كيف يدعم قانون الذكاء الاصطناعي مستقبل الابتكار والاقتصاد الرقمي في الأردن؟

مشروع “ستارغيت”، الذي أُعلن عنه في 21 يناير 2025، هو مبادرة جديدة تهدف إلى استثمار 500 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة لتطوير بنية تحتية حديثة للذكاء الاصطناعي لصالح OpenAI في الولايات المتحدة. يبدأ المشروع بضخ 100 مليار دولار بشكل فوري. يسعى هذا الاستثمار إلى تعزيز ريادة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحقيق فوائد اقتصادية هائلة على مستوى العالم. الممولون الأساسيون للمشروع هم SoftBank وOpenAI وOracle وMGX، حيث ستكون SoftBank الشريك المالي الرئيسي، في حين ستتولى OpenAI المسؤولية التشغيلية.
يشمل المشروع أيضًا شركاء تكنولوجيين رئيسيين مثلArm، Microsoft، NVIDIA، Oracle  وOpenAI. يمثل هذا المشروع خطوة مفصلية نحو تطوير الذكاء الاصطناعي العام  AGI  لخدمة البشرية، مع تمكين المبدعين من الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي للارتقاء بجودة الحياة وتحقيق فوائد مستدامة على المدى الطويل.

يعد قانون الذكاء الاصطناعي EU AI Act  الجديد الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي خطوة مهمة لتنظيم تطوير وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي. يهدف القانون إلى وضع قواعد واضحة تضمن استخدام التكنولوجيا بشكل آمن ومسؤول مع تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية حقوق الإنسان. ولكنه يفرض أيضًا تحديات كبيرة على المؤسسات، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها. القانون الجديد يُلزم المؤسسات التي تطور أو تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي بالامتثال لمجموعة من المعايير والمتطلبات. يركز القانون بشكل خاص على الأنظمة “عالية المخاطر”، التي تشمل التطبيقات التي يمكن أن تؤثر على الصحة، السلامة، أو الحقوق الأساسية للأفراد. ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ بعض الأحكام الصارمة للقانون اعتبارًا من أغسطس 2026.

التحديات التي تواجه المؤسسات
لكن أحد التحديات الكبيرة هو تصنيف الأنظمة التقنية عالية المخاطر. تتطلب اللائحة من المؤسسات تحديد المخاطر المرتبطة بأنظمتها بشكل دقيق، مع ضمان أن البيانات المستخدمة في تدريب هذه الأنظمة خالية من الأخطاء بقدر الإمكان. هذه المتطلبات ضرورية لضمان عمل الأنظمة بطريقة آمنة ومسؤولة. القانون الجديد يطرح مجموعة من التحديات المهمة، من أبرزها إدارة المخاطر، حيث يتطلب تطوير أنظمة قادرة على تحديد المخاطر المحتملة وتحليلها والحد من تأثيرها. كما يستدعي تعزيز الشفافية من خلال تقديم وثائق واضحة تشرح كيفية عمل الأنظمة وتأثيرها على المستخدمين. يتضمن ذلك أيضًا تصنيف الأنظمة كعالية المخاطر، وهي عملية تحتاج إلى دراسات دقيقة لضمان الامتثال لمتطلبات القانون. بالإضافة إلى ذلك، تبرز حماية البيانات كأحد التحديات الأساسية، حيث يجب تأمين البيانات المستخدمة في تدريب الأنظمة وضمان تمثيلها ومناسبتها للغرض المطلوب.
كيف يمكن أن تساعد ISO 42001؟
تأتي المواصفة الدولية ISO 42001 كأداة مساعدة مهمة للمؤسسات التي تسعى لتحقيق الامتثال لقانون الذكاء الاصطناعي. تقدم هذه المواصفة إطارًا شاملًا لإدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، مع التركيز على الحوكمة، الشفافية، وإدارة الجودة. فوائد ISO 42001 متعددة وتشمل إدارة المخاطر بفعالية من خلال مساعدة المؤسسات على تحديد المخاطر المرتبطة بأنظمتها وتقليلها باستخدام أدوات وتقنيات متقدمة. كما تعزز الشفافية من خلال توفير توثيق واضح للعمليات والنتائج، مما يزيد من ثقة العملاء وأصحاب المصلحة. بالإضافة إلى ذلك، تسهم المواصفة في تحسين الجودة عبر توفير إطار لإدارة البيانات وضمان توافق الأنظمة مع متطلبات الأداء. وتساعد أيضًا المؤسسات على التكيف مع القوانين المتعلقة بالذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى إعادة تصميم الأنظمة بشكل كامل.
الشفافية ودورها في تعزيز الثقة
تشكل الشفافية أحد العناصر الرئيسية لقانون الذكاء الاصطناعي. تطلب المادة 13 من القانون تقديم معلومات واضحة حول كيفية عمل الأنظمة وتأثيرها. كما يجب على المؤسسات توفير أدلة تشغيلية تتضمن تفاصيل مثل اسم المزود، والغرض من النظام، والمخاطر المحتملة. هذه المتطلبات تهدف إلى تمكين المستخدمين والمشغلين من فهم كيفية عمل الأنظمة والتدخل عند الحاجة. كما تشجع الشفافية المؤسسات على تحسين ممارساتها وضمان التزامها بأعلى المعايير الأخلاقية.
إدارة الجودة ودورها في الامتثال
تشمل المواصفة ISO 42001 معايير صارمة لإدارة الجودة، بما في ذلك ضمان دقة البيانات المستخدمة في تدريب الأنظمة وكونها ممثلة للواقع. تركز المواصفة أيضًا على توثيق العمليات لضمان توافق الأنظمة مع المعايير الدولية. الامتثال لقانون الذكاء الاصطناعي ليس مجرد خيار بل ضرورة، إذ يساهم في تجنب عقوبات مالية قد تصل إلى ملايين الدولارات. علاوة على ذلك، يعزز الامتثال سمعة المؤسسات ويبني ثقة العملاء، وهو أمر بالغ الأهمية في عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا. الثقة أصبحت اليوم عاملًا حاسمًا لنجاح واستدامة المؤسسات.
كيف يمكن للمؤسسات التحضير؟
لتحقيق الامتثال، يمكن للمؤسسات اتخاذ خطوات عملية للتحضير. أولاً، يمكنها ااعتماد المواصفات الدولية مثل ISO 42001، التي تساهم في إنشاء نظام إدارة متكامل يدعم الامتثال للقوانين. ثانياً، يجب على المؤسسات إجراء تقييم شامل للمخاطر المرتبطة بأنظمة الذكاء الاصطناعي لتحديد النقاط الحرجة ومعالجتها بفعالية. ثالثاً، من الضروري تحسين الشفافية من خلال توفير وثائق واضحة وشاملة تشرح كيفية عمل الأنظمة وتأثيرها. وأخيراً، ينبغي التركيز على تدريب الموظفين وتأهيلهم لفهم متطلبات القانون وضمان تطبيقها بشكل دقيق وفعال.
رسالة للمؤسسات
يعد قانون الذكاء الاصطناعي خطوة مهمة نحو تنظيم استخدام التكنولوجيا وضمان سلامتها. ولكنه يتطلب من المؤسسات العمل بجدية لتحقيق الامتثال. من خلال تبني مواصفات مثل ISO 42001، يمكن للمؤسسات أن تضمن ليس فقط الامتثال، ولكن أيضًا تعزيز الابتكار بطريقة مسؤولة ومستدامة. في النهاية، يمثل قانون الذكاء الاصطناعي فرصة للمؤسسات لتطوير ممارسات أفضل في إدارة التكنولوجيا. ومع وجود مواصفات دولية مثل ISO 42001، يمكن للمؤسسات تحقيق التوازن بين الامتثال والابتكار، مما يعزز قدرتها على التنافس في سوق عالمي يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي.
تعزيز مكانة الأردن الرقمية
يمكن للأردن أن يستفيد بشكل كبير من قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي والمواصفة ISO 42001 لتعزيز الابتكار الرقمي ومكانته الإقليمية والدولية. تقدم هذه الأطر نهجًا متكاملاً لتنظيم تطوير الأنظمة الذكية مع التركيز على الحوكمة، الشفافية، وإدارة المخاطر والجودة، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويبني الثقة مع الشركاء الدوليين. تكليف جلالة الملك عبدالله الثاني بتشكيل مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل وبمتابعة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، يمثل خطوة محورية لوضع سياسات موحدة تدعم الابتكار وتساعد في جذب الاستثمارات التقنية. بفضل هذه الجهود، يمكن للأردن التحول إلى مركز إقليمي للتميز الرقمي في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والتكنولوجيا المالية. إضافة إلى ذلك، تدريب الكفاءات المحلية وربط التعليم الأكاديمي بسوق العمل يعزز اقتصادًا رقميًا مستدامًا. مع تبني تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، يمكن للأردن تحسين جودة الحياة للمواطنين وتعزيز تنافسيته في الأسواق العالمية.
المصدر الغد

الذكاء الاصطناعي والتمكين الوطني

تتصاعد اهتمامات العالم بالتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي بشكل متسارع، ويشتد التنافس بين الدول في هذا المجال، الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعلان عن مشروع كبير هوستارغيت StarGate والذي يهدف إلى إقامة بنية تحتية جديدة لمنظومة ذكاء اصطناعي هائلة باستثمارات تصل إلى 500 بليون دولار. وستعمل هذه المنظومة على تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي للمرافق الخدمية والصناعية على مختلف أنواعها بما فيها الصناعات الحربية بغية تفوق أميركا على الصين واليابان والهند وغيرها. 

ومن هنا فإن السنين القادمة ستحمل معها موجات ضخمة ومنوعة من الذكاء الاصطناعي من شأنها أن تحدث تغييرات ثقافية واجتماعية واقتصادية وتكنولوجية على المستويات الوطنية والعالمية،  وعلى مستوى المؤسسات والأفراد. يضاف إلى ذلك حدوث تغيرات كبيرة على معالم سوق العمل في السنوات القليلة المقبلة، لتختفي وظائف كثيرة جدا وخاصة ذات الطابع التكراري والبيروقراطي والتوثيقي والنمطي، وفي نفس الوقت سوف تنشأ الحاجة إلى وظائف من نوع جديد تقوم اساسا على المهارات والخبرات والإبداع وليس الشهادات والسنوات. ومثل هذا التغيير سوف يشمل شتى المهن والأعمال إن لم يكن جميعها على الإطلاق، ابتداء من الطب والتمريض وعلم النفس مروراً بالهندسة والزراعة والصناعات والفنون وانتهاء باللغات والمالية والقانون والسياسة. بمعنى انه لن يكون هناك مجال للعمل لن تدخله التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي سواء في استبيان المعلومات أوتصميم الإجابة أو توقعات النتائج.

ومن هنا فإن الاهتمام المبكر بهذا الموضوع وتمكين الأجيال الصاعدة من التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى المواضيع الدراسية الأخرى، وإعدادهم ليكونوا متفاعلين منتجين وليس مجرد مستهلكين، سيشكل نقطة تحول مفصلية اقتصاديا واجتماعيا. ويتوقع أن يحتل هذا الموضوع أولوية كبيرة لدى المؤسسات التعليمية الأساسية والجامعية على حدا سواء. ومن هنا فإن تشكيل “المجلس الأعلى لتكنولوجيا المستقبل” الذي أوعز جلالة الملك إلى رئيس الوزراء بتشكيله منذ أيام من شأنه أن يدفع بالاتجاه الصحيح.

ومع هذا فإن الذكاء الاصطناعي له بعض السلبيات إذا لم يكن توظيفه والرجوع إليه قد تم وضعه في الإطار الصحيح سواء من حيث المنتج النهائي، أو التوقيت الزماني أو المكاني. ونظراً للفجوة الكبيرة بين الدول المتقدمة والدول النامية من حيث درجة التصنيع وثقافة العلم والتكنولوجيا لدى المجتمع، ومعدل الإنفاق على البحث والتطوير والإبداع، وقدرات مؤسسات البحث ومدى استثمار رأس المال البشري، فإن الدول النامية ستكون أمام احتمالات تأثرها بشكل سلبي أكبر بكثير من الدول المتقدمة، الأمر الذي يستدعي الالتفات إلى عدد من المسائل وربما في الإطار التالي: 

اولا: ضرورة إدخال مادتي التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي إلى التعليم الأساسي كما فعلته وزارة التربية والتعليم ومن الصفوف فوق المتوسطة وحتى التخرج من الجامعة. 
ثانياً: دراسة التأثيرات السلبية لهذه المواد على طريقة تنامي مقدرة الطالب على التفكير والتحليل والإبداع وعلى دافعيته للعمل والجهد حتى لا يتحول الطالب إلى الاعتماد الكلي على الحاسوب والإنترنت وبدونهما لا يستطيع عمل شيء. 

ثالثاً: إعداد البرامج الإثرائية اللازمة لتمكين المعلمين واساتذة الجامعات من التعامل مع التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي كمحرك معقد التأثير في الثقافة المعاصرة من جانب، وكجزء من مهارات جديدة من جانب ثان، وكمجال غير اعتيادي سوف يدخله الطالب من جانب ثالث ويؤثر في تفاعله مع البيئة التعليمية. 

رابعاً: تمكين الطلبة من المهارات اللغوية كتابة وقراءة وحديثا واستماعاً وتفاعلاً واستيعابا حتى يكون الطالب قادراً على قراءة المادة المكتوبة بوعي وعقل وتفهم وقادرا على انتاج الأفكار الجديدة. خامساً: تطوير البرامج التي تمكن الطالب من المهارات التقليدية الأساسية وأهمها المهارات اللغوية إضافة إلى الرياضيات والعلوم ومهارات التعلم والإبداع، ومهارة صنع الاشياء، خاصة وان ضعف هذه المفردات لدى طلبتنا لن يمكنهم من النجاح في التعلم الذاتي الذي أصبح ركناً أساسياً للتعليم في الحاضر والمستقبل.  

سادساً: إذا استمر فقر التعلم لدى طلبتنا على حاله فإن التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي ستتحول من “محفز” للتفكير والإبداع إلى “ملقن” للطالب ليأخذ المعلومة ويعيد قراءتها أو كتابتها بعد حفظها. 
سابعاً: لا بد من إجراء دراسات معمقة بعيدا عن التعميم حول الجانب التربوي في المؤسسة التعليمية، كيف يمكن للمعلم والاستاذ والمدرسة والجامعة أن يكون لهم دور حقيقي ومتقدم في تطوير عقلية الطالب وبناء شخصيته وتنمية روح الفريق والعمل المشترك في جوانبها الوطنية والإنسانية والشخصية والمجتمعية إذا كان الذكاء الاصطناعي سيوفر له الاجابة عن أي سؤال ويقدم الحل لأي معضلة دون جهد ذاتي؟ 

ثامناً: ضرورة تطوير مدونات سلوك تضع بعض الضوابط التربوية والأخلاقية والسلوكية للطلبة في وقت مبكر وكذلك للاساتذة والمعلمين حتى لا تطغى الاستعمالات السلبية للذكاء الاصطناعي على الاستعمالات الايجابية المفيدة.

وأخيراً فإن موجة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية المتجددة ستضع ضغوطا كبيرة على المجتمعات عموماً وعلى مجتمعات الدول النامية بشكل خاص لغياب الاقتصادات الصناعية التي تساهم في توجيه استعمال للذكاء الاصطناعي لغايات الإنتاج والبناء والإضافة. الأمر الذي يجب أن تعمل الدولة معه على تطوير الاقتصاد الوطني باتجاه التصنيع والتكنولوجيا المتقدمة وتطوير الثقافة باتجاه العلم والعمل المتقدم وحل المشكلات في جميع القطاعات، وان يتم توجيه الشباب في وقت مبكر لاستثمار التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي في تطوير الإمكانات الإنتاجية للبلاد من صناعة إلى زراعة إلى سياحة ومواجهة الاحتياجات من مياه إلى طاقة وابتداع الحلول لمعضلات الجفاف والتغير المناخي والتصحر وغيرها. ويبقى الاهتمام بالفكر والثقافة والفنون ومهارة صنع الأشياء والتفكير الناقد واللغة منطلقا صلبا لمستقبل التغيرات التي يحملها الذكاء الاصطناعي.

المصدر الغد

بنك الإسكان يكرم متطوعي برنامج “إمكان الإسكان” لعام 2024

احتفى بنك الإسكان مؤخراً بجهود موظفيه المتطوعين الذين ساهموا في إنجاح المبادرات والنشاطات المجتمعية التي أطلقها خلال عام 2024، ضمن إطار برنامجه للمسؤولية الاجتماعية “إمكان الإسكان”. وجاء ذلك خلال حفل تكريمي حضره الرئيس التنفيذي للبنك، عمّار الصفدي، وأعضاء الإدارة التنفيذية تقديراً لدورهم بتحقيق أهداف البرنامج وإحداث أثر إيجابي ومستدام.

وتضمن الحفل استعراضاً للمبادرات والنشاطات التي تم تنفيذها من خلال شراكات استراتيجية مع مؤسسات المجتمع المدني ضمن محاور البرنامج الأساسية: التمكين الاجتماعي، والتعليم، والصحة، والبيئة، والتي شهدت انخراطاً فعالاً من الموظفين الذين يتشاركون مع البنك قيم العطاء وتحمل المسؤولية.

وواصل البنك خلال العام 2024 تعزيز حضوره من خلال الدعم الكبير للمبادرات المجتمعية والمشاريع التنموية والحملات الإنسانية والخيرية والبيئية المختلفة. وجاء التكريم ليعكس التزام بنك الإسكان بمسؤوليته الاجتماعية، وليجسد دوره الريادي في تعزيز ثقافة التطوع والعمل الجماعي، من أجل تحقيق رؤيته كداعم ومساند لكل الفئات والقطاعات بما لا يقتصر على خدماته وحلوله ومنتجاته المصرفية.

وسيواصل البنك من خلال برنامجه “إمكان الإسكان” تقديم الحلول التي تلبي احتياجات المجتمع وتساهم في تعزيز جودة الحياة، متطلعاً للاستمرار بدعم مشاريع البرنامج الحالية، وإطلاق والمشاركة في المزيد من المبادرات والنشاطات لتوسيع نطاق الأثر الإيجابي، بما يعكس منهجيته في الشمول والاستدامة والتطوير في شكل العمل التنموي والمجتمعي.

177 ألف مستفيدة ومستفيد من صندوق المرأة اشتركوا في منصة “الطبي” للاستشارات الطبية عن بعد

أعلنت شركة صندوق المرأة للتمويل الأصغر، أن أكثر من 177 ألف من المستفيدات والمستفيدين من خدمات الشركة، اشتركوا في خدمات استشارية صحية تقدمها منصة (الطبي)، حيث توفر المنصة إمكانية الوصول إلى طبيب في أي وقت ومن أي مكان، بهدف الحصول على الاستشارات الطبية المناسبة لحالتهم الصحية، إضافة إلى توصيات طبية معتمدة بشأن التحاليل الطبية، التي تعود للمستفيدات والمستفيدين وأفراد أسرهم.

وقالت الرئيس التنفيذي للشركة مها السعيد، في بيان اليوم أن لدى شركة صندوق المرأة شراكة استراتيجية مع منصة (الطبي) تمتد لأكثر من 5 سنوات، استفاد خلالها من خدمات المنصة عشرات الآلاف من مستفيدات ومستفيدي الشركة.

و تأتي شراكة الشركة مع منصة (الطبي)، في إطار حرص شركة صندوق المرأة على تقديم خدمات إضافية تندرج ضمن الخدمات غير الاقراضية لمستفيداتها ومستفيديها، من أجل المساهمة في توفير حياة صحية أفضل لهم ولعائلاتهم وتسهيل حصولهم على المعلومات الطبية الدقيقة والموثوقة من قاعدة بيانات ضخمة، وكذلك المكالمات الهاتفية أو المحادثات النصية مع أطباء عرب معتمدين بشكل مباشر.

وبيّنت السعيد أنه من خلال الشراكة، التي وصفتها بـ”الاستثنائية”، تمكّن مستفيدات ومستفيدي شركة صندوق المرأة من الاشتراك في منصة (الطبي) بسعر مخفض للغاية، حيثُ يبلغ الاشتراك السنوي نحو 5 دنانير فقط، مقارنة مع سعر الاشتراك الأصلي، البالغ 50 دينارًا سنويا ، وهي نموذجًا يحتذى به في مجال المسؤولية المجتمعية، حيث تُسهم في تحسين حياة الأفراد والمجتمعات، معربة عن تطلعها إلى تعزيز آفاق الشراكة بما يعود على المجتمع بمختلف مكوناته.

 وقال جليل اللبدي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الطبي: “نحن في الطبي نفتخر بالشراكة المستمرة مع شركة صندوق المرأة للتمويل الأصغر، والتي مكنتنا من تقديم خدماتنا الطبية عن بعد إلى أكثر من 177 ألف مستفيد ومستفيدة. هذه الشراكة تجسد رؤيتنا المشتركة لتعزيز الصحة المجتمعية وتمكين الأفراد من الوصول إلى رعاية صحية موثوقة بسهولة ويسر. سنواصل العمل مع شركائنا لتوسيع نطاق خدماتنا وتقديم حلول مبتكرة لتحسين جودة الحياة لجميع أفراد المجتمع.”

بدورهم، أعرب العديد من مستفيدات ومستفيدي شركة صندوق المرأة عن سعادتهم بالاستفادة من خدمات) الطبي(، التي أتاحتها الشركة بمبالغ رمزية، مؤكدين أنها سهلت عليهم الحصول على خدمات الرعاية الصحية عن بعد وعلى رأسها الاستشارات الطبية، ووفرت عليهم الكثير من الوقت والجهد والمال.

ويذكر أن شركة صندوق المرأة، التي بدأت أعمالها عام 1996، هي شركة خاصة غير ربحية، وتعمل تحت رقابة وإشراف البنك المركزي الأردني وتلتزم بتقديم خدمات غير مالية من شأنها دعم المستفيدات والمستفيدين وتمكينهم في مشاريعهم المختلفة.

لقاء التلفزيون الاردني مع المهندس نضال البيطار للحديث حول الشركات الناشئة الأردنية

لقاء التلفزيون الاردني مع المهندس نضال البيطار حول الشركات الناشئة الأردنية التي تسهم في تطوير الابتكار وريادة الأعمال

لمتابعة اللقاء

 

جمعية انتاج تنظم جلسة حوارية لمناقشة دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية

نظمت جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج” جلسة حوارية ضمن فعاليات اللقاء الثاني لمجتمع محبي الذكاء الاصطناعي في الأردن.

وبحسب بيان للجمعية اليوم السبت، حضر الجلسة متخصصون ومهتمون بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من مختلف القطاعات، حيث تميزت بالتنوع في الموضوعات المطروحة حول التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء والإنتاجية في مجالات حيوية كالقطاع العام، البيئة، الطاقة، ومستحضرات التجميل.

وقال الرئيس التنفيذي لجمعية “إنتاج”، المهندس نضال البيطار، إن هذا النشاط يأتي ضمن رؤية الجمعية لتعزيز المعرفة التقنية وبناء مجتمع تفاعلي يضم خبراء ومتخصصين في الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن فكرة تنظيم مثل هذه اللقاءات جاءت من الحاجة إلى نشر الوعي حول الإمكانيات الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، وأهمية دمج هذه التكنولوجيا في مختلف القطاعات لتحقيق تنمية مستدامة.

وأضاف البيطار، ان الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية حديثة، بل هو أداة قوية تساعد على مواجهة التحديات وتعزيز الابتكار، اذ ان هذه اللقاءات تهدف إلى بناء أرضية للحوار وتبادل الخبرات بين الشركات والأفراد العاملين في هذا المجال.

ولي العهد يؤكد ضرورة تنفيذ مشاريع نوعية تواكب المستقبل في قطاع التكنولوجيا

أكد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، اليوم الأحد، ضرورة تنفيذ مشاريع جديدة ونوعية تواكب المستقبل في قطاع التكنولوجيا، بما يخدم الاقتصاد الوطني.

وأوضح سمو ولي العهد، خلال ترؤسه الاجتماع الأول للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل في رئاسة الوزراء، أن الهدف الرئيس للمجلس تعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة تكنولوجيا.

وشدد سموه، بحضور رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، رئيس المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، على أهمية أن تنعكس أعمال المجلس على مشاريع الحكومة القائمة، مثل التحول الرقمي وإدارة البيانات، وتنمية الموارد البشرية التقنية، والتوسع باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأشار سمو ولي العهد إلى أهمية التنسيق بين القطاعين العام والخاص، والاستعانة بالخبرات الأردنية داخل المملكة وخارجها، واتخاذ قرارات جريئة ضمن خطط استراتيجية، للوصول إلى نتائج واضحة وقابلة للقياس.

وعبر سموه عن ثقته بقدرة المجلس على الإنجاز، والقيام بدور ريادي على مستوى المنطقة.

بدوره، أشار رئيس الوزراء إلى أن المجلس بدأ بالنظر في خطط العمل الضرورية لضمان البدء بشكل سريع ضمن الأولويات التي حددها جلالته.

وبين الدكتور حسان أن المجلس يبني على الإنجازات الكبيرة التي حققها الأردن في قطاع التكنولوجيا، ويستهدف مواكبة التطورات العالمية وتعزيز مكانة الأردن في هذا المجال، لما له من أثر مباشر على الاقتصاد والمجتمع، ويخدم تحقيق أهداف رؤية التحديث الاقتصادي.

وأشار إلى أن المجلس سيعتمد على الخبرات والكفاءات الأردنية المتميزة والمشهود لها في المنطقة، وسيستعين بفرق عمل تنظر في قطاعات محددة.

وأكد رئيس الوزراء أن المجلس سيعمل على تنفيذ المشاريع والبرامج وفق جدول زمني، وسيضع مؤشرات لتقييم الأداء.

ويضم المجلس ممثلين عن القطاع العام، وخبراء من القطاع الخاص، وينبثق عنه لجان فرعية متخصصة تشكل لغايات محددة، وتقديم التوصيات والخطط القابلة للتنفيذ.

وحضر الاجتماع عدد من المسؤولين، وأعضاء المجلس، ومدير مكتب سمو ولي العهد.
المصدر الغد

 

منصّة زين للإبداع ZINC تدعو الرياديين للمشاركة في النسخة الجديدة من برنامج “زين المبادرة”

 أعلنت منصّة زين للإبداع (ZINC) عن فتح باب التسجيل في برنامج “زين المبادرة” بنسخته الجديدة لهذا العام، والذي يعد أحد أهم برامجها ومبادراتها لدعم المبدعين والرياديين الأردنيين، وتعزيز قطاع ريادة الأعمال في الأردن، حيث يهدف البرنامج إلى تمكين الجيل الجديد من روّاد الأعمال، من خلال تقديم مختلف أشكال الدعم لتحويل أفكارهم إلى مشاريع جاهزة للاستثمار، والمساهمة في نموّها وتطوّرها، بما يسهم في رفد الاقتصاد الوطني بشركات مبتكرة تدعم التنمية المستدامة.
ودَعت المنصّة عبر صفحاتها على منصّات التواصل الاجتماعي (ZINC Jordan)، الرياديين من أصحاب الشركات الناشئة في مراحلها الأولية وأصحاب الأفكار الإبداعية، للتسجيل والمشاركة بالبرنامج على مدار العام، حيث سيتم اختيار الأفكار والشركات المطابقة للشروط للمشاركة بالبرنامج كل 4 أشهر، ويمكن للراغبين بالمشاركة التسجيل عبر الموقع الإلكتروني للمنصّة (https://zinc.jo)، حيث يمكنهم الاطلاع على كامل تفاصيل البرنامج وشروط التقديم.
ويتضمّن البرنامج مسارين أساسيين، هما مسار الشركات الناشئة الذي يستهدف الشركات الناشئة المسجلة في الأردن، والتي يمكن تسجيلها وإدارة أعمالها خارج الأردن، بحيث لا يزيد عمرها عن 3 سنوات، على أن تكون الشركة مدرّة للدخل، وممكّنة عن طريق التكنولوجيا، وأن يكون أحد مؤسسوها متفرغاً للعمل بها بدوام كامل، فيما خُصّص المسار الثاني للأفراد الذين يمتلكون أفكاراً ريادية ممكَّنة عن طريق التكنولوجيا ويرغبون بتحويلها إلى مشاريع، على أن لا يقل عمر المتقدم عن 18 عاماً، وأن يكون مؤهلاً قانونياً، وأن تكون الفكرة غير مسجّلة، وأن يكون أحد أفراد الفريق متفرّغاً بشكل كامل للعمل على الفكرة.
وستقدّم منصّة زين للإبداع (ZINC) لكل شركة ناشئة يتم اختيارها منحاً ودعماً نقدياً يصل إلى 10,000 دينار أردني، فيما ستحصل كل فكرة ريادية يتم اختيارها على منح ودعم نقدي بقيمة 15,000 دينار أردني، وذلك لتمكين أصحابها من بناء نموذج العمل لأفكارهم بعد التحقق من إمكانية تطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع ومدى ملائمتها للسوق، إلى جانب الدعم اللوجستي من المنصة لمدة عام كامل، والذي يشمل الخدمات المحاسبية، والخدمات القانونية، والاستشارات التقنية، وخدمات الهوية البصرية، والخدمات الإعلامية والترويج عبر منصّات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى خدمات التسويق وتسهيل الدخول إلى الأسواق.
وسيمرّ المشاركون في البرنامج بعدّة مراحل تبدأ بمعسكر تدريبي مكثّف تحت إشراف نخبة من المدربين والمختصين، يليه جلسات توجيه وإرشاد للمساهمة في تطوير مهارات المشاركين وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لتمكينهم من جذب المستثمرين، وتعزيز نمو وتطوّر الشركات الناشئة لضمان ديمومتها وتمكينها من التوسّع.
وتحرص منصّة زين للإبداع (ZINC) على إطلاق برنامج “زين المبادرة” سنوياً لدعم مجموعات جديدة من الشباب وروّاد الأعمال الأردنيين، وذلك في إطار التزامها بدعم وتعزيز منظومة ريادة الأعمال في المملكة، حيث استقبل البرنامج على مدار الأعوام السابقة آلاف الأفكار، وحوّل المئات منها إلى شركات قائمة، ورَفَد السوق المحلي بشركات جديدة في مجالات حديثة يتطلبها التطور الحالي وتتماشى مع احتياجات السوق المتغيرة، حيث وصل عدد الشركات الأردنية الناشئة التي حظيت بدعم المنصة حتى نهاية العام 2024 إلى 246 شركة ناشئة في مختلف القطاعات، وأسهمت في تنمية مشاريع ريادية تركت بصمة واضحة في السوق المحلي، من خلال توفير فرص عمل جديدة ورفد الاقتصاد الوطني.

كابيتال: المسؤولية المجتمعية للبنوك واجب وطني ومساهمة فاعلة

في عالم تتزايد فيه التحديات الاجتماعيةوالاقتصادية، يبرز الدور الحيوي للشركات والمؤسسات في المساهمة ببناء مجتمعاتمزدهرة ومستدامة. ولا شك أن البنوك، بوصفها شرياناً أساسياً للاقتصاد، تتحملمسؤولية كبيرة في قيادة مسيرة التغيير الإيجابي. وانطلاقاً من هذه القناعةالراسخة، وضع كابيتال بنك المسؤولية الاجتماعية في صميم استراتيجيته، ورسخ مكانتهكرائد في القطاع المصرفي من خلال تبني نهج شامل يُعزز التنمية المستدامة على كافةالأصعدة.

على مدار السنوات الماضية، لم تقتصر مساهماتكابيتال بنك على تقديم الخدمات المالية والمصرفية والاستثمارية فحسب، بل على إحداثتأثير ملموس ومستدام في حياة الناس، فجاءت ركائز استراتيجيته للمسؤولية الاجتماعيةمنسجمة ومتوافقة مع القضايا الرئيسية في الأردن وتساهم في تحقيق التنميةالاجتماعية والاقتصادية.

حيث واصل البنك مسيرته الحافلة في مجال المسؤوليةالاجتماعية، فعلى صعيد الثقافة المالية، أطلق بنك كابيتال مظلة “ديرمالك”، وهي خطوة رائدة نحو جعل الثقافة المالية في متناول الأردنيين. ومنخلال تشجيع الحوار وتوفير مواضيع تتناول الاهتمامات المالية اليومية عبر وسائلالتواصل الاجتماعي المختلفة، تسعى هذه المبادرة إلى إرشاد الأردنيين من مختلفالفئات المستهدفة عبر أنشطة متنوعة في رحلة نحو تحقيق وعي مالي أفضل وراحة بالأكبر. الهدف هو جعل الثقافة المالية مفهومة، وعملية، وسهلة المنال، وقابلةللتطبيق، حيث عقد البنك برنامجاً لطلبة المدارس تحت عنوان “دير مالك مدارسكابيتال بنك”، بالإضافة إلى المشاركة بجلسات توعية مالية بالشراكة مع مبادرةمدرستي، ونظم في يوم المهن ورش عمل في المدارس بالتعاون مع مؤسسة”إنجاز” بهدف نشر الثقافة المالية بين الطلاب.

في إطار جهوده الخيرية، واصل كابيتال بنك تعاونه معتكية أم علي من خلال المشاركة في العديد من المبادرات الخيرية، مثل حملة رمضانالسنوية، وحملة العودة إلى المدارس، وحملة الشتاء، بالإضافة إلى مشاركة موظفيه فيالأنشطة التطوعية المختلفة، كالتبرع بالطرود الخيرية وتعبئتها.

التكنولوجيا والابتكار: ركيزتان لتعزيز الاقتصاد الرقمي والتعليم

تمثل المشروعات الوطنية الكبرى في الأردن نموذجا للتخطيط الإستراتيجي الرامي إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي. تُنفذ هذه المشروعات ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تحسين البنية التحتية، تنويع مصادر الدخل، وتعزيز الاقتصاد الوطني عبر استثمار الموارد المحلية بشكل فعّال وجذب الاستثمارات الأجنبية. تسهم هذه المشروعات في دعم القطاعات الحيوية كالمياه، الطاقة، النقل، والسياحة، مما يوفر فرص عمل جديدة ويُعزز من تنافسية الاقتصاد الأردني. كما تعكس هذه الجهود التزام الحكومة بتحقيق أهداف التنمية الشاملة والاستدامة، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة في ظل التحديات المتزايدة.

في مجال الطاقة والمياه، يُعد مشروع «الناقل الوطني لتحلية مياه البحر» أحد أبرز المشروعات الإستراتيجية التي تعكس التزام الأردن بمواجهة تحديات ندرة المياه المزمنة. يهدف هذا المشروع الطموح إلى تحلية مياه البحر الأحمر وضخها إلى مختلف مناطق المملكة، بما يضمن توفير مصدر مياه مستدام يلبي الاحتياجات المتزايدة للسكان والقطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الاستخدامات المنزلية والزراعية والصناعية. كما يعزز المشروع الأمن المائي في ظل محدودية الموارد المائية التقليدية، ويُعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة، من خلال استخدام تقنيات متطورة للطاقة المتجددة في تشغيل المحطات، مما يقلل من الأثر البيئي ويعزز الكفاءة الاقتصادية.

بالإضافة إلى الجهود المبذولة في تحسين أمن المياه، يشهد الأردن توسعا كبيرا في مشاريع الطاقة المتجددة بمناطق متعددة، مثل محطات الطاقة الشمسية في معان والطفيلة، ومزارع الرياح في الطفيلة. تسهم هذه المشروعات بشكل ملحوظ في تعزيز الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، مما يقلل بشكل كبير من الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد. كما تساهم هذه المشاريع في تعزيز الاستقلالية الطاقية للمملكة، وخفض تكاليف استيراد الطاقة، وتقليل انبعاثات الكربون، مما يضع الأردن في مقدمة الدول الإقليمية التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة. هذه المشروعات تعد أيضا محفزا لفرص العمل والنمو الاقتصادي في المناطق الريفية.

في قطاع النقل، يشكل مشروع «الباص سريع التردد» في عمان والزرقاء نقلة نوعية تهدف إلى تحسين وسائل النقل العام من خلال توفير وسيلة نقل سريعة وفعالة تلبي احتياجات المواطنين وتساهم في تقليل الازدحام المروري وتوفير الوقت والجهد. إلى جانب ذلك، يتم تطوير مشروع «الربط السككي مع العراق»، الذي سيعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويدعم حركة النقل اللوجستي، مما يعزز الترابط الإقليمي. وعلى صعيد النقل الجوي، شهد مطار الملكة علياء الدولي توسعات كبيرة شملت تحسين البنية التحتية والخدمات، مما زاد من قدرته الاستيعابية ورسخ مكانته كمحور رئيسي لحركة الطيران والتجارة والسياحة في المنطقة.

في قطاع المياه، تُولي الحكومة الأردنية اهتماما كبيرا لتعزيز الأمن المائي من خلال تنفيذ مشروعات إستراتيجية شاملة. إلى جانب مشروع الناقل الوطني لتحلية مياه البحر، تعمل الحكومة على إنشاء وتطوير السدود لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها في تلبية احتياجات الري والشرب. يُعد سد وادي الكرك وسد الوحدة من أبرز الأمثلة على هذه الجهود، حيث يُسهمان في توفير احتياطات مائية إستراتيجية تُساعد في مواجهة تحديات ندرة المياه. كما تدعم هذه السدود الاستخدام المستدام للموارد المائية، وتعزز من قدرة المملكة على التكيف مع التغيرات المناخية والضغوط البيئية المتزايدة.

أما في قطاع السياحة، يشهد الأردن تركيزا كبيرا على تنفيذ مشاريع إستراتيجية تهدف إلى استثمار التراث الثقافي والطبيعي الفريد وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية. تشمل هذه المشاريع تطوير منطقة البترا، التي تُعد واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، من خلال تحسين البنية التحتية وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة للزوار، مما يعزز من تجربة السائحين ويدعم المجتمعات المحلية.

كذلك، يُعد مشروع «العقبة الجديدة» نموذجا طموحا لتعزيز السياحة الساحلية، حيث يتم تطوير بنية تحتية شاملة تضم فنادق، منتجعات، ومرافق سياحية حديثة. بالإضافة إلى ذلك، يشهد البحر الميت استثمارات ضخمة لتحفيز السياحة العلاجية والاستجمامية من خلال إنشاء منتجعات ومراكز علاجية بمعايير عالمية، مما يجذب الزوار الباحثين عن تجربة فريدة تجمع بين الطبيعة والعلاج. هذه المشاريع تُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة، مع تعزيز التنوع في المنتجات السياحية الأردنية.

في قطاع التكنولوجيا والابتكار، تولي الحكومة الأردنية اهتماما كبيرا لتعزيز الاقتصاد الرقمي وإحداث تحول نوعي في البنية التحتية الرقمية. من بين المشروعات البارزة، يأتي تطوير «منطقة عبد الله الثاني للابتكار»، التي تهدف إلى جذب الشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، وإنترنت الأشياء. هذه المنطقة تُشكل منصة للإبداع والبحث والتطوير، مما يسهم في تعزيز مكانة الأردن كوجهة إقليمية للتكنولوجيا والابتكار.

بالإضافة إلى ذلك، يشهد قطاع التعليم طفرة ملحوظة مع إطلاق مشروعات التعليم الرقمي التي تهدف إلى تحسين جودة التعليم وإعداد الطلاب لمتطلبات العصر الرقمي. تشمل هذه الجهود تطوير منصات تعلم إلكترونية حديثة وتحديث المناهج لتشمل المهارات التقنية اللازمة، مما يعزز من تنافسية الموارد البشرية الأردنية.

رغم التحديات التي تواجه تنفيذ هذه المشروعات، مثل محدودية التمويل وارتفاع الكثافة السكانية، يواصل الأردن العمل على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية لتأمين التمويل اللازم وتنفيذ المشروعات بكفاءة. تمثل هذه الجهود خطوات حاسمة نحو تحقيق التنمية المستدامة، حيث تجمع بين تحسين الخدمات الأساسية، خلق فرص عمل، وتعزيز مكانة المملكة على المستويين الإقليمي والدولي.

إن المشروعات الوطنية الكبرى ليست مجرد استثمارات في البنية التحتية، بل هي استثمار في المستقبل. إنها تعكس التزام الأردن برؤية تنموية طموحة تجمع بين الابتكار والاستدامة، مما يمهد الطريق لبناء اقتصاد قوي ومجتمع مزدهر قادر على مواجهة تحديات العصر بثقة واستقرار.

المصدر الغد