتبع ومعالجة حالات العنف الرقمي ضمن نظام التعامل مع حالات العنف الأسري المؤتمت والتوسع في تطبيقه واستدامته في كافة محافظات المملكة ولدى كافة الجهات المعنية بحالات العنف الأسري.

المصدر الغد

قطاعات التكنولوجيا: بوابة التحول من النمو إلى التنمية

 في عالم يتسارع نحو التكنولوجيا والابتكار، أصبحت الدول التي تراهن على القطاعات التكنولوجية الأكثر قدرة على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتحول من مرحلة النمو إلى مرحلة التنمية الشاملة. الأردن، بقيادة حكومة جعفر حسان، أدرك هذه الحقيقة مبكراً، ووضع قطاعات التكنولوجيا في صلب رؤية التحديث الاقتصادي، التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد الأردني إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. هذه الرؤية ليست مجرد خطة طموحة، بل هي ضرورة حتمية في ظل التغيرات العالمية السريعة التي تشهدها الأسواق الدولية.

تشير التوقعات العالمية إلى أن القطاعات التكنولوجية ستكون المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي خلال العقود المقبلة. فوفقاً لدراسات حديثة (معهد ماكينزي العالمي)، فإن 18 مجالاً تكنولوجياً رئيسياً، مثل الذكاء الاصطناعي، والخدمات السحابية، والأمن السيبراني، ستولد إيرادات تتراوح بين 29 و48 تريليون دولار بحلول العام 2040. هذه الأرقام الضخمة تعكس حجم الفرص التي يمكن أن تستفيد منها الدول التي تستثمر في هذه القطاعات.
الأردن، حيث يعتمد الاقتصاد بشكل كبير على القطاعات التقليدية مثل السياحة والصناعة، أصبح من الضروري تنويع مصادر الدخل والتركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية. فقطاعات التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، والخدمات السحابية، والأمن السيبراني، توفر فرصاً هائلة لخلق وظائف جديدة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز الصادرات.
فالذكاء الاصطناعي يعد مستقبل الصناعات؛ حيث يعد أحد أسرع القطاعات نمواً على مستوى العالم، حيث يتوقع أن يصل معدل النمو السنوي المركب لهذا القطاع إلى 17-25 % خلال السنوات المقبلة. هذا النمو السريع يعكس الحاجة المتزايدة إلى حلول ذكية تعتمد على تحليل البيانات والأتمتة في مختلف الصناعات. في الأردن، من الممكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتحسين الكفاءة في القطاعات الحيوية مثل الصحة، والتعليم، والزراعة.

أما فيما يتعلق بخدمات السحابية فهي العمود الفقري للتحول الرقمي، حيث توفر البنية التحتية اللازمة لتخزين البيانات وإدارتها بشكل آمن وفعال. مع معدل نمو سنوي مركب يتراوح بين
12-17 %، أصبحت الخدمات السحابية من أكثر القطاعات الجاذبة للاستثمار. في الأردن، يمكن أن تلعب هذه الخدمات دوراً محورياً في تعزيز البنية التحتية الرقمية، ودعم الشركات الناشئة، وتحسين خدمات الحكومة الإلكترونية.

فمن خلال الاستثمار في الخدمات السحابية، يمكن للأردن أن يصبح مركزاً إقليمياً لتقديم هذه الخدمات، خاصة مع وجود بنية تحتية اتصالات قوية ومجتمع تقني متنامٍ. هذا الأمر سيسهم في جذب الشركات العالمية التي تبحث عن مواقع استراتيجية لتوسيع عملياتها في المنطقة.

وبالنظر الى قطاع الأمن السيبراني، فهو يعد الأساس لحماية المستقبل الرقمي، فمع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، أصبحت الحاجة إلى الأمن السيبراني أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. ويتوقع أن ينمو قطاع الأمن السيبراني بمعدل سنوي مركب يتراوح بين 8-12 %، مع هوامش ربح عالية تصل إلى 15-20 %. في الأردن، يمكن أن يكون هذا القطاع مصدراً رئيسياً للدخل، خاصة مع وجود كفاءات محلية قادرة على تطوير حلول أمنية متقدمة.

من خلال تعزيز الأمن السيبراني، يمكن للأردن أن يحمي بنيته التحتية الرقمية، ويجذب الاستثمارات الأجنبية التي تبحث عن بيئة آمنة لتوسيع أعمالها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يصبح الأردن مركزاً إقليمياً لتدريب الكوادر في مجال الأمن السيبراني، مما يعزز من مكانته كدولة رائدة في هذا المجال.

وفي إطار رؤية التحديث الاقتصادي التي تبنتها حكومة جعفر حسان، لا تقتصر الفرص على قطاعات الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية والأمن السيبراني فحسب، بل تمتد لتشمل مجموعة واسعة من القطاعات التكنولوجية التي يمكن أن تسهم في تحويل الاقتصاد الأردني إلى اقتصاد معرفي قائم على الابتكار فالتجارة الإلكترونية من أسرع القطاعات نمواً على مستوى العالم؛ حيث يتوقع أن ينمو هذا القطاع بمعدل سنوي مركب يتراوح بين 7-9 %. في الأردن، يمكن أن تكون التجارة الإلكترونية أداة قوية لتعزيز الصادرات، خاصة في ظل وجود قاعدة صناعية وتجارية قوية. ومن خلال تطوير منصات تجارية محلية وتعزيز البنية التحتية اللوجستية، يمكن للأردن أن يصبح مركزاً إقليمياً للتجارة الإلكترونية.

ومن الفرص التي يتيحها هذا القطاع تعزيز صادرات المنتجات المحلية إلى الأسواق العالمية وخلق فرص عمل في مجالات التسويق الرقمي وإدارة المنصات الإلكترونية.

أما خدمات بث الفيديو، فمع تزايد الاعتماد على المحتوى الرقمي، أصبحت من أكثر القطاعات نمواً؛ حيث يتوقع أن ينمو هذا القطاع بمعدل سنوي مركب يتراوح بين 6-11 %. في الأردن، يمكن أن يكون هذا القطاع فرصة لتعزيز صناعة الإعلام والترفيه، خاصة مع وجود كفاءات محلية في مجال الإنتاج الإعلامي.

أما القطاع الأكثر ربحية، فهو ألعاب الفيديو التي تعد صناعة مليارية؛ فألعاب الفيديو من أكثر الصناعات ربحية على مستوى العالم؛ حيث يتوقع أن ينمو هذا القطاع بمعدل سنوي مركب يتراوح بين 5-8 %. في الأردن، يمكن أن يكون هذا القطاع فرصة لتعزيز صناعة البرمجيات وتطوير المواهب المحلية في مجال تصميم الألعاب.

إلا أن هذا القطاع يواجه تحديات كالحاجة إلى تطوير مهارات البرمجة والتصميم، وضرورة جذب الاستثمارات في مجال تطوير الألعاب. ومع ذلك، فهو يقدم العديد من الفرص كتعزيز صناعة البرمجيات المحلية وتصدير الألعاب المحلية إلى الأسواق العالمية.

في ظل التغيرات العالمية السريعة، أصبحت التكنولوجيا المفتاح لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتحول من النمو إلى التنمية. الأردن لديه الفرصة ليكون لاعباً رئيسياً في هذا التحول من خلال التركيز على القطاعات التكنولوجية الواعدة. فمن خلال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، والخدمات السحابية، والأمن السيبراني، والطاقة المتجددة، يمكن للأردن أن يبني اقتصاداً قائماً على المعرفة، ويخلق فرص عمل جديدة، ويحقق التنمية الشاملة التي تنشدها رؤية التحديث الاقتصادي.

المصدر الغد

“تجارة الأردن”: قطاع تكنولوجيا المعلومات محرك أساسي للاقتصاد

عبر ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن المهندس هيثم الرواجبة، عن الاهتمام الملكي في دعم المستمر للقطاع، باعتباره محركا أساسيا للنمو الاقتصادي.

وحث جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال ترؤسه جانبا من جلسة مجلس الوزراء، امس الثلاثاء، الحكومة على تركيز الاهتمام بقطاع التكنولوجيا لدوره كمحرك أساسي للاقتصاد وإسهامه في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وقال الرواجبة، في بيان اليوم الأربعاء، إن جلالة الملك، يؤكد دائما أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كونه قطاعا حيويا ودافعا للنمو والتقدم الاقتصادي، مبينا أن القطاع يعد جزءا أساسيا وركيزة للأمن الوطني للمملكة، مشددا على مواصلة البناء على ما حققته المملكة في القطاع ومواكبة آخر التطورات العالمية للحفاظ على تنافسية في توظيف الكفاءات الشابة.
وأكد أن القطاع يحظى بدعم واهتمام من جلالته، ما شكل دافعا للشركات العاملة فيه للتوسع والنمو محليا وتصدير الكثير من خدماتها في مجال البرمجيات إلى العديد من الدول العربية والأجنبية، ما وفر آلاف فرص العمل للأردنيين.

وقال إن قطاع تكنولوجيا المعلومات حقق خلال السنوات الأخيرة تطورات نوعية، مشيرا إلى أن المملكة أصبحت مركزا إقليميا للخدمات التقنية المتخصصة وبيئة خصبة لريادة الأعمال والابتكار، مشيرا إلى بعض النجاحات البارزة مثل تطوير حلول تقنية متميزة في مجالات الحكومة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني والتجارة الرقمية، والتي لاقت قبولًا واسعًا على المستويين الإقليمي والعالمي.
ونوه بأن القطاع يتمتع بالعديد من الركائز التي تجعله قطاعا يمتلك فرصا كبيرة في النمو والازدهار، وهي: بنية تحتية رقمية متينة ومتطورة، موارد بشرية مؤهلة قادرة على التنافس عالميًا، مجموعة من القوانين والتشريعات التي تشتمل على الكثير من الحوافز الضريبية.

وأشار إلى أن الأردن يراهن اليوم كثيرا على القطاع، الذي ينمو سنويا، في توفير المزيد من فرص العمل للشباب ودعم الاقتصاد الوطني بالتحول إلى الاقتصاد الرقمي، وهو ما أكدته رؤية التحديث الاقتصادي، موضحا أن المملكة نجحت في تطوير القطاع بتنافسية عالية، ما مكنها من استقطاب كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، إلى جانب تمتع المملكة بثقافة متقدمة في ريادة الأعمال.

واستذكر ما أكده جلالة الملك في كتاب التكليف السامي لرئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، أن “الأردن شكل نموذجًا متقدمًا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكان رياديا وسباقا في هذا المجال منذ مطلع هذا القرن، ونتطلع للبناء على ذلك لتصبح المملكة مركزا إقليميا لخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الأمر الذي يتطلب استقطاب شركات التكنولوجيا العالمية ودعم الرياديين والشركات المحلية التي أثبتت حضورها على مستوى الإقليم”.

وأكد أن قطاع تكنولوجيا المعلومات يمتلك الكفاءات البشرية المؤهلة والقدرة التنافسية العالية، ما يؤهله للعب دور أكبر في دعم خطط التحول الرقمي لدول الخليج العربي، وتعزيز مكانة المملكة كمصدر موثوق للحلول التقنية المبتكرة، مشيرا إلى أن المملكة تشهد خطوات متسارعة وملموسة على أرض الواقع لجهة تسريع عمليات التحول الرقمي التي تعتبر محركا رئيسا للتنمية، وتسهيل إنجاز المعاملات الرسمية والتخفيف عن المواطنين ورفع سوية الخدمات.

ودعا الرواجبة، إلى بذل المزيد من الجهود لتصبح المملكة مركزا إقليميا لخدمات القطاع، وهو ما تضمنته رؤية التحديث الاقتصادي، ما يتطلب دعم المستثمرين المحليين والشركات والمؤسسات العاملة في القطاع، واستقطاب المزيد من الشركات العالمية للعمل من خلال الأردن.

المصدر (بترا)

اتجاهات التكنولوجيا 2025: فرصة الأردن لتعزيز دوره الاقتصادي والتقني في الشرق الأوسط

تقرير “اتجاهات التكنولوجيا 2025” – Tech Trends 2025 – من Deloitte يقدم نظرة شاملة على التحولات المستقبلية التي تقودها التكنولوجيا، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي – Artificial Intelligence –  باعتباره المحرك الأساسي. التقرير يعرض ستة اتجاهات رئيسية تشكل المستقبل الرقمي، وتشمل: المعلومات، التفاعل، الحوسبة، التحديث الأساسي، الأمن والثقة، وأعمال التكنولوجيا، مع التركيز على كيفية تأثير هذه الاتجاهات على الشركات والحكومات والمجتمع ككل.

يتناول التقرير أولاً الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence، الذي أصبح عنصراً مركزياً في حياتنا اليومية. تطور الذكاء الاصطناعي ليصبح أكثر من مجرد أداة تحليلية أو نظام دعم قرار، حيث يتغلغل في كل جانب من جوانب التكنولوجيا. يشير التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون بمثابة بنية تحتية غير مرئية، مماثلة للكهرباء أو بروتوكولات الإنترنت، مما يعزز الكفاءة والتخصيص في العمليات اليومية.

الاتجاه الثاني يتمثل في الحوسبة السحابية، التي تجمع بين العالمين الرقمي والمادي. تتيح هذه التقنية طرقاً أكثر تفاعلاً وطبيعية للتعامل مع البيانات، مع تطبيقات تمتد من الرعاية الصحية إلى التصنيع والترفيه. من خلال الاعتماد على التوائم الرقمية والواقع المعزز، يمكن للشركات محاكاة العمليات وتحليل السيناريوهات المختلفة بشكل دقيق. الحوسبة السحابية ليست فقط تطوراً في التفاعل الرقمي، بل هي خطوة نحو تعزيز التكامل بين البيانات والنظم المختلفة.

فيما يخص مستقبل الذكاء الاصطناعي، يشير التقرير إلى تحول كبير نحو استخدام نماذج صغيرة ومتخصصة بدلاً من النماذج الكبيرة والعامة. هذه النماذج الأصغر توفر كفاءة أعلى وتلبية أفضل للاحتياجات المحددة للشركات. بالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى ظهور الذكاء الاصطناعي “الوكيل”  – Artificial Intelligence (AI) Agent -، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه تنفيذ المهام بشكل مستقل بناءً على الأهداف المحددة، مما يعزز الأتمتة الذكية.

يركز التقرير أيضاً على دور الأجهزة المتقدمة في دعم الحوسبة المستقبلية. مع تعقيد النماذج وتحليل البيانات، أصبحت الحاجة إلى وحدات معالجة متقدمة، مثل وحدات معالجة الرسومات GPUs – Graphics Processing Units ووحدات المعالجة العصبية NPUs – Neural Processing Units، أمراً ضرورياً. ومع ذلك، تواجه الشركات تحديات كبيرة فيما يتعلق بارتفاع استهلاك الطاقة، مما يستدعي البحث عن مصادر طاقة مستدامة لتلبية متطلبات البنية التحتية التقنية.

في مجال الأمن السيبراني، يعكس التقرير القلق المتزايد بشأن التهديدات التي تمثلها الحوسبة الكمية   Quantum computing. يتطلب التشفير التقليدي تحديثاً جذرياً لتجنب الاختراقات المحتملة. يشدد التقرير على أهمية التكيف مع التشفير بعد الكمية Post Quantum Encryption كوسيلة لضمان أمن البيانات الحساسة. الأمن السيبراني لم يعد مجرد قضية تقنية، بل هو عامل أساسي لبناء الثقة في العمليات الرقمية.

أما فيما يتعلق بالتحديث الأساسي، فيبرز التقرير أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة الأساسية للشركات. من خلال هذا الدمج، تصبح الأنظمة أكثر ذكاءً وقدرة على التنبؤ بالاحتياجات المستقبلية. لكن تحقيق هذا التحديث يتطلب استثمارات استراتيجية وتحسين التكامل بين الأنظمة المختلفة. بناء الحوكمة القوية هو عامل حاسم في تحقيق هذه التحولات بنجاح.

الاستنتاج الذي يقدمه التقرير هو أن التقاطع بين التقنيات هو المحرك الأساسي للابتكار في السنوات المقبلة. الجمع بين تقنيات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي – Artificial Intelligence – والحوسبة الكمية – Quantum computing – يمكن أن يؤدي إلى تحقيق قفزات كبيرة في الإنتاجية وفتح فرص جديدة للنمو. ومع ذلك، يتطلب هذا التحول قيادة شجاعة وقدرة على الابتكار المستمر.

بالنسبة للشركات، يوصي التقرير بالتركيز على الاستثمار في البيانات عالية الجودة كأساس لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي فعالة. كما يشدد على أهمية التركيز على الاستدامة وتقليل استهلاك الطاقة، خاصة في ظل تزايد الطلب على البنية التحتية التقنية. تعزيز الأمن السيبراني ليس فقط للتعامل مع التهديدات الحالية، بل أيضاً للتحضير للتحديات المستقبلية مثل الحوسبة الكمية. وأخيراً، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كعامل تمكيني يمكنه تعزيز الكفاءة والابتكار بدلاً من اعتباره مجرد أداة تقنية.

بشكل عام، يرسم التقرير صورة مستقبلية حيث يصبح الذكاء الاصطناعي والنظم المتقدمة الركيزتين الأساسيتين للابتكار والتقدم. مع استمرار التحديات، مثل استهلاك الطاقة والأمن السيبراني، يبقى التركيز على الحلول المستدامة والابتكار المستمر المفتاح للنجاح في عالم رقمي دائم التغير.

ويؤكد التقرير تعزيز دور الأردن في الشرق الأوسط من خلال التكنولوجيا في ضوء يتمتع بموقع استراتيجي في الشرق الأوسط، مما يجعله مؤهلاً للاستفادة من الاتجاهات التكنولوجية الستة لتحسين الاقتصاد والبنية التحتية الرقمية وتعزيز دوره الإقليمي. الأردن يمكن أن يستثمر في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتطوير الخدمات الحكومية وتحسين القطاعات مثل الصحة والزراعة. إنشاء مراكز بيانات محلية وجذب الشركات العالمية يمكن أن يعززا الاقتصاد ويوفرا فرص عمل جديدة.

تقنيات الحوسبة الفضائية – Cloud Computing – والواقع المعزز يمكن أن تعزز التطور الرقمي، وتساعد في التخطيط وتحسين البنية التحتية. الاستثمار في هذه المجالات سيجذب الشركات الناشئة ويعزز الابتكار. تعزيز البنية التحتية للحوسبة السحابية والطاقة المتجددة لدعم مراكز البيانات سيخفض التكاليف التشغيلية. دعم تصنيع الأجهزة التكنولوجية محليًا سيخلق فرص عمل ويزيد من القدرة التنافسية للأردن.

الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحدث تحولًا كبيرًا في الأنظمة الحكومية والخدمات العامة، مما يحسن الكفاءة ويقلل التكاليف. يمكن أن يدعم أيضًا الشركات المحلية في التحول الرقمي وزيادة إنتاجيتها. بناء قدرات قوية في الأمن السيبراني أمر حيوي لحماية البيانات الوطنية وتعزيز ثقة المستثمرين. يمكن للأردن أن يصبح مركزًا إقليميًا للأمن السيبراني من خلال توفير خدمات التشفير والحماية لدول الجوار.

تشجيع ريادة الأعمال التكنولوجية وجذب الاستثمارات الأجنبية سيسهمان في تحويل الأردن إلى مركز للابتكار التكنولوجي. إنشاء حاضنات ومسرعات أعمال يدعم الشركات الناشئة ويحفز النمو الاقتصادي.

الأردن قادر على تعزيز موقعه الإقليمي من خلال تبني هذه الاتجاهات التكنولوجية. الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، الحوسبة المتقدمة، وريادة الأعمال التكنولوجية يمكن أن يحسن الاقتصاد الوطني، يخلق فرص عمل، ويعزز الدور الأردني في المنطقة. تحقيق ذلك يتطلب شراكة بين القطاعين العام والخاص واستراتيجيات واضحة لتطوير البنية التحتية الرقمية ودعم الكفاءات المحلية.

الضوابط القانونية للأمن السيبراني في الأردن

الأمن السيبراني بات من القضايا المحورية في العصر الرقمي، حيث أصبحت الشركات والمؤسسات عرضة لمخاطر يومية نتيجة التطورات التكنولوجية السريعة. وفي الأردن، يعد الأمن السيبراني جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات الحوكمة وحماية البيانات، إذ ترتكز الأنظمة الأردنية على ضمان حماية الأصول الرقمية والبيانات الشخصية للمواطنين.

وتسعى القوانين الأردنية إلى توفير بيئة رقمية آمنة من خلال عدد من التشريعات والإجراءات التي تركز على الجوانب الرئيسية في ضمان حماية الأصول الرقمية؛ فالمركز الوطني للأمن السيبراني في الأردن يلعب دوراً محورياً في تنظيم وضمان بيئة رقمية آمنة من خلال إصدار أنظمة وتعليمات تُلزم الشركات والمؤسسات بتطبيق معايير الأمن السيبراني. ومن أهم التوجيهات التي أصدرها المركز في هذا المجال سياسات الأمن السيبراني.

فالمركز الوطني للأمن السيبراني يشدد على ضرورة أن تقوم الشركات والمؤسسات الأردنية بتطوير سياسات أمن سيبراني شاملة تغطي جميع العمليات الرقمية، ويجب أن تتضمن السياسات خططاً لإدارة الأصول الرقمية، تصنيف البيانات الحساسة، وإجراءات لحماية الأنظمة من الهجمات الإلكترونية.

ومن أهم الإجراءات التي يجب أن تكون موضع التنفيذ؛ تحديد الأدوار والمسؤوليات للموظفين بوضوح لضمان التزام الجميع بتطبيق السياسات، وكذلك توعية الموظفين من خلال برامج تدريبية دورية حول أفضل الممارسات الأمنية، مثل التعامل مع البريد الإلكتروني المريب والحفاظ على كلمات المرور الآمنة، والتأكد من تحديث السياسات بشكل دوري لتواكب التغيرات التكنولوجية والتهديدات المستجدة.
ويطلب المركز من المؤسسات الامتثال لقانون الجرائم الإلكترونية الأردني رقم (27) لسنة 2015، الذي يتضمن أحكاماً لمعاقبة أي تجاوزات إلكترونية. أما المؤسسات التي تتعامل مع بيانات خارجية، فهي مطالبة بتطبيق معايير، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) لضمان حماية البيانات وفق المعايير العالمية. ومن أهم الإجراءات تعيين موظف مختص بحماية البيانات (DPO) لضمان الامتثال لجميع القوانين ذات الصلة.
ويشدد المركز على توقيع اتفاقيات مستوى الخدمة (SLAs) مع الأطراف الثالثة، مثل مزودي الخدمات التقنية لضمان التزامهم بمعايير الأمن السيبراني.
يجب أن تتضمن الاتفاقيات بنوداً تتعلق بسرية المعلومات وحمايتها من أي استخدام غير مصرح به. ولا بد من تضمين بنود قانونية تفرض غرامات على أي خرق لبيانات العملاء من قبل الأطراف الثالثة. والتحقق من أن مزودي الخدمات لديهم سياسات أمان متقدمة لحماية البيانات.
ويلزم المركز المؤسسات بوضع خطط استجابة للحوادث السيبرانية لتقليل آثار الهجمات الإلكترونية. ويجب أن تتضمن الخطة إجراءات للإبلاغ الفوري عن الحوادث إلى المركز الوطني للأمن السيبراني. ولا بد من تشكيل فريق مختص بإدارة الحوادث السيبرانية داخل المؤسسة، ووضع إجراءات للتعامل مع الحوادث، تشمل عزل الأنظمة المصابة، وتحليل سبب الخرق، واستعادة البيانات. ويتطلب المركز من المؤسسات إجراء تقييم دوري للمخاطر السيبرانية لتحديد الثغرات الأمنية واتخاذ الإجراءات المناسبة لتقليلها.
ومن الضروري إجراء اختبارات اختراق دورية لتحديد نقاط الضعف في الأنظمة، وتحليل البيانات المتعلقة بالهجمات السابقة لتوقع التهديدات المستقبلية. ويؤكد المركز ضرورة جمع ومعالجة البيانات الشخصية وفقاً للقوانين، مع الحصول على موافقة صريحة من الأفراد قبل استخدام بياناتهم. ويجب على المؤسسات حماية البيانات باستخدام تقنيات مثل التشفير وضمان عدم الوصول غير المصرح به.
ومن الأهمية بمكان إنشاء سياسات خصوصية واضحة ومعلنة للعملاء توضح كيفية جمع واستخدام البيانات، واستخدام تقنيات التشفير لحماية البيانات أثناء النقل والتخزين.
ومن خلال الامتثال لهذه التعليمات وتطبيق أفضل الممارسات، يمكن للمؤسسات الأردنية حماية بياناتها وتعزيز ثقة العملاء في البيئة الرقمية المتنامية.
الا أنه رغم الجهود المبذولة، يواجه الأردن عدداً من التحديات في مجال الأمن السيبراني؛ فرغم وجود قوانين مثل قانون الجرائم الإلكترونية، إلا أن هناك حاجة لتشريعات أكثر تخصصاً تعنى بتعقيدات الأمن السيبراني.  كما يعاني المجتمع الأردني من ضعف في الوعي بالمخاطر السيبرانية وأهمية حماية البيانات الشخصية. وتواجه العديد من المؤسسات صعوبات في تحديث أنظمتها لتواكب المعايير الأمنية الحديثة.
ولتعزيز الأمن السيبراني ومواكبة التغيرات التكنولوجية، يتعين على الأردن اتخاذ خطوات ضرورية، من أهمها تطوير التشريعات، من خلال سن قوانين متخصصة للأمن السيبراني تتناول الجوانب التقنية والقانونية، وإدخال نصوص واضحة حول المسؤوليات القانونية للشركات في حالة خرق البيانات.
ولا بد من تعزيز البنية التحتية من خلال تحديث الأنظمة التقنية والشبكات لضمان توافقها مع المعايير الأمنية الدولية، وتعزيز الاستثمار في التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين رصد الهجمات السيبرانية.
كما يعد تقديم برامج تدريب مستمرة للموظفين في القطاعين العام والخاص من أفضل الممارسات الأمنية. فمن خلال إنشاء مراكز تدريب متخصصة لتأهيل خبراء في مجال الأمن السيبراني. ولا بد من دعم الشركات الناشئة التي تقدم حلولاً مبتكرة للأمن السيبراني وتوفير حوافز مالية للشركات التي تستثمر في تحسين بنيتها التحتية الأمنية.
إن الأمن السيبراني ليس خياراً بل ضرورة استراتيجية لضمان استقرار الاقتصاد والمجتمع في العصر الرقمي. فالأردن يحتاج إلى تبني نهج شامل يوازن بين تعزيز التشريعات، تحديث البنية التحتية، وزيادة الوعي المجتمعي. من خلال هذه الجهود، يمكن للأردن أن يصبح نموذجاً يحتذى به في مجال الأمن السيبراني على مستوى المنطقة.

المصدر الغد