طلبة مدارس ينتجون تطبيقات ألعاب إلكترونية.. طموحات بلا حدود

لم يكن يعلم الطالب حمزة الشرفات عن صناعة الألعاب الإلكترونية قبل سنوات إلا “الاستهلاك” وقضاء الوقت والتسلية في تحميل ألعاب إلكترونية تستهوي الصغار والشباب من عمره، لكنه اكتسب بعض المعرفة ليمسي وفريقه منتجا لهذه الألعاب.

حمزة، البالغ من العمر 16 سنة، من مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز (المفرق)، كان يرى أن الأمر صعب في البداية، وتساءل كثيرا: كيف يمكن أن يتعلم ويبرمج ويصنع طلاب بعمره لعبة ألكترونية يمكن تحميلها عبر المتاجر الإلكترونية الهواتف الذكية مثل باقي تطبيقات الألعاب؟ لكنه يؤكد الآن أن الأمر أصبح سهلا لا سيما عندما توافرت له ولفريقه الفرصة للتطبيق العملي على ابتكار قصة وتصميمها وبرمجتها، حتى تمكنوا من إنتاج لعبة حملت عنوان “نشمي واليوبيل الفضي”.

اللعبة التي أنتجها فريق الطالب حمزة الشرفات، حصدت المركز الأول عن إقليم الشمال في تحدي تطبيقات ألعاب الموبايل في نسختها السابعة عشرة، وهي تقوم على شخصية تحمل اسم “نشمي” تحارب مجموعة من التحديات المجتمعية، وشاركه في إنتاج اللعبة الطلاب أسامة العموش، أحمد الطحان، وبانا شديفات الذين قاموا بأدوار مختلفة للوصل إلى لعبة يمكن لعبها والاستمتاع بها، حيث لفت حمزة إلى الدور الكبير الذي لعبه مدرس الحاسوب في مدرسته الأستاذ علاء الطحان في التدريب والمتابعة.

جاء اكتساب حمزة لهذه المعرفة بعد مشاركته العام الحالي في تحدي تطبيقات العاب الموبايل، وهو إحدى مبادرات صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية التي تستهدف طلبة المدارس.
وبعد تجربة “ممتعة” مرت بمراحل: التعريف بصناعة الألعاب، التدريب، ومن ثم العمل على إنتاج التطبيق، وفوز فريقه بالتحدي، يخطط الطالب حمزة لدراسة تخصص الألعاب الإلكترونية والعمل في مجاله اذا توفرت له الفرصة في المستقبل، معبرا عن طموحات لا محدودة.

بنفس شغف وطموح حمزة  تتحدث الطالبة ميار الرواجفة من الصف الأول الثانوي في مدرسة “الراجف الثانوية المختلطة”، مبينة أن تجربة تصميم وإنتاج لعبة إلكترونية هي تجربة مفيدة تعلم الصغار التفكير الإبداعي والابتكار والعمل بروح الفريق.

وتقول الطالبة ميار إنها بعد هذه التجربة تحلم بدراسة تخصص في مجال الصحة لكنها تفكر في إدماج صناعة الألعاب بالمجال الصحي، فهي لم تكن تتوقع يوما أن تسهم في تصميم وإنتاج لعبة إلكترونية وأن تكون اللعبة ذات رسالة ومعنى أيضا، لأن حدودها كانت تقف عن الاستهلاك واللعب والتسلية مثل باقي الصغار.

وتمكن فريق مدرسة “الراجف” من إنتاج لعبة حملت اسم “كنوز اليوبيل” مكونة من سبعة مستويات كل مستوى يسأل اللاعب مجموعة من الأسئلة عن إنجازات المملكة في عهد الملك عبدالله الثاني، وشارك الطالبة ميار إنتاج اللعبة كل من ريتاج الرواجفة، جمانة الرواجفة، وأروى الرواجفة، بإشراف معلمة الحاسوب شفاء النعيمات.

وتنصح قائدة فريق مدرسة “الهاشمية الثانوية المختلطة” الطالبة هلا الطحاينة الطلاب والصغار بالبحث عن دورات ومبادرات تعنى بتعليم صناعة الألعاب الإلكترونية، لأنها تعلمهم الكثير من الصفات والمهارات الرقمية والحياتية والعمل بروح الفريق ولأنها تعكس أفكارهم وإبداعاتهم.

وتؤكد الطالبة هلا أن فريق مدرستها فاز بالمركز الأول في التحدي عن إقليم الوسط، عندما تمكنوا من إنتاج لعبة بعنوان “أبطال الأردن” تحتوي شخصية جد يسأل أحفاده عن تاريخ الأردن حيث يتدرج اللاعب بمستويات، حيث شاركها في إنتاج اللعبة الطالبات: جمان الزيود، جوري الزيود، ورفيف الزيود، وبإشراف معلمة الحاسوب في المدرسة ايمان الزيود.

وتقول الطالبة هلا إن دراستها تخصص “التعليم المهني، تكنولوجيا المعلومات” في الثانوية ساعدها على دخول التحدي بقوة.

وتلفت إلى أنها ستعمل على تطوير مهاراتها في هذا المجال الذي تحلم دراسته ودخول مجاله مستقبلا.

من جانبه، يرى الشريك الإداري والتقني لمختبر الألعاب الإلكترونية نور خريس إن تطوير ألعاب الموبايل ليس بالأمر السهل، ولكنه أيضًا ليس بالصعوبة التي قد يتصورها البعض، خاصة عندما يتعلق الأمر بتعليم الأطفال هذا المجال وهم قريبون جدًا من التكنولوجيا كمستخدمين، وخاصة الألعاب الإلكترونية.

ويبين خريس أن الأمر يتطلب مزيجا من تعليم الأطفال الإبداع والمهارات التقنية للتطوير، ما يجعل من الممكن للأطفال تعلم المفاهيم الأساسية لتطوير الألعاب بطريقة ممتعة وتفاعلية.

المصدر الغد 

الحوسبة الصحية تجدد اعتماد شهادة آيزو 9001 للمرة السادسة

جددت شركة الحوسبة الصحية اعتماد شهادة ISO 9001 للمرة السادسة على التوالي، بنسختها المحدثة ISO 9001:2015، تقديراً لجودة أنظمة إدارة الجودة المعتمدة في دائرة الدعم الفني، والموارد البشرية، والمشتريات، مما يعكس التزام الشركة بتنفيذ خططها ومشاريعها وفق أعلى المعايير العالمية.
وقالت الشركة، في بيان اليوم الثلاثاء، إن تجديد الاعتماد جاء بعد إتمام عملية التدقيق الدوري من قبل شركة SGS، الجهة المانحة لشهادات المطابقة الدولية، التي أكدت التزام الشركة بكافة معايير الشهادة وفقاً للمواصفات الدولية المعتمدة.
وأعرب الرئيس التنفيذي لشركة الحوسبة الصحية، المهندس عمر إبراهيم عايش، عن فخره بتجديد اعتمادية هذه الشهادة على مدار السنوات، مشيراً إلى أن ذلك يعكس حرص الشركة على تعزيز بيئة العمل لديها من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية.
وأضاف أن تطوير نظام فعال لإدارة الجودة يعد ضرورياً لمواصلة رحلة الشركة في تقديم أفضل الخدمات والارتقاء ببيئة العمل.
يشار إلى أن شركة الحوسبة الصحية قد حصلت على العديد من الشهادات العالمية على مدار السنوات الماضية، من أبرزها شهادة ISO 27001 الخاصة بأمن وإدارة المعلومات ومراكز البيانات، وشهادة ISO 22301 لإدارة استمرارية الأعمال، بالإضافة إلى شهادة ISO 9001 لنظام إدارة الجودة.

توجه لوضع دليل للمهارات الرقمية يشمل كبار السن

تتوجه الحكومة ومن خلال وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة إلى وضع دليل شامل للمهارات الرقمية يتضمن المهارات الرقمية المطلوبة في المستقبل، ليكون دليلا شاملا ومرشدا لجميع فئات المجتمع الأردني مع تركيز على فئة كبار السن وذوي الهمم وشريحة السيدات وخصوصا الفتيات صغيرات السن.

واقترحت الحكومة هذا التوجه ضمن ما ورد من مقترحات ومحاور في سياسة الشمول الرقمي التي تسعى لإصدارها والمضي في تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، تحت إطار محور خاص يعنى بالمهارات الرقمية.

وقالت الحكومة في مسودة السياسة، التي حصلت الغد على نسخة منها بأنها تدرك أن التطور الرقمي المتسارع يشكل تحديا أمام الفئات التي تعاني من الفجوات المعرفية الرقمية ونقص المهارات اللازمة للتعامل مع الواقع الرقمي الجديد، وأن تنمية المهارات الرقمية لدى كافة فئات المجتمع وخاصة الأشخاص من ذوي الهمم وكبار السن والمرأة والفتيات صغيرات السن هي أولوية وطنية.

وأكدت الحكومة في مسودة السياسة، التي انتهت من الاستشارة العامة بشأنها وتمضي في إجراءات تجويدها وإصدارها بشكلها النهائي، أن الحكومة ستطلب من وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وضع دليل شامل للمهارات الرقمية بحيث يتضمن هذا الدليل أنواع المهارات الرقمية والمستويات المطلوبة وآلية لتقييم المهارات مع التركيز على احتياجات كبار السن وذوي الإعاقة والنساء والفتيات صغيرات السن والطلبة من مهارات ومعارف رقمية.

وبينت الحكومة في السياسة أن على وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وبالتعاون مع المؤسسات التعليمية والأكاديمية والمهنية العمل على توفير البرامج التدريبية لكافة أنواع المهارات وبكافة المستويات للفئات غير المقتدرة لبناء قدرات مجتمعية رقمية قادرة على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية المترتبة على الرقمنة وتكنولوجيا المستقبل.

وقالت إن الحكومة ضمن هذه السياسة ستطلب من المجلس الوطني لشؤون الأسرة وبالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة عقد جلسات توعية رقمية بحيث يجري خلال هذه الجلسات الوصول إلى كبار السن في مختلف مناطق المملكة لتزويدهم بالمهارات الرقمية الأساسية اللازمة لضمان إدماجهم في المجتمع الرقمي والاستفادة من الخدمات الرقمية المختلفة.

المصدر الغد

الذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات.. ركيزتا المستقبل

في عصر يشهد سباقا عالميا نحو الابتكار الرقمي، يظهر الذكاء الاصطناعي  AI –  Artificial Intelligence وحوكمة البيانات Data Governance، كركيزتين أساسيتين لتحقيق الكفاءة والتنمية المستدامة. تتسابق الدول لتبني هذه التقنيات، ليس فقط لتحسين الإنتاجية، بل لضمان التقدم الاقتصادي والاجتماعي. فكيف يمكن لهذه الأدوات أن تعيد تشكيل العالم من حولنا؟

تشير التقارير العالمية، إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يضيف 15.7 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول العام 2030، وفقا لتقرير صادر عن PwC. هذا الرقم يعكس أهمية الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي العالمي، مما يجعل تبني هذه التقنيات أمرا حتميا لتحقيق التفوق التنافسي.

• الأردن.. خطوات نحو الريادة
في الأردن، تم اتخاذ خطوات مهمة لتنظيم حماية البيانات الشخصية وتطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي. أصدر قانون حماية البيانات الشخصية رقم 24 لسنة 2023 بتاريخ 17 أيلول (سبتمبر) العام الماضي. تلتزم جميع الجهات التي تتعامل بالبيانات بتوفيق أوضاعها خلال عام واحد ينتهي في 16 آذار (مارس) العام المقبل. يهدف هذا القانون إلى حماية خصوصية الأفراد وتنظيم معالجة بياناتهم الشخصية.
كما أقر مجلس الوزراء الأردني الاستراتيجية الأردنية للذكاء الاصطناعي (2023-2027) بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والهيئات الدولية الأخرى. تتضمن الخطة التنفيذية 68 مشروعا على مدار 5 سنوات، وتهدف إلى جعل الأردن مركزا إقليميا للذكاء الاصطناعي من خلال تعزيز القدرات التكنولوجية والبنية التحتية الرقمية.
• السعودية.. رؤية طموحة للذكاء الاصطناعي
تسعى السعودية إلى تحقيق
12.4 % من الناتج المحلي الإجمالي من خلال الذكاء الاصطناعي بحلول العام 2030، مما يعادل أكثر من 135 مليار دولار. تعمل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي  SDAIA، على تطوير استراتيجية وطنية تهدف إلى جعل المملكة من الدول الرائدة عالميا في هذا المجال. تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في السعودية لمكافحة الاحتيال، إدارة المخاطر وتحليل البيانات. كما تم إطلاق “قانون حماية البيانات الشخصية”، لضمان خصوصية الأفراد والامتثال المعايير الدولية.
• قطر.. مركز عالمي للذكاء الاصطناعي
أطلقت قطر استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى تحويلها إلى مركز عالمي في هذا المجال. تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة المخاطر، تعزيز الامتثال التنظيمي، وتحليل البيانات لتقديم خدمات مالية أكثر كفاءة. إضافة إلى ذلك، أصدرت قطر قوانين لحماية البيانات، مما يعكس التزامها ببناء منظومة رقمية آمنة.
• الإمارات.. الريادة الإقليمية
تعتبر الإمارات من رواد تبني الذكاء الاصطناعي في المنطقة. أطلقت الحكومة وزارة مختصة بالذكاء الاصطناعي، واستراتيجية وطنية تهدف إلى تحقيق الريادة بحلول العام 2031. تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في الإمارات، حيث يتم توظيفها في اكتشاف الاحتيال، تقييم المخاطر، وأتمتة العمليات مع تعزيز البيئة الرقمية الآمنة عبر قوانين حماية البيانات.
1. الاتجاهات العالمية: تداخل الجهود الإقليمية والعالمية
بينما تبذل دول مثل الأردن، السعودية، قطر والإمارات جهودا بارزة لتطوير استراتيجياتها في مجال الذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات، فإن هذه الجهود تتماشى مع الاتجاهات العالمية التي تقودها دول مثل الولايات المتحدة الصين وألمانيا. على سبيل المثال:
• تعتمد الولايات المتحدة على أطر تنظيمية مثل “إطار عمل الذكاء الاصطناعي المسؤول”، لدعم الاستخدام الأخلاقي.
• تسعى الصين إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، في الصناعات التحويلية والخدمات المالية.
• تعمل الهيئات الأوروبية، مثل الاتحاد الأوروبي، على وضع معايير شاملة تتعلق بحوكمة البيانات والاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي.
هذا التداخل بين الجهود الإقليمية والعالمية يظهر أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مبادرة وطنية، بل هو جزء من حركة عالمية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة عبر تقنيات مبتكرة.
2. أهمية الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد
يعد الذكاء الاصطناعي أحد المواضيع الرئيسية في مستقبل الاقتصاد. يرى الخبراء أن الذكاء الاصطناعي سيتفوق على البشر في العديد من المهام الإدراكية خلال السنوات المقبلة. حتى أن إيلون ماسك توقع أن تتجاوز الأنظمة الحاسوبية قدرات الدماغ البشري بحلول العام المقبل. ورغم أن هذه الرؤى قد تبدو مبالغة، إلا أن دور الذكاء الاصطناعي لا يمكن إنكاره في تسريع العمليات وتحسين الكفاءة.
3. البيانات الضخمة، الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
يتفق العديد من الخبراء التقنيين على أن البيانات الضخمة  Big Data – BD  ومعالجة البيانات الآلية باستخدام الذكاء الاصطناعي  Artificial Intelligence – AI  و/أو التعلم الآلي  Machine Learning – ML، المفاتيح الرئيسة  للتحول الرقمي في معظم الصناعات تقريبا. وحتى في القطاع المالي، هناك سيناريوهات تطبيقية لا يمكن تصورها من دون تقنيات BDAI/ML.
بشكل مبسط، تم تعريف الذكاء الاصطناعي من قبل الخبراء التقنيين، على أنه مزيج من البيانات الضخمة، الموارد الحاسوبية والتعلم الآلي. ومع ذلك، لا توفر هذه التعريفات تمييزا عالميًا واضحا بين أساليب BDAI/ML والأساليب الأخرى. في الواقع، عند فحص أسلوب معين، يجب على الممارسات الإشرافية، تقنيات الفحص، وشدة الفحص أن تأخذ في الاعتبار خصائص BDAI/ML، ومدى وضوح هذه الخصائص. وبالتالي لا توجد حدود فاصلة تماما بين الأساليب، وقد يظهر بعض التداخل فيما بينها.
4. تصنيف  خصائص BDAI/ML
يمكن تصنيف الخصائص في ثلاثة أبعاد لسيناريو BDAI/ML:
• المنهجية والأساس البياني: تصف تعقيد العملية ومخاطر النماذج المرتبطة بعملية BDAI/ML.
• استخدام المخرجات: يتعلق بأهمية العملية ضمن إدارة المخاطر في المؤسسة الخاضعة للإشراف.
• البعد الثالث: يتعلق بالتمييز العام بين التطوير الداخلي والاعتماد على الموردين الخارجيين والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
5. استخدامات BDAI/ML في القطاع المالي
في قطاعي البنوك والتأمين، تستخدم تقنيات BDAI/ML عادة لمكافحة غسيل الأموال والكشف عن الاحتيال، وأيضًا في العمليات الخلفية (مثل معالجة البيانات بطريقة “الصندوق الأسود” في قطاع التأمين). تستخدم أيضا في التقييم، التسعير (بما في ذلك الأسعار المبنية على التليماتية)، ودعم المبيعات.
في مجال إدارة المخاطر، يتم استخدام BDAI/ML، بشكل متزايد لتحضير البيانات والتحقق من نماذج المخاطر. أما في صناعة الأوراق المالية، التي تتميز بالفعل بمستوى عال من الأتمتة، فيستخدم BDAI/ML، أساسا لتحسين العمليات القائمة في التداول، الاستشارات، إدارة المخاطر، والامتثال.
6. مبادئ لاستخدام الخوارزميات
تشترك الدول المذكورة أعلاه في تحديد مبادئ عامة لاستخدام الخوارزميات، مع التركيز على الخوارزميات في مجال BDAI/ML. حيث تناولت المبادئ الأساسية مثل تحمل المسؤولية الإدارية الواضحة، وكذلك المبادئ المحددة لمرحلتي التطوير والتطبيق لتطبيقات BDAI/ML.
على سبيل المثال، تجب مراعاة استراتيجية البيانات، حوكمة البيانات وتنفيذ عمليات تحقق ملائمة خلال مرحلة التطوير. أما في مرحلة التطبيق، فيجب تنفيذ عمليات الموافقة العميقة وآليات التغذية الراجعة.
مع استمرار تطور تقنيات BDAI/ML، أصبحت هذه الأدوات أساسية لتحسين الكفاءة ودعم العمليات التنظيمية في القطاع المالي. ومع ذلك، من الضروري تطبيق مبادئ الحوكمة الصارمة لضمان الاستخدام المسؤول والفعال لهذه التقنيات.
7. دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة إدارة الأصول
يشهد قطاع إدارة الأصول تطورا ملحوظا بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي AI، حيث أصبحت الحاجة إلى أدوات ذكية قادرة على تحليل البيانات الضخمة والامتثال للمتطلبات التنظيمية أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. يمكن للبرامج الحاسوبية الذكية تحسين إدارة العمليات الاستثمارية وإدارة الصناديق بشكل كبير، خاصة في الأنشطة القائمة على البيانات، مما يوفر تكاملا يحقق كفاءة عالية.
8. الكفاءة وتقليل الأخطاء
الأنظمة الذكية تحسن الكفاءة بشكل كبير عبر:
• تسريع العمليات التقليدية مثل، حساب أسعار الصناديق.
• تقليل الأخطاء البشرية في المهام المعقدة مثل، مراجعة العقود والمعاملات العقارية.
• تقديم رؤى وتحليلات فورية تدعم اتخاذ قرارات مستنيرة.
9. التحديات والحلول
رغم الفوائد العديدة، ما تزال هناك تحديات، أبرزها جودة البيانات وضرورة تدريب الأنظمة للتعامل مع سيناريوهات واقعية. من هنا، تأتي أهمية مشاريع إثبات المفهوم  Proof of Concept (POC)، التي تتيح للشركات اختبار الذكاء الاصطناعي قبل اعتماده بشكل شامل. كما يجب على المؤسسات بناء خبرات داخلية، وعدم الاعتماد الكامل على مزودي الخدمات الخارجيين. التعاون بين فرق تكنولوجيا المعلومات، وإدارة المخاطر، الإدارات التشغيلية يعد عنصرا أساسيا لضمان نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي. مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، سيصبح دوره في إدارة الأصول أكثر أهمية. ومع ذلك، يبقى العامل البشري محورا رئيسيا لضمان نجاح التكنولوجيا في القطاع المالي. بتبني الذكاء الاصطناعي بعناية وبعد نظر، يمكن لقطاع إدارة الأصول أن يكون نموذجا يحتذى به، مما يمهد الطريق لمستقبل مليء بالابتكار والكفاءة والنمو المستدام.
10. التطبيقات في إدارة الأصول
منذ إدراج الهيئة الرقابقة الدولية في دول أوروبية عدة، موضوع الذكاء الاصطناعي AI –  Artificial Intelligence ضمن أجندتها العام 2018، ازدادت استخداماته بشكل كبير في مختلف مجالات إدارة الأصول. وتشمل التطبيقات:
• إدارة المحافظ الاستثمارية: تحليل البيانات الكبيرة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، لتطوير استراتيجيات استثمار أكثر دقة.
• الامتثال للمعايير: ضمان التزام الصناديق الموجهة نحو البيئة والمجتمع والحوكمة بالمعايير المحددة.
• تحسين العمليات التشغيلية: أتمتة المهام الروتينية مثل، إعداد التقارير المالية ومراجعة العقود.
• إدارة المخاطر: تعزيز قدرة المؤسسات على تحديد وإدارة المخاطر بفاعلية.
بينما نعيش في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي، يبقى الذكاء الاصطناعي AI –  Artificial Intelligence وحوكمة البيانات  Data Governance  من الأدوات التي لا غنى عنها لرسم ملامح المستقبل. الاستثمار في هذه التقنيات يعني الاستثمار في مستقبل أكثر كفاءة واستدامة. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الثورة الرقمية يعتمد على التوازن بين الابتكار والمسؤولية، لضمان أن تبقى المعايير الأخلاقية والمبادئ التنظيمية هي الأساس الموجه لكل تقدم.

المصدر الغد

اتجاهات التكنولوجيا عام 2025 اين نحن منها؟ بقلم المهندس نضال البيطار

لا يمكننا إنكار تأثير التكنولوجيا المتسارع على حياتنا اليومية. فمنذ أعوام قليلة، لم نكن لنتخيل كيف سيصبح الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية جزءًا أساسيًا من واقعنا. اليوم، تقف البشرية أمام تحول جديد، وقد كشفت شركة جارتنر العالمية عن أهم 10 اتجاهات تكنولوجية لعام 2025، التي ستعيد تشكيل العالم.

لكن السؤال الأهم هو: كيف سنتعامل مع هذه الابتكارات؟ وهل نحن مستعدون للاستفادة منها أو تحمل مخاطرها؟

أولا: الذكاء الاصطناعي الوكيل (Agentic AI) وهو عبارة أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التخطيط واتخاذ القرارات بشكل مستقل لتحقيق أهداف محددة من قبل المستخدم، مما يجعلها تعمل كوكيل يقوم بالمهام نيابة عن البشر، ولها تأثيرات إيجابية تشمل زيادة الكفاءة والإنتاجية وتوفير الوقت للتركيز على المهام الإبداعية وتحسين الخدمات كالرعاية الصحية والتعليم، وتأثيرات سلبية مثل فقدان الوظائف بسبب الأتمتة، والاعتماد المفرط على الآلات، واحتمالية حدوث أخطاء دون تدخل بشري.

ثانيا: منصات حوكمة الذكاء الاصطناعي (AI Governance Platforms) وهي منصات تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومسؤول من خلال سياسات وإجراءات لإدارة المخاطر والأخلاقيات والامتثال القانوني، وتؤثر بشكل إيجابي على حماية الخصوصية وحقوق الأفراد، والحد من التحيز في الأنظمة، وزيادة الثقة بالتكنولوجيا، ولكنها قد تواجه سلبيات كصعوبة التطبيق والجهود التنظيمية اللازمة للامتثال.

ثالثا: أمن المعلومات المضللة (Disinformation Security) وهي تقنيات تهدف إلى كشف ومكافحة المعلومات المضللة من خلال التحقق من صحة المحتوى، مما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين جودة المعلومات المتاحة وحماية المجتمعات من التضليل وتعزيز الوعي، لكنه قد يسبب سلبيات مثل قمع حرية التعبير أو الرقابة المفرطة إذا أُسيء استخدامه.

رابعاً: التشفير بعد الكمي  (Postquantum Cryptography)وهي تقنيات تشفير مقاومة لهجمات الحوسبة الكمية لحماية البيانات الشخصية والمعاملات المالية، مما يوفر إيجابيات كتأمين الأنظمة الرقمية وزيادة الثقة بها، لكن بعض سلبياتها تشمل ارتفاع التكاليف والصعوبات المرتبطة بالانتقال إلى هذه التقنيات.

خامساً: الذكاء المحيطي غير المرئي  (Ambient Invisible Intelligence)وهي أنظمة تستخدم أجهزة استشعار ذكية مدمجة في البيئة لتقديم خدمات دون تدخل المستخدم، مما يؤدي إلى تحسين الراحة والكفاءة اليومية (مثل المنازل الذكية)، لكنها قد تثير مخاوف الخصوصية وجمع البيانات دون علم المستخدمين، إضافة إلى خطر التعرض للاختراقات الأمنية.

سادساً: الحوسبة الموفرة للطاقة  (Energy-Efficient Computing)وهي تقنيات تقلل استهلاك الطاقة لتعزيز الاستدامة البيئية وحماية البيئة وتقليل التكاليف، لكنها قد تتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية، مما قد يزيد من تكاليف المنتجات والخدمات.

سابعاً: الحوسبة الهجينة  (Hybrid Computing)  وتعني الدمج بين تقنيات الحوسبة المختلفة لتقديم أداء أكثر كفاءة، مما يحسن سرعة التطبيقات ويدعم تقنيات متقدمة، لكنه قد يسبب تحديات تقنية وتعقيد في البنية التحتية بالإضافة إلى مسائل الأمان والخصوصية.

ثامناً: الحوسبة المكانية  (Spatial Computing)وهي تقنيات تجمع العالم الرقمي مع المادي باستخدام الواقع المعزز والافتراضي، مما يقدم تجارب تفاعلية لتحسين التعليم والتدريب والابتكار، لكن الاعتماد المفرط عليها قد يسبب العزلة الاجتماعية ومخاوف تتعلق بالصحة النفسية.

تاسعاً: الروبوتات متعددة الوظائف  (Polyfunctional Robots) وهي روبوتات تؤدي مهام متنوعة في بيئات مختلفة، مما يرفع الكفاءة في الصناعات والخدمات ويساعد في المهام الخطرة، لكنها قد يؤدي إلى فقدان الوظائف ومخاوف من تفاعل البشر مع الروبوتات في حياتهم اليومية.

عاشرا: التعزيز العصبي  (Neurological Enhancement)وهي تقنيات لتحسين القدرات المعرفية البشرية من خلال قراءة وفك نشاط الدماغ، مما يعزز علاج الأمراض العصبية والتعلم، لكنها قد تثير قضايا أخلاقية تتعلق بالخصوصية والتلاعب بالعقول، إلى جانب تفاوت فرص الوصول لهذه التقنيات بين الأفراد.

وبناء على ذلك، أتساءل دائمًا، لماذا لا تكون لنا كعرب بصمة واضحة في هذا المستقبل التكنولوجي؟ فإذا أردنا المساهمة في هذا المشهد العالمي، علينا أن نستثمر في التعليم والبحث العلمي، وأن ندعم ريادة الأعمال ونوفر الحوافز للشركات الناشئة بشكل أكبر بكثير مما هو عليه، وأن نعزز الشراكات بين القطاعين العام والخاص والأكاديميا لتحقيق بيئة حاضنة للابتكار.

وختاما، أدعو الجميع إلى التفكير في كيفية استثمار هذه الاتجاهات لصالحنا، والبحث عن طرق نساهم بها في رسم هذا المستقبل، لا أن نكون مجرد متلقين لتأثيراته، ولنكن جزءًا من التحول، ولنصنع تقنياتنا بأيدينا.

*الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلوةمات والاتصالات – انتاج

زين كاش تتيح خيار التقسيط المرِن بالتعاون مع شركة طهبوب للأجهزة الكهربائية

 مواصلةً لسعيها نحو تقديم حلول تمويلية مُيسّرة تتوافق مع احتياجات زبائنها وتفضيلاتهم المالية، وإتاحة تجربة تسوّق سلسة لزبائنها؛ وقّعت شركة “زين كاش” اتفاقية تعاون مع شركة طهبوب للأجهزة الكهربائية، بهدف إتاحة تقسيط مُشتريات ومُستلزمات زبائن “زين كاش” من متاجر طهبوب للأجهزة الكهربائية.

وتندرج هذه الخطوة ضمن استراتيجية “زين كاش” نحو تطبيق مفهوم الشمول المالي، وتماشياً مع رؤيتها التي تتمثل بتقديم حلولٍ مالية رقمية تواكب طموحات الأفراد والشركات وتضمن لهم تجربة مالية رقمية منفردة، إلى جانب التسهيل على زبائنها من الأفراد وتمكينهم من اقتناء ما يحتاجونه عبر برامج التسهيلات التي توفرها.

وسيتمكّن مُستخدمو وحاملو بطاقات “زين كاش” الائتمانية بكافة فئاتها من الاستفادة من خيار التقسيط المرِن والمريح والحصول على مُستلزماتهم من الأجهزة الكهربائية والمنزلية من كافة فروع شركة طهبوب للأجهزة الكهربائية في المملكة والدفع لاحقاً، عبر تقسيط المُشتريات بسعر الكاش دون فوائد أو رسوم وعلى فترة سداد تمتد حتى 12 شهراً من تاريخ الشراء.

وكانت شركة “زين كاش” قد أطلقت حملة “اشترِ الآن وادفع لاحقاً” لكافة زبائنها من حاملي بطاقاتها الائتمانية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وبفئاتها الثلاث (الكلاسيكية، البلاتينية والعالمية)، دون فوائد ورسوم، بهدف توفير مزايا أكثر لمُستخدميها وتقديم حلول تمويلية شاملة وتمكينهم من إدارة أموالهم بشكل أفضل، حيث تمنح “زين كاش” بطاقاتها الائتمانية -التي أطلقتها بالتعاون مع “ماستركارد” بسقوف تبدأ من 100 دينار لتصل إلى 5000 دينار-، دون الحاجة لتحويل الراتب وبدون رسوم إصدار للبطاقة، كما تقدّم باقة واسعة ومتنوعة من الخدمات المالية الرقمية، حيث يمكن لمستخدمي محفظة “زين كاش” إتمام معاملاتهم المالية كالسحب والإيداع، والشراء من مختلف نقاط البيع كالمحلات التجارية والمطاعم وغيرها، والتسوّق عبر الإنترنت محلياً ودولياً من خلال بطاقة زين كاش ماستركارد التي تُقدَّم لمشتركي زين كاش فور فتح المحفظة.

كابيتال بنك يستكمل نظام VCP لشبكة صرافاته الآلية بتقنيات مبتكرة

في إطار استراتيجيته للتحول الرقمي، أعلن كابيتال بنك عن استكمال تنفيذ نظام Vynamic® Connection Points (VCP) بنجاح على شبكة الصرافات الآلية التابعة له، ليكون بذلك أول بنك في منطقة الشرق الأوسط يطبق هذه التقنية المتطورة على جميع أجهزة الصراف الآلي التابعة له.

ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد التزام كابيتال بنك بتقديم أحدث التقنيات المصرفية لعملائه، والارتقاء بتجربتهم المصرفية.

يتيح النظام الجديد تجربة مصرفية متطورة وسريعة لعملاء البنك، بفضل اعتماده على تقنيات متقدمة تعزز موثوقية الأداء. كما يسهم في تسهيل الدمج مع القنوات الرقمية، مما يقلل من التعقيد التشغيلي ويُسرّع طرح الخدمات الجديدة في السوق، بالإضافة إلى تعزيز الابتكار بتسريع وقت طرح الخدمات الجديدة وتسهيل التكامل مع القنوات الرقمية، إلى جانب رفع الكفاءة التشغيلية من خلال تقليل تكاليف الصيانة والوقت اللازم للصيانة الميدانية، مع تقليل تعطل الأجهزة.

كما سيسهم النظام الجديد في دمج ميزات أمان متقدمة وضمان الامتثال للمعايير التنظيمية، مما يوفر حماية أكبر لعمليات العملاء، ناهيك عن توفير بنية تحتية مرنة وقابلة للتوسع تدعم نمو البنك وابتكاراته المستقبلية.

وبهذه الخطوة، يعزز كابيتال بنك مكانته الريادية في القطاع المصرفي، ويؤكد حرصه على مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية العالمية.

“المهارات الرقمية”.. خطة وطنية موحدة ضرورة للتأهيل لوظائف المستقبل

 دعا خبراء إلى صياغة خطة وطنية شاملة موحدة تعنى بتزويد الشباب الأردني بالمهارات الرقمية اللازمة للمستقبل في كل القطاعات التي تتحول شيئا فشيئا إلى الرقمنة.

وبين هؤلاء أن المهارات الرقمية أصبحت اليوم “مفاتيح للمستقبل” للحصول والتأهل للوظائف المستقبلية أو لتأسيس مشاريع ريادية تقنية، مؤكدين أهمية أن تجمع الخطة الوطنية جهود جميع الأطراف المعنية بتدريب الشباب رقميا ومواكبة التطور المتسارع في التكنولوجيا الحديثة لإحداث أكبر أثر في تأهيل الشباب لوظائف المستقبل وللحد من تفاقم مشكلة البطالة ورفع قدرات الشباب وتأهليهم للعمل في وظائف المستقبل التقنية، أو الوظائف في القطاعات الاقتصادية الأخرى التي تتحول رقميا وتحتاج إلى موظفين يمتلكون هذه المهارات.

وأكدوا أن وجود كوادر بشرية مهيأة رقميا بالشكل الصحيح، يعتبر واحدا من مقومات نجاح أي دولة اليوم وفي المستقبل، ويعطي الدولة القدرة على المنافسة بشكل كبير ضمن الأسواق العالمية وخاصة لدولة مثل الأردن والتي يعتبر فيها الفرد رأسمال الدولة.

وتعمل عدة جهات من القطاعين العام والخاص في الأردن اليوم على تعزيز المهارات الرقمية لدى الشباب الأردني، مثل وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة التي تدير العديد من المبادرات في هذا المجال، ووزارة العمل ووزارة التربية والتعليم التي أدخلت العام الحالي لأول مرة منهاجا متخصصا في المهارات الرقمية، فضلا عن العديد من المبادرات والبرامج التي تقودها منظمات وحاضنات أعمال وجمعيات تقنية، إلى جانب ما تقدمه عدد من الجامعات من برامج تدريبية على المهارات الرقمية.
ويمكن تعريف “المهارات الرقمية” بأنها مجموعة من المعارف والخبرات والقدرات على استخدام الأجهزة والتقنيات والبرامج الرقمية بشكل كفؤ ومفيد، بحيث تمكن الأفراد من إدارة المحتوى الرقمي ومشاركته بشكل فعال ومبدع يؤدي إلى زيادة الدقة والكفاءة والجودة والإنتاجية في كل أنشطة الحياة العامة والعملية، وتعد من أساسيات التحول الرقمي وبناء الاقتصاد الرقمي المعرفي الحديث
وأكد المدير العام لجمعية المهارات الرقمية د.نبيل الفيومي أن السنوات العشر الاخيرة شهدت تطورا لافتا في مجال التقنية والرقمنة التي دخلت كل القطاعات الاقتصادية، لعل أهمها ما يحدث من تطور اليوم وبشكل سريع جدا في مجال الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يستدعي الانتباه من الحكومات والجهات المعنية بمجال تعزيز المهارات الرقمية لدى الشباب.
وقال الفيومي “هذه التطورات المتسارعة في المجال التقني أصبحت تشكل مصدر ضغط على الحكومات والجامعات وشركات القطاع الخاص لسد الفجوات المتسعة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل” مشيرا إلى أن هناك اهتماما وإيمانا من قبل الحكومة بمجال تعزيز المهارات الرقمية.
ولكن الفيومي شدد على أنه لا بد أن يكون هناك سرعة في زيادة برامج التدريب والتأهيل ومواكبة للتطور الذي يتسارع يوما بيوم لدرجة أن هناك تقنيات بدأت تحل محل الوظائف التقليدية، كما دعا إلى أهمية توحيد الجهود المتفرقة بين العديد من الجهات في الأردن في مجال تعزيز المهارات الرقمية للشباب وجمعها تحت مظلة واحدة تقودها خطة وطنية شاملة تحدث باستمرار لمواكبة تسارع التكنولوجيا.
الخبير في مجال التعليم الرقمي والمخيمات التدريبية الرقمية رامي أبو السمن أكد أن المهارات الرقمية أساسية لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة وتلبية احتياجات سوق العمل المتزايدة في العالم الرقمي.
وقال أبو السمن “يجب على الشباب مواكبة وتعلم المهارات الرقمية بناء على تخصصه، فالتحول الرقمي اليوم يتداخل مع جميع التخصصات، والمتميز هو من يستطيع إيجاد شغفه ودمجه بين ما تعلمه وبين تعزيز مهاراته الرقمية في تخصصه”.
وأضاف “الشهادة الجامعية في الحياة هي مهمة، ولكن يجب تعزيزها اليوم ودعمها بالمهارات الرقمية التي تخدم هذه الشهادة أو التخصص الذي تعلمته”.
وأكد أبو السمن أن المهارات الرقمية دخلت في الكثير من التخصصات والقطاعات، وأصحاب القرار في الشركات دائما ما يبحثون عن الموظف الذي يمتلك مهارات رقمية مع تخصصه، فهم لا يبحثون عن محاسب مثلا لا يتسطيع فهم معنى الأنظمة المحاسبية الرقمية لان زمن دفتر الأستاذ التقليدي قد انقضى والآن ما نبحث عنه هو شخص لديه العلم في مجاله ولديه المهارة الرقمية لتحقيق إنتاجية أعلى بوقت أقل.
ودعا أبو السمن الشباب إلى متابعة الدراسات والتقارير العالمية التي تستعرض أهم التخصصات المستقبلية المطلوبة بعد عشر سنوات، وأن يبحثوا عن انفسهم بين هذه التخصصات، يستهدفها ويتدرب عليها من خلال برامج ومراكز معتمدة خلال فترة دراسته الجامعية، ليكون خريجا متمكنا رقميا.
وبين أبو السمن أن هناك تصنيفات ومستويات للمهارات والمعرفة الرقمية: أولها المهارات اليومية الأساسية، مثل التعامل مع أجهزة المحمول والحاسوب وإدارة الحسابات البريدية، وهناك مهارات التكنولوجيا المتخصصة مثل الشبكات وأمن المعلومات والبنية التحتية والعنكبوتية التي تجمع المؤسسات بعضها ببعض من خلال الشبكات الداخلية والعالم من خلال الشبكات العنكبوتية.
وقال “من أنواع المهارات المهمة “مهارات تحليل البيانات” وهذه مهارة مهمة جدا للأفراد، فيعتمد عليها أخذ القرارات في الأعمال، وليتمكن منها يجب تعلم بعض المهارات مثل مهارات استخدام “الإكسل” وقواعد البيانات وبعض البرامج المتقدمة في هذا المجال لتحليل البيانات واخراجها من خلال رسومات توضيحية”.
وبين أن من أنواع المهارات هي ” المهارات التقنية المتقدمة” مثل البرمجة وإدارة الأنظمة الرقمية وتعلم تطبيقات الذكاء الإصطناعي، ومهارات الإبتكار والتصميم لتسهيل تجربة المستخدم ولجذبه وبقائه في مجال العمل، والكثير من المهارات هنا مثل تعلم ” اليو اكس” ، وبرامج التصميم مثل ” الأدوبي”، ومهارات التواصل الرقمي والمهن الرقمية، وهذه المهارة جاءت حديثا لتدمج بين مهارات التسويق والبيع الإلكتروني لضمان قدرة الفرد من استخدام التكنولوجيا في إنجاح مهامه وأعماله اليومية.
ومن جانبه قال الخبير الإستراتيجي التقني م.هاني البطش ” إن المهارات الرقمية ضرورية للغاية للحصول على وظائف المستقبل بسبب التحولات السريعة في سوق العمل والتطورات التكنولوجية المستمرة”.
وقال البطش إن على الحكومة ان تركز بشكل كبير لتعميم المهارات الرقمية على شبابنا بمبادرات وبرامج ضمن خطة شاملة تعمل عليها بتعاون وتنسيق مختلف الاطراف المعنية، إلى جانب ما يقوم به القطاع الخاص والجامعات من مبادرات وبرامج مجتمعية في هذا المجال.
وأكد أهمية المهارات الرقمية للأفراد كونها تتيح الوصول إلى مصادر التعلم عبر الإنترنت، ما يسهل عملية التعلم المستمر وتطوير المهارات، وهو أمر مهم في بيئة العمل المتغيرة بسرعة.
وأشار إلى أن من اهم المهارات الرقمية اليوم هو “التواصل الرقمي” الذي أصبح ضروريا اليوم مع تزايد العمل عن بُعد، حيث تتطلب الكفاءة في استخدام أدوات التعاون عبر الإنترنت والتواصل الفعال عبر البريد الإلكتروني ومنصات الاجتماعات الافتراضية.
كما انها تتيح للأفراد القدرة على تحليل البيانات واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على الحقائق، مما يساعد في حل المشكلات بفعالية وتحسين العمليات داخل الشركات.
وأكد البطش أن المهارات الرقمية تعزز القدرة على التفكير الإبداعي وتطوير حلول مبتكرة للتحديات المختلفة، وهو أمر مهم في بيئات العمل التي تتطلب حلولا جديدة ومبتكرة لمواكبة التغيرات السريعة ورغم كل هذه الأهمية للمهارات الرقمية، إلا أن البطش يرى أنها ليست كافية بمفردها لتأهيل الشباب لوظائف المستقبل أو تأسيس شركات خاصة، إذ يجب أن تعزز بمهارات أخرى مثل المهارات الشخصية التي تشمل التواصل الفعال، العمل الجماعي، والقدرة على حل المشكلات بالإضافة إلى المعرفة الصناعية ضرورية لفهم السوق والمنافسين والاتجاهات الحالية.
وأكد أهمية تعلم المهارات الإدارية مثل إدارة الوقت، التخطيط الاستراتيجي، وإدارة الموارد تعتبر أساسية لإدارة المشاريع والفرق بكفاءة والابتكار والإبداع يلعبان دورا كبيرا في تطوير حلول جديدة ومبتكرة للتحديات المختلفة.
ولخص قائلا ” في النهاية التعلم المستمر والاستعداد لتعلم مهارات جديدة وتحديث المعرفة باستمرار لمواكبة التغيرات السريعة في التكنولوجيا والسوق”.
وقال خبير الاتصالات والتقنية وصفي الصفدي إن المهارات الرقمية أصبحت ” مفتاح المستقبل”، ما يجعل من الضروري أن تتبنى الحكومات والشركات استراتيجيات وخريطة طريقة واضحة المعالم لتدريب وتطوير الكفاءات والموارد البشرية حول التكيف والتأقلم وادماج المهارات الرقمية ضمن مراحل التعليم من المرحلة الابتدائية وحتى المراحل الدراسية الجامعية وما بعد الجامعة وصياغة برامج التدريب على المهارات الرقمية للعمل وريادة الأعمال والاقتصاد الرقمي.
ولفت إلى أن  كثيرا من الشركات الكبرى اليوم أصبحت تعتمد بشكل كبير عند توظيف الأشخاص على مهاراتهم وخبراتهم الحياتية  والرقمية أكثر بكثير من الشهادات الجامعية لما لها من دور كبير في تطوير الحياة والمعاملات الرقمية التي نعيشها مع الثورة الصناعية الرابعة وخاصة مع بدء الحديث عن الثورة الصناعية الخامسة والتي سيكون لها آثار أكبر بكثير في تطوير العالم الرقمي من حولنا.
وقال الصفدي “لتطوير الإستراتيجية الرقمية، يجب علينا تحديد الأولويات للفئات المستهدفة، وضع برامج تطوير المهارات الرقمية على عدة اصعدة أو مستويات حسب القطاعات التي ستندمج فيها الكوادر المدربة وخاصة أن العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحاجة لمهارات متقدمة ومتطورة مختلفة عن المستخدم العادي للأنظمة الرقمية” لافتا إلى أهمية تكافل الجهود الوطنية ومراجعة شاملة لمقومات البنية التحتية، التعليم والتعليم العالي، كفاءات سوق العمل والبرامج التدريبية، السياسات التجارية والصناعية، الضرائب، قوانين الاستثمار، ريادة الأعمال والاقتصاد الرقمي والذي يساعد الحكومات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
المصدر الغد

“الوطنية للتشغيل والتدريب وزين” توقعان مذكرة تفاهم لدعم الرياديين في العقبة

وقعت الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب وشركة زين الأردن من خلال منصّتها للإبداع (ZINC) اليوم الإثنين، مذكرة تفاهم تهدف إلى دعم الشباب والرياديين والمبتكرين، وذلك من خلال إنشاء فرع جديد لمنصّة زين للإبداع (ZINC) في مقر الوطنية للتشغيل والتدريب المتواجد في مجمع العقبة الوطني للتدريب المهني.

ووقع المذكرة عن الشركة الوطنية مديرها العام العميد الركن نواف السرحان وعن شركة زين الأردن رئيسها التنفيذي فهد الجاسم.

وتنص المذكرة على خلق منصّة عمل مشتركة تستهدف أصحاب المشاريع والأفكار الريادية، والعمل على تعزيز مفهوم الابتكار وريادة الأعمال لدى الشباب، من خلال تنفيذ مجموعة من البرامج والمبادرات وورش العمل التي تركّز على مهارات التصنيع الرقمي والتعليم التقني بفرع منصّة زين في الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب في محافظة العقبة.

وضمن التعاون المشترك بين منصة زين للإبداع (ZINC) والشركة الوطنية للتشغيل والتدريب سيتم عقد دورات تدريبية وورش عمل للشباب والمهتمين في مجال التصنيع الرقمي والتعليم التقني، وستتيح المنصة الفرصة لأصحاب المشاريع والأفكار الريادية لتطوير أفكارهم وتصنيع النماذج الأولية لمنتجاتهم باستخدام أحدث تقنيات التصنيع الرقمي، بما يسهم في تسويق منتجاتهم وتطويرها وتحويل أفكارهم إلى مشاريع قائمة على أرض الواقع.

وأكدت زين أن هذه الخطوة تأتي انطلاقاً من التزامها الراسخ بدعم الشباب الأردني في مختلف محافظات المملكة، لا سيما في محافظات الجنوب، إذ تسعى الشركة من خلال منصّتها للإبداع (ZINC) إلى توسيع آفاق الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب، وتعزيز دورهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تهدف هذه الاتفاقية إلى تمكين الشباب في محافظة العقبة من تطوير مهاراتهم وابتكار حلول ريادية تسهم في خلق فرص عمل جديدة والمساهمة في العملية التنموية ودعم الاقتصاد الوطني.

كما يأتي هذا التعاون بالتزامن مع احتفال زين بمرور 10 أعوام على تأسيس منصّتها للإبداع (ZINC)، التي باتت نموذجاً ريادياً يحتذى به في دعم الابتكار وتمكين الشباب ضمن استراتيجيتها الرامية إلى التوسّع والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الشباب من شمال المملكة حتى جنوبها، ليصل عدد فروع المنصّة المتواجدة في مختلف محافظات المملكة إلى 9 فروع.

يشار الى أن الوطنية للتشغيل والتدريب شركة غير ربحية مملوكة للقوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي جاءت بتوجيهات ملكية سامية وتعتبر احد مزودي التدريب الرئيسين في قطاع التعليم المهني والتقني .

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني

أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية في مكافحة التهديدات السيبرانية التي تزداد تعقيداً وتنوعاً مع الوقت، حيث تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني على التعلم الآلي، التعلم العميق، الرؤية الحاسوبية، والبيانات الضخمة لتوفير حماية متطورة لأنظمة وشبكات المعلومات. في هذا المقال سأسلط الضوء على بعض التطبيقات العملية لهذه التقنيات في الأمن السيبراني مع دمج أمثلة واقعية تعكس أهميتها وفعاليتها.

الكشف الاستباقي عن التهديدات باستخدام خوارزميات التعلم الآلي:  خوارزميات التعلم الآلي تقوم بتحليل بيانات الدخول على الشبكة العنكبوتية وتُحدد الأنشطة غير الطبيعية التي قد تُشير إلى محاولة اختراق، ويتم ذلك من خلال تدريب هذه الخوارزميات على أنماط البيانات الطبيعية والمشبوهة لتتمكن بعد ذلك من الكشف عن التهديدات بشكل دقيق. فعلى سبيل المثال، يمكن للدوائر الحكومية ملاحظة أي تغيير في نمط الدخول على الشبكة الداخلية من خلال هذه الخوارزميات التي تطلق إنذارا مبكراً بوجود نشاط غير طبيعي وتمنع تثبيت أي من برامج التجسس على الشبكة.
تحليل البرمجيات الخبيثة باستخدام التعلم العميق: التعلم العميق يُستخدم لتحليل الشيفرة البرمجية للملفات بهدف اكتشاف البرمجيات الخبيثة، حيث تعتمد هذه التقنية على الشبكات العصبية العميقة القادرة على التعرف على أنماط خفية وغير تقليدية. فعلى سبيل المثال، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي المدعومة بالتعلم العميق من تحليل أي ملف مشبوه مرتبط بهجوم سيبراني وتحديد أي برامج خبيثة من خلال مقارنة الشيفرة مع أنماط مشبوهة واكتشاف نية البرمجة وبالتالي حظرها قبل انتشارها.
منع هجمات التصيد الاحتيالي باستخدام  الرؤية الحاسوبية: تعتمد أنظمة الرؤية الحاسوبية على تحليل الصور والنصوص في رسائل البريد الإلكتروني وصفحات الويب لتحديد المواقع الزائفة والرسائل الاحتيالية. فعلى سبيل المثال، يمكن للمؤسسات المالية الكبرى من حماية أنظمتها التي قد تتعرض للهجمات السيبرانية من خلال رسائل بريد إلكتروني تدعي أنها من شركاء أو مؤسسات رسمية، حيث تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي المبنية على الرؤية الحاسوبية من تحليل النصوص والشعارات المستخدمة في الرسائل واكتشاف أنها مزيفة مما يؤدي إلى منع وصولها إلى العاملين وحماية الأنظمة من التعرض للاختراق أو سرقة البيانات.
في الختام، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً مهما في تعزيز الأمن السيبراني بفضل قدراته المتقدمة في الكشف عن التهديدات وتحليل الأنماط غير التقليدية، حيث إن هذه التقنيات لا تقتصر على رفع مستوى الحماية فحسب، بل تساهم أيضاً في تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة في مواجهة المخاطر المحتملة.
المصدر الغد