“ريم سات” إنجاز تكنولوجي يضع الأردن على خريطة الفضاء العالمية

كان إنجازا أردنيا نوعيا في مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي حين طور فريق من طلبة الجامعات الأردنية، بقيادة جامعة الحسين التقنية، أول قمر صناعي طلابي أردني مصغر باسم “ريم سات”، بدعم مباشر من مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي “UNOOSA”.

ففي عام 2023 انطلقت فكرة “ريم سات” حين قدمت الطالبة ديانا الجبور، منسقة المشروع وطالبة هندسة الطيران في الجامعة الأردنية للعلوم والتكنولوجيا، مقترحا لتصميم قمر صناعي مكعب للمشاركة في مسابقة نظمها مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارج، وفقا للمشرف على مشروع القمر الصناعي “ريم سات”، د. فراس جرار.

وأضاف جرار، إن الفكرة لاقت استجابة واسعة وتمت دعوة طلبة من مختلف الجامعات الأردنية للمشاركة، ليعقد لاحقا برنامج تدريبي تضمن سلسلة من المحاضرات التقنية حول تصميم الأقمار الصناعية، نتج عنه اختيار فريق أساسي يضم 17 طالبا وطالبة ممن أظهروا كفاءة عالية في هذا المجال.
وأشار جرار إلى أن جامعة الحسين التقنية تبنت المشروع منذ بدايته، وقدمت الدعم المالي واللوجستي الكامل، ما مكن الفريق من إعداد تقرير فني متكامل يحتوي على التصاميم والحسابات اللازمة، قدم لاحقا إلى مكتب الأمم المتحدة، الذي اختار “ريم سات” ليكون من ضمن الأقمار الصناعية التي ستطلق عبر منصة الإطلاق الألمانية “EXOpod” التابعة لشركة “Exolaunch”.
توظيف تكنولوجيا الفضاء
وأوضح أن اسم “ريم سات” مستوحى من غزال الريم، أحد الأنواع المهددة بالانقراض في البيئة الأردنية، وهو ما يعكس البعد الرمزي والبيئي للمشروع، ويبرز هدفه في تتبع الحياة البرية عبر الفضاء، لافتا الى أن المشروع يهدف إلى توظيف تكنولوجيا الفضاء في خدمة القضايا البيئية عبر تتبع الحيوانات المهددة بالانقراض في المناطق النائية بالمملكة، باستخدام تقنيات اتصال لاسلكي منخفضة الطاقة وبعيدة المدى.
ويتكون القمر الصناعي من وحدة مكعبة واحدة “1U CubeSat” طول ضلعه 10 سم وبوزن لا يتجاوز 2 كغم، ويضم أنظمة اتصال، ونظاما للطاقة الشمسية، وحاسوبا مدمجا، ووحدة تحكم وتوجيه، ومستشعرات ميدانية وسيعمل على تتبع الحيوانات البرية باستخدام تقنية (LoRa) اللاسلكية منخفضة الطاقة، لتوفير بيانات بحثية دقيقة يمكن استخدامها من قبل المختصين في علم البيئة والأحياء، وسيسهم القمر الأردني بالإضافة لذلك بعد إطلاقه في دعم المشاريع البحثية داخل الجامعة، لا سيما في مجال الاتصالات وتحليل الأنظمة الفضائية.
وبين جرار أن الإطلاق المخطط له سيكون في نهاية عام 2026 أو بداية 2027 من الولايات المتحدة الأميركية، ضمن برنامج تابع لمكتب الأمم المتحدة باستخدام منصة الإطلاق الألمانية التابعة لشركة “Exolaunch” مع الإشارة إلى أن توقيت الإطلاق قد يتغير لأسباب تقنية أو لوجستية.
وقال إن التواصل مع القمر سيتم عبر محطة الجمعية الملكية الأردنية لهواة الراديو، التي ستوفر الترددات اللازمة، نظرا لعدم امتلاك الجامعة حاليا محطة أرضية مستقلة، مؤكدا أن المشروع وفر تجربة تعليمية غنية للطلبة، شملت التدريب على تصميم الأنظمة الفضائية، وإجراء الحسابات الهندسية، وتطوير البرمجيات، والعمل التعاوني بين التخصصات.
وأشار إلى أن المشروع ألهم طلاب الفريق لتطوير مشاريع أخرى، أبرزها “Project One Sat” الذي فاز بالمركز الأول في فئة الأمن والدفاع في المهرجان الوطني للتكنولوجيا، بدعم من المركز الأردني للتصميم والتطوير، كاشفا عن خطة جامعة الحسين التقنية لإنشاء مختبر وطني متخصص في تكنولوجيا الفضاء، ليكون مركزا تدريبيا وبحثيا لإعداد كوادر وطنية قادرة على تنفيذ مشاريع فضائية مستقبلية.
وأكد جرار أن “ريم سات” يمثل رسالة أمل وفخر للشباب الأردني والعربي، مفادها أن بالإمكان تحويل الأفكار الطلابية إلى مشاريع واقعية إذا ما توافرت البيئة الداعمة والإرادة الجادة بما في ذلك الفضاء الخارجي الذي غدا مفتوحا ومتاحا لمن يملكون تكنولوجيا الوصول اليه.
وكان مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي أعلن رسميا اختيار المشروع الطلابي الأردني “ريم سات” كأول مشروع من نوعه يحصل على دعم رسمي من المكتب في المملكة الأردنية الهاشمية.
وقالت جامعة الحسين التقنية في وقت سابق، “تم اختيار المشروع من بين 17 مقترحا مقدما من مؤسسات تعليمية في 15 دولة حول العالم، كمحطة مفصلية في مسيرة الأردن نحو تعزيز حضوره في قطاع تكنولوجيا الفضاء”.
كفاءات أكاديمية وطلابية
ويضم فريق المشروع نخبة من الكفاءات الأكاديمية والطلابية، بقيادة رئيس قسم الهندسة الميكانيكية في الجامعة د. فراس جرار، ومن قسم الهندسة الكهربائية م. ندى الخطيب، مشرفة مشاركة، وطالبة هندسة الطيران في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ديانا الجبور منسقة للمشروع، و 12 طالبا وطالبة من جامعة الحسين التقنية وجامعات أردنية أخرى.
ويأتي هذا الاختيار تتويجا للجهود المتواصلة التي تبذلها الجامعات الأردنية، وفي مقدمتها جامعة الحسين التقنية، لتعزيز التعليم التطبيقي وتمكين الشباب من المساهمة في الصناعات المستقبلية، وفي مقدمتها قطاع الفضاء.

المصدر

الذكاء الاصطناعي.. قدرة على حل المشكلات وقوة مدمرة إذا لم يدر بحكمة

 تدافع خلال الأسابيع القليلة الماضية مسؤولون وعرابون لطرح توقعات يرونها “مبشرة” لمستقبل البشرية والاقتصاد في ظل تصاعد غير مسبوق في اعتماد البشر على الذكاء الاصطناعي، مقابل فريق ينظر إلى المستقبل نظرة “الخائف” من إمكانية تغول “الآلة التكنولوجية” على الإنسان.

خبراء محليون يؤكدون أن كل هذه التوقعات الايجابية أو التخوفات مشروعة في طور تسارع وتطور النماذج اللغوية الكبيرة مثل ” تشات جي بي تي” النماذج التي أصبحت قادرة على أداء مهام معقدة جدا في وقت قياسي، فضلا عن تطور القدرة على التعلم الذاتي ما يجعل بعض النماذج تطور مهاراتها بدون تدخل بشري مباشر، فيما يلوح في الأفق غياب الأطر التنظيمية القوية عالميًا، ما يعني إمكانية سوء الاستخدام من قبل جهات غير مسؤولة.

ويشير الخبراء إلى أهمية التنافس المشتعل بين الشركات التقنية العالمية، وخصوصا الأميركية والصينية؛ لأن من سيقود هذا القطاع في العالم سيمسك بزمام الثورة الصناعية الخامسة، مشددين على أهمية الوصول إلى تنظيم عالمي يحكم تطوير واستخدام هذه التقنية كما حصل في “حوكمة شبكة الإنترنت”، لأن التأثير لا يشمل دولة بحد ذاتها.

ويؤكد الخبراء،على المستوى المحلي، ضرورة وضع تنيظم وتشريع ينظم الذكاء الاصطناعي ويكون منسجما مع ما يوضع على المستوى العالمي، كما أكدوا أهمية مضي الحكومة في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي وتنفيذ مشاريعها للاستفادة من منها في تطوير القطاعات الحيوية.

توصية نيابية حول الذكاء الاصطناعي
لجنة الاقتصاد الرقمي والريادة النيابية أوصت الأسبوع الماضي بتبني مظلة تشريعية مرنة تواكب التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإعداد ميثاق وطني يضمن الاستخدام الآمن والمنضبط لهذه التقنيات، يتضمن أطرًا للحوكمة ومبادئ أخلاقية واضحة.

تصريحات وتوقعات مهمة من مسؤولين كبار
ورصدت “الغد” مجموعة من التصريحات المهمة لرواد في مجال الذكاء الاصطناعي حول تسارع التطور فيها والتخوفات منها، لعل أهمها ما صرح به قبل أسابيع جيفري هينتون، الذي يوصف عالميا بالأب الروحي للذكاء الاصطناعي عندما حذر من المخاطر المتزايدة للتطورات في الذكاء الاصطناعي، حيث إن بعض مخاطر روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي “مخيفة للغاية” على حد وصفه.
وبحسب تقرير لـ”بي بي سي” قال هينتون المستقيل من شركة “جوجل”: ” في الوقت الحالي، ليسوا أكثر ذكاءً منا، على حد علمي، لكنني أعتقد أنهم قد يصبحون كذلك قريبًا”.

وفي مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أشار هينتون إلى “جهات فاعلة سيئة” قد تحاول استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض سيئة.. هذا مجرد سيناريو أسوأ، أشبه بكابوس، يمكنكم أن تتخيلوا، على سبيل المثال، أن جهة فاعلة سيئة قررت منح الروبوتات القدرة على تحقيق أهدافها الفرعية الخاصة.

وفي دراسة عالمية، قالت مجلة لوبوان العالمية: ” إن تنبؤ باحثين بأن الذكاء الاصطناعي العام قد يصبح موجودا وقادرا على خداع مبتكريه في عام 2027″ وتوقعوا أن يكون تأثيره هائلا في العقد القادم، وأن يتجاوز تأثير الثورة الصناعية.

وحسب تنبؤات الباحثين، من المتوقع حدوث تغيير كبير العام المقبل، بحيث تصبح أدوات الذكاء الاصطناعي مفيدة في الحياة اليومية.

توقعات بتقدم سريع للذكاء الاصطناعي
ويرى خبير إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس في شركة “ميتا سيرف مي” رامي الدماطي أن التوقعات جميعها ” تشير إلى تقدم كبير سيتحقق للذكاء الاصطناعي خلال سنوات قليلة مقبلة”، وأن التخوفات المرافقة لهذه التوقعات” هي تخوفات مشروعة إلى حدٍّ كبير”، وهي ليست مجرد تهويل إعلامي، وخصوصا أنها تأتي من خبراء وروّاد في مجال الذكاء الاصطناعي أنفسهم، مثل الدكتور جيفري هينتون المعروف بـ”عرّاب الذكاء الاصطناعي” والذي يحذر من المخاطر المتزايدة لتطور الذكاء الاصطناعي.
وقال الدماطي: “التخوفات من الذكاء الاصطناعي ليست خيالية، بل إنها دعوة للتحرك السريع نحو حوكمة ذكية وتنظيم شفاف يضمن استغلال فوائده وتقليل مخاطره، وليس المطلوب إيقاف التقدم، بل إدارته بشكل مسؤول”.

التوقعات تستند إلى معطيات علمية
ويرى الدماطي أن هذه التوقعات والتصريحات تستند إلى معطيات علمية وتقنية حقيقية، ومن هذه المعطيات: التطور السريع للنماذج اللغوية الكبيرة مثل ” تشات جي بي تي”، و”جيميني” وغيرها، وهي النماذج التي أصبحت قادرة على أداء مهام معقدة جدا في وقت قياسي، فضلا عن تطور القدرة على التعلم الذاتي ما يجعل بعض النماذج تطور مهاراتها بدون تدخل بشري مباشر.
وأشار الدماطي إلى أن من المعطيات أيضا، غياب الأطر التنظيمية القوية عالميًا، ما يعني إمكانية سوء الاستخدام من قبل جهات غير مسؤولة (مثل الجهات العسكرية، أو الشركات الربحية، أو حتى الأفراد، إلى جانب التسارع في التطور وامكانية ظهور “ذكاء اصطناعي عام” في فترة قصيرة نسبياً (بين 2027-2030 كما تشير تقديرات بعض الباحثين) – وهو نوع من الذكاء يفوق أو يوازي الذكاء البشري في معظم المجالات.
ونقل موقع “أكسيوس” العالمي مؤخرا عن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، قوله في منشور حديث على مدونته: “من المرجح أن يكون عقد الثلاثينيات مختلفا تماما عن أي وقت مضى، لا نعرف إلى أي مدى يمكننا تجاوز مستوى الذكاء البشري، لكننا نوشك أن نكتشف”.
وصرح داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، لأكسيوس أن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على نصف الوظائف الإدارية المبتدئة، وقال جيفري هينتون، وهو أحد عرابي الذكاء الاصطناعي، إن التكنولوجيا تتطور “بسرعة فائقة، أسرع بكثير مما توقعت”.

الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي
ويرى الخبير في مجال الأعمال الإلكترونية أ.د.أحمد غندور “أن الذكاء الاصطناعي سيشهد نمواً متسارعاً في الأردن والعالم، مدفوعاً بالتحول الرقمي والتوسع في استخدام التطبيقات الذكية في التعليم، الصحة، العمل الحكومي، والخدمات.
وأشار إلى أن الإستراتيجية الوطنية الأردنية (2023–2027) تهدف إلى تسريع دمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، مع التركيز على أنظمة داعمة وليست بديلة للعنصر البشري
لكن بالرغم من أن الأتمتة والذكاء الاصطناعي سيؤديان إلى تقليص أعداد بعض الوظائف التقليدية، إلا أن التقارير تؤكد أن الهدف هو تكامل الذكاء الاصطناعي مع القوى العاملة، لا استبدالها.
وقال غندور: “التحدي الحقيقي ليس في “إحلال” البشر، بل في “إعادة تشكيل” المهارات المطلوبة والوظائف المستقبلية”.
وأكد غندور أن كل المعطيات في العالم والأردن تظهر زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام المتكررة والإدارية، وتوفير وظائف جديدة في مجالات تحليل البيانات، الأمن السيبراني، تطوير الأنظمة، والتعليم الذكي، وارتفاع الطلب على المهارات التقنية والمعرفية مقابل انخفاض في الطلب على المهارات اليدوية والروتينية.

الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة العمل
وعن رأيه فيما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيحل محل البشر، أكد غندور أن ذلك لن يحصل بشكل واسع خلال السنوات القريبة، لكنه سيغير طبيعة العمل، ويقلل الحاجة إلى بعض الوظائف، ويرفع الحاجة إلى مهارات جديدة، المسألة ليست في “الاستبدال” بل في التحول.
وعن ما مطلوب في الأردن لمواكبة التطور؟ قال غندور: “إن إصدار الإستراتيجية الوطنية خطوة مهمة، لكنها لا تكفي دون تطبيق فعلي، المطلوب من الحكومة تفعيل الإستراتيجية ببرامج تنفيذية واضحة، وربط التعليم بسوق العمل، وتحديث التشريعات لحماية الحقوق وتنظيم الاستخدام.

كيف نستفيد من الذكاء الاصطناعي؟
واشار إلى أن المؤسسات مطالبة بتأهيل كوادرها وتبني حلول عملية بالذكاء الاصطناعي، لا الاكتفاء بالشعارات، أما الأفراد فعليهم الاستثمار في تعلم المهارات الرقمية، وفهم أدوات الذكاء الاصطناعي بدل الاكتفاء باستخدامها بشكل سطحي والتعامل مع الذكاء الاصطناعي يجب أن يتحول من استهلاك سلبي إلى توظيف واعٍ يخدم المجتمع والاقتصاد.

مواكبة التطور تبدأ بتغيير العقليات قبل الأدوات
وأكد غندور أنه مع وضع قانون ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي، لأنه بدون تنظيم قد يتحول إلى أداة للتمييز أو التلاعب أو انتهاك الخصوصية.
وأضاف، ” من الأمثلة على ذلك استخدام خوارزميات القبول أو التوظيف، التي قد تكرر تحيّزات اجتماعية دون وعي وأيضًا، في القطاع الصحي، قرارات التشخيص أو وصف العلاج عبر الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى مساءلة واضحة في حال حدوث خطأ، القانون لا يقيّد الابتكار، بل يحمي الأفراد ويحدد المسؤولية، ويشجّع على الاستخدام العادل والآمن للتقنية”.

إحصاءات ومؤشرات
تظهر إحصاءات عالمية أن تبني الذكاء الاصطناعي في المؤسسات عالميا ارتفع إلى 55 % في عام 2023، ووصل إلى 72 % في عام 2024 وقد استخدمت 33 % من الشركات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عام 2023، وارتفعت النسبة إلى 65 % في عام 2024.
وذكرت الإحصاءات العالمية أن 92 % من الشركات تستعد للاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال السنوات الثلاث القادمة (من 2025).
وأشارت الدراسات إلى أن الشركات تستخدم ما معدله 3.8 قدرات مختلفة للذكاء الاصطناعي في عام 2022، ارتفاعًا من 1.9 في عام 2018 ويظل الاستخدام الأكثر شيوعًا للذكاء الاصطناعي هو تحسين عمليات الخدمة.

حاجة إلى تنظيم شامل للذكاء الاصطناعي
وأكدت الخبيرة في مجال الحقوق الرقمية والتكنولوجيا الناشئة الدكتورة نهلا المومني أن الذكاء الاصطناعي ” يتطلب تنظيما شاملا في إطار قانون واحد يضمن الإحاطة بجوانب التنظيم كافة، مع ضرورة أن يترافق ذلك مع حوار مجتمعي يضم جميع الفئات”.
وأوضحت أنه يوجد عدد من الصكوك الدولية التي أكدت على ضرورة تنظيم الذكاء الاصطناعي أبرزها: خريطة الطريق للتعاون الرقمي لعام 2020م والتي حددت ثمانية مجالات عمل رئيسة يتمثل أبرزها في ضرورة تنظيم الذكاء الاصطناعي بما يؤدي إلى الحد من ارتكاب الجرائم وضمان حماية حقوق الإنسان في العصر الرقمي.
وزادت، “بالإضافة إلى ذلك فإن الميثاق الرقمي العالمي الصادر عن الأمم المتحدة عام 2024 اكد على ضرورة تعزيز الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي ووضع الضمانات الكفيلة لمنع ومعالجة أي تأثير سلبي على حقوق الإنسان ناجم عن استخدام الذكاء الاصطناعي”.

قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي
وبينت أنه في الإطار الإقليمي، يعد قانون الذكاء الاصطناعي لعام 2024 المعتمد في إطار الاتحاد الأوروبي نموذجا تنظيميا، يحقق توازنا بين الابتكار والتشجيع عليه ولكن في إطار المسؤولية عن المخاطر المحتملة، وبين حماية حقوق الأفراد من خلال ضمان عدم استخدام الذكاء الاصطناعي بما يؤدي إلى التمييز بين الأفراد أو انتهاك خصوصياتهم.
وأشارت إلى أنه من أجل ذلك صنف القانون أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى مستويات وفقا لدرجة خطورتها وتأثيرها على حياة الأفراد وحقوقهم ويستتبع ذلك عقوبات أو نتائج تترتب على مخالفتها.

الاتساق مع المعايير الدولية
الاتساق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان يتطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة لغايات تقنين الذكاء الاصطناعي في إطار الدول بالنتيجة وهو ما ينبغي السعي له في الإطار الوطني الأردني ، حيث تم اعتماد الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي. ويعد تنظيم هذه الأداة من خلال تمكين بيئة تشريعية وتنظيمية مسؤولة هدفا أساسيا تنفيذيا في هذه الإستراتيجية؛ وهذا التنظيم ينبع من كون الذكاء الاصطناعي يعد وسيلة من وسائل ارتكاب الجرائم ولا بد من مواكبة التشريعات الوطنية للأفعال التي قد تنتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي.
المنظومة القانونية الوطنية تفتقر إلى تنظيم شمولي
وترى المومني أن المنظومة القانونية الوطنية ما تزال حتى الآن تفتقر لتنظيم شمولي وتقتصر الحماية على نصوص مبعثرة في عدة قوانين، مثل قانون حماية البيانات الشخصية وقانون الجرائم الإلكترونية الذي يضمن تجريم انتهاك الحياة الخاصة للأفراد من صور أو اصطناع مقاطع فيديو أو غير ذلك من أفعال للتلاعب بمكونات هذه الحياة، كما تم تغليظ العقوبات في حال استخدام التكنولوجيا الناشئة والتي من ضمنها الذكاء الاصطناعي لاستغلال الأطفال أو الأشخاص ذوي الإعاقة أو المصابين بأمراض نفسية وغير ذلك.

التنظيم يجب أن يكون على مستوى دولي
وزير الاتصالات الأسبق الدكتور عزام سليط يرى أن الذكاء الاصطناعي يشهد تطورات مذهلة اليوم، وبدأ يسيطر على أجزاء من أعمالنا، واهتماماتنا اليومية وهذه السيطرة هي في تمدد سنة بعد سنة.
ويرى سليط أن علم الذكاء الاصطناعي يشهد تطورا بمقدار التقدم في علوم التكنولوجيا المختلفة، مؤكدا على أهمية مواكبة تطوراته محليا، وأهمية أن تجري عملية لتنظيمه ولكن بالربط مع التنظيم الدولي
(على مستوى العالم) لهذه التقنية كما جرى في مسألة حوكمة الإنترنت، فالقضية متشابكة ومترابطة إلى حد كبير ما يتطلب تعاونا وإقرارا لتنظيمات تحكم العالم كله قبل التنظيمات المحلية في كل دولة.
خلال الربع اللأول من العام الحالي، ومع ما يشهده سوق الذكاء الاصطناعي من طفرة ومنافسة شديدة، دعت رسالة مفتوحة – شارك في توقيعها عشرات الأشخاص في مجال الذكاء الاصطناعي، بمن فيهم الملياردير إيلون ماسك – إلى إيقاف جميع التطورات الأكثر تقدمًا من الإصدار الحالي من روبوت الدردشة شات جي بي تي للذكاء الاصطناعي، وذلك لوضع تدابير سلامة صارمة وتطبيقها

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العالم
الخبير في مجال البيانات والتقنية الدكتور حمزة العكاليك قال: لم يعد الذكاء الاصطناعي ترفًا تقنيًا أو تصورًا مستقبليًا، بل أصبح قوة حاضرة بقوة تعيد تشكيل العالم من حولنا. فمع كل تقدم في النماذج التوليدية والأنظمة المستقلة، يزداد الحديث عن التحولات الكبرى التي ستحدث في سوق العمل، والبيئة، والثقة المجتمعية.

المخاوف الثلاثة
وأضاف العكاليك، أنه في هذا السياق تبرز ثلاثة مخاوف رئيسة تحتاج إلى نقاش جاد واستجابة إستراتيجية سريعة: إحلال الإنسان، استنزاف الطاقة، وتآكل الثقة العامة.
وبين أن التقديرات تظهر أن الذكاء الاصطناعي قد يستبدل ما يقارب 300 مليون وظيفة عالميًا، ما يعادل 9 % من سوق العمل العالمي.
وقال العكاليك: “المثير للقلق أن التأثير لا يقتصر على المهام الروتينية، بل يمتد ليشمل موظفي المكاتب، والبنوك، ومراكز الاتصال، وحتى الوظائف التي تتطلب مؤهلات عليا” لافتا إلى أن الإحصائيات تظهر أن 27 % من الحاصلين على شهادات جامعية يعملون في وظائف معرضة للخطر، مقابل 3 % فقط لمن لم يكملوا التعليم الثانوي.

الاقتصادات المتقدمة والذكاء الاصطناعي
وأضاف العكاليك، أنه على المستوى العالمي، فالتباين واضح: الاقتصادات المتقدمة الأكثر اعتمادًا على الخدمات الرقمية تبدو الأكثر هشاشة أمام موجة الأتمتة، في حين أن الاقتصادات النامية، التي تعتمد على العمالة اليدوية، ستشهد تأثيرًا أقل حدة.
وفي سياق متصل قال العكاليك: “وراء بريق الابتكار، يُخفي الذكاء الاصطناعي تكلفة بيئية ثقيلة، فالنماذج العملاقة مثل “التشات جي بي تي 4″ تتطلب كميات هائلة من الكهرباء والماء، مشيرا إلى أن التأثيرات البيئية عند الكهرباء فقط، بل تشمل المياه”.

تحدي التزييف العميق
وأكد على تحدي التزييف العميق الذي اعتبره أحد أخطر التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، كونه يُمكّن إنتاج صور ومقاطع صوتية أو مرئية مزيفة يصعب تمييزها عن الحقيقة وهذا التهديد لا يقتصر على التضليل الإعلامي، بل يهدد جوهر الحقيقة نفسها.
وأشار العكاليك إلى أنه استجابة لهذه المخاوف، اعتمد الاتحاد الأوروبي في 2024 قانون الذكاء الاصطناعي، الذي يُعد أول تشريع شامل ينظم الذكاء الاصطناعي بناءً على مستويات المخاطر. حيث تم تصنيف الأنظمة إلى أربع فئات: غير مقبولة، عالية، متوسطة، ومنخفضة المخاطر وتم حظر استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض التطبيقات مثل التلاعب بالأطفال أو التصنيف الاجتماعي، كما فرض القانون شروطًا على النماذج التوليدية مثل ” التشات جي بي تي” ، بما في ذلك الإفصاح عن أن المحتوى تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي، ومنع إنشاء محتوى غير قانوني، وتوفير ملخصات للبيانات المستخدمة في التدريب.
وأضاف قائلا: “رغم ريادة أوروبا، إلا أن دولًا مثل الولايات المتحدة ما زالت تعتمد على تنظيمات محلية غير موحدة، في حين تتقدم دول مثل كينيا وسنغافورة وسويسرا بخطى ثابتة نحو أطر تنظيمية خاصة بها”.

المشهد لا يخلو من الأمل
ورغم التهديدات، لا يخلو المشهد من أمل بحسب العكاليك الذي قال “المنتدى الاقتصادي العالمي يتوقع توفير 78 مليون وظيفة جديدة بحلول 2030، مقابل فقدان 92 مليونا وتشمل الوظائف الأسرع نموًا: اختصاصيي الذكاء الاصطناعي، مطوري البرمجيات، والمهنيين في مجالات (العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الرياضيات).

مفترق طرق
ولخص العكاليك قائلا: ” يقف العالم اليوم أمام مفترق طرق تاريخي، فبينما يُظهر الذكاء الاصطناعي قدرة هائلة على حل مشكلات معقدة وتحفيز الابتكار، إلا أنه قد يتحول إلى قوة مدمّرة إذا لم يُدار بحكمة، الخطر لا يكمن في التقنية بحد ذاتها، بل في طريقة توجيهنا لها، إن المستقبل الآمن للذكاء الاصطناعي لا يتطلب فقط التنظيم، بل قيادة شجاعة، وتعاونًا دوليًا، واستثمارًا في الإنسان قبل الآلة”.

أمانك الرقمي مسؤوليتك – بقلم المهندس نضال البيطار

لستُ خبيرًا في الأمن السيبراني، لكن حرصي على سلامة كافة المواطنين والوطن دفعني لكتابة هذه السطور الموجّهة لكل مستخدم غير تقني. فنحن نقضي ساعات طويلة يوميًّا في تصفّح الهواتف والحاسبات دون إدراك حجم المخاطر التي تتربص بنا. أسرد في هذا المقال مجموعة من النصائح البسيطة التي ستمنح أي مواطن كان درعًا واقيًا في العالم الرقمي المتسارع، وذلك دون الحاجة إلى شهادات تقنية أو مصطلحات معقّدة.

أولا: كلمة المرور هي مفتاحك الأوّل

تخيّل أن بيتك يفتح بمفتاح واحد سهل النسخ. كلمة المرور الضعيفة تؤدي الغرض نفسه. اجعلها طويلة (12 حرفًا فأكثر)، واخلط بين حروف كبيرة، وصغيرة، وأرقام، ورموز. تجنّب كلمات مثل “123456”، ولتفادي نسيانها، استخدم دفترًا صغيرًا تحتفظ به في مكان آمن أو جرّب تطبيق إدارة كلمات المرور.

ثانيا: التحقّق بخطوتين — قفل إضافي بلا تكلفة

معظم التطبيقات تُتيح خيار «التحقّق بخطوتين»، أي إدخال رمز يصل هاتفك بعد كلمة المرور. بهذه الخطوة البسيطة تصعّب على المخترقين الوصول إلى حساباتك، حتى لو عرفوا كلمة المرور.

ثالثا: لا تضغط قبل أن تفكّر

رسائل البريد أو واتساب التي تطلب منك الضغط على رابط للحصول على جائزة «فورية» هي غالبًا فخ. اسأل نفسك: هل شاركت في مسابقة أصلًا؟ هل أعرف المرسل؟ تواصل مع الجهة بطرق أخرى قبل فتح الرابط أو تنزيل المرفق.

رابعا: حدّث جهازك ليبقى صامدًا

التحديثات ليست مجرد أشكال جديدة للتطبيق، بل هي لسدّ ثغرات أمنية. فعِّل التحديث التلقائي لنظام التشغيل والتطبيقات، خاصةً المتصفح وبرامج التواصل.

خامسا: شبكة الـWi-Fi تستحق كلمة مرور قوية

الضيوف اللطفاء قد يجلبون أجهزة مُصابة ببرمجيات خبيثة. أنشأ شبكة ضيوف بكلمة مرور منفصلة بدلًا من مشاركة شبكتك الرئيسية. اكتب اسم الشبكة وكلمة المرور على ورقة صغيرة وقدّمها للزائرين.

سادسا: لا تمنح التطبيقات صلاحيات تفوق حاجتها

هناك بعض التطبيقات التي تطلب الوصول إلى جهات اتصالك، فقبل الضغط على «سماح»، اسأل نفسك: هل يحتاج التطبيق فعلًا لهذا الإذن؟ ارفض أو احذف تطبيقات تطلب أذونات مريبة.

سابعا: النسخ الاحتياطي صمّام أمان النهائي

في حال تعرّض جهازك لفيروس فدية أو لأي سبب آخر يؤدي إلى مسح أو إقفال جميع ملفاتك، فإن النسخ الاحتياطي الدوري على قرص خارجي أو خدمة سحابيّة يضمن استعادة بياناتك وملفاتك وذكرياتك وصورك دون دفع فدية.

ثامنا: احمِ خصوصية أطفالك

أجهزة أبنائنا بوابة أخرى للمتطفّلين. استخدم إعدادات الرقابة الأبوية وحدّد أوقات استخدام الأجهزة، وعلّمهم عدم مشاركة صورهم أو معلوماتهم مع الغرباء.

في الختام، يؤكّد الخبراء أن 80% من الهجمات السيبرانية تستغل أخطاء بشرية بسيطة كان يمكن تجنّبها بخطوات قليلة مثل ما سبق. لا تتطلّب هذه الإجراءات إلا دقائق، لكنها تُجنِّبك خسائر مالية وابتزازًا رقميًا وقلقًا قد يستمر أيامًا. اجعل الأمن السيبراني عادة — تمامًا كغسل اليدين قبل الطعام — وستكون أنت وعائلتك أكثر أمانًا وثقة في عالم الإنترنت.

*الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات في الأردن – إنتاج

الأهلي يرعى أحد أبرز مسابقات الرياضات الإلكترونية في المملكة

 استمرارًا لدعمه المتواصل للمبادرات والفعاليات المخصصة لجيل الشباب، رعى البنك الأهلي الأردني مسابقة Red Bull Login للألعاب الإلكترونية، والتي نُظّمت مساء الجمعة في خيمة الألعاب الإلكترونية (The ARC) في مجمع الملك الحسين للأعمال، وشهدت حضورًا واسعًا من محبي الألعاب الإلكترونية من مختلف محافظات المملكة.

وتأتي رعاية البنك لهذا الحدث ضمن شراكته الاستراتيجية مع شركة “ريد بُل”، وانطلاقًا من التزامه بدعم قطاعات التكنولوجيا والابتكار والإبداع الرقمي، خاصة في مجال الرياضات الإلكترونية التي تشهد نموًا متسارعًا.

وخصّص البنك ركنًا تفاعليًا داخل موقع الفعالية، قدّم خلاله مجموعة من الأنشطة والهدايا للحضور، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على التطور الكبير الحاصل في مجال الرياضات الإلكترونية، ودعم مجتمع اللاعبين وتوفير البيئة الحاضنة لهم.

وشهدت المسابقة، التي تُعد واحدة من أكبر تجمّعات لاعبي الرياضات الإلكترونية في الأردن، مشاركة نحو 190 لاعبًا ولاعبة، تنافسوا على مدار أيام وسط أجواء حماسية، وحضور لافت من المهتمين وصنّاع المحتوى المتخصصين في مجال الألعاب الإلكترونية.

من جانبه، ثمّن الرئيس التنفيذي/المدير العام للبنك الأهلي الأردني د. أحمد الحسين جهود القائمين على المسابقة الاستثنائية، وقال تعليقًا على مشاركة البنك الأهلي الأردني في الفعالية: “إن رعايتنا لهذا النوع من الفعاليات تأتي تأكيدًا على دور البنك الريادي في تمكين أبنائنا وبناتنا من جيل الشباب، وتعزيز حضورهم في المجالات الإبداعية والرقمية، وتنمية مهاراتهم وتوسيع آفاق الفرص المستقبلية أمامهم”.

فريق “إمكان الإسكان” يشارك في جني محاصيل “مزرعة الدار”

شارك متطوعو بنك الإسكان ضمن فريق ” إمكان الٍإسكان ” في فعالية جني محاصيل البيوت البلاستيكية في مزرعة “الدار/ باب عمّان” التي تديرها جمعية دار أبو عبد الله في محافظة جرش.
وجاءت هذه المشاركة في ختام الدورة الزراعية ضمن دعم البنك لمشروع الزراعة المائية 2025، الهادف إلى تحقيق الاستدامة المعيشية للأسر المستفيدة، وذلك في إطار الشراكة المستمرة التي تجمع البنك بدار أبو عبدالله والتي تعكس التزام البنك من خلال مظلة “إمكان الإسكان” للمسؤولية الاجتماعية بدعم جهود الدار للوصول إلى أردن خالٍ من الجوع والفقر، عبر مكافحة أسبابه وتحويل الفئات التي تعاني منه لفئات منتجة ومكتفية ذاتياً، استكمالاً لرسالة تكية أم علي التي تربطها بالبنك شراكة استراتيجية طويلة.
وقد قدم بنك الإسكان من خلال مظلته للمسؤولية الاجتماعية “إمكان الإسكان”، دعماً مباشراً لإنجاح هذه الدورة الزراعية، مشتملاً على تغطية الكلف للبذار والتشتيل، وتوفير الأدوات الزراعية، بالإضافة للتدريب العملي للمستفيدين. وتنسجم هذه الجهود مع أهداف البرنامج الرامية لتقديم حلول ومعالجات لقضايا مجتمعية هامة، من خلال مساندة المشاريع التنموية والشراكة مع منظمات المجتمع المدني، تعزيزاً للتمكين الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، وتحقيقاً للأثر المستدام.
ومن المتوقع أن يسهم هذا الدعم في استمرارية المشروع وتوفير مصدر دخل ثابت للمستفيدين، من خلال إنتاج محاصيل ذات جودة عالية وقيمة تسويقية، بما يتيح استثمار عائداتها في تمويل دورات زراعية مستقبلية، بما يعكس مبادئ الاستدامة التي يتبناها البنك.
وكانت الفعالية قد شملت عمليات الفرز، والتعبئة، والتغليف تمهيداً للتوزيع، في تجسيد عملي لأهمية العمل التطوعي في بناء المجتمعات، والذي يعد من الركائز الجوهرية لمظلة “إمكان الإسكان” للمسؤولية الاجتماعية.
ويواصل البنك تطوير برنامج “إمكان الإسكان” بدعم مشاريع جديدة، حيث قدم تمويلاً إضافياً لعام 2025 لتشغيل 9 بيوت بلاستيكية أخرى، لتوسيع نطاق الأثر، في تأكيد على الالتزام بمبادئ الاستدامة.

زين تجدد شراكتها مع مؤسسة نهر الأردن ودعمها لخط 110 للأسرة والطفل

جدّدت شركة زين الأردن اتفاقية الشراكة التي تجمعها منذ عدّة أعوام مع مؤسسة نهر الأردن، مواصَلةً لدورها الفاعل في تمكين المجتمع المحلي، لا سيّما النساء والأطفال، وتعزيزاً لأواصر التعاون في مجال الخدمة المجتمعية في كافة محافظات المملكة.

وجاء تجديد الشراكة إيماناً من زين بجهود مؤسسة نهر الأردن في تمكين أفراد المجتمع من مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدةً التزامها بتقديم كافة أوجه الدعم لبرامج المؤسسة، وخاصةً برنامج حماية الطفل.

وبموجب الاتفاقية، تواصل زين تقديم خدمات الاتصالات والإنترنت الحصرية لكافة البرامج والمشاريع الخاصة بحماية الطفل والأسرة، إلى جانب دعمها المستمر لخط 110 للأسرة والطفل التابع للمؤسسة، والذي يوفر خدمات دعم وإحالة مجانية لحماية الأطفال والأسر من جميع أشكال الإساءة، كما تعمل زين على تقديم تدريبات نوعية للمرشدين التربويين العاملين على الخط لتعزيز مهاراتهم وتمكينهم من التعامل مع حالات العنف ضد الأطفال.

كما أطلقت زين هذا العام حملتين توعويتين للتعريف بخدمات الخط، الأولى عبر صفحاتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، والثانية من خلال رسائل نصية موجّهة إلى مشتركيها، بهدف رفع الوعي المجتمعي بالخدمات التي يقدمها الخط وآليات الوصول إليه، كما قدّمت زين دورتين تدريبيتين متخصصتين لفريق المؤسسة، تناولت الأولى التحول الرقمي، فيما ركّزت الثانية على الصحة النفسية، وذلك لضمان جودة الخدمات المقدمة.

وتأتي هذه الاتفاقية امتداداً لشراكة مستمرة لأكثر من 10 أعوام، بين زين ومؤسسة نهر الأردن، تعكس التزام الطرفين بقيم المسؤولية المجتمعية والعمل الإنساني، سعياً لتحقيق بيئة آمنة وداعمة للأطفال والأسر في مختلف أنحاء المملكة.

كابيتال بنك يوقع اتفاقية شراكة مع قوشان

في خطوة تهدف إلى تعزيز الخدمات العقارية المقدمة لعملائه، أعلن كابيتال بنك عن توقيع اتفاقية تعاون مع المستشار العقاري نادر العلان، مؤسس شركة “قوشان” (Qoshan.com)، يتم بموجبها العمل المشترك على تقديم حلول عقارية مبتكرة تخدم عملاء البنك وشركة قوشان على حد سواء. هذا ووقع الاتفاقية رئيس إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في كابيتال بنك تولين بارطو، ومؤسس شركة قوشان نادر العلان، بحضور عدد من الموظفين من الجانبين.

وفي تعليقها على الشراكة، قالت رئيس إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في كابيتال بنك، تولين بارطو:” نسعى في كابيتال بنك إلى توسيع نطاق خدماتنا لتلبية احتياجات عملائنا المتنوعة، بما في ذلك الحلول العقارية، لذا جاءت شراكتنا مع السيد نادر العلان، المستشار العقاري الذي يمتلك معرفة عميقة بالسوق المحلي، كخطوة مهمة لتعزيز تجربتنا المصرفية وتقديم قيمة مضافة لعملائنا. نؤمن أن هذه الشراكة ستساعدنا على الربط بين التمويل والاستشارة العقارية بشكل يسهّل على الأفراد اتخاذ قراراتهم بثقة واستثمار ناجح في العقار.”

من جانبه، أعرب المستشار العقاري نادر العلان عن شكره لكابيتال بنك على ثقته الكبيرة بخبرات شركة قوشان، موضحاً أن هذه الشراكة تمثل رؤية مستقبلية لتطوير قطاع التسويق العقاري من خلال العمل مع مؤسسة مصرفية رائدة. سنسعى معاً إلى تقديم حلول نوعية ومتكاملة للتمويل العقاري، تمنح المواطنين فرصاً مميزة لتملّك العقار بدعم من كابيتال بنك.

وأضاف العلان: “إن دخول كابيتال بنك في هذا العمق من تقديم الاستشارات العقارية يدل على وعي كبير بأهمية توجيه استثمارات العملاء نحو خيارات مدروسة ومجزية مالياً على المدى الطويل، سواء في اختيار الموقع أو طبيعة العقار.”

الذكاء الاصطناعي.. هل يسهم بتطوير التعليم وتحسين جودته؟

في عصر تتسارع فيه الخطى نحو الرقمنة، يبرز التعليم القائم على الذكاء الاصطناعي، كأحد أبرز الحلول المبتكرة لتعزيز جودة العملية التعليمية.

وبينما يعتمد هذا النموذج التعليمي على تحليل البيانات الدقيقة لأداء الطلبة، وتقديم محتوى تفاعلي يتكيف مع احتياجاتهم، ما يحقق تحسين النتائج الأكاديمية وزيادة فاعلية التعلم، كما يوفر للمعلمين أدوات تشخيص ومتابعة لحظية، تتطور كفاءاتهم وتمنحهم القدرة على التدخل التربوي السريع والفعّال، أكد خبراء في التربية، أن إدماج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم المدرسي، خطوة رائدة لبناء بيئة تعليمية أكثر حيوية وتفاعلية، ونقلة نوعية، تضع التعليم على مسار جديد يتواكب مع متطلبات العصر الرقمي.

وبينوا في أحاديث منفصلة لـ”الغد”، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، ينمي التفكير النقدي ومهارات التحليل، وحل مشكلات الطلبة، ويرفع من منسوب الوعي بتقنياته وتطبيقاتها في الحياة اليومية، والمجالات المهنية، مبينين أن دمج أدواته وتطبيقاته يسهم بتحقيق أهدافا تربوية جوهرية، منها: إعداد الطلبة للعصر الرقمي، عبر تمكينهم من استخدام أدواته والتقنيات الحديثة، بما ينهض بخبراتهم التعليمية ويؤهلهم للمستقبل.

الذكاء الاصطناعي حاضر بقوة
وبهذا الصدد، قالت الخبيرة التربوية ربى العمري، إن العالم يشهد تطورات متسارعة في الذكاء الاصطناعي الذي أصبح حاضرًا بقوة في مختلف القطاعات، ويُعد قطاع التعليم في مقدمتها، نظرًا لما يتمتع به من قابلية عالية للاستفادة من قدراته. معتبرا انه من الضروري على المعنيين بالتعليم، التفكير الجاد بسبل دمج الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة تعليمية، والتعرف على أدواته وتطبيقاته وتوظيفها في العملية التربوية.

وأكدت العمري، أن إدماج تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالتعليم المدرسي، خطوة رائدة لبناء بيئة تعليمية أكثر حيوية وتفاعلية، ونقلة نوعية، تضع التعليم على مسار جديد يتواكب مع متطلبات العصر الرقمي، كما تسهم هذه العملية بتحقيق أهداف تربوية جوهرية، كإعداد الطلبة للعصر الرقمي، بتمكينهم من استخدام تلك الأدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، ليصبحوا مؤهلين بخبرات مستقبلية.

ولفتت لأهمية تطوير العملية التعليمية بإدماج مهارات الذكاء الاصطناعي في المناهج، وأساليب التدريس، والأنشطة التعليمية، ما يوسع فرص التعلم والوصول للمعرفة، وتحسين الأداء الإداري في المؤسسات التعليمية، بما يسمح بالتركيز على التعليم.

وأشارت إلى أنه يدعم اتخاذ القرار التربوي، بالاعتماد على تحليل البيانات التعليمية والمخرجات التربوية، محققا بذلك فاعلية أكبر في التخطيط والتقييم، والتفاعل والتواصل بين المعلمين والطلبة، والمؤسسات التربوية والمجتمع المحلي، بما يحقق بناء بيئة تعليمية تشاركية، وتطوير منظومة التعليم المهني، وتحسين جودة التدريب عبر محاكاة البيئات العملية، وتوفير تجارب تعليمية واقعية، دون الحاجة لمعدات مادية باهظة، فضلًا عن ربط البرامج التعليمية باحتياجات سوق العمل.

وأوضحت العمري، أن الانتقال من توظيف التقنيات التقليدية في التعليم إلى دمج الذكاء الاصطناعي، تحول عميق في فلسفة التعليم المعاصر، إذ تصبح البيانات والتحليل، والتفاعل الذكي، المحرك الأساسي لعملية التعلم، ما يفتح آفاقًا جديدة لتعليم مخصص وفعّال.

ولضمان نجاح الدمج وتحقيق الأهداف، أشارت لضرورة اتباع خطوات منهجية، تشمل: وضع إستراتيجية وطنية واضحة المعالم، تراعي الأولويات والاحتياجات الفعلية للبيئة التعليمية المحلية، وتقييم الوضع القائم من حيث البنية التحتية التكنولوجية، وجاهزية الكوادر التعليمية والطلبة، وتحديد الفجوات في الموارد والمهارات.

تحديث البنية التحتية التقنية
كما أشارت إلى تحديث البنية التحتية التقنية بتوفير شبكات اتصال إلكترونية عالية الجودة، وأجهزة وتقنيات حديثة للمعلمين والطلبة، وتطوير منصات تعليمية تدعم الذكاء الاصطناعي، وتقدّم محتوى تفاعليًا، مع ضمان أمن البيانات وسريتها إلى جانب بناء القدرات وتدريب الكوادر التعليمية والإدارية على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بالتدريس والتقويم والإدارة، عبر برامج تدريبية مستمرة، وخلق ثقافة مؤسسية داعمة لهذا التوجه.

ولفتت العمري إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات العالمية، لتوفير حلول تقنية ودعم فني وخبرات، وتصميم محتوى تعليمي ذكي، وتطوير تطبيقات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، متوافقة مع المناهج واحتياجات المتعلمين، والتقييم المستمر وقياس الأثر، لضمان التحسين والتطوير الدائمين، وتشجيع البحث والابتكار بدعم الجامعات ومراكز الأبحاث، لتطوير حلول تعليمية قائمة على الذكاء الاصطناعي، والتوعية المجتمعية بأهميته.
وأكدت العمري على أن الذكاء الاصطناعي، ليس بديلاً عن المعلم، بل شريكًا ذكيًا له، فدور المعلم محوري كمرشد ومحفّز وميسّر للتعلم، لما يتمتع به من قدرة على التفاعل الإنساني، وتعزيز التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلبة، وهي جوانب لا يمكن للذكاء الاصطناعي الحلول مكانها، لكنه يتولى  المهام الروتينية، ويوفّر أدوات تدعم تعلّمًا أكثر تخصيصًا وفعالية.

إدماج الذكاء
الاصطناعي بالتعليم
بدوره، قال الخبير التربوي فيصل تايه، إن التطوّرات المتسارعة في تقنية المعلومات والاتصالات، حتمية، مضيفا أن إدماج الذكاء الاصطناعيّ بالتعليم، مطلب رئيس في عصر الرقمنة، يقود لإحداث تحوّلات في التعليم، تستوعب التحديثات وتقوم بدمجها، فهو أحد أبرز التقنيات الثورية التي شهدت تطوراً ملحوظاً في العقود الأخيرة، وقد أثبتت قدرتها على إحداث تغييرات جذرية بقطاع التعليم.

وأشار تايه إلى أنه ليس مجرد أداة تقنية متقدمة، بل شريكاً فاعلاً يسهم بإعادة صياغة المناهج التعليمية، وتطوير أساليب التدريس، وتحسين تجربة التعلم.
وأوضح أن أحد أبرز إسهاماته، هي التخصيص الفائق لمسارات التعلم، فبدلاً من منهج واحد يناسب الجميع، يمكن للأنظمة المدعومة به تحليل أنماط تعلم الطلبة، وكذلك نقاط قوتهم وضعفهم، ومن ثم تكييف المحتوى التعليمي والأنشطة، لتتناسب مع احتياجات كل منهم على حدة.

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي، يوفر تغذية راجعة فورية ودقيقة، يمكن للمنصات التعليمية المدعومة به تصحيح الواجبات والاختبارات بسرعة فائقة، وتقديم ملاحظات تفصيلية للطلبة حول بأخطائهم، وكيفية تحسين أدائهم، ما يساعدهم على تصحيح مفاهيمهم قبل أن تتأصل. مشيرا إلى أنه يؤدي دورا حيويا في أتمتة المهام الإدارية، ما يوفر للمعلمين وقتًا أثمن لتركيز جهودهم على التدريس، وتطوير المناهج، وتقديم الدعم الفردي للطلبة وتعزيز جودة التعليم.

انعكاسات إيجابية كبيرة
الخبير التربوي عايش النوايسة، قال إن التحول في شكل التعليم ضرورة في ظل التطورات الرقمية المرتبطة بالذكاء الصناعي، مضيفا أن نظم التدريس التقليدية لم تعد قادرة على مواجهة التغيرات أو تقديم تعليم نوعي يتلاءم مع طبيعة العصر واحتياجات المتعلمين واهتماماتهم. مبينا أن استخدام الأنظمة الذكية المرتبطة به في التعليم، يظهر انعكاسات إيجابية كبيرة؛ إذ توفر هذه الأنظمة تعليما يراعي الاحتياجات الفردية للطلبة، ويعالجها.

وأوضح النوايسة، أن الأنظمة الذكية تعتمد عليه لتحليل مستويات الطلبة، وتحديد نقاط قوتهم وضعفهم، وبالتالي تصميم تعليم يتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم، فإذا كان الطالب ضعيفا في الرياضيات كمثال، يقدم له النظام تمارين إضافية بأسلوب مبسط، يساعده على الفهم بشكل أفضل، ويركز على معالجة نقاط ضعفه.

كما أن هذه الأنظمة، بحسب النوايسة، تجعل التعليم أكثر متعة، عبر التنوع في الوسائل والأنشطة، واستخدام الألعاب، وغيرها من الأدوات التي تحفز الطلبة، وتولد دافعية أعلى للتعلم.

ولفت إلى أن مثل هذه الأنظمة، تعتمد على التغذية الراجعة والفورية لتصحيح مسار تعلم الطلبة، والتخفيف من عبء المعلم؛ بجعله يركز على دعم تحسين التعلم، ويوفر مرونة كبيرة؛ ويختصر قيود المكان والزمان، ما يسمح للطلبة والمعلمين بممارسة أنشطة التعليم دون تقيد بحصة صفية تقليدية، ويتيح مساحة أكبر للإبداع، ويشرك أولياء الأمور بتحمل مسؤولية تعلم أبنائهم، ويدعم تعلم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، بتوفير أنظمة ذكية تشمل الصوت والصورة، وتتيح للمعلم والمتعلم حرية التحكم فيها.

ومع ذلك، بين النوايسة، إن هذا النوع من التعليم يحتاج لبيئة مناسبة تشمل بنية تحتية تقنية متطورة، كتوفير الإنترنت عالي السرعة لضمان تشغيل الأنظمة الذكية بسلاسة، وتزويد المدارس بالحواسيب اللوحية (Tablets)، والسبورات الذكية، وأجهزة الواقع الافتراضي (VR).

وأشار إلى أن هذا النوع من التعليم، يتطلب استخدام منصات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل مستوى الطالب، وتقديم محتوى مخصص، لافتا لضرورة تدريب المعلمين على استخدام أنظمة التعليم الذكي، وتطبيق أدوات كتحليل البيانات والتعليم التفاعلي، لذا يجب تطوير المناهج الدراسية التقليدية لتكون متوافقة مع الأنظمة الذكية، واستخدام تقنيات كالألعاب التعليمية، ومقاطع فيديو تفاعلية، واختبارات مخصصة لتناسب القدرات الفردية للطلبة.

المصدر 

البيطار يتحدث لبرنامج “نبض البلد” حول تأسيس المشاريع الريادية

الرئيس التنفيذي لجميعة شركات تقنية المعلومات والاتصالات م. نضال البيطار: 52.4% من الأردنيين يخططون لتأسيس مشروع خلال السنوات الثلاث المقبلة

لمتابعة الحديث اضغط هنا

“البوتاس العربية” تستعرض تحولها النوعي بالأرقام وتطرح رؤيتها لعقد صناعي جديد

ضمن سلسلة الجلسات حوارية التي تعقدها جماعة عمّان لحوارات المستقبل مع المؤسسات الاقتصادية، استضافت جماعة عمّان لحوارات المستقبل كلاً من رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، المهندس شحادة أبو هديب، والرئيس التنفيذي للشركة، الدكتور معن النسور، حيث عرضت إدارة الشركة واقع الأداء التشغيلي والمالي للشركة والمشاريع التي أنجزتها وخططها المستقبلية. كما تناولت الجلسة الحوارية الأداء المتقدّم للشركة، والرؤية الاستثمارية بعيدة المدى، والدور المجتمعي الذي تضطلع به الشركة كأحد ركائز الاقتصاد الوطني.
وكان رئيس أعضاء جماعة عمّان لحوارات المستقبل بلال حسن التل قد رّحب في بداية اللقاء برئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، المهندس شحادة أبو هديب، والرئيس التنفيذي للشركة، الدكتور معن النسور، مثمناً تلبية الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء الحواري الذي يعكس حرص الشركة على التواصل البنّاء مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني، ومشاركتها الفاعلة في النقاشات الوطنية حول التنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية.
وأكد المهندس أبو هديب أن شركة البوتاس العربية تمثل قصة نجاح وطنية متكاملة، تطورت خلال الأعوام الأخيرة إلى نموذج صناعي وتنموي يحتذى به في الأردن والمنطقة، وذلك بفضل استراتيجيات دقيقة، واستثمارات مدروسة، وإدارة متكاملة للموارد.
وأضاف المهندس أبو هديب أن الشركة حققت، منذ عام 2019، قفزات نوعية في كفاءتها التشغيلية، ما عزز من مكانتها كمورد رئيسي للأسمدة في الأسواق العالمية، وساهم في تأمين سلاسل التوريد الزراعي في مناطق متعددة من العالم، ما يجعلها اليوم فاعلاً مهماً في منظومة الأمن الغذائي العالمي.
وعرض المهندس أبو هديب استراتيجية النمو لقطاع الأسمدة والكيماويات المشتقة للأعوام (2024–2034)، والتي تتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي، وتهدف إلى ترسيخ مكانة الأردن كمصدر رئيس للمنتجات السمادية والكيماوية على المستويين الإقليمي والعالمي، موضحاً أن هذه الاستراتيجية تمثّل خارطة طريق متكاملة تهدف إلى تحقيق التكامل بين عناصر الإنتاج المتوفرة محلياً وتطوير صناعات تكميلية قابلة للتصنيع داخل المملكة، بما يعزز من مساهمة القطاع في الأمن الغذائي العالمي ويفتح آفاقًا تنافسية أمام الأردن للدخول في صناعات المستقبل.
وأكد المهندس أبو هديب أن هذا التوجه الوطني يتقاطع مع تطلعات شركة البوتاس العربية بأن تبقى مساهماً رئيساً في تنفيذ السياسات التنموية الكبرى، من خلال المواءمة بين خططها المؤسسية ومبادرات الدولة الاستراتيجية، بما يخدم الاقتصاد الوطني ويكرّس مكانة الأردن كمركز إقليمي للصناعات التعدينية المتقدمة.
وبين، أن شركة البوتاس العربية تسير بخطى واثقة نحو تعزيز حضورها العالمي، وتحقيق التكامل مع الشركات الوطنية الأخرى مثل شركة مناجم الفوسفات الأردنية، من خلال مشاريع مشتركة مثل إنتاج حمض الفوسفوريك والأسمدة المتخصصة، إضافة إلى مشروع التوسعة في شركة برومين الأردن الذي يتكون من أربعة أجزاء رئيسية وبكلفة إجمالية تبلغ (813) مليون دولار أمريكي.
واستعرض المهندس أبو هديب المساهمات المالية الضخمة للشركة في رفد خزينة الدولة، حيث دفعت منذ عام 2019 ما يزيد عن (1.1) مليار دينار أردني كمدفوعات لخزينة الدولة، إلى جانب تعزيزها لاحتياطي العملات الأجنبية في النظام المصرفي في المملكة بنحو (8.6) مليار دولار .
ولفت ، إلى أن الشركة أطلقت مركز البحث والتطوير والابتكار في عام 2024، بهدف تطوير منتجات البوتاس المتخصصة والصناعات المشتقة ، ورفع كفاءة التشغيل، ودراسة الفرص المرتبطة بالعناصر الأخرى، وذلك انسجاماً مع توجه الشركة للدخول في صناعات المستقبل.
من جانب آخر، أشار المهندس أبو هديب إلى أن «البوتاس العربية» تُعد من الشركات القليلة التي تطبق منظومة مؤسسية ومتقدمة في برامج المسؤولية المجتمعية، حيث تجاوزت حجم مساهماتها حوالي (66) مليون دينار خلال آخر خمس سنوات، وارتبطت هذه المساهمات بمشاريع مستدامة في التعليم، والصحة، والبيئة، والبنية التحتية، وتمكين الشباب والمرأة.
وأكد  أن الشركة تعتبر المجتمعات المحلية شريك هام في استدامة العملية الإنتاجية، وأن الاستثمار في الإنسان لا يقل أهمية عن استثمارات الشركة أخرى.
من جانبه، قدّم الدكتور معن النسور قراءة تحليلية لأداء شركة البوتاس العربية خلال السنوات الخمس الماضية والخطط الموضوعة للأعوام المقبلة وحتى عام 2034، مؤكداً أن ما تحقق من نتائج مالية وتشغيلية يعكس حرفية عالية في الإدارة والتخطيط، ويضع الشركة في مصاف الشركات العالمية في قطاع الأسمدة والبوتاس.
وأوضح  أن الشركة رفعت الكميات المنتجة من (2.4) مليون طن في 2018 إلى (2.84) مليون طن في 2024، وهو رقم قياسي تحقّق بفضل مشاريع نوعية في رفع الكفاءة التشغيلية وذلك قبل دخول مشاريع التوسعة في الخدمة. كما قامت إدارة الشركة بزيادة حجم المبيعات لتصل إلى (2.78) مليون طن، وقد تطلب تحقيق هذا الرقم المرتفع على مستوى كميات المبيعات زيادة قدرة الشركة الإنتاجية من منتجات جديدة مثل البوتاس الحبيبي الأحمر والبوتاس العادي الأحمر حيث تم إدخال ستة أصناف جديدة من هذه المنتجات لتلبي متطلبات أسواق متخصصة في أوروبا وآسيا والأمريكيتين.
وتناول الدكتور النسور الأثر المالي لهذا الأداء، حيث بلغت الأرباح الصافية (1.6) مليار دينار خلال خمس سنوات، مشيراً إلى أن أرباح إنتاج وبيع البوتاس شكلت 54% من إجمالي الأرباح التي حققتها شركة البوتاس العربية في العام 2018، لترتفع إلى ما نسبته 73%  في العام 2024، ما يعكس قوة العمليات الأساسية في الشركة. واستعرض الدكتور النسور ملامح استراتيجية شركة البوتاس العربية للأعوام( 2024–2028) والتي تركّز على تعزيز قدرة الشركة في التوسع الإنتاجي، وتنويع محفظة المنتجات، وتبنّي أحدث تقنيات التصنيع، وتطبيق أنظمة الرقمنة والذكاء الاصطناعي، إلى جانب الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار، والدخول في صناعات تحويلية واعدة مثل الليثيوم والأمونيا والأسمدة المتخصصة. وبيّن أن هذه الاستراتيجية تُجسّد رؤية الشركة في تقديم منتجات عالية الجودة والنقاء، تلبّي تطلعات الأسواق العالمية، وتدعم استدامة النمو التشغيلي والتنافسي للمجموعة.
وعن الخطط المستقبلية، كشف الدكتور النسور أن الشركة ستنفذ استثمارات رأسمالية بقيمة (3) مليارات دولار أمريكي حتى عام 2034، تشمل مشروع التوسع الجنوبي الذي يهدف إلى زيادة إنتاج البوتاس إلى ما يقارب (3.7) ملايين طن سنوياً من خلال الاستغلال الأمثل لجميع المساحات المتاحة في جنوب منطقة الامتياز، مبيناً أن مشروع التوسع الجنوبي الذي تقدر كلفته بحوالي (1.1) مليار دولار يتضمن بناء مصنع بلورة باردة جديد، بطاقة إنتاجية تصل الى (1) مليون طن من مادة البوتاس، إضافة إلى مصنع لرص البوتاس وإنتاج البوتاس الحبيبي، إلى جانب مشروع التوسع الشرقي الذي يهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية بما يقارب (120) ألف طن من البوتاس سنوياً.
وأكد ، أن هذه المشاريع تعتمد على مصادر جديدة للمياه والطاقة، ومن أهمها خطط توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية بقدرة (30) ميغاواط، وأخرى بخلايا عائمة على برك المياه، مشدداً على أن الاستدامة أصبحت جزءً من عمليات الشركة. واتفق كل من المهندس أبو هديب والدكتور النسور على أن شركة البوتاس العربية تُجسّد اليوم مفهوم الشركة الوطنية ذات الرؤية العالمية، التي لا تكتفي بتحقيق الأرباح، بل تؤمن بدورها كشريك للدولة والمجتمع في بناء نموذج اقتصادي متوازن، مستدام، ومبني على الابتكار، والشراكة، والمسؤولية.
وأكد التل أن هذا الحضور يعكس روح الانفتاح المؤسسي الذي تنتهجه «البوتاس العربية»، ويشكّل فرصة مهمة للاطلاع عن كثب على ما حققته من إنجازات، وما تسعى إليه من خطط طموحة تعزز دورها في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
وشهدت الجلسة نقاشاً موسّعاً، أعرب خلاله الحضور عن تقديرهم للجهود التي تبذلها شركة البوتاس العربية، مشيدين بما حققته من إنجازات بارزة خلال السنوات الماضية على المستويين الاقتصادي والمجتمعي.