الحكومة تحدد حزمة إجراءات احترازية لحماية البيانات

حددت الحكومة حزمة إجراءات إجراء ستعمل على تنفيذها لحماية البيانات والخصوصية من الاختراق ضمن وثيقة السياسة الأردنية لسلاسل الكتل “البلوكتشين” 2025 التي أقرتها نهاية العام الماضي وبدأت العمل على تنفيذها.

وتسعى الحكومة خلال المرحلة المقبلة إلى بناء منظومة متكاملة لتقنية “البلوكتشين” التي تعتمد بشكل أساسي على البيانات وشبكة الإنترنت وتطويعها في تقديم الخدمات الحكومية وعملية التحول الرقمي، وخصوصا أن هذه التقنية وتطويرها والاستفادة منها واستخدامها في القطاع الحكومي تقوم على إنشاء نظام لا مركزي ومقاوم للتلاعب لتسجيل المعاملات.

وتتمثل الإجراءات  بتجنب تخزين بيانات تفصيلية أو حساسة على شبكة البلوكتشين، وإنما بيانات وصفية مختصرة ودلائل مرجعية مشفرة من البيانات، وإدارة مستويات الوصول والتصريح من خلال أنظمة تحكم دقيقة.

وكذلك نقل ومشاركة واستخدام ومعالجة البيانات في حدود الخدمة المطلوبة فقط، واستخدام تقنيات التشفير والاختزال المتقدمة لحماية البيانات المنقولة والمخزنة على الشبكة.

وأكدت على إجراءات أخرى مثل توفير النسخ الاحتياطية والأنظمة البديلة لضمان حماية وتوفر البيانات والسجلات والمعاملات من التهديدات السيبرانية والكوارث وبما ينسجم مع المعايير المحلية والدولية، وتطبيق معايير آمنة متطورة لتأمين شبكة البلوكتشين من التهديدات الإلكترونية والاختراقات السيبرانية.

وأشارت إلى عملها على تحليل أمان وأنظمة الحماية المطبقة في شبكة البلوكتشين والأنظمة المتلعقة بها بشكل مستمر، وتحديد نقاط الضعف أو الخلل في تصميم أو تطبيق شبكة تقنية البلوكتشين والتي يمكن ان تكون مستهدفة من الهجمات السيبرانية.

وبينت السياسة أن الحكومة ستعمل على إجراء تحليل دوري شامل للمخاطر والتهديدات الأكثر شيوعا والهجمات المحتملة وتأثيرها على أنظمة البلوكتشين والبيانات الحساسة ووضع خطط لإدارة تلك المخاطر.

ولفتت إلى أهمية العمل على الفحص المستمر لأنظمة التشفير المستخدمة وتحديث مفاتيح التشفير واستخدام وسائل متطورة للمصادقة المتعددة لضمان عدم سرقة المعلومات أو انتهاك الخصوصية، وتحديث وتطوير الأنظمة والتطبيقات الأمنية بشكل مستمر لمواجهة التهديدات الجديدة.

المصدر الغد

حماية الملكية الفكرية في زمن الذكاء الاصطناعي.. تحديات جديدة وحلول مبتكرة

 في ظل التقدم المتسارع للذكاء الاصطناعي التوليديGenerative Artificial Intelligence، بات من الضروري إعادة النظر في الإطار القانوني المنظم لحماية الملكية الفكرية. فلم تعد القوانين التقليدية، المصممة لعصر الإبداع البشري، قادرة على مواكبة مخرجات النماذج الذكية التي تنتج صورا ونصوصا وموسيقا وأفلاما بجودة قد تعادل، أو تفوق، ما يبدعه الإنسان.

تطرح هذه المخرجات أسئلة جوهرية: من يمتلك حقوقها؟ من يحق له الاستفادة منها تجارياً؟ وهل تشملها الحماية القانونية؟ في هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى تطوير عقود استخدام جديدة تأخذ في الاعتبار طبيعة الأعمال الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، التي قد تفتقر أحياناً لعنصر الإبداع البشري المطلوب في قوانين حقوق النشر.
وفقا للقوانين الحالية في العديد من الدول، لا يمنح العمل الناتج بالكامل عن الذكاء الاصطناعي حماية بموجب حقوق المؤلف، نظراً لغياب العنصر الإنساني في عملية الإبداع. وهذا يضع المؤسسات والأفراد أمام معضلة: كيف يمكن استغلال هذه الأعمال تجارياً من دون الوقوع في مخاطرة قانونية؟

الحل يتمثل في إعادة صياغة العقود، حيث توضح طبيعة العمل محتوى مولدا آلياً، وتحدد بدقة نطاق الترخيص، وجهة الاستخدام، ومدة الاستغلال، مع إدراج بنود تحدد المسؤولية القانونية في حال حصول تشابه أو انتهاك. لكن، تبقى الثغرة قائمة: الطرف الثالث غير المرتبط بالعقد يمكنه استخدام المحتوى بحرية، طالما أنه لا يندرج تحت حماية حقوق النشر، ما يعني أن المشتري القانوني قد يكون في وضع أضعف من المستخدم العشوائي.

في ألمانيا، كما ورد في تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO 2023، يتفق الخبراء على أن المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي لبس محميا بحقوق النشر بسبب غياب الإبداع الفكري الشخصي، وهو شرط أساسي للاعتراف القانوني بالعمل. ونتيجة لذلك، فإن العقود التقليدية قد لا تكون قانونية أو فاعلة عند التعامل مع محتوى من إنتاج الذكاء الاصطناعي، وقد تؤدي إلى مطالبات قانونية أو حتى شبهات احتيال.

أما في سنغافورة، فقد تناول تقرير AI and IP: A Landscape Report، الصادر عن هيئة الملكية الفكرية، IPOS هذه الإشكاليات بوضوح. وأشار إلى أن القوانين لا تعترف بالذكاء الاصطناعي كمؤلف أو مخترع، لكنها تتيح حماية بعض الأعمال إذا تضمن إنتاجها مساهمة بشرية كافية. كما يسمح بحماية أعمال مثل التسجيلات الصوتية والأفلام حتى من دون تحديد مؤلف بشري، شريطة تحديد الجهة المنتجة.

في كلا النظامين، تظهر مفارقة قانونية: إذا لم تكن هناك حماية قانونية مباشرة، فلماذا تُبرم عقود لاستخدام المحتوى؟ الواقع أن الأطراف الموقعة فقط هي المُلزمة بالشروط، بينما يبقى الطرف الثالث حراً في الاستخدام. لذا تُطرح حلول تقنية مثل العلامات المائية، أو التحكم بالوصول.

رغم اختلاف المقاربات، إلا أن ألمانيا وسنغافورة تتفقان في ضرورة تحديث التشريعات لمواكبة التطورات. ويجب أن تشمل العقود الحديثة توصيفاً للمخرجات، مصدر البيانات، ودور المستخدم البشري، إلى جانب تحديد واضح للمسؤولية القانونية.

ضمن هذا السياق، ظهرت منصات مثل Robin AI، التي توفر أدوات ذكية لصياغة العقود القانونية. تتيح Robin AI إعداد اتفاقيات تتماشى مع عصر الذكاء الاصطناعي، مع إمكانية تخصيص شروط تفصيلية حول استخدام الأعمال المولدة، مثل تعريف دقيق لـ Prompt المستخدم، وإعادة الاستخدام، والإسناد، وحدود المسؤولية. هذا النوع من الحلول يشكل خطوة عملية نحو التوازن بين الابتكار والامتثال القانوني.

لكن، تبقى مسألة تحديد مالك الحق القانوني في أعمال الذكاء الاصطناعي موضع جدل: هل هو المطوّر؟ المستخدم؟ الشركة المالكة للنظام؟ لا يوجد إجماع، ولهذا يُنصح بتوضيح هذه العلاقة ضمن العقود الداخلية لكل مؤسسة.

في العالم العربي، ما تزال معظم التشريعات تفتقر لنصوص واضحة تنظم هذا النوع من المحتوى، رغم وجود مبادرات للتحديث. وهنا تبرز أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لردم الفجوة القانونية.

في الختام، نحتاج إلى رؤية قانونية مرنة تدعم الإبداع من دون أن تقيده، وتوفر حماية قانونية فاعلة في عصر تتغير فيه قواعد الإنتاج والمعالجة. وحتى يكتمل هذا الإطار، فإن تطوير آليات تعاقدية حديثة تستوعب طبيعة الأعمال المولدة رقميا يعد خطوة ضرورية للحد من المخاطر وتعزيز الامتثال القانوني.

المصدر الغد 

منصّة زين للإبداع تناقش مستقبل المال وريادة الأعمال والتكنولوجيا في جلساتها الرمضانية

نظّمت منصّة زين للإبداع (ZINC) سلسلة من الجلسات الحوارية خلال شهر رمضان المبارك، تناولت أبرز وأحدث المواضيع التي تهم الشركات الناشئة ورواد الأعمال؛ بهدف إثراء المعرفة وتعزيز الابتكار ومواكبة التطورات في مختلف المجالات، حيث حضرها أكثر من 110 شباب وشابات.

ومع بداية الشهر الفضيل، استضافت المنصة الدكتور سيف الدين عمّوص في جلسة حوارية بعنوان “البيتكوين ومستقبل المال”، تناولت أساسيات Blockchain والعملات الرقمية، وناقشت الفروقات بين الأسواق المحلية والعالمية، واستراتيجيات الاستثمار طويلة الأجل، والتحديات والفرص في هذا المجال المتطور، بالإضافة إلى أبرز السياسات والتشريعات المتوقعة في الأردن.

وتمحورت الجلسة الثانية حول كيفية تنمية وتطوير العلامة التجارية في السوق الفعلي، حيث استضافت المنصة خلالها كلًّا من دانا الفايز وتالا سراج، حيث شاركتا الحضور نصائح قيّمة حول كيفية تنمية العلامة التجارية في السوق الفعلي، وكيفية نقل علاماتهم التجارية من العالم الرقمي إلى المساحات الفعلية، بما في ذلك البازارات والمتاجر المؤقتة (Pop-ups)، وكيفية تصميم مساحاتهم بطريقة تجذب العملاء وتترك انطباعاً مميزاً يعزز من مكانة علاماتهم التجارية.

واختتمت منصة زين جلساتها الرمضانية بجلسة تحت عنوان “التكيف مع بيئة CI/CD الحديثة”، التي ركّزت على أحدث التطورات في منهجيات التكامل والتسليم المستمر (CI/CD) في مجال تطوير البرمجيات، وأهمية تكيّف الشركات الناشئة والمطورين مع هذه الأدوات لتعزيز كفاءة العمليات البرمجية، وتحسين جودة المنتجات الرقمية.

وشهدت الجلسات حضوراً مميزاً من الشباب ورواد الأعمال والمهتمين بالمجالات التقنية والريادية، حيث جاءت هذه الخطوة في إطار جهود منصّة زين للإبداع (ZINC) لتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، وتوفير بيئة محفزة للحوار والتفاعل بين الخبراء والمهتمين، لمناقشة آخر المستجدات والتوجهات العالمية في مختلف القطاعات الحديثة، إذ تسعى المنصة بشكل مستمر إلى تنمية مهارات الشباب ورواد الأعمال وتعزيز خبراتهم في المجالات الأكثر طلباً وتداولاً بما يخدم أفكارهم ومشاريعهم الناشئة ويعزز من فرصهم في السوق.

أمنية تنضم لبرنامج “التدريب في مكان العمل” لتعزيز مهارات موظفيها الرقمية

أعلنت شركة أمنية عن انضمامها لبرنامج “التدريب في مكان العمل” الذي أطلقته مؤخراً وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة بالتعاون مع جمعية المهارات الرقمية DigiSkills، وذلك ضمن مشروع “الشباب والتكنولوجيا والوظائف”، حيث يهدف هذا البرنامج إلى تطوير مهارات الكوادر الأردنية في القطاع الرقمي وتعزيز جاهزيتهم لسوق العمل.

وفي إطار هذه المبادرة، ستوفر شركة أمنية لموظفيها فرص تدريب عملي متقدّم يواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة، مما يسهم في رفع كفاءتهم وتعزيز قدراتهم في مجالات التحول الرقمي.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة أمنية، السيد فيصل قمحيه، على أهمية الاستثمار في تطوير المهارات الرقمية لتعزيز تنافسية الشركة ودعم مسيرة التحول الرقمي وقال: “نؤمن في أمنية بأن الاستثمار في تطوير المهارات الرقمية لموظفينا هو ركيزة أساسية لدعم التحول الرقمي وتعزيز كفاءة التشغيل. من خلال برنامج التدريب في مكان العمل، سنتمكن من تزويد موظفينا بالمعرفة والأدوات الحديثة لمواكبة التطورات التكنولوجية، مما يسهم في تحسين الأداء، ورفع مستوى الابتكار، وتعزيز تجربة العملاء”.

وثمن قمحيه جهود وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، وجمعية المهارات الرقمية DigiSkills في دعم مسيرة التحول الرقمي في المملكة، لافتاً إلى أن هذه المبادرة تعكس التزام أمنية ببناء فريق عمل رقمي قادر على تحقيق التميز في تقديم الخدمات وتعزيز تنافسية الشركة في قطاع الاتصالات.

من جهتها، أوضحت المدير التنفيذي لدائرة الموارد البشرية والشؤون المؤسسية في شركة أمنية ديانا سعيدي، أن البرنامج يشكل فرصة قيمة لتعزيز مهارات الموظفين وتطوير كفاءاتهم الرقمية، مشددة على التزام “أمنية” بتوفير أفضل فرص التدريب لموظفيها لتمكينهم من النمو المهني وتطوير مهاراتهم في المجالات الرقمية.

وأشارت سعيدي إلى أن مشاركة أمنية في هذا البرنامج تعكس التزامها ببناء بيئة عمل تدعم الابتكار وتعزز من قدرات كوادرها لمواكبة متطلبات المستقبل.

بدورها، أعربت مدير جمعية المهارات الرقمية DigiSkills أميرة قرقش، عن تقديرها لمشاركة الشركات الرائدة مثل أمنية في البرنامج، قائلة: “يأتي برنامج التدريب في مكان العمل استجابة مباشرة لاحتياجات الشركات في تدريب الموظفين الجدد أو تطوير مهارات الموظفين الحاليين. نحن فخورون بشراكتنا مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وبدعم الشركات الأردنية في بناء كفاءات قادرة على مواكبة التحول الرقمي ومتطلبات السوق المتغيرة”.

ويستهدف البرنامج في مرحلته الحالية 669 شابا ومهنيا أردنيا، حيث سيتلقون تدريبا عمليا متخصصا وفقا لاحتياجات السوق. وقد تم اختيار 12 شركة كأول مجموعة مستفيدة من المنحة، مما يتيح لها فرصة الاستثمار في تطوير مهارات موظفيها ورفع كفاءتهم في المجالات الرقمية.

يُذكر أن برنامج “التدريب في مكان العمل” يمثل إحدى المبادرات الاستراتيجية التي تدعمها وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة ضمن جهودها لتحفيز النمو في قطاع التكنولوجيا وتعزيز بيئة ريادة الأعمال في المملكة. وتصل قيمة المنح المقدمة عبر البرنامج إلى 300 ألف دولار لكل منحة، مما يسهم في تعزيز قدرة الشركات على بناء مستقبل مستدام في الاقتصاد الرقمي.

رحلة تطوير البرمجيات: خيارات متعددة / بقلم المهندس نضال البيطار

في ظل التحوّل الرقمي المتسارع، تشهد البرمجة منخفضة الكود وبدون كود  (Low-Code / No-Code – LC/NC)  انتشارًا واسعًا يعيد تشكيل ملامح قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. هذه المنهجيات لا تسعى إلى إزاحة البرمجة التقليدية بقدر ما تفتح الباب أمام شريحة أوسع من المستخدمين للمشاركة في بناء الحلول الرقمية، من دون الحاجة إلى خلفية تقنية متقدمة، مما يُسهم في تسريع الابتكار وتقليل التكاليف ورفع كفاءة العمل داخل المؤسسات.

تعود جذور هذه المنصات إلى عام 2003 عندما أطلقت شركة “OutSystems” أول منصة “Low-Code” للمؤسسات، بينما بدأت أدوات “No-Code” في الظهور والانتشار خلال العقد التالي، مع إطلاق منصات مثل “Zapier”  و “Bubble” و“Airtable”  بين عامي 2011 و2012، لتقدم تجربة تطوير مبسّطة تعتمد على السحب والإفلات (drag-and-drop)، دون الحاجة إلى كتابة شيفرة برمجية. وقد ساهم هذا التطور في تغيير قواعد اللعبة، إذ على سبيل المثال، أصبح بالإمكان لموظف في قسم التسويق أو الموارد البشرية تصميم تطبيقات داخلية لأتمتة الإجراءات اليومية دون الاعتماد الكلي على أقسام تقنية المعلومات.

وتكمن الفروقات الأساسية بين هذه الأساليب والمنهجيات التقليدية في عدة جوانب؛ أبرزها السرعة، حيث تُقلّص أدوات البرمجة منخفضة الكود وبدون كود فترة تطوير التطبيقات بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بأساليب البرمجة اليدوية، كما أشار تقرير“Forrester” عام 2021. كما أن الكلفة الأولية للتطوير تنخفض بشكل ملحوظ، نظرًا لاعتماد هذه الأدوات على مكونات جاهزة وتقليل الحاجة إلى مطورين محترفين. ومع ذلك، تبقى البرمجة التقليدية الخيار الأمثل حين يتعلق الأمر ببناء أنظمة معقدة، أو تنفيذ عمليات تتطلب أداءً عاليًا أو أمنًا متقدمًا.

إن ما يُميز هذا التوجه أيضًا هو مساهمته في تقليص فجوة المهارات التقنية، إذ تُتيح هذه الأدوات للأفراد ذوي الخلفيات غير التقنية، أن يشاركوا في تطوير التطبيقات بطريقة فعّالة. وقد أشار تقرير “Gartner” لعام 2023 إلى أن أكثر من 70% من التطبيقات الجديدة في المؤسسات ستُبنى باستخدام أدوات البرمجة منخفضة الكود وبدون كود بحلول عام 2025، وهو مؤشر واضح على حجم التحول الجاري في هذا المجال.

كما تُعد الولايات المتحدة والهند وألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا من أبرز الدول التي تبنّت هذا النهج بشكل متقدم، وفقًا لتقرير “Mendix”  لعام 2022، وذلك نتيجة نضوج بيئتها الرقمية وسعيها الدائم لتسريع وتيرة الابتكار داخل القطاعين العام والخاص.

لكن رغم هذه المزايا، لا تخلو هذه المنصات من التحديات. فالاعتماد المفرط على مزوّدي الخدمة قد يؤدي إلى الصعوبة في عملية الانتقال لاحقًا إلى أنظمة أخرى. كما أن الأداء في بعض الحالات المعقدة أو التي تتطلب تكاملات متعددة قد يكون محدودًا. ومن جهة أخرى، قد يؤدي ضعف الحوكمة إلى بروز ما يُعرف بـ”تكنولوجيا الظل”، حيث تُبنى تطبيقات دون رقابة مباشرة من قسم تكنولوجيا المعلومات، مما يُشكل خطرًا أمنيًا محتملاً.

وفي ظل هذا المشهد، من المتوقّع أن تستمر هذه الأدوات بالنمو، خاصة مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى معادلة التطوير، ليُضيف طبقة جديدة من الذكاء في توليد الشيفرة واقتراح حلول برمجية تلقائية. وتشير بيانات “Statista” إلى أن سوق البرمجة منخفضة الكود قد يصل إلى 94.75 مليار دولار بحلول عام 2028، وهو ما يعكس ليس فقط قوة هذه الأدوات، بل التحوّل الكبير الذي يشهده مفهوم التطوير الرقمي ذاته.

وفي ضوء ما سبق، يُنصح بألّا يُنظر إلى أي من النمطين على أنه بديل قاطع للآخر، بل يُستحسن تبني نهج هجين يوازن بين السرعة والمرونة من جهة، وبين القوة والموثوقية من جهة أخرى. كما يُنصح عند اختيار منصة تطوير بالتحقق من عوامل مثل قابلية التوسع، ومستوى الأمان.

*الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات – انتاج

كيف يستعد الأردن لمواجهة التعريفات الجمركية الاردنية الأمريكية؟

اعداد الدكتورة ايمان عبدالوهاب الكساسبة/ مركز اليرموك للدراسات والابحاث

تشكل الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة الأمريكية نسبة 25.7% من إجمالي الصادرات الوطنية وفقاً للبيانات الإحصائية الصادرة دائرة الإحصاءات العامة وهذه النسبة تعكس متانة العلاقات التجارية بين البلدين وأهمية السوق الأمريكية كمحطة رئيسية للمنتجات الأردنية ومع استمرار النمو في حجم التبادل التجاري تبرز الولايات المتحدة كواحدة من أبرز الوجهات لصادرات المملكة ما يفتح المجال لمزيد من الاستثمارات وفرص التوسع أمام القطاعات الإنتاجية الأردنية وخاصة قطاعي الألبسة والأدوية

ولكن في ظل قرارات الإدارة الامريكية  بالرفع المتدرج للرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات من دول العالم، والتي تراوحت بين 10% و49% وجد الأردن نفسه أمام تحدٍ جديد بفرض رسوم نسبتها 20% على صادراته لا سيما في قطاع النسيج  والملابس الذي يُشكل عماد الصادرات إلى السوق الأمريكية (2.2) مليار دينار من اصل (3.2) مليار  دينار من قيمة الصادرات اى ما يعادل  72% وعلى الرغم أن هذه النسبة تبدو أقل مقارنة بمنافسين رئيسيين مثل بنغلاديش وفيتنام وسريلانكا التي واجهت رسوماً تصل إلى 40% أو أكثر إلا أن السؤال الذي يتبادر لنا هل تستطيع الصناعة الأردنية تحويل هذه الأزمة إلى فرصة؟

الواقع أن الأردن يتمتع بموقع تنافسي نسبي في هذه المعادلة  فاتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، الموقعة عام 2001 تمنح منتجاته ميزة وصول تفضيلي إضافة إلى أن الرسوم المفروضة عليه تُعتبر متوسطة مقارنة بالدول الأخرى ولكن هذه الميزة لا تكفي وحدها  فالدول الآسيوية  مثل فيتنام وبنغلاديش، تتمتع بتكاليف إنتاج أدنى بسبب وفرة العمالة الرخيصة والبنى التحتية الصناعية المتطورة  ما قد يُعوض جزءاً من تأثير الرسوم المرتفعة على صادراتها  هنا  يُصبح تحدي الأردن مضاعفاً كيف يحافظ على جاذبية أسعار منتجاته مع وجود هوامش ربح ضيقة.

من ناحية أخرى قد تفتح الأزمة أبواباً غير متوقعة فالدول التي تعرضت لرسوم عالية قد تضطر إلى تصريف منتجاتها بأسعار منخفضة في أسواق أخرى مما يُخفض تكلفة الواردات الأردنية من المواد الخام ويدعم قدرة المصانع المحلية على الإنتاج بكفاءة أعلى  كما أن ارتفاع أسعار الصادرات الآسيوية إلى أمريكا قد يدفع الشركات الأمريكية للبحث عن موردين جدد  وهو ما يجعل الأردن على قائمة البدائل إذا استطاع تقديم توازن مناسب بين السعر والجودة.

لكن الطريق لا يخلو من عقبات فاعتماد الأردن الكبير على قطاع النسيج الذي يُشكل نحو 70% من إجمالي صادراته لأمريكا و 30 % لبقية دول العالم يجعله عرضة لأي تقلبات في الطلب العالمي أو تغييرات مفاجئة في السياسات التجارية كما أن تخفيض الأردن للرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، في محاولة لاستقطاب ردود فعل مماثلة ليس استراتيجية مضمونة النتائج إذ إن القرارات الأمريكية غالبًا ما تُتخذ وفق اعتبارات جيوسياسية معقدة ولا تعتمد بالضرورة على مبدأ المعاملة بالمثل.

لتعزيز الفرصة يحتاج الأردن إلى خطة متعددة المحاور أولها رفع كفاءة الإنتاج عبر تبني التكنولوجيا الحديثة مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي في إدارة السلاسل الإمداد مما يُخفض التكاليف ويعوض تأثير الرسوم ثانيها الاستثمار في التخصص والابتكار كتصنيع أقمشة ذكية أو منتجات صديقة للبيئة وغيرها لتلبية الطلب المتزايد في الأسواق الغربية على لاقتصاد الأخضر ثالثها تنويع الأسواق التصديرية بالاستفادة من اتفاقيات التبادل الحر مع كندا والاتحاد الأوروبي والتوسع في أفريقيا عبر شراكات مع دول الخليج المستثمرة هناك.

ان التحدي الأكبر يكمن في تحويل الأزمة إلى نقلة نوعية فالصناعة النسيجية الأردنية وإن كانت تواجه ضغوطاً اليوم قد تصبح غداً نموذجاً لاقتصاد مرن قادر على التكيف مع الأزمات التجارية شرط أن تتبنى رؤية طويلة الأمد تقوم على الابتكار لا الاكتفاء بكونها وجهة أرخص من غيرها او لديها ميزة قد تزال في يوم من الأيام ان الرسوم الأمريكية تمثل مرحلة ضمن التنافسية العالمية وعلى الأردن أن يسعى للارتقاء بمستوى احترافي أعلى في المستقبل.

 

ولي العهد يزور وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة ويطلع على مشاريعها المستقبلية

ولي العهد يترأس اجتماعا حول “برنامج البيانات الوطني” التابع للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل.

ولي العهد يؤكد أهمية ربط قواعد البيانات الحكومية وتوحيدها.

زار سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، اليوم الخميس، وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، واطلع على برامجها ومشاريعها المستقبلية.

وأكد سموه، خلال ترؤسه اجتماعا في الوزارة حول “برنامج البيانات الوطني” التابع للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، أهمية ربط قواعد البيانات الحكومية وتوحيدها، لافتا إلى ضرورة تطوير الثقافة المؤسسية تجاه استخدام البيانات وإدارتها.

وأشار سموه إلى أهمية مراعاة الدقة في تسجيل البيانات لتجويد الخدمات الحكومية الإلكترونية وتسهيل إجراءات وصول المواطنين لهذه الخدمات.

واستعرض أعضاء المجلس كيفية استخدام البيانات لرفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، من خلال جمع البيانات الدقيقة والعمل على توحيد قواعدها وتطوير البنية التحتية الرقمية.

واطلع سموه خلال الزيارة على مشروع الشباب والتكنولوجيا والوظائف، الهادف إلى تعزيز المهارات الرقمية للشباب، وتوسيع تطبيقات الاقتصاد الرقمي، ودعم التحول الرقمي للخدمات الحكومية.

كما اطلع سموه على مسارات العمل في قسم التحول والتمكين الرقمي، والتي تشمل البنية التحتية الرقمية وإدارة البيانات، والخدمات الرقمية الحكومية، ومنصة سند، والهوية الرقمية والأمن الرقمي، والربط وتبادل البيانات بين الحكومات.

وحضر الاجتماع عدد من الوزراء المعنيين، ومدير مكتب سمو ولي العهد.

المصدر (بترا)

أمنية أول مشغل اتصالات في الأردن يطلق خدمة الوصول الآمن للشبكة (SASE) بالشراكة مع فورتينت  

في خطوة نوعية تعزز مكانتها كشركة رائدة في مجال الاتصالات وحلول تكنولوجيا المعلومات، وقعت شركة أمنية مذكرة تفاهم مع شركة فورتينت (Fortinet)، الشركة العالمية الرائدة في حلول الأمن السيبراني تقوم على التعاون المشترك لإطلاق خدمة الوصول الآمن للشبكة (Secure Access Service Edge – SASE) في السوق الأردني، وبذلك تعتبر شركة أمنية أول مزود محلي للخدمة في الأردن.

وبإطلاق هذه الخدمة، ستضع شركة أمنية معايير جديدة لحلول إدارة الشبكة و الوصول الآمن لها في المملكة، وتساهم بشكل فاعل في تعزيز بيئة الأعمال في الأردن، حيث توفر للمؤسسات خدمات متطورة تساعدها في إدارة الشبكات الداخلية والخارجية (Managed SD-WAN and SD-Branch Services) من خلال منصة موحدة، وإدارة الشبكة اللاسلكية – الواي فاي (Managed Wi-Fi Service)، فضلاً عن استجابتها للتطورات المتسارعة في عالم التحول الرقمي، خصوصاً مع الاعتماد المتزايد على الخدمات السحابية والعمل عن بُعد، وبالتالي تأمين الوصول للتطبيقات بشكل أمن (Zero Trust Network Access – ZTNA)، بالإضافة لمواجهة التهديدات الإلكترونية بكفاءة ومرونة، مما يفرض الحاجة إلى حلول أمنيّة متكاملة وقابلة للتكيّف مع بيئات العمل الحديثة.

وفي هذا السياق، قال رئيس دائرة قطاع الأعمال في شركة أمنية إياد جبر: “متحمسون للتعاون مع فورتينت في هذه الرحلة الفريدة من نوعها، والتي بدورها تُرسّخ مكانة شركة أمنية كأول مُزوّد لخدمة الوصول الآمن للشبكة (SASE) في الأردن، مما يُمكن المؤسسات من جميع القطاعات من الاستفادة من هذه الحلول المتقدمة التي تُعدّ ضرورية في المشهد الرقمي اليوم. ومن خلال هذا الخدمة، نوفر لعملائنا مستوى غير مسبوق من ادارة موثوقة و بسيطة لعناصر الشبكة، إلى جانب الوصول الأمن للشبكة، مما يتيح لهم التركيز على تنمية أعمالهم بثقة واطمئنان، وبتعاون الشركتين الرائدتين نضع معياراً جديداً للأمن والاتصال في المملكة.”

من جانبه، أكد نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا في فورتينت، آلان بينيل على أهمية هذه الشراكة مع شركة أمنية، وقال: “بفضل هذه الخدمة، ستتمتع الشركات من عملاء أمنية في الأردن بمستوى عالٍ من الأمان والتحكّم، ما يعزز كفاءتها التشغيلية ويدعم قدرتها على التوسع بأمان وثقة. هذه الشراكة تعكس التزامنا بتوفير أحدث التقنيات للمؤسسات في المنطقة، ونفخر بأن نكون شركاء استراتيجيين مع شركة أمنية لدعم جهودها في إيجاد مستقبل أكثر أمانا لعملائها.”

وتُعد خدمة الوصول الآمن للشبكة (SASE) من فورتينت حلاً متطوراً يجمع بين وظائف الشبكات والأمن السيبراني في منصة واحدة تعتمد على السحابة، مما يمنح المؤسسات رؤية أوسع لإدارة شبكتها، وتحكما أكثر دقة، وحماية متكاملة ضد الهجمات الإلكترونية، دون التأثير على أداء الشبكة أو تجربة المستخدم، فيما توفر هذه الخدمة من شركة أمنية الحماية المتكاملة والمتطورة بفضل التقنيات المتقدمة التي توفرها مثل جدران الحماية الذكية، وبوابات الويب الآمنة، وتقنيات الوصول الشبكي بدون ثقة (ZTNA) ، مما يعزز مستوى الأمان ويحد من المخاطر الإلكترونية، كما تضمن الخدمة أداءً محسّناً من خلال التوجيه الذكي لحركة البيانات وأولوية الاتصال بالتطبيقات الأكثر أهمية، ما ينعكس على تجربة المستخدم بشكل مباشر.

بالإضافة إلى ذلك، تتيح هذه الخدمة للمؤسسات والمؤسسات توسيع نطاق استخدامها بسهولة بما يتناسب مع احتياجاتها المتغيرة، سواء للعاملين داخل مكاتبها أو عن بُعد. كما تتميز بدعم محلي متخصص، حيث تقدم شركة أمنية استجابة سريعة وحلولاً مصممة خصيصاً للمؤسسات الأردنية من القطاعين العام والخاص، مما يعزز كفاءة الخدمة ويساهم في تحسين تجربة العملاء.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الخدمة تعكس التزام شركة أمنية بتوفير الخدمات التي من شأنها تعزيز المشهد للتحول الرقمي في الأردن، حيث تأتي الشراكة مع فورتينت لتقديم حلول متطورة تدعم المؤسسات في مجال الوصول الآمن و أمن الشبكات.

الإنترنت والرقمنة يوسعان حصة العمل الحر في الاقتصاد الوطني

في العصر الرقمي الذي نعيشه أصبح العمل الحر “فري لانس” من الظواهر المتزايدة التي تغير طريقة العمل التقليدية، فمع التطورات التكنولوجية وانتشار استخدام الإنترنت، أصبح من السهل للأفراد تقديم خدماتهم من أي مكان في العالم، مما يفتح آفاقًا جديدة لسوق العمل الأردني وفقا لما أكد عليه خبراء. 

وفرق الخبراء بين مفهومين متقاربين أسهمت الرقمنة والإنترنت في انتشارهما لا سيما بعد جائحة كورونا، وهما “العمل الحر” الذي يعرف بأنه نمط عمل يعتمد على تقديم خدمات أو تنفيذ مشاريع بشكل مستقل دون الالتزام بوظيفة دائمة مع جهة معينة. يعتمد على التعاقد مع عملاء أو شركات لتنفيذ مهام محددة مقابل أجر يتم الاتفاق عليه مسبقًا ويسمى العامل بها المفهوم العامل المستقل.

لكن الخبراء أكدوا أن ثمة تحديات تواجه “العمل الحر” منها تحديات عدم الاستقرار المالي والتحديات القانونية والضريبية والتنافس الشديد بين العاملين المستقلين في مختلف دول العالم، فضلا عن غياب الامتيازات الوظيفية للعامل المستقل.

أرقام البطالة والإنترنت

ووفقا للأرقام الرسمية انخفض معدل البطالة في الأردن إلى 21.4 % العام الماضي مقارنة مع 22 % في العام الذي سبقه حيث بلغ معدل البطالة لدى الذكور 18.2 % خلال عام 2024 مقابل 32 % للإناث.

ومن جهة أخرى تظهر آخر الأرقام الرسمية أن عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن تجاوز 10.7 مليون مستخدم، وبأن عدد مستخدمي الهواتف الذكية قد تجاوز 8.3 مليون مستخدم، وهي الأدوات التي تسمح وتسهل عملية العمل الحر والعمل عن بعد.

ثورة في سوق العمل

وقال ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الاردن المهندس هيثم الرواجبة بانه ينظر اليوم إلى العمل الحر والعمل عن بعد على أنهما “ثورة في سوق العمل”، حيث يتيحان للأفراد فرصة تحقيق الاستقلالية المهنية والمالية.

وبين الرواجبة إلى أن هذا النموذج كان في الماضي محدود الانتشار بسبب الاعتماد على الوظائف التقليدية، ولكن مع تطور التكنولوجيا وانتشار الإنترنت وزيادة الوعي، أصبح العمل الحر جزءًا أساسيًا من الاقتصاد الرقمي، لافتا الى ان العديد من الشركات والحكومات بدأت بتبني العمل عن بعد كجزء من سياساتها، خاصة بعد جائحة كورونا التي سرّعت من تقبل هذا النموذج.

التقنيات الحديثة والعمل الحر

وأكد الرواجبة أن ثمة أسبابا سهلت انتشار ثقافة العمل الحر أهمها تطور وسائل التواصل السهل والسريع، حيث وفرت الإنترنت إمكانية الوصول إلى العملاء من مختلف دول العالم.

وأكد بأن انتشار وتنوع وتطور المنصات الرقمية العالمية والعربية التي تعمل على ربط أصحاب المشاريع والأعمال بالأفراد العاملين المستقلين بسهولة مثل “مستقل” و “خمسات” و “اب وورك” وغيرها من المنصات قد ساعد في انتشار ثقافة العمل الحر.

وعلى صعيد متصل أشار الرواجبة إلى أهمية التطور التكنولوجي وتطور استخدام الأدوات السحابية والتطبيقات مثل “زووم” و “سلاك” وغيرها من التطبيقات التي تسمح بتقديم خدمات الاجتماعات المرئية والتواصل المهني والتي كان لها دور أيضا في تسهيل العمل والتعاون عن بعد، فضلا عن أهمية تطور أدوات الدفع الإلكتروني الفوري ومنصات الدفع الإلكتروني العالمية مثل “بييه باال” والمعاملات البنكية الدولية التي سهلت عمليات الدفع للعاملين المستقلين حول العالم.

فوائد العمل الحر للشباب

ويرى الرواجبة بان العمل الحر يعود بفوائد متعددة وكثيرة على الشباب والعاملين في هذا المجال كونه يعد فرصة لكسب المال دون الحاجة إلى رأس مال كبير، وحرية اختيار المشاريع والعملاء وساعات العمل.

وأشار إلى فوائده للشباب بما يتيحه من فرص لتطوير المهارات الشخصية والمهنية بشكل مستمر، وإمكانية العمل من أي مكان في العالم.

وأما بالنسبة للحكومات فقد أكد الرواجبة بأن أهميته تكمن في تقليل معدلات البطالة، خاصة بين الشباب والخريجين، وتحقيق عوائد اقتصادية عبر الضرائب من العاملين المستقلين.

وأشار إلى أهميته في تعزيز الاقتصاد الرقمي وتقليل الاعتماد على الوظائف التقليدية، وفي مجال دعم رواد الأعمال من خلال خلق بيئة مرنة للعمل.

ومن جانبه أكد خبير إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي رامي الدماطي ‏بان شركات القطاع الخاص تحصل أيضا على فوائد من تطبيق مفهوم العمل الحر منها تقليل التكاليف التشغيلية، حيث يمكن للشركات توظيف مستقلين لتنفيذ مشاريع مؤقتة بدلاً من توظيف موظفين دائمين، والوصول إلى مهارات متنوعة، فالعمل مع مستقلين يتيح للشركات الاستفادة من خبرات متعددة دون الحاجة إلى توظيف دائم.

ولفت الدماطي إلى أهمية العمل الحر للشركات في زيادة الإنتاجية فالعاملون المستقلون غالبًا ما يكونون أكثر إنتاجية لأنهم يعملون على مشاريع محددة ولديهم حوافز لإنجازها بسرعة وكفاءة.

تحديات العمل الحر

ورغم ما يوفره مفهوم العمل الحر لكل الأطراف من فوائد، إلا أن الدماطي استعرض أهم تحدياته ومنها تحدي عدم الاستقرار المالي؛ لأن العمل الحر لا يضمن دخلًا ثابتًا مثل الوظائف التقليدية، مما قد يجعل بعض المستقلين يعانون من فترات بدون عمل.

وأكد على التحديات القانونية والضريبية لأن العديد من الدول لا توفر قوانين واضحة تنظم العمل الحر، مما قد يعرض المستقلين لمشاكل قانونية أو صعوبة في التعامل مع الضرائب، مشيرا إلى تحدي غياب الامتيازات الوظيفية لأن العمل الحر لا يوفر مزايا مثل التأمين الصحي، الإجازات المدفوعة، أو التقاعد، مما يجعل الاستقلال المالي تحديًا كبيرًا.

وأشار الدماطي إلى تحدي التنافس الشديد بسبب الطبيعة المفتوحة لسوق العمل الحر، حيث يواجه المستقلون منافسة قوية من محترفين حول العالم، مما يجعل من الصعب أحيانًا الحصول على مشاريع جيدة وتحدي الحاجة إلى الانضباط الذاتي لأن العمل الحر يتطلب تنظيمًا عاليًا وإدارة ذاتية للوقت والمشاريع، وهو أمر قد يكون صعبًا على البعض.

وجهة نظر وزارة العمل

الناطق الرسمي باسم وزارة العمل محمد الزيود أكد لـ “الغد” أهمية التفريق بين مفهومي العمل الحر والعمل المرن أو العمل عن بعد، فالعمل الحر يقوم به شخص يعمل لحسابه دون تبعية أو إشراف في إطار ما يسمى بعقد المقاولة وهو لا يندرج تحت مظلة قانون العمل.

في المقابل قال الزيود بان العمل المرن يعرف بأنه عمل فيه تبعية وإشراف وأجر بأوقات دوام مرنة ويحكمه نظام أصدرته الوزارة سابقا.

وبين أن انطباق قانون العمل لحفظ حقوق كلا الطرفين صاحب العمل والعامل يتطلب توافر ثلاثة شروط أساسية وهي التبعية لشركة أو مؤسسة والإشراف والأجر المنتظم، وهي شروط لا تتوافر كاملة في مفهوم العمل الحر.

فرصة لتخطي البطالة

ويرى الخبير في مجال التقنية الدكتور حمزة العكاليك بأنه رغم التحديات يعتبر العمل الحر مفهوما مهما بعد أن أصبح جزءاً أساسياً من الاقتصاد الأردني خاصة بعد جائحة كورونا التي كسرت الحواجز النفسية والتقنية فرغم التحديات التشريعية والبنية التحتية، معتبرا بأن هذا النمط “فرصة ذهبية” للشباب لتخطي البطالة وللاقتصاد لتنويع موارده ويحتاج النجاح إلى تعاون بين الحكومة (تحسين التشريعات) القطاع الخاص (تبني نماذج مرنة) والأفراد (تنمية المهارات الرقمية).

قبول متزايد لثقافة العمل الحر

وأضاف العكاليك أنه فيما يتعلق بالنظرة المجتمعية وانتشار ثقافة هذا النوع من العمل فان هناك قبولا متزايد لهذا النوع من العمل فقبل الجائحة، حيث كانت النظرة التقليدية تُفضل الوظيفة الثابتة لكن ارتفاع البطالة دفع الكثيرين إلى تبني العمل الحر كبديل.

وأكد بأن لجائحة كورونا تأثيرا كبيرا في هذا المجال حيث فرضت الإغلاقات تبني العمل عن بعد في القطاعين العام والخاص، مسترشدا باستطلاع محلي أظهر أن 60 % من الشركات الأردنية بدأت تعتمد نماذج عمل مرنة بعد 2020.

العمل مع شركات عالمية

وقال العكاليك بأنه قد نتج عن هذا التغيير الثقافي في طبيعة علاقة العامل بمكان العمل أن أصبح العمل عن بعد والعمل الحر مقبولاً اجتماعياً خاصة مع نجاح الكثيرين في تحقيق دخل مستقر عبر الإنترنت، لافتا إلى أهمية هذا النوع من العمل كونه يساعد الشباب على تخطي مشكلة البطالة وخلق فرص ذاتية وتنمية مهارات مستقبلية مثل إدارة الوقت والتسويق الذاتي.

وأكد أهمية هذا المفهوم في خلق فرص للشباب للعمل مع شركات عالمية دون مغادرة الأردن، كما أنه يساعد شريحة النساء على الانخراط في سوق العمل بتوازن بين الحياة العملية والأسرية.

وأضاف العكاليك أنه في الحالة الأردنية اتخذت العديد من الخطوات نحو التحسين في قانون العمل ليعالج العمل عن بعد.

ويرى العكاليك أن من التحديات التي تواجه العمل الحر التشريعات غير الكافية فهناك غياب قانون واضح ينظم العمل الحر ويضمن حقوق العاملين (مثل الضمان الاجتماعي)، وضعف البنية التحتية فيما يتعلق بسرعة الإنترنت الذي يعتبر غير مستقر في بعض المناطق الريفية، مما يعيق العمل الحر والعمل عن عن بعد، وضعف ثقافة الثقة لدى بعض أرباب العمل، إذ لا يثقون بإنتاجية الموظف عن بعد، فضلا عن تحدي نقص التدريب حيث محدودية البرامج التي تؤهل الشباب لسوق العمل الرقمي.

المصدر الغد

إستراتيجية محطات المستقبل تلتزم بتدريبات المهارات الرقمية

اعلنت الحكومة مؤخرا، أنها ملتزمة بتقديم دورات تدريبية منتظمة وبأسعار تشجيعية وحوافز للمواطنين والمجتمعات المحلية، من خلال مبادرة “محطات المستقبل”.

وأكدت الحكومة في الاستراتيجية الوطنية لمحطات المستقبل، أنها ستعمل على صوغ برامج تدريبية على المهارات الرقمية والحياتية تتوافق واحتياجات كل فئة من فئات المجتمع والمجتمعات المحلية في المحافظات، وضمن ثلاثة مستويات ( مبتدئ ومتوسط ومتقدم)، إضافة إلى إيجاد آلية تسعير تشجيعية وواضحة ومناسبة، تراعي الفروقات في المجتمع.

وقالت الحكومة في الاستراتيجية المقرة من قبل مجلس الوزراء: “إنها تنظر إلى موضوع امتلاك المهارات الرقمية للأفراد على قدر كبير من الأهمية مع التحول الذي نشهده في رقمنة مختلف القطاعات، وفي مجال التحول إلى الاقتصاد الرقمي.

“وستقدم الحكومة هذه الدورات التدريبية على المهارات الرقمية من بين 9 خدمات رئيسة تنوي الحكومة تقديمها من خلال محطات المستقبل، التي كانت تعرف سابقا بمحطات المعرفة البالغ عددها 150 محطة منتشرة في مختلف محافظات المملكة، لتحقيق رؤية عامة مفادها” “تمكين المجتمع المحلي رقميا ليواكب التطورات واحتياجات سوق العمل، ويسهم في بناء اقتصاد رقمي متكامل من خلال محطات المستقبل”.

وقالت الحكومة في الاستراتيجية ضمن محور الدورات التدريبية: “إن التطور الهائل في التقنية الرقمية والثورة الصناعية الرابعة، أوجبت على الحكومات ضرورة مواكبتها لتحقيق الاستفادة المثلى منها وتسخيرها لتحسين كفاءة الأداء، ورفع الإنتاجية وتحقيق الرفاه للمواطنين والمساهمة في رفع الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي دفع عجلة النمو الاقتصادي إلا أنه ولمواكبة تلك التطورات والاستفادة منها على المستوى المحلي، يتوجب على الأفراد امتلاك المهارات والقدرات التقنية والرقمية اللازمة لذلك.

وقالت الاستراتيجية إن الحكومة ترى ضرورة تقديم برامج تدريبية متخصصة تتوافق مع احتياجات كل فئة لتمكينها من استثمار التقنية بفعالية، وتعزيز المشاركة في الاقتصاد الرقمي.

المصدر الغد